التعاون الدولي تشارك في إطلاق برنامج لتعزيز مشاركة الشباب بالعمل المناخي
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
شاركت وزارة التعاون الدولي، مبادرة الأمم المتحدة «جيل بلا حدود»، في إطلاق برنامج النمو الأخضر، الذي يستهدف تمكين 10 ملايين شاب وتنمية مهاراتهم وتعزيز مشاركتهم في العمل التطوعي لتعزيز النمو الأخضر وتشجيع فرص العمل وريادة الأعمال، من خلال الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وذلك على مدار السنوات الثلاثة المقبلة حتى عام 2025؛ جاء ذلك خلال قمة Rewired Summi، التي تم تنظيمها خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP28بالإمارات العربية المتحدة، وذلك الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ووزير العمل والتوظيف والبيئة الهندي، شري بهوبندر ياداف، والدكتور كيفن فراي، الرئيس التنفيذي لمبادرة الأمم المتحدة «جيل بلا حدود»، وغيرهم من مسئولي الجهات الدولية ومسئولي القطاع الخاص.
وفي كلمتها أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أن إطلاق مبادرة "النمو الأخضر" بمشاركة العديد من الأطراف المعنية من شركاء التنمية والقطاع الخاص والحكومات، يعكس أهمية العمل المشترك من أجل تعزيز العمل المناخي، كما يعكس أهمية تمكين الشباب باعتبارهم عناصر رئيسية في مكافحة التغيرات المناخية وتهيئة بيئة أفضل.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي تؤثر على عالمنا اليوم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى كافة الأصعدة سواء قطاعات المياه أو الأمن الغذائي، مضيفة في ذات الوقت أن التغيرات المناخية لا تؤثر على كافة الفئات بشكل متساوي وتشير الدراسات الدولية إلى أن الشباب والمرأة من أكثر الفئات التي تتأثر بشكل كبير بتلك التغيرات.
ولفتت إلى أن الشباب رغم تأثرهم بالتغيرات المناخ، فهُم أيضاً مساهمين في مكافحة العمل المناخي، باعتبارهم وكلاء للتغيير ورواد أعمال ومبتكرين، سواءً من خلال التعليم أو العلم أو التكنولوجيا، ويقوم الشباب بتكثيف جهودهم واستخدام مهاراتهم لتسريع العمل المناخي.
وتابعت قائلة "في ضوء تلك التحديات فإن مبادرة «جيل بلا حدود» تعتبر منصة دولية هامة تجمع بين كافة الأطراف المعنية سواء الحكومات، أو شركاء التنمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، بهدف تمكين الشباب وإشراكهم في العمل المناخي، وتعزيز جهود تبادل الخبرات والمعرفة بما يتماشى مع الأولويات والمبادرات الاستراتيجية".
وأشادت بالجهود التي يقوم بها فريق عمل منظمة اليونيسيف ومبادرة جيل بلا حدود، لإطلاق برنامج النمو الأخضر، متطلعة إلى أن يقوم البرنامج بالتأثير على المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء العالم وتمكين ملايين الشباب لمواجهة أزمة المناخ من خلال الركائز الثلاثة للبرنامج وهي العمل التطوعي، والدعوة، والمهارات والتوظيف وريادة الأعمال.
وذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن الحكومة المصرية تؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية إشراك وتمكين الشباب في العمل المناخي، ولذلك فقد أطلقت بالتعاون مع الأمم المتحدة، النسخة المصرية من مبادرة جيل بلا حدود تحت مسمى «شباب بلد»، التي تعمل على تمكين الشباب من خلال 5 محاور وهي التدريب والتوظيف، والتعليم، واكتساب المهارات، والتحول الرقمي، والمشاركة الإيجابية، منوهة بأن تلك الأولويات تتقاطع مع العمل المناخي في كافة المحاور.
في سياق متصل عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، اجتماعًا ثنائيًا مع السيد كيفين فري، الرئيس التنفيذي لمبادرة الأمم المتحدة «جيل بلا حدود»، حيث شهد اللقاء مناقشة زيارة السيد فري، لمصر خلال الأسبوع الماضي، لمتابعة تنفيذ مبادرة «شباب بلد»، والقرارات التي نتجت عن الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري للمبادرة الذي عقد مؤخرًا بوزارة التعاون الدولي، لتدشين أكاديمية مبادرة شباب بلد التي تعزز التدريب واكتساب المهارات والتوظيف وفرص رياد الأعمال، وكذلك مجموعات العمل الخمسة المعنية بأهداف المبادرة.
وفي وقت سابق من العام الجاري، عُقد المجلس الاستشاري للمبادرة الدولية للأمم المتحدة في مصر «شباب بلد»، اجتماعه الثاني، برئاسة كل من الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وإيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، لمناقشة عدة موضوعات يأتي في مقدمتها تشكيل التحالف التنفيذي للمبادرة ومجموعات العمل، وإقرار الآليات المتبعة للانضمام لـ "شباب بلد"، وبعض البرامج الرئيسية المقترحة للمبادرة التى تهدف لمساعدة الشباب للانتقال من مرحلة التعلم لمرحلة العمل والكسب.
جدير بالذكر أن مبادرة "شباب بلد"، هي النسخة المصرية من مبادرة الأمم المتحدة "جيل بلا حدود" Generation Unlimited، التي أطلقتها في أكثر من 54 دولة حول العالم، بهدف دعم الشباب وتمكينهم في مجالات التعليم والتوظيف وريادة الأعمال والمشاركة الاجتماعية، وتطمح أن تكون المنصة الوطنية المستدامة للشركاء متعددي الأطراف الذين يعملون معاً، لضمان أن يكون جميع الشباب في مصر الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا إما مسجلين في التعليم، أو لديهم المهارات الكافية للتوظيف، أو لديهم فرص ريادة أعمال، ويشاركون بشكل إيجابي في المجتمع بحلول عام2025.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة التعاون الدولي النمو الأخضر الأمم المتحدة مبادرة الأمم المتحدة وزیرة التعاون الدولی العمل المناخی تمکین الشباب النمو الأخضر شباب بلد من خلال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام في مثل هذا اليوم 24 أبريل، ولا يمكن اختزال مفهوم التعددية في كونه مجرد بديل للثنائية أو الأحادية في العلاقات الدولية، ولا في كونه تعاوناً بين ثلاث دول أو أكثر. فالتعددية، في جوهرها، تعبر عن توافق سياسي نابع من منظومة قيم ومبادئ يتشارك فيها الفاعلون الدوليون.
هي ليست ممارسة طارئة، ولا مجرد تكتل عابر، بل مسار من التعاون يقوم على التشاور، والانفتاح، والتضامن. كما تعتمد على إطار من القواعد التي صيغت جماعياً لضمان استمرارية التعاون وفعاليته، وتُطبّق هذه القواعد بالتساوي على جميع الأطراف، مما يرسّخ مبدأ التوازن بين الحقوق والمسؤوليات.
ومن هنا، تصبح التعددية أسلوباً فعّالاً لتنظيم التفاعل بين الدول ضمن نظام دولي مترابط، لا يستقيم إلا بتوزيع عادل للأعباء والمهام.
التعددية في السياق التاريخي
ورغم أنّ التعددية أصبحت عنصراً راسخاً في هيكل النظام الدولي الحالي، فإن فهمها لا يكتمل إلا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتأمل تطورها ضمن شبكة العلاقات الدولية.
في قمة المستقبل التي استضافتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2024، جدد قادة العالم التزامهم بمسار التعددية، مؤكدين تمسكهم بقيم السلام، والتنمية المستدامة، وصون حقوق الإنسان. وفي ظل عالم يزداد ترابطاً، باتت التعددية والدبلوماسية أدوات لا غنى عنها لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه البشرية.
تمثل الأمم المتحدة النموذج الأبرز للتعددية الحديثة. فميثاقها التأسيسي لا يقتصر على تحديد هياكل المنظمة ووظائفها، بل يشكّل مرجعية أخلاقية للنظام الدولي المعاصر. وقد وصفه الأمين العام أنطونيو غوتيريش في تقريره لعام 2018 بأنه “البوصلة الأخلاقية” التي توجه العالم نحو السلام، وتصون الكرامة، وتعزز حقوق الإنسان وسيادة القانون.
ويؤكد الميثاق على أهمية التنسيق بين الدول لاتخاذ إجراءات جماعية فعّالة للحفاظ على الأمن، وتعزيز علاقات ودية قائمة على المساواة واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات.
شهدت التعددية تطوراً ملحوظاً منذ عام 1945، إذ ارتفع عدد الدول الأعضاء من 51 إلى 193، بالإضافة إلى مشاركة أوسع من قبل المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، حيث تحظى أكثر من ألف منظمة بصفة مراقب في الأمم المتحدة.
وقد أثمرت هذه التعددية عن إنجازات كبيرة، بدءاً من القضاء على أمراض خطيرة مثل الجدري، وصولاً إلى توقيع اتفاقيات دولية للحد من التسلّح، والدفاع عن حقوق الإنسان. ولا تزال جهود التعاون ضمن إطار الأمم المتحدة تُحدث فارقاً ملموساً في حياة ملايين البشر يومياً.
تأسست الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار مآسي النزاعات، حيث شدّد ميثاقها على أهمية تسوية الخلافات بطرق سلمية.
ورغم أن الدبلوماسية الوقائية قد لا تحظى دوماً بالاهتمام الإعلامي، فإنها تظل أداة أساسية لمنع الأزمات ومعالجة أسبابها الجذرية قبل تفاقمها.
في سبتمبر 2018، أعاد قادة العالم تأكيد التزامهم بالتعددية خلال اجتماعات الجمعية العامة، وتبع ذلك حوار رفيع المستوى في أكتوبر من نفس العام حول تجديد هذا الالتزام. وفي ديسمبر 2018، تبنت الجمعية العامة القرار رقم A/RES/73/127، معلنة 24 نيسان/أبريل يوماً دولياً للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام، وداعية الدول والمؤسسات حول العالم إلى إحياء هذا اليوم وزيادة الوعي بأهمية التعددية كنهج يضمن الأمن والاستقرار والعدالة في العالم.