ميديا بارت: إسرائيل تسعى لقتل الصحفيين كي لا يوثقوا جرائمها
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قال موقع ميديا بارت إن رئيس اتحاد الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، تحدث في باريس عن أهمية عمل زملائه الصحفيين في إطلاع العالم على الوضع في قطاع غزة، ووصف الجحيم الذي يعيشون فيه والخطر الذي يعرضون له أنفسهم من أجل التغلب على الحصار الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل عليهم وهي ترتكب جريمتها المعلوماتية في غزة.
وأوضح الموقع الفرنسي -في تقرير بقلم يونس ابزوز- أن ناصر أبو بكر الذي يقوم بجولة أوروبية لتنبيه الرأي العام الدولي إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الصحفيون في غزة والضفة الغربية، ذكر بأن "غزة كان بها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 200 صحفي، واليوم لا يوجد أي منهم تقريبا، حيث قتل 63 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام، 56 من بينهم في غزة.
وقال المراسل المصور معتز عزايزة، الذي يوثق كل يوم على إنستغرام الحياة المروعة للمدنيين المحاصرين في غزة "إنه يتعرض للتهديد بانتظام بالقتل والاعتقال، يستقبل مكالمات ورسائل مجهولة المصدر"، تماما كما يتعرض الصحفيون الفلسطينيون العاملون في الضفة الغربية للتهديد من قبل المستوطنين وأفراد قوات الأمن الإسرائيلية.
دولة تتهرب من التزامها
ويعتقد الصحفيون في فلسطين -كما يقول ناصر أبو بكر- أن عملهم ضروري لإبقاء العالم مطلعا على الوضع الإنساني في غزة، رغم العقبات التي لا تعد ولا تحصى، حيث ليس لديهم ماء ولا كهرباء، واتصالهم بالإنترنت محدود للغاية، وأشار إلى أنه عندما يتواصل معهم يقولون له "ما زلنا على قيد الحياة".
وأضاف: "إنهم ينتظرون الموت ويتساءلون من سيكون التالي، لكنهم يصرون على مواصلة عملهم، فمن ذا غيرهم سيوثق الجرائم الجماعية والتطهير العرقي الذي يعيشه شعبنا؟ إسرائيل تريد قتل الصحفيين لأنهم يشهدون على جرائمها".
وفي مواجهة هذه الأزمة المزدوجة الإنسانية والإعلامية، حث ناصر أبو بكر فرنسا "دولة حقوق الإنسان"، على بذل كل ما في وسعها من أجل احترام مبادئ حقوق الإنسان وتطبيقها في فلسطين، وأرسل صرخة استغاثة للشعب الفرنسي، قائلا "إنها حرب ضد الفلسطينيين وضد الإنسانية وضد حقوق الإنسان وضد القانون الدولي".
وقال دومينيك برادالي، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، وهو ينصت بذهول لمعلومات عن الثمن الذي يدفعه الصحفيون الفلسطينيون، "أنا أدافع عن حقوق الصحفيين منذ أكثر من 50 عاما، ولم يسبق لي أن رأيت دولة تقتل هذا العدد الكبير من المراسلين في مثل هذا الوقت القصير".
ناصر أبو بكر: الصحفيون ينتظرون الموت ويتساءلون من سيكون التالي، لكنهم مصرون على مواصلة عملهم، فمن ذا غيرهم سيوثق الجرائم الجماعية والتطهير العرقي الذي يعيشه شعبنا؟ إسرائيل تريد قتل الصحفيين لأنهم يشهدون على جرائمها
ورغم الأوامر الدولية بحماية الصحفيين أثناء ممارستهم لمهنتهم، أعلن الجيش الإسرائيلي لوكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية أنه لا يستطيع ضمان سلامة صحفييهما العاملين في قطاع غزة.
وعلق برادالي على ذلك بالقول: "لم نشهد قط دولة تتهرب من التزامها بحماية الصحفيين كما تفعل إسرائيل الآن"، وأضاف "في مناطق الحرب، يمكن ارتكاب انتهاكات ضد الصحفيين بين الحين والآخر، أما في غزة فهي ممنهجة".
ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين -حسب الموقع- إلى إجراء تحقيق في مقتل الصحفيين، مستنكرا الضربات "المستهدفة عمدا"، كما قدمت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين في فلسطين وإسرائيل.
والتقى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أثناء زيارته للضفة الغربية، باتحاد الصحفيين الفلسطينيين، وحث إسرائيل على احترام القانون الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ناصر أبو بکر فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تغذّي آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
محمد عبدالمؤمن الشامي
في خطوة جديدة تؤكّـد دعم الولايات المتحدة المُستمرّ للعدوان الصهيوني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن صفقة أسلحة ضخمة لاحتلال “إسرائيل” بقيمة 3 مليارات دولار، تشمل قنابل خارقة للتحصينات، معدات هدم، وجرافات عسكرية. هذه الصفقة تأتي في وقت تشهد فيه غزة والمناطق الفلسطينية الأُخرى أفظع أنواع العدوان من قبل كيان الاحتلال، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. ومع ذلك، في الوقت الذي تسارع فيه واشنطن لتسليح الاحتلال، يبقى الموقف العربي مُجَـرّد بيانات شجب، دون أي تحَرّك ملموس لوقف هذه المجازر.
الصفقة التي أقرها البنتاغون على “أَسَاس طارئ” تعكس النية الأمريكية في تعزيز قدرات الاحتلال على تدمير غزة والبنية التحتية الفلسطينية بشكل أكبر. تشمل هذه الصفقة 35،529 قنبلة زنة 1000 كغ، وهي قنابل مدمّـرة قادرة على محو أحياء سكنية بالكامل. كما تتضمن 4000 قنبلة خارقة للتحصينات مخصصة لضرب الأنفاق والملاجئ، ما يعني استهداف المدنيين في أي مكان يحاولون اللجوء إليه، إضافة إلى ذلك، تشمل الصفقة 5000 قنبلة زنة 500 كغ، مزودة بأنظمة توجيه لتوجيه القنابل التقليدية بدقة، وجرافات عسكرية بقيمة 295 مليون دولار التي كانت تستخدم في هدم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية الفلسطينية.
الصفقة تعكس سياسة أمريكية ثابتة تدعم الاحتلال بشكل غير محدود، مما يضمن له التفوق العسكري المطلق في المنطقة. الهدف الأمريكي واضح: استمرار دعم الاحتلال بلا قيود، حتى لو كان ذلك يعني قتل المزيد من الفلسطينيين. ومع ذلك، يبقى الموقف العربي بعيدًا عن التصعيد الحقيقي ضد هذه السياسة. فحتى الدول التي سبق لها أن انتقدت الاحتلال، بقيت في دائرة المواقف السلبية، منها بيانات الشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
في ظل هذه الأحداث، يظل الفلسطينيون يدفعون الثمن غاليًا. العدوان الصهيوني، الذي بدأ في 7 أُكتوبر 2023 وما يزال مُستمرّا، أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، وأدى إلى دمار هائل في غزة. ومع كُـلّ يوم يمر، تتعمق الأزمة الإنسانية، حَيثُ يعاني السكان من الحصار المُستمرّ والقصف المكثّـف.
في هذا السياق، إذَا لم تتحَرّك الدول العربية الآن على مستوى المقاطعة السياسية والاقتصادية لواشنطن، وَإذَا استمر الصمت أمام هذه المجازر، فسيظل الاحتلال ماضٍ في عدوانه، ولن تكون فلسطين وحدها التي تدفع الثمن. الدور قادم على الجميع، وحينها لن يجد العرب من يدافع عنهم، كما تركوا الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيًّا. يجب أن يكون هناك تحَرّك جاد الآن، قبل أن تجد الدول العربية نفسها في قلب العاصفة، وقد فقدت القدرة على الرد.