أكثر من 370 ألف إسرائيلي غادروا الكيان منذ بدء العدوان على غزة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
القدس المحتلة - صفا
مع دخول العدوان على قطاع غزة الشهر الثالث، يواصل الإسرائيليون البحث عن ملجأ في الخارج وتحديدا في أوروبا، خاصة مع إقبالهم على شراء العقارات في عدة دول أوروبية، وأظهرت معطيات سلطة الهجرة والسكان أن نحو 370 ألف إسرائيلي غادروا البلاد منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وسلط تقرير لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الضوء على ظاهرة اهتمام العائلات الإسرائيلية بشراء العقارات والمنازل في الخارج وتحديدا في أوروبا، وهو الاهتمام الذي اتسع مع استمرار العدوان على قطاع غزة.
وهاجر نحو 230 ألفا و309 إسرائيليين منذ بداية العدوان حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين غادر نحو 139 ألفا و839 خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حسب معطيات سلطة الهجرة والسكان التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية.
هروب من الحرب
تشير تقديرات الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل"، إلى أن أكثر من 500 ألف إسرائيلي غادروا البلاد خلال العدوان المتواصل، وهو أكبر من عدد العائدين والمهاجرين الجدد. ورجح الموقع أن أعداد المغادرين مرشحة للارتفاع، خصوصا أن هناك العديد من الإسرائيليين الذين عاشوا في الخارج قبل العدوان، أو سافروا إلى الخارج خلال العطلات الأعياد اليهودية في سبتمبر/أيلول الماضي.
في حين خفض العدوان على غزة بشكل كبير استقدام اليهود، فمنذ بدء العدوان وصل إلى إسرائيل نحو 2000 مهاجر فقط، مقارنة بنحو 4500 في المتوسط شهريا قبل العدوان، وهو ما يشير إلى انخفاض أكثر من 70% في معدلات الهجرة إلى إسرائيل، بحسب المحرر في الموقع الإلكتروني تاني غولدشتاين.
وعززت هذه التقديرات والتحليل للبيانات والمعلومات التي أجراها غولدشتاين، ما وثقته أيضا الصحفية شلوميت لين في تقرير لها في صحيفة "ذا ماركر".
من عسقلان إلى البرتغال
انضمت جولي (34 عاما) إلى الجالية الإسرائيلية في البرتغال قبل بضعة أيام فقط، مباشرة من عسقلان بعد أن هربت منها بسبب الحرب على غزة، وليس لديها أي نية للعودة للعيش في البلاد، بحسب ما نقلت عنها صحيفة "ذا ماركر".
وسردت جولي تجربتها قائلة "لقد هاجرت إلى إسرائيل مع والدي عام 1995 من فرنسا إلى عسقلان، التي ما زالت في مرمى النيران والصواريخ التي تطلق من غزة، حيث هربت منها وعادت إلى هناك عدة مرات، والآن حصلت على وظيفة في لشبونة، كمشرفة على فلترة للمحتوى المسيء والعنيف باللغتين العبرية والإنجليزية على إحدى القنوات بالشبكات الاجتماعية".
وتقول شلوميت لين إن "الإسرائيليين الذين فروا من البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي شرعوا بالبحث -بالفعل- عن إمكانية شراء العقارات باليونان وقبرص والبرتغال، ليس فقط للاستثمار، ولكن أيضا للعيش والاستقرار، إنهم يريدون العيش بالقرب من مجتمع إسرائيلي، ويبحثون عن فرص عمل".
ومثل جولي -وفقا للصحيفة- هناك الكثير ممن غادروا إسرائيل، لفترات طويلة أو قصيرة، ويعيشون في خيارات إيجار مختلفة، والسؤال الكبير هو ماذا سيفعل الإسرائيليون الذين يستطيعون شراء شقة، هل سيستمرون في التدفق إلى اليونان وقبرص والبرتغال كما فعلوا قبل الحرب؟.
شراء منازل بالخارج
عندما وصلت عائلة فيتال وعومر لفئي، صاحبا شركة استثمارات عقارية، إلى بورتو في البرتغال قبل 6 سنوات، كانت واحدة من 5 عائلات إسرائيلية هناك، ومنذ ذلك الحين وتوافد آلاف الإسرائيليين إلى البرتغال في ارتفاع.
خلال الحرب على غزة، جاء كثير من الإسرائيليين إلى اليونان وقبرص والبرتغال، لكن يبدو لي -تقول فيتال- إنهم "جاؤوا بشكل أساسي للهروب، ولاستئجار شقة مدة شهر أو شهرين ومعرفة ما سيحدث، بعضهم وخاصة أولئك الذين جاؤوا من غلاف غزة والنقب الغربي، حصلوا على شقق مجانية في بورتو من المستثمرين، وبينهم من يستفسر عن سبل توطينهم بالبرتغال".
وبشأن عودة الاهتمام الإسرائيلي بشراء العقارات في الخارج، استشهدت صحيفة "ذا ماركر" باستطلاع أجرته مجموعة رسم الخرائط الجغرافية للمركز العقاري في سبتمبر/أيلول الماضي، إذ أظهرت النتائج أن نحو 20% من الأسر في إسرائيل أصبحت مهتمة بشراء شقة خارج البلاد.
ويفسر ذلك أساسا بتصاعد التوتر الأمني مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والأزمة السياسية بسبب التعديلات على الجهاز القضائي الإسرائيلي، حيث كانت الاستثمارات العقارية في الخارج لافتة قبل العدوان، وكانت اليونان الأولى من حيث عدد المهتمين نحو 38%، تليها الولايات المتحدة الأميركية 30%، ثم قبرص والبرتغال.
خيارات العمل والإقامة الدائمة
بعد شهر من العدوان، عادت مكاتب العقارات للإسرائيليين بالخارج إلى تلقي 4 إلى 10 استفسارات يوميا من الأطراف المعنية والعائلات الإسرائيلية لشراء عقارات بالبرتغال واليونان وحتى في قبرص.
وقبل أن يتحدث كثير من الإسرائيليين بشكل أساسي عن الاستثمار في العقارات والشقق السياحية، أصبحوا الآن "يبحثون عن شقق تحتوي على 3-4 غرف، والتي يمكن أن تناسب عائلاتهم أيضا"، بحسب نير شمول الرئيس التنفيذي لشركة عقارية في أثينا أثناء حديث له لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية.
وأشار شمول، حسب المصدر ذاته، إلى أنه "خلال الحرب على غزة انتقل العديد من الإسرائيليين للعيش في شقق سياحية في أثينا وقبرص والجزر اليونانية وبورتو ولارنكا (في قبرص) وأيضا كوبنهاغن في تايلاند، حيث توجد جالية إسرائيلية كبيرة".
والآن ومع دخول الحرب الشهر الثالث، أضاف شمول، في التصريح ذاته، أن مئات العائلات الإسرائيلية بدأت تفكر في ما إذا كانت الإقامة في المستقبل بشكل ثابت في اليونان مناسبة. وخلص الفاعل العقاري للقول "إنهم يريدون العيش بين الجالية اليهودية، ويتحققون من خيارات العمل والإقامة والاستقرار مستقبلا بالخارج".
المصدر : الجزيرة
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى من الإسرائیلیین شراء العقارات العدوان على فی الخارج على غزة
إقرأ أيضاً:
20 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 110شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب بقصف غارات ومدفعية العدوان على اليمن
يمانيون – متابعات
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، 2016م، و2017م، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية، وقصفة المدفعي والصاروخي وقنابله العنقودية المحرمة دولياً، على الأسواق وخيام المهاجرين الأفارقة، الأحياء السكنية والمنازل والمزارع، وناقلات العمال والغذاء وسيارات المسافرين، بمحافظتي صعدة والحديدة.
أسفرت عن 42 شهيداً وأكثر من 70 جريحاً بينهم نساء وأطفال، منهم 29 شهيداً وعشرات الجرحى في جرائم موثقة بشكل كامل، وتشريد عشرات الأسر من مأويها، وقطع أرزاقها، وموجة من الحزن والهلع في نفوس أهالي الضحايا، وزيادة معاناة الشعب اليمني وتشديد الحصار، ومنع التحرك والتنقل، وخسائر مالية في الممتلكات الخاصة، وخروقات أتفاق وقف أطلاق النار، وانتهاك القوانين الإنسانية والدولية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
20 نوفمبر 2015..10 شهداء وعدداً من الجرحى باستهداف غارات العدوان لسيارة تقل مسافرين بصعدة:
وفي العشرين من نوفمبر 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً، السعودي سيارة تقل مسافرين من أبناء (مديرية رازح) الحدودية في منطقة المغسل بمديرية مجز، محافظة صعدة، بغارات مباشرة، أسفرت عن عشرة شهداء وعدد من الجرحى، وتدمير السيارة، وترويع المارين والمسافرين وأهالي الضحايا، ومضاعفة معانتهم، وتشديد الحصار على المرضى والجرحى، وتقييد حركة التنقل والتسوق.
تسير السيارة على الطريق العام كعادتها، اليومية محاذية لسيارات أخر، غاديات وعائدات كلاً إلى هدفه يحمل هموم وأحلام وطموحات، وفي لحظة مباغتة تحولت رحلة أبناء رازح إلى مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية إثر غارات العدوان التي حولت السيارة إلى كرة نار متناثرة في كل اتجاه بما فيها من الأجساد البريئة.
في مكان الغارة توزعت السيارة إلى قطع صغيرة متفحمة، واجساد الشهداء إلى أشلاء متناثرة ومتفحمة، جزي من جسد وعلى بعد أمتار جمجمة، وذراع، وعلى مرمى البصر أوصال بشرية علقت على الأشجار القائمة والمحطمة، يحضر الأهالي لمحاولة انقاذ من بقي من الركاب، ولكن دون جدوى عدد الشهداء كثر فيما الجرحى هم القلة حين قفزوا من السيارة أثناء الغارة الأولى، التي وحلت جوار أطار السيارة، ومن علق منهم قضت عليه الغارة الثانية، في مشهد أجرامي تقشعر من هولة الأبدان.
هرع أهالي المناطق المجاورة إلى مكان الجريمة لتجميع الجثث واسعاف الجرحى، فكان فرز الأشلاء، كجثامين كلاً على حدة أمر غاية في الصعوبة، من بقي على بضع هيكل السيارة تحول إلى رماد، في شكل هيكل بشري ممسك بمقود، او ذائب على حديد المقعد.
أهالي الضحايا عند سماعهم بخبر الجريمة تغيرت حياتهم، من الاستبشار بعودة أهلهم سالمين غانمين، إلى نذير يتم ومعاناة وحزن عميق، أبكاء الأطفال والنساء، وأفقدهم معيليهم، الذين عادوا على النعوش وفي أكياس تضم بقايا أجسادهم التي مزقتها واحرقتها الغارات الوحشية.
هنا طفل يحاول ضم جسد والده لكن ما احتضنه أشلاء فاقدة المعالم، وهنا أب يلقي نظرته الأخيرة على جثة فلذة كبده قبل إدخاله اللحد، فلم يجد ما يؤكد أن ما في التابوت هو أبنه أو غيره، تنهمر دموع الرجال، وتحترق قلوبها من مشاهد الجريمة، ويعلن المشيعين وأهاليهم وذويهم وكل أحرار مديرية رازح النفير العام، وتعزيز رفد الجبهات بقوافل الرجال والمال للدفاع عن المستضعفين.
يقول أحد الأهالي في مكان الجريمة: ” وقت صلاة الجمعة استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، سيارة ماشية في الوادي لا نعرف تبع من هي وعليها مواطنين، تحولوا إلى أشلاء، وهذه هي أشلائهم، أكثر من 11 شخص، وهم مارين في طريق رازح صارة، وإلى حد الآن لم نعرف هويتهم أو من يكونوا، ملامحهم منعدمة”.
استهداف غارات العدوان لسيارة تقل مدنيين، ليست مجرد جريمة، بل هي جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، بشكل واضح ومباشر وعن سابق أصرار وترصد، تستهدف المدنيين بشكل مباشر وتتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية، وتكشف وحشية العدو وجرائمه التي لن تسقط بالتقادم.
أهالي الضحايا طالبوا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف العدوان السعودي الأمريكي، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة، رغم ثقتهم المطلقة بان الحق لا ينتزع بغير القوة.
هذه الجريمة هي جزء من سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، خلال 9 أعوام، متواصلة، وتوجب على العالم أن يدرك حجم هذه المعاناة، وأن يتحمل مسؤوليته في وقف العدوان الغاشم.
20 نوفمبر 2016.. قصف عشوائي للعدوان بالأسلحة المحرمة يدمر منازل ومزارع المواطنين بصعدة:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي، استهدف طيران العدوان يوم 20 نوفمبر 2016م، منطقة الملاحيط بمديرية الظاهر بصعدة، بقصف عنيف ووحشي، مستخدماً الصواريخ والقنابل العنقودية المحرمة دوليًا.
أسفر هذا القصف عن دمار هائل في المنازل والمزارع، وتشريد عشرات الأسر، وحرمهم من مصادر رزقهم، وترك آثارًا بيئية كارثية ستمتد آثارها السلبية على المدى الطويل.
تُظهر الصور والفيديوهات من موقع القصف حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، حيث تحولت المنازل إلى أنقاض، والمزارع إلى أراضٍ جرداء، وتناثرت بقايا القنابل العنقودية في كل مكان، مما يشكل تهديداً مستمراً لحياة المدنيين.
يقول أحد الأهالي: ” هذه قنابل عنقودية تشكل خطر على حياة أطفالنا ومواشينا، وكل ما يتحرك على الأرض، مزارعنا ومنازلنا دمرت تمامًا لا نعرف كيف يفكر العالم حين يشاهد جرائم العدو السعودي بحق شعبنا؟ لكن هذا لا يؤثر على معنوياتنا وموقفنا من ضرورة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين، ونحن اليوم نازحين في الجبال والكهوف والخيام”.
إن استخدام القنابل العنقودية في المناطق السكنية يعد جريمة حرب، فهي أسلحة عشوائية تقتل وتشوه الأبرياء، وتترك آثارًا مدمرة على البيئة، هذه الأسلحة تشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين لسنوات طويلة بعد انتهاء العدوان، حيث تنفجر القنابل الصغيرة بشكل عشوائي عند لمسها أو تحريكها، مما يتسبب في إصابات بليغة ومقتل العديد من الأشخاص، خاصة الأطفال.
لا يقتصر أثر هذا القصف على الدمار المادي فحسب، بل يتعداه إلى آثار نفسية واجتماعية واقتصادية عميقة، فقد تسبب القصف في تشريد العشرات من الأسر، وفقدانهم لمصدر رزقهم الوحيد، مما زاد من معاناتهم الإنسانية.
كما أن تلوث البيئة بالمواد السامة الناتجة عن انفجار القنابل العنقودية يشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان والبيئة، وقد يؤدي إلى ظهور أمراض مزمنة وأوبئة، على المدى الطويل.
إن استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن واستخدامه للأسلحة المحرمة دوليًا يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
20 نوفمبر 2017..12 شهيداً وجريحاً في مجزرة ناقلات المواد الغذائية والعمال بغارات العدوان على الحديدة:
وفي العشرين من نوفمبر 2017م، ارتكب طيران العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب إضافية إلى جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً ناقلة للمواد الغذائية وناقلة عمال على الطريق العام في منطقة الموشج بمديرية الخوخة، محافظة الحديدة، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 9 شهداء، و3 جرحى، وخسائر في الممتلكات، وترويع المسافرين وأهالي المناطق المجاورة، ومضاعفة معاناة ذوي الضحايا، وتقييد حركة التنقل في المنطقة.
كان السائقون والعمال يسيرون على الطريق العام، يحملون آمالهم وأحلامهم، متجهين إلى أعمالهم أو لتوفير لقمة العيش لأسرهم، فإذا بهم يستقبلون الموت بأبشع صوره، تحولت الناقلتان اللتان كانتا تحملان الحياة إلى جحيم مشتعل، حيث تساقطت غارات الطيران المدمرة، على رؤوس الأبرياء، محولة أجسادهم إلى أشلاء متناثرة.
تخيلوا معي مشهداً مروعاً: الدماء تسيل على الرمل، والأشلاء متناثرة في كل مكان، وأعمدة الدخان الأسود تتصاعد إلى السماء، والنيران تلتهم كل ما حولها، والناقلتان متفحمتان، والبضائع تحرق، وصرخات الجرحى تتعالى، وأنين المصابين يمزق الصمت، سيارات الإسعاف تهرع إلى مكان الحادث، ولكن الأوان كان قد فات للكثيرين.
يقول أحد الناجين من هذه المجزرة بصوت يقطعه البكاء: ” كنا نسحب الناقلة التي نركب عليها حين غرزت في الرمال، وفجأة استهدفنا الطيران السعودي الصهيوني الإماراتي، واستشهد زملائي، 9 ونجيا 4، ونحن عمال بسطاء، هذه أشلاء زملائي متفحمة، رماد، ما ذنبهم، ليس لهم علاقة بأي طرف”.
عند وصول نبأ الجريمة إلى أهالي الضحايا، انهار الجميع عليهم، بكاء الأمهات على فلذات أكبادهن، وصرخات الأبناء على فقدان عائلهم، وزفرات الأرامل على فقدان أزواجهن، كل هذه المشاهد المؤلمة رسمت لوحة مأساوية لا تُنسى.
شيع الأهالي شهدائهم إلى مثواهم الأخير في حشد غفير من المواطنين الغاضبين، الداعين لكف العدوان عن استهداف المدنيين، وضرورة توحيد الصفوف لمواجهته”.
استهداف ناقلات تحمل مواد غذائية وعمال أبرياء هو عمل إجرامي متعمد، يهدف إلى إبادة الشعب اليمني، وترويع المدنيين وتجويعهم، وقطع أرزاقهم، وتشديد الحصار عليهم، في جريمة حرب واضحة، تستهدف المدنيين بشكل مباشر وتتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية
إن استمرار العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن واستهداف المدنيين بشكل متعمد، يشكل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ويدخلهم شركاء في استمرار الجرائم، ويتطلب من الشعب اليمني توحيد الصفوف ودحر الغزاة والمحتلين مهما بلغت التضحيات.
20 نوفمبر 2018.. عدداً من الجرحى بقصف مدفعية مرتزقة العدوان على الأحياء السكنية والأسواق بالحديدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، أضاف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب وخرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة، مستهدفين بالأسلحة المتوسطة والثقيلة الأحياء السكنية والأسواق، بمديرية الحالي ما أسفر عن عدداً من الجرحى، ونزوح عشرات الأسر، وحالة من الذعر في نفوس الأطفال والنساء، ومضاعفة المعاناة، وخسائر مالية في الممتلكات.
وفي تحداً سافر لاتفاق وقف إطلاق النار، واصل مرتزقة العدوان جرائمهم بحق المدنيين، حيث تحولت الأحياء السكنية إلى مناطق سهلة أمام مدفعيتهم وصواريخهم وغاراتهم، وتناثرت أنقاض المنازل في الشوارع، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود، واحرق المزارع، والعشش، ودمرت المحلات، فيما هرب السكان مذعورين من منازلهم خوفًا على حياتهم.
تقول أحدى النساء وهي تجر أطفالها بيدها نازحة من منزلها وسط الليل: “مرتزقة العدوان ارعبوا أطفالنا، واستهدفوا منزلنا، نحن الآن نهرب ونبحث عن مكان أمن بعيد من خطاط النار، أين هو أتفاق وقف أطلاق النار، كذبوا علينا، وجعلوا حياتنا وممتلكاتنا في خطر، وتتبع حديثها برفع كف التضرع والابتهال إلى الله بأن يدمر العدوان كما دمر حياتهم “.
بدورة يقول أحد عمال تغسيل السيارات: “العدوان قصف شارع 7 يوليو، اخافوا الناس في بيوتهم ودمروا محلات الناس، الكثير في رعب وخوف على حياتهم، ما ذنبنا يستهدفون مدنيين”.
إن استمرار خروقات مرتزقة العدوان لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهدافها للأحياء السكنية والأسواق، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بقصف تستهدف المدنيين بشكل مباشر، ويؤكد على استخفاف الغزاة والمحتلين بحياة اليمنيين.
تسبب هذا القصف في آثار وخيمة ومعاناة إنسانية كبيرة للمدنيين، حيث فقد الكثيرون منازلهم وممتلكاتهم، وتشردوا في العراء، كما تسبب في إصابة عدد من المدنيين بجروح مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا القصف يؤثر سلبًا على الحالة النفسية للمدنيين، خاصة الأطفال والنساء.
إن استمرار هذه الانتهاكات يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف العدوان، وفرض عقوبات على مرتكبي هذه الجرائم، وحماية المدنيين، كما يجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهما في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة باليمن.
20 نوفمبر 2019..45 شهيداً وجريحاً في مجزرة الرقو بقصف سعودي على المهاجرين الأبرياء بصعدة:
وفي العشرين من نوفمبر 2019م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب ومحرقة كبرى بحق المهاجرين الأفارقة، في سوق الرقو بمديرية منبه الحدودية محافظة صعدة، بقصف مدفعي كثيف، أسفر عن استشهاد 10، وجرح 35، وحالة من الخوف والرعب في نفوس من بقي منهم وكل العاملين في السوق، ومشهد وحشي يندى له الجبين، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية الإنسانية التي تحمي حقوق المهاجرين وحقهم في الحياة.
تحول سوق الرقو، الذي كان معبراً أمناً، وملاذاً للمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل، للعمل في الأراضي السعودية، إلى مسلخ بشري، مشاهد الدمار والخراب كانت صادمة، حيث تناثرت الجثث والأشلاء، وغطت الدماء الأرض، وانتشرت النيران في كل مكان، صرخات الجرحى وبكاء الناجين شكلت لوحة مأساوية لا تُنسى.
يقول أحد الناجين من المجزرة بصوت يقطعه البكاء: “كنا نبحث عن عمل لنساعد عائلاتنا في بلادنا، فوجدنا أنفسنا في هذا المكان الآمن، ولكن المجرم سلمان أراد ابدتنا بقصفه الغادر، فقدت الكثير من أصدقائي، وأشعر بالصدمة والحزن، ماذا سيكون حال أهاليهم اليوم؟”.
المهاجرون الأفارقة الذين فروا من بلدانهم هرباً من الحروب والصراعات، وجدوا أنفسهم في اليمن ضحايا لعدوان جديد. فبعد أن كانوا يبحثون عن الأمان، أصبحوا هدفاً للقصف والقتل، هذه الجريمة البشعة تكشف عن مدى استهتار العدوان بحياة الإنسان، وعدم احترامه لأبسط القيم الإنسانية، وبات المهاجرون بلا حماية.
إن استهداف المدنيين الأبرياء، وخاصة المهاجرين، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، هذه الجريمة تندرج ضمن جرائم الحرب، وتستوجب مساءلة مرتكبيها.
هذه المجزرة البشعة تضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، وتدعو إلى التحرك الفوري لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وكل الأبرياء على أراضيه.
20 نوفمبر 2015_2021.. أكثر من 40 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب غير موثقة بالمشاهد الحية بغارات العدوان على محافظات عدة:
وفي سياق متصل بجرائم العدوان السعودي الأمريكي، الغير موثقة بالمشاهد الحية، في اليوم ذاته 20 نوفمبر خلال الأعوام 2015_ 2021م، استهدف بغارات طيرانه الحربي ومدفعية مرتزقة عدد من منازل ومزارع وسيارات المواطنين وقوارب الصيادين، في محافظات مأرب والحديدة وتعز وصنعاء والبيضاء، وعمران.
أسفرت عن 13 شهيداً وأكثر من 30 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، وتشريد عشرات الأسر وقطع أرزاقها، ومضاعفة معانيها، في جرائم يندى لها جبين الإنسانية، كما هو موضحة في الجدو ل البياني إدناه:
ختامًا، نذكر أن كل قطرة دم سالت على أرض اليمن هي شهادة على وحشية العدوان، وستسجل جرائمه في صفحات التأريخ كما هي محفورة في أذهان الشعب اليمني، ولن ينسى العالم من ارتكبها، حتى يأخذ الشعب اليمني حقه بيده.