الخروج في البرد بشعر مبلل.. هل يجعلك مريضا؟
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
على عكس الاعتقاد الشائع، فإن الخروج في البرد بشعر مبلل لا يصيب الإنسان دائما بالأمراض، حسبما يشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وسمع الكثير منا تحذير شائع مفاده أن الخروج في البرد بشعر مبلل، قد يعرضنا للإصابة بعدة أمراض يقود البعض منها للموت، لكن ذلك يرتبط علميا بعوامل أخرى.
ونزلات البرد والأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك كوفيد-19، تسببها الفيروسات، بينما بعض التهابات الجيوب الأنفية تسببها البكتيريا.
وتنتشر هذه الجراثيم عادة عن طريق "استنشاق الرذاذ والجزيئات التنفسية الصادرة عن الأشخاص المرضى، أو الأكل أو الشرب بعدهم، أو لمس الأسطح الملوثة ثم لمس عينيك أو أنفك أو فمك".
وقال شون أوليري، رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال: "لا يمكن أن تصاب بالمرض بمجرد الخروج في البرد".
ومع ذلك، يمكن للطقس الشتوي أن يخلق بيئة أكثر ملاءمة للجراثيم، سواء داخل أو خارج أجسامنا.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن درجات الحرارة الباردة قد تساعد فيروس الأنفلونزا على البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل، وفق "دورية نيتشر".
ويمكن أن تؤثر درجات الحرارة الباردة أيضا على أجهزتنا المناعية، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالجراثيم.
وفي عام 2018، اكتشفت دراسة أن المنطقة الموجودة داخل طرف كل فتحة أنف تحتوي على مستقبلات يمكنها اكتشاف البكتيريا التي يتم استنشاقها.
وحسب الدراسة فإن الجهاز المناعي بجسم الإنسان يرسل مجموعة من الفقاعات الصغيرة، المعروفة باسم "الحويصلات"، إلى المخاط الموجود في الأنف لقتل البكتيريا قبل أن تتاح لها فرصة التسبب في العدوى.
وفي عام 2022، أشارت دراسة إلى "عملية مماثلة تحدث مع الفيروسات"، لكن عندما يبرد الأنف، قد تتعطل قدرته على أداء هذه الوظيفة.
وتتضاعف قابليتنا للإصابة بالعدوى الفيروسية تقريبا مع انخفاض درجة الحرارة، حتى بمقدار 5 درجات مئوية فقط"، كما قال بنجامين بلير، مدير الأبحاث الانتقالية لطب الأنف والأذن والحنجرة في جامعة ماساتشوستس للعيون والأذن، والذي كان المؤلف الرئيسي لكلتا الدراستين.
والانخفاض الكبير في درجة حرارة الجسم الناجم عن التعرض لفترات طويلة للبرد الشديد، يمكن أن يؤدي أيضا إلى "تثبيط الجهاز المناعي".
وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض في الشتاء، ولكن ليس لأنهم يقضون الوقت في الخارج في البرد، حيث يؤكد خبراء أن "الأمر قد يكن عكس ذلك" في بعض الحالات.
وقالت مونيكا غاندي، خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "خلال فصل الشتاء، يتجمع الناس معًا في أماكن مغلقة، حيث تكون التهوية سيئة".
وهذا القرب من أفراد الأسرة والأصدقاء خلال موسم البرد والإنفلونزا "يزيد من التعرض للفيروسات"، حسبما أشارت.
ولذلك فلا يمكنك أن تمرض بمجرد الخروج في البرد بشعر مبلل، ولكن يجب أن تكون أيضا على اتصال بفيروس مثل الأنفلونزا، على سبيل المثال.
ومع ذلك، قد تجعلك درجات الحرارة الباردة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى عندما تتعرض لبعض الجراثيم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
شتاء قاسٍ أم اعتدال؟.. كل ما تحتاج معرفته عن المرتفع السيبيري
في الأيام الأخيرة، تصاعدت التساؤلات في أوساط الرأي العام حول تأثير المرتفع السيبيري على الأحوال الجوية في البلاد، خاصة مع بداية فصل الشتاء وبدء موجات البرد، و يسعى المواطنون للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الظاهرة الجوية ومدى تأثيرها على درجات الحرارة وعلى الأنشطة اليومية.
ما هو المرتفع السيبيري؟
المرتفع السيبيري هو نظام جوي عالي الضغط يتكون فوق المناطق الباردة في سيبيريا نتيجة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة هناك. هذا النظام يدفع كتل هوائية باردة نحو مناطق واسعة تشمل شرق أوروبا والشرق الأوسط، وصولًا إلى مصر.
الظواهر الجوية المصاحبة
عادةً ما تصاحب المرتفع السيبيري رياح شمالية شرقية نشطة، مما يزيد من الشعور بالبرودة. قد تظهر بعض السحب، لكن الأمطار تكون نادرة خاصة في المناطق الداخلية، كما تزيد الفرص لتكوّن الصقيع، خاصة في المناطق الزراعية والمرتفعات، ما قد يؤثر سلبًا على المحاصيل الزراعية. في هذا السياق، أشار بعض المواطنين إلى ضرورة الاستعداد لموجات البرد، معبرين عن قلقهم بشأن تأثيراتها على الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال وكبار السن.
تحذيرات الأرصاد
أكدت هيئة الأرصاد الجوية على أهمية متابعة النشرات الجوية بانتظام للحصول على أحدث المعلومات حول تطورات المرتفع السيبيري. كما نصحت الهيئة باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة الطقس البارد.
توقعت الهيئة أن تشهد البلاد تأثيرات من المنخفض السيبيري القادم من سيبيريا، والذي يصاحبه تقلبات جوية تشمل هطول أمطار غزيرة، رياحًا قوية، وانخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة. وتشير التوقعات إلى أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تأثيرات واسعة، مثل فيضان الأنهار، تدمير المحاصيل الزراعية، وتلف المنشآت بسبب الرياح القوية التي قد تصل سرعتها إلى 60 كم/ساعة، بالإضافة إلى المشاكل الصحية الناتجة عن البرد القارس.
كيف يؤثر على مصر؟
يحد الموقع الجغرافي لمصر على البحر المتوسط من شدة تأثير الكتل الهوائية الباردة القادمة مع المنخفض السيبيري. وعند عبور هذه الكتل للبحر المتوسط، تتعدل درجات حرارتها وتصبح أقل برودة، مما يقلل من تأثيرها على مصر مقارنة بالدول الأوروبية أو الآسيوية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن تأثير المرتفع السيبيري على مصر خلال فصل الشتاء سيكون محدودًا، حيث تتأثر البلاد بكميات متنوعة من الكتل الهوائية من مصادر مختلفة.
وأضاف أن درجات الحرارة في القاهرة والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد تتراوح بين 18 و 20 درجة مئوية خلال النهار، وتنخفض ليلاً إلى حوالي 10 درجات، بينما تصل في الصعيد إلى 7 درجات. هذه الدرجات تظل ضمن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام، مما يعني أن تأثير المرتفع السيبيري على مصر ليس بالقوة التي قد تشهدها دول أخرى. ومع ذلك، تبقى المتابعة المستمرة للنشرات الجوية ضرورية للتعامل مع أي تغييرات مفاجئة.
نصائح للمواطنين
نصحت هيئة الأرصاد المواطنين بارتداء ملابس دافئة لحماية أنفسهم من البرودة الشديدة، وتأمين المزروعات والمنشآت ضد الرياح العاتية، بالإضافة إلى ضرورة متابعة تحديثات هيئة الأرصاد الجوية للحصول على آخر المستجدات حول الحالة الجوية