ندوة الصحافة الثقافية وصناعة الوعي بالثقافة في الظفرة للكتاب
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
البوابة - نظم مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن برنامجه الثقافي في مهرجان الظفرة للكتاب 2023، ندوة بعنوان "الصحافة الثقافية وصناعة الوعي بالثقافة".
ندوة "الصحافة الثقافية وصناعة الوعي بالثقافة" في الظفرة للكتابمركز أبوظبي للغة العربية
استضاف المركز خلال الندوة كلًا من الإعلاميين المخضرمين عبد الحميد أحمد، رئيس تحرير صحيفة "جلف نيوز"، وعلي عبيد الهاملي وهو كاتب وإعلامي معروف شغل عدة مناصب في أكثر من مؤسسة إعلامية، تحدثا فيها عن واقع الصحافة الثقافية اليوم في ظل ما آلت إليه الصحافة الورقية من تراجع رافقه انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في حوار مفتوح مع الجمهور أدارته الدكتورة برلنت قابيل رئيس قسم البرامج في مركز أبوظبي للغة العربية.
وقدمت الندوة، التي أقيمت مساء أمس الأول على مسرح الحديقة العامة في مدينة زايد، معلومات قيّمة حول تاريخ الصحافة الثقافية، وأبرز أسمائها في العالم العربي، وكيف ساهمت في رفع الوعي لدى جمهور القراء.
وقال عبد الحميد أحمد إن رؤساء التحرير كانوا يشكلون وجدان محتوى الأخبار فيما مضى، مستشهداً بنماذج من صحف عربية معروفة كان يشغل رئاسة تحريرها أدباء فكانت الثقافة جزءاً من تكوينهم الشخصي، ومن هنا جاء الاهتمام بتأسيس الصفحات والملاحق والمجلات الثقافية وإعطاء الخبر الثقافي أهميته، وقد ورث الجيل الثاني من رؤساء التحرير الاهتمام بالثقافة ولو لم يكونوا من الوسط الثقافي، فيما تغير هذا الأمر حالياً.
انخفاض المستوى الثقافي وتراجع أعمال الأدباء
وبالحديث عن انخفاض المستوى الثقافي على مواقع التواصل الاجتماعي، لفت عبد الحميد إلى أن السبب هو تراجع أعمال الأدباء الكبار والمهمين فبعضهم يُفضلون النشر الورقي، داعياً إياهم والمؤسسات الصحافية والثقافية بكافة أنواعها للتواجد والحضور القوي عليها بهدف الوصول إلى شريحة أكبر من القراء وجذبهم للثقافة، مشيراً إلى الدور الإيجابي الذي تقوم به معارض الكتب حالياً في نشر الثقافة على نطاق واسع، فهي تجذب الأطفال والشباب وتحببهم في الكتاب والقراءة، كما تطرق إلى "عروض الكتب" والتي أثبتت نجاحاً كبيراً في الغرب.
قدوة للناشئين الجدد ومعايير الكتابة
وتحدث علي عبيد الهاملي عن تأثير الصحافة الثقافية في حياته العملية فقال: "نحن الكتاب بدأنا مشوارنا من خلال الصحافة الثقافية، وكان أكبر محفز لجيلنا أن تظهر أسماءنا في الصحف، ومع أنها لم تكن متخصصة في الثقافة لكنها كانت تعنى بها بقدر ما تعنى بالسياسة والاقتصاد، وقد رأينا قامات كبيرة أسسوا مجلات ثقافية، وشكلت الثقافة بالنسبة لهم رسالة أكثر منها وظيفة". وتساءل: لكن هل ما زالت الصحافة الثقافية لها نفس القيمة لدى الجيل الجديد؟ ليجيب بالقول إن كل شاب وأديب اليوم له منصة خاصة يقدم من خلالها ما يريد، وهذا يخلق مشكلة بأنه لم تعد هناك قدوة للناشئين الجدد ومعايير للكتابة، ووجدنا كتاب كثر لا يملكون موهبة الكتابة ولا وسائلها أو اللغة المناسبة.
أزمة في الكتابة وعدم السيطرة على السوشيال ميديا
وأفاد الهاملي أن الصحافة الثقافية تواجه مشكلة كبيرة في هذا الوقت فرغم أن وسائل التواصل أصبحت متاحة للجميع، لكن هذا لم يخلق جيلًا من الكتاب والأدباء على قدر من الكفاءة التي تؤهله للمساهمة في الساحة الأدبية، ما يجعل هناك أزمة في الكتابة في العالم العربي، وربما نحتاج إلى معايير للكتابة، فنحن لا نستطيع السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يمكننا وضع معايير ولدينا نقد أدبي أيضا من خلال هذه الوسائل لنستطيع أن نقوّم الأدب وندفع به للأمام.
دور مركز أبوظبي للغة العربية على منصات التواصل
وأوضح الهاملي بأن هناك كتاب كُثر لديهم وسيلتهم في النشر الورقي، وهؤلاء هم الذين يثرون الساحة، أما النشر من خلال وسائل التواصل فهو يسيء إلى الثقافة أكثر مما يخدمها، مشيراً للحاجة إلى الملاحق الثقافية القديمة حتى لو تنشر بشكل إلكتروني.
والوسيلة الوحيدة أمام ذلك هي أن تقوم المراكز المعنية بالثقافة مثل مركز أبوظبي للغة العربية والمراكز والمؤسسات الثقافية، بدور فاعل أكبر على منصات التواصل الاجتماعي الأمر الذي سيحدث نوعاً من التوازن بين ما يُقدم في وسائل التواصل الاجتماعي، وبين ما هو مطلوب أن تكون عليه الثقافة في عصرنا الحاضر.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: ندوة اللغة العربية مركز اللغة العربية ابو ظبي مهرجان الظفرة الظفرة للكتاب التاريخ التشابه الوصف مرکز أبوظبی للغة العربیة التواصل الاجتماعی الصحافة الثقافیة وسائل التواصل من خلال
إقرأ أيضاً:
"معرض الشارقة الدولي للكتاب" يستقطب آلاف الكتّاب والناشرين حول العالم لتعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار
◄ العامري: نسعى لتعزيز التعاون الثقافي والمعرفي مع سلطنة عمان
الشارقة- فيصل السعدي
شهدت الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب إطلاق أكثر من 1500 كتاب جديد، وسط مشاركة واسعة من أكثر من 300 دار نشر إماراتية.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "نحن دائما في تحدٍ مع ذاتنا، حيث يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب هو الأول على مستوى العالم في بيع وشراء حقوق النشر لأربع سنوات متتالية، وهذا ما يلزمنا بمواكبة كل متغيرات عالم سوق النشر".
وأضاف: "يشارك في معرض الشارقة 112 دولة و2500 دار نشر، ونجاح المعرض ليس نجاحًا للإمارات وحدها بل هو نجاح لجميع الدول العربية، إذ يضم المعرض 1000 ضيف من المغرب وأكثر من 20 دار نشر مغربية، باعتبارها ضيف شرف المعرض لهذا العام، كما يقدم المعرض أكثر من 1300 فعالية، بمشاركة أكثر من 250 ضيفًا".
وتابع العامري قائلا: "نسعد ونفخر بزيارة الأشقاء من سلطنة عمان لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تعكس الزيارات مدى العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، كما نسعى إلى تعزيز التعاون الثقافي والمعرفي بين البلدين الشقيقين".
وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب إعفاء دور النشر في فلسطين ولبنان والسودان من رسوم المشاركة لهذه الدورة من المعرض.
ومن أبرز إنجازات هذه الدورة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعجم التاريخي للغة العربية، والذي يتألف من 127 مجلدًا ليضيف نحو مليوني مفردة جديدة. ويمثل هذا المشروع الضخم خطوة مهمة في توثيق وتطوير اللغة العربية، ويقدم مرجعًا شاملًا لتاريخ الكلمات وتطورها عبر العصور. وقد تم العمل على هذا المعجم بدقة وعناية من قبل فريق من اللغويين والباحثين المتخصصين.
وشهد المعرض مشاركة واسعة من دور النشر حول العالم، مما يعكس النمو المستمر في صناعة النشر في المنطقة وتُظهر التنوع الكبير في الأعمال المقدمة، من الروايات والكتب الأدبية إلى الأعمال العلمية والتقنية، كما قدمت دور النشر العديد من الفعاليات الثقافية والندوات التي جذبت الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات.
وتشارك سلطنة عمان في محفل معرض الشارقة الدولي للكتاب متمثلة في وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، حيث تعرض مجموعة واسعة من الإصدارات الثقافية والأدبية التي تعكس غنى التراث العماني وتاريخه العريق، وتأتي هذه المشاركة في إطار تعزيز التواصل الثقافي العربي والدولي، وتوطيد العلاقات الأدبية بين الكتاب والمثقفين من مختلف أنحاء العالم.
وشارك ما يزيد عن 12 دار نشر ومكتبة عمانية بعرض كتب في الأدب والتاريخ والفنون والعلوم، لتسلط الضوء على الجهود المبذولة في دعم الحركة الأدبية في السلطنة، من خلال تقديم إصدارات جديدة لكتّاب عمانيين معروفين ومواهب شابة واعدة.
وتضمن جدول الفعاليات المصاحبة للمعرض مشاركة العديد من الأسماء العمانية في تقديمها، منها الأمسية الشعرية التي نظمتها مؤسسة دارة الشعر العربي بمشاركة الشاعر يوسف الكمالي، والتي تنوعت قصائده بين الغزلية والاجتماعية والوطنية مقتطفًا من ديوانه الأول "الصادق المفضوح" وديوانه الآخر "مسائيون"، كما شاركت الدكتورة وفاء الشامسي بتقديم ورشة في أدب الطفل استمرت عدة أيام خلال المعرض.
وحرص معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام على دمج التكنولوجيا الحديثة في فعالياته، حيث تم تقديم تطبيقات ذكية تسهل على الزوار استكشاف الكتب والتعرف على مواعيد الفعاليات، كما تم استخدام تقنيات الواقع المعزز في بعض الأجنحة لعرض تجارب قراءة مبتكرة.
ومن أهداف المعرض دعم المواهب الأدبية الشابة، حيث تم تخصيص مساحة لعرض أعمال الكتّاب الناشئين، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات أدبية تهدف إلى اكتشاف وتشجيع الجيل الجديد من المبدعين.
ويستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43 لاعب كرة القدم العالمي محمد صلاح اليوم الأحد 17 نوفمبر وذلك بقاعة الاحتفالات. وسيشارك صلاح الجمهور تفاصيل رحلته إلى العالمية، ويكشف عن علاقته بالكتب ودورها في مسيرته الرياضية.
وفي أمسية تجمع بين الرياضة والمعرفة، يتحدث صلاح عن مسيرته، بدءًا من بداياته حتى النجومية العالمية، ويلقي الضوء على التحديات التي واجهها والدروس المستفادة، كما يشارك الكتب التي ألهمته وأثرت في رؤيته للحياة، ليكشف للجمهور جوانب جديدة من شخصيته تتجاوز حدود الملاعب.
ويُعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب منبرًا لتعزيز الثقافة العربية ودعم صناعة النشر في المنطقة، ومن خلال استقطابه للكتاب والناشرين من مختلف أنحاء العالم، يساهم المعرض في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار، مما يدعم الجهود نحو بناء مجتمع معرفي متكامل.