لوموند: إسرائيل حولت حق الدفاع عن النفس لحق تدمير كل شيء
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قالت صحيفة لوموند إن الولايات المتحدة المعزولة، ضمنت، برفضها مشروع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، استمرار العقاب الذي تفرضه إسرائيل على شعب بأكمله، ليتواصل الروتين المروع في غزة، بمزيد من القتلى والجرحى والدمار دون أمل في رؤية النهاية.
وأشارت الصحيفة في افتتاحية لها، إلى أن حق الدفاع عن النفس أصبح هو الحق في تدمير كل شيء، منذ أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل تواجه "حيوانات بشرية" وأنها "ستعمل على هذا الأساس".
وتحولت نتائج الإستراتيجية الرامية إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الآن –حسب الصحيفة- إلى الموت في كل مكان، والمستشفيات التي تقصف، والعوز وتجويع مئات الآلاف من البشر.
وقالت، في افتتاحيتها التي اختارت لها عنوان: "إسرائيل التائهة في مذبحة غزة"، إن الفلسطينيين يدفعون كالماشية بأوامر إسرائيلية من جزء من قطاع غزة إلى آخر، وصرخات رؤساء وكالات الأمم المتحدة الذين يبذلون، رغم الازدراء الإسرائيلي، جهودا مثيرة للإعجاب وإن تردد صداها في الفراغ.
ورأت لوموند أن هذه المذبحة غير المسبوقة ليس لها ما يبررها لأن النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن لا تزال بعيدة عن الهدف المعلن بالقضاء على حماس، مشيرة إلى أن خسارة إسرائيل في هذه الحرب، ليست مفاجأة، لأنها انعكاس لانحرافها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، منذ أن مزقت نفسها على أساس عقدها الاجتماعي بدل القانون، في ظل اعتداءات التيار المتطرف الذي ينخرها منذ أكثر من نصف قرن، خاصة أن الولايات المتحدة لا تحمي إسرائيل من نفسها.
وختمت الصحيفة بتبرير ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة استخدامهم حق النقض ضد وقف إطلاق النار، بأن مثل هذه الهدنة "ستزرع بذور حرب مستقبلية"، متسائلة هل تصدق واشنطن أن استمرار القنابل التي تزود بها إسرائيل في الهطول على غزة دون حماية المدنيين، يمكن أن ينتج غير الكراهية التي لا تنطفئ على هذه الأرض الدامية؟
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة
قال عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي، إن الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة، شكلت التكوين العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، منذ الرئيسين فرنكلين روزفلتوهاري ترومان. الاتحاد السوفياتي كان القوة الوحيدة التي شكلت المقارع السياسي والعسكري لأميركا، وبعد انهياره انفردت الولايات المتحدة، بالتحكم في القراراتالدولية الأكثر أهمية.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن “موازين القوة في عالم اليوم، تتحرك ببروز قوى شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة
كبيرة أخرى، وفي مقدمتها الصين الشعبية التي حققت تقدماً اقتصادياً هائلاً، ولها وجود منافس للولايات المتحدة وأوروبا. التقارب الصيني – الروسي والكوري الشمالي،له فاعليته الكبيرة التي ستسهم في إعادة رسم خريطة القوة العالمية”.
وتابع قائلاً “الرئيس دونالد ترمب سيهزُّ كثيراً من المسلمات السياسية والاقتصادية، التي عاش فيهاالعالم وتعايش معها لسنوات طويلة، دعا إلى ضم كل من كندا وغرينلاند إلى بلاده، وهدد بالهيمنة على قناة بنما، وغيَّر اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا. لا نستبعدأن يكون الرئيس الأميركي الثالث، الذي يضع بصمات جديدة على خريطة العالم، بعد الرئيسين روزفلت وترومان، اللذين رسما خريطة العالم في القرن العشرين، وفرضاالسيطرة الأميركية على اليابان بعد ضربها بالقنبلة الذرية، وعلى كوريا الجنوبية، وأوروبا الغربية، كما فرضت الولايات المتحدة نمطيها السياسي والاقتصادي على هذه الدول”.