يمن مونيتور:
2025-01-26@07:03:11 GMT

“سندباد اليمن” يلف العالم على ظهر جمل

تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT

“سندباد اليمن” يلف العالم على ظهر جمل

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

قد يهوى أحدهم السفر بدراجة بخارية، أو حتى هوائية، لكن أن يقطع شخص آلاف الكيلومترات على ظهر جمل، فإن الأمر يبدو مدهشاً في عصر الفضاء والسرعة والذكاء الاصطناعي، فالرحالة اليمني أحمد القاسمي أمضى أكثر من 30 عاماً، برفقة الجمل سائحاً بين دروب اليمن، ومنه إلى بلدان مختلفة في قارتي آسيا وأفريقيا، وكانت محصلة تلك الرحلات زيارته أكثر من 50 بلداً، قاطعاً مسافات تقدر بـ43 ألف كيلومتر، ولا يزال يتحضر لتنفيذ أسفار أخرى.

في حديثه مع “اندبندنت عربية” يقول القاسمي إن رحلاته على الجمال هي مغامرات وحب وجنون لا ينتهي، مضيفاً “السفر حياة أخرى علمته كيف يعيش في الأرض، ويمشي في مناكبها، ويأكل من رزقها”. وتابع “أسافر لأنني أحب الحرية واكتشاف الأرض ومعرفتها على ظهر الجمال، واستخدم وسيلة الجمل، لأن الجمل صديق العربي، وكان الحامي لي في رحلاتي كلها، فأحببت أن أعيش لحظات لم يعشها غيري، وأردت أن أعيش التجربة التي عاشها من سبقوني في القرون الماضية”.

رفيق المغامرات

القاسمي أحب الجمل فأحبه، والعلاقة بينهما كما يقول “استثنائية” ليست كعلاقته بالبشر، حتى إنه ألف كتاباً عن تلك التجربة بعنوان “الجمل معجزة الخالق وظل الإنسان العربي” سرد فيه أسراراً من المعايشة ورحلات الشغف والاستكشاف، إذ جاب خلالها مساحات شاسعة في شبه الجزيرة العربية وعدداً من الدول الأفريقية والآسيوية. وإلى جانب ذلك الكتاب أصدر خمسة مؤلفات عن أدب الرحلات برفقة وسيلته المفضلة “الجمل”.

في كثير من الأحيان إلى التخلي على جماله في بعض الدول، ومن ثم شراء جمال جديدة عند الوصول

وبسبب الإنهاك جراء الرحلات الطويلة يضطر القاسمي في كثير من الأحيان إلى التخلي على جماله في بعض الدول، ومن ثم شراء جمال جديدة عند الوصول إلى يستأنف رحلاته المتبقية، حيث رافقه 17 جملاً خلال رحلاته طوال 30 عاماً.

وفي كل مغامرة جديدة يقوم بها، يكون الجمل وبفضل امتلاكه حاسة التنبؤ واستشعار الخطر، مستشاره الأمين وصديقه الوفي والصبور “كان الجمل ينقذني من الموت، ومن قطاع الطرق ومن الأماكن الخطرة”.

يتحدث الرحالة اليمني عن سر علاقته بالجمل قائلاً “كل يوم كنت أكتشف معيته شيئاً جديداً، أضف إلى ذلك، فأنا أحب أن أعيش حياة بطيئة، وأسافر في الأرض، وأكتشف الطبيعة، وأعيش اللحظة. وأيضاً مع الجمال كانت أيامي طويلة”. وأردف، “كنت أعيش اللحظة مع الجمال ونسجت معها علاقة حميمية، وكل يوم كنت أكتشف في هذا المخلوق العجيب والبديع شيئاً جميلاً. فكلما كان يقترب مني الجمل أقترب منه أكثر، أغمز له فيغمز لي، أداعبه فيداعبني، ويتمسح في ملابسي. إنها علاقة استثنائية ربما من الصعب أن تحصل بين الإنسان وأخيه الإنسان”.

“رحلة الموت”

يروي القاسمي فصول الرحلة الأصعب في حياته، ويسميها رحلة الموت، حيث قطع نحو تسعة آلاف كيلومتر في القارة الأفريقية، واستغرقت 10 أشهر، وزار خلالها جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا، قائلاً، “كانت رحلة مليئة بالأخطار والأهوال في الأدغال، وكان الموت يحيط بنا في كل وقت، من الإنسان المتطفل، حيث القبائل البدائية، وكذلك الحيوانات المفترسة التي كانت تجوب المناطق النائية في تلك الدول. وأضاف، “تعرضنا للإصابة ببعض الأمراض والأوبئة كالكوليرا والملاريا، لكن كنا نتحاوز تلك المحن بالإيمان والصبر والمثابرة حتى تحولت من رحلة موت إلى رحلة حياة، وحصلنا على دعم وتكريم من مركز حمدان بن محمد بن راشد لإحياء التراث في دبي”.

ألقاب وأرقام

إلى جانب إنجازه أربعة أرقام على المستويين العربي والدولي، باعتباره أول رحالة وأول فريق عبر القارة الأفريقية بالجمال، وأول من قطع مسافة في رحلاته تصل إلى 43 ألف كيلومتر، وحصوله على لقب أول عربي على مستوى العالم في مهرجان الرحالة العالمية، وكذلك أول من صعد إلى قمة “جبل كلمنجاروا” أعلى قمة في أفريقيا 5900 متر على الجمال، فالقاسمي بطل ألعاب قوى، وشارك في بطولات عربية عدة، من بينها البطولة الأولى للضاحية العسكرية في أبوظبي عام 1990، وحصد المركز الرابع فردي ضمن 173 مشاركاً من 17 دولة عربية.

“سندباد اليمن” كما أطلقوا عليه، ابن مدينة إب، المولود عام 1962، بدأ رحلاته سيراً على الأقدام، برحلة من صنعاء إلى مسقط عام 1992، وتوالت رحلاته تباعاً برفقة الجمال، وفي عام 1994 سجل رحلته الثانية من اليمن إلى المغرب العربي. أما الرحلة الثالثة فقد كانت إلى بلاد الشام ودول الهلال الخصيب، ثم العودة لليمن، بعدها بعام واحد، قاطعاً خلالها تسعة آلاف كيلومترا خلال ثمانية أشهر.

ودشن الرحلة الرابعة بين عامي (1999- 2000)، من اليمن إلى دول شبه القارة الهندية وجنوب شرقي آسيا (السعودية والكويت وباكستان والهند وبنغلاديش وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وبروناي)، محققاً الرقم 11 ألف كيلومتر في غضون 300 يوم.

أما سفرياته الطويلة عام 2013 إلى دول شرق وجنوب القارة السمراء، فقد شملت جيبوتي وإثيوبيا وجنوب السودان وأوغندا وكينيا وتنزانيا وموزمبيق جنوب أفريقيا، وخاض غمار تسعة آلاف كيلومتر في غضون ثمانية أشهر. وفي عام 2020 خاض رحلة بحثية للأرض والإنسان شملت ولايات جنوب وغرب وشمال كردفان في السودان.

من اليمن إلى الصين

يقول الرحالة اليمني القاسمي إنه سيقوم برحلات في بداية عام 2024 برفقة خمسة رحالة يمنيين ستنطلق من اليمن إلى الصين عبر السعودية وبلاد الشام والعراق وإيران وباكستان وأوزباكستان وقيرغيزستان ومنغوليا وصولاً إلى الصين، وستستمر ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن كل رحلة ستستغرق ثمانية أشهر خلال فصلي الصيف والربيع، وفي الشتاء ستتوقف تلك الرحلات، داعياً الرحالة العرب حتى الانضمام لفريقه إذا رغبوا.

اليوم، وإلى جانب رحلاته عبر الأماكن يسعى الرحالة القاسمي إلى القيام ببعض الأنشطة الثقافية كالمحاضرات والندوات، لتعليم الأطفال أدب الرحلات، وكيف يعتمدون على أنفسهم، وكيف يخرجون من المواقف الصعبة التي تواجههم، سواء كانت في حياتهم العملية، أو غيرها.

 

اندبندنت

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: السفر الصين اليمن رحلة من الیمن إلى

إقرأ أيضاً:

اليمن وغزة

 

لولاكم لاندثرت، طمست، إلى غير رجعة، حتى جئتم لتنعشوها، وتعيدوا فيها النبض وتخرجوها إلى الواجهة وتحفروها على جبين العالم وبقوة، (الخير، العدل، الإيثار، التضحية، الفداء) هذه المعاني التي جسدتموها اليوم بصنيعكم الذي أصبح مفخرة للعالم أجمع، وما إن يأتي ذكركم على لسان أحدهم على هذه البسيطة حتى تتزاحم في ذهنه آلاف الصفات كالشجاعة والبطولة والإباء والقوة… الخ.

أنتم سر الله المكنون، أنتم أعجوبة الخلق وأسطورة الدهر، كان البشر سيسلمون بأن الشر هو السائد والظلم هو الغالب، لكن إيمانكم وبأسكم شطب هذا المعتقد، فأساطير الأبطال الخارقين المدافعين عن المستضعفين التي يرويها العالم ويعتبرها محض خيال ويصنع لها الأفلام ويمجد أبطالها تمثلت فيكم اليوم، أثبتم أن القوة لا تنبع من مال أو تجبر، بل هي قوة الأرواح وصلابة المواقف مهما كان الحال صعبا، لقد أثبتم وبالدليل القاطع والعملي أن هزيمة العدو ممكنة وممكنة جدا إذا ما وجدت النية والإرادة الصادقة، لم تكن فكرة جديدة ابتكرتموها بل هو قرآن تتلونه وتترجمونه واقعا، كان إيمانكم الراسخ أن وعد الله نافذ محركا لنفوسكم الجبارة في مواجهة قبح إجرام معسكر الشر، فلم تجعلوا أي حسابات دنيوية تعيقكم عن هدفكم الأسمى في غوث شعب يباد أمام عالم صامت يتفرج، كانت نخوتكم وشهامتكم أكبر من أن تظلوا على مقاعد المتفرجين، فكيف لشعب عجنت طينته من هويته الإيمانية ومن الرجولة والشجاعة والكرامة إلا أن يقاتل ويدافع ويطوع المستحيل ويخوض الغمرات ويسلك المخاطر ليكف يد الإجرام ويجعل الدائرة تدور على الباغي، لم يعدم الوسيلة بل طور وعزز أساليب الردع وفجر براكين الموت على العدو الإسرائيلي الذي أصبح عرضة ليل نهار لهجماته ومسرحا لعملياته فلم تحمه حماية ولم يستره ساتر ولم ينقذه الأمريكي الذي أصبح هو الآخر ببوارجه وحاملاته أضحوكة ومسخرة أمام العالم عندما حاول ان يتحدى اليمني!!

واساها، صبرها، قواها، ساندها، طبطب على جراحها، ومسح الدمع من على خديها وقال لها لست وحدك أنا معك وسأحميك وأنتقم من ظالميك، هو اليمن توأم غزة وشبيهها عزة وكرامة ونضالا ونخوة وعزة وتحد وكبرياء، أدرك العالم ان اليمن نعم الأخ الوفي من ان ادلهمت الأيام واكفهرت السماء وجعا وتحديات، فهو مدد الله وعونه للمستضعفين وقوته الضاربة على ازلام الشياطين وعذابه الذي يسلطه على المجرمين، اصبح اليمن مضرب المثل ومصدر الفخر ومحط إعجاب العالم، وما دام اليمن في هذا الكون فلا شر سينعم براحة البال ولا ظالم سينام قرير العين أبدا، وتبقى الحقيقة الواضحة الناصعة الجلية أن اليمن بقيادته العظيمة وشعبه الأبي سيقود الأمة نحو التحرر من هيمنة الاستكبار العالمي، والله غالب على أمره.

مقالات مشابهة

  • فريق أوكي يتوّج بلقب الجولة الأولى لبطولة العالم للقوارب الكهربائية “E1” في جدة
  • المملكة تدخل “غينيس” للأرقام القياسية وتتوج الفائزين بكأس العالم للدرونز
  • “تصنيفٌ” انتقامي جديدٌ يعكس حالة الإفلاس الأمريكي في مواجهة اليمن
  • حفر الباطن يجمع العالم في “ريف حيوي”
  • اليمن.. رئيس لجنة شؤون الأسرى بصنعاء يكشف عن مبادرة أحادية لإطلاق سراح عشرات الأسرى “الطرف الآخر”
  • “غروندبرغ” يبحث التخطيط اللازم لوقف إطلاق النار في اليمن مع لجنة عسكرية سعودية
  • اليمن وغزة
  • “التخصصي” يستعرض ابتكاراته وحلوله الصحية في ملتقى الصحة العربي 2025
  • القرعة تضع “ناشئي اليمن” في مجموعة صعبة
  • المغرب يسحق الجزائر في معرض السياحة الدولي.. فراغ أروقة “العالم الآخر” مقابل توهج رواق “مملكة 12 قرن”