نيويورك تايمز: حماس تعيد القضية الفلسطينية للأجندة العالمية وتجني الفوائد
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت تجني الفوائد من هجومها المفاجئ على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث اكتسبت مكانة بين الفلسطينيين وسممت علاقات إسرائيل بالعالم العربي وأعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة الغربية، في حين غدت إسرائيل عالقة في حرب لا يمكن أن تنتصر فيها.
وبعد مرور شهرين من القصف الإسرائيلي المتواصل، وحالة الخراب التي صار إليها معظم قطاع غزة، وعدد القتلى الهائل والمتزايد، فإن إسرائيل لم تقتل كبار قادة حماس ولم تستعد المحتجزين لدى الحركة ولم تقدم أدلة مقنعة على أنها قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس التي لا يظهر لها وجود إلا عندما يخرج مقاتلوها لمهاجمة الدبابات الإسرائيلية أو إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم بن هوبارد من إسطنبول- أن ارتفاع سقف هدف إسرائيل يشكل ميزة إضافية لحماس التي تستطيع أن تعلن النصر بمجرد بقائها على قيد الحياة للقتال في يوم آخر، وقال أحمد فؤاد الخطيب، محلل سياسات الشرق الأوسط إن "إسرائيل ستبقى عالقة في هذه الحرب التي لا يمكن الانتصار فيها، والتي ستتسبب في موت ودمار هائلين".
وحشية لم يسبق لها مثيل
وتساءلت الصحيفة عن الذي يمكن أن تحققه إسرائيل بالضبط، علما أن مواصلة الحرب من الممكن أن تؤدي مع الوقت إلى الإضرار باقتصادها ومكانتها الدولية، في حين يشجع ذلك جيلا جديدا من الفلسطينيين على كراهية إسرائيل، وكل ذلك يعود بالنفع على حماس.
ولئن كان الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس على إسرائيل "همجيا"، تقول الصحيفة، فإن الرد الإسرائيلي جاء بوحشية لم يسبق لها مثيل.
وقالت إن إسرائيل أسقطت آلاف القنابل على غزة وشنت غزوا بريا بهدف تدمير الهياكل العسكرية التابعة لحماس، فكانت الحرب كارثية على سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وأضافت أنه قتل منهم أكثر من 15 ألف شخص، ثلثاهم من النساء والأطفال، وأرغم نحو 85% منهم على مغادرة منازلهم، وهم يواجهون الآن تحديات متزايدة في العثور على الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية.
ومع أن التقديرات تشير إلى أن عدد مقاتلي حماس يصل إلى 25 ألفا، يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن بضعة آلاف منهم قتلوا في غزة، فإن مقاتلين من حماس وغيرها من الفصائل المسلحة يواصلون مهاجمة القوات الإسرائيلية داخل غزة، وقد قتلوا أكثر من 90 جنديا منذ بداية الغزو البري الإسرائيلي، حسب الصحيفة.
ورغم حالة الحرب، يستمر التنسيق بين أعضاء حماس داخل غزة وخارجها، مما سمح للقادة المقيمين في قطر بالتفاوض على تبادل المحتجزين بالأسرى.
وفي بيروت استضافت حماس ندوة عامة لتقييم "إنجازات وتحديات" الحرب حتى الآن، وقال ممثلها أحمد عبد الهادي إن المعركة تمثل "نقلة نوعية" في الصراع مع إسرائيل، وإن حماس والفلسطينيين قبلوا التضحيات اللازمة لإبقاء القضية الفلسطينية حية.
وأضاف أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته كان عليهم اتخاذ قرار إستراتيجي مكلف، لأن تكاليف تصفية القضية الفلسطينية وإهدار حقوق الفلسطينيين ستكون أكبر بكثير".
إسرائيل قد تخسر
وبينما تعتبر إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى حماس منظمة إرهابية، فإن السلطة الفلسطينية التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود ولديها سلطة محدودة في أجزاء من الضفة الغربية، تتعرض لانتقادات متزايدة من الفلسطينيين الذين يعتبرونها فاسدة وغير ديمقراطية ومخترقة لأن قواتها الأمنية تنسق مع إسرائيل لاعتقال المقاتلين الفلسطينيين.
وخلصت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من المسؤولين دعموا إسرائيل بشكل كامل طوال الحرب، لكنهم في الأسابيع الأخيرة، خلطوا هذا الدعم ببعض القلق من أن الدمار الهائل وارتفاع عدد القتلى يمكن أن يقوض أهداف إسرائيل الأوسع، وجددوا دعواتهم لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام طويل الأمد.
وختمت نيويورك تايمز بما نشره جون ألترمان، نائب الرئيس الأول لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، بعد مرور شهر على الحرب، تحت عنوان "إسرائيل قد تخسر"، إذ أشار إلى أن الحرب قد تخدم أهداف حماس طويلة الأمد من خلال سحب الدعم من السلطة الفلسطينية لصالح الحركة، كما قد تزيد من عزلة إسرائيل عن دول العالمين العربي والنامي ويعقد علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، مستنتجا أن "هذه هي الخطوة الأولى الضرورية لعكس القوة التي تكتسبها إسرائيل من الاندماج في المنطقة والعالم" من وجهة نظر حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقترح هدنة 50 يومًا مقابل إطلاق نصف الأسرى المحتجزين لدى حماس
اقترحت إسرائيل على الوسطاء هدنة تمتد بين 40 و50 يومًا في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس، ويبلغ عددهم 24 شخصًا، إضافة إلى تسليم جثامين نحو 35 آخرين يُعتقد أنهم قضوا خلال فترة أسرهم، وفقًا لوكالة رويترز.
وأشار مسؤولون إسرائيليون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إلى أن هذا العرض لا يتضمن إنهاء الحرب، لكنه قد يشكل تمهيدًا لاتفاق أوسع في المستقبل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح، يوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل تكثيف الضغط العسكري على حماس، بالتوازي مع استمرار المفاوضات "تحت النار"، معتبرًا أن "هذا الضغط هو الوسيلة الأنجع لضمان الإفراج عن الرهائن".
كما جدّد مطالبه بنزع سلاح حماس، وهي مطالب سبق أن رفضتها الحركة الفلسطينية المسلحة، معتبرة أنها "خط أحمر" لن تقبل تجاوزه. وأشار نتنياهو إلى إمكانية السماح لقادة حماس بمغادرة قطاع غزة في إطار تسوية أوسع، قد تتضمن مقترحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من القطاع.
وفي سياق ميداني متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أوامر بإخلاء مناطق في محيط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داعيًا السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي الساحلية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية إن الجيش "يعود إلى عمليات مكثفة لتفكيك قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق".
وكانت حماس قد أعلنت، في نهاية الأسبوع، موافقتها على مقترحات تقدّم بها وسطاء قطريون ومصريون، تشمل الإفراج عن خمسة رهائن أسبوعيًا مقابل هدنة مؤقتة.
واستأنف الجيش الإسرائيلي عملياته بالقطاع في 18 آذار/مارس، بعد هدنة استمرت شهرين، شهدت إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة مواطنين تايلانديين، مقابل الإفراج عن نحو ألفي أسير ومعتقل فلسطيني.
Relatedعيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوعأكسيوس: الموساد الإسرائيلي يطلب من دول إفريقية استقبال فلسطينيين من غزة"نحن لا نخفيها".. نتنياهو يعلن استعداده لتنفيذ خطة ترامب ويتحدث عن المرحلة النهائية من الحرب على غزةإلا أن الجهود للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُبرم بدعم أمريكي في كانون الثاني/يناير، تعثّرت إلى حدّ كبير، وسط غياب مؤشرات على تجاوز الخلافات الجوهرية بين الجانبين.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 53 فلسطينيًا وإصابة 189 آخرين في اليوم الأول من عيد الفطر أمس، ليرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 50,357، في حين بلغ عدد المصابين 114,400.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عشرات الآلاف يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد وسط أجواء مشحونة بالحزن بفعل الحرب على غزة عيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوع فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟ قطاع غزةحركة حماسإسرائيلهدنةاحتجاز رهائنبنيامين نتنياهو