انعدام الأمن الغذائي في اليمن… شبح كبير يهدد حياة الملايين من المواطنين! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
منذ أن اندلعت الحرب يعيش اليمنيون حالة من انعدام الأمن الغذائي في شمال اليمن وجنوبه تزداد مع مرور الوقت.
وقد جاءت المساعدات الغذائية الأممية لتحد من معاناة الملايين من المواطنين وتسعفهم من خلال حصولهم عليها؛ فكانت بالنسبة لهم بمثابة المنقذ من الموت جوعا، على الرغم من أن أغلبها لا تصل لمستحقيها.
ومع مرور السنوات وطول زمن الأزمة قلت هذه المساعدات إلا إنها لا تزال تسد ثغرة في حياة الكثير من المواطنين الذين اعتمدوا عليها، وعلقوا عليها حبل آمالهم.
ويعاني اليمنيون من ارتفاع الأسعار بشكل مخيف في جنوب اليمن جراء انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وكذلك تعليق المساعدات الغذائية في شماله ما جعل حياة المواطن رهن الفقر والجوع المميت.
وقال برنامج الغذاء العالمي- في تقرير حديث له عن نتائج المسح الميداني لحالة الأمن الغذائي في اليمن، إنه “رغم تحسن الأمن الغذائي خلال أكتوبر إلا أنه لا يزال انعدام الأمن الغذائي منتشرا على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن”.
وأوضح البرنامج “تجاوزت نسبة الأسر التي أبلغت عن عدم كفاية استهلاك الغذاء عتبة” مرتفعة جدا “البالغة 40 % في 17 محافظة من أصل 22 محافظة”.
وبين التقرير أن “ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية كانا سببين رئيسيين في عدم حصول المواطنين على الغذاء الكافي”.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أيضا عن “إيقاف مؤقت” لبرنامج المساعدات الغذائية العامة في شمال اليمن، مشيرا إلى أن تعليق المساعدات الغذائية جاء بعد مفاوضات غير ناجحة بين الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي للتوصل إلى اتفاق بشأن تخفيض المساعدات الغذائية، والتي استمرت منذ ما يقرب من عام.
قلق من توقف المساعدات الغذائية
هالة صالح مواطنة “30عاما” من محافظة إب تقول ل “يمن مونيتور” كانت أسرتي تحصل على السلة الغذائية من العالمية، فكل شهر تحصل على 50 كيلو من الدقيق وأربعة لترات من الزيت أو أكثر والقليل من الفاصوليا، وأحيانا القليل من السكر والملح وحاليا لنا قرابة شهرين ما تسلمنا حصتنا منها “.
تضيف صالح ل” يمن مونيتور “أسرتي تتكون من سبعة أفراد وقد كانت هذه المساعدات تسد فراغا كبيرا في حياتنا المعيشية؛ عرفنا ذلك عند انقطاعها، في الوقت الذي لا يجد فيه رجال البيت فرصة للعمل وإن حاولوا وبحثوا كثيرا”.
وأردفت “نسمع من بعض الجيران أنه في مناطق أخرى من مدينة إب ما يزال الصرف مستمرا وهذا ما زاد في قلقنا، خفنا أن يكون قد سقط اسم أسرتي كما سقط اسم أسرة الجيران قبل عامين وحرموا منها على الرغم من كونهم مستحقين لها”.
وواصلت “توقف المساعدات بالنسبة لنا كارثة كبرى لا نقوى على حملها، ونحن كنا في الوقت الذي نتسلم به هذه المساعدات و
في حاجة وفاقة، فكيف سيكون الحال إذا ما انقطعت تماما؟! نسأل الله ألا يغير حالنا إلا إلى الأحسن”.
فقر منهك
في السياق ذاته يقول عبد الرحمن العديني (عاقل حارة الضربة في مدينة تعز) “بلغ الفقر بالمواطنين اليمنيين في الشمال والجنوب مبلغا أنهكم ونكد عليهم معيشتهم، فالملايين من اليمنيين اليوم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أسر بأكملها باتت تحت خط الفقر المميت”.
وأضاف العديني ل “يمن مونيتور” للأسف الشديد لقد أصبح الملف الاقتصادي اليمني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية لعبة بيد الدول التي تدخلت في الشأن اليمني، فقد جعلوا الشعب لعبة بين أيديهم، يضغطون على حياته المعيشية كلما أردوا أن يحققوا مصالحهم من اليمن “.
وأردف” التحالف العربي اليوم يضيق على الشعب اقتصاديا ليلهيه في نفسه، اليوم الشعب اليمني ما عاد يفكر في دولة أو حكومة أو تدخل خارجي، فكل ما يهمه هو كيف يحصل على لقمة العيش وكيف يقضي نهاره بلا جوع أو عطش، وهذا ما تسعى له الدول المتدخلة بالشأن اليمني “.
وتابع” اليوم الريال السعودي فاق الأربعمائة ريالا والدولار تجاوز الألف والخمسمائة وهذا كله يعود على المواطنين بالضرر الكبير، إذ سرعان ما ترتفع الأسعار ويزيد جشع التجار أكثر فأكثر فتصبح حياة المواطن كالجحيم وينجم عن انعدام الأمن الغذائي ضرر كبير في الجانب الصحي للإنسان الذي يحاول أن يكون مقتصدا وينسى الحفاظ على صحته “.
شعب يلفظ أنفاسه الأخيرة
وواصل” اليوم المواطن السعيد هو الذي يحصل على قوت يومه والكثير منهم بالكاد يحصلون على هذا القوت الضروري فقط دون أن ينظروا للكماليات من لحوم وأسماك ونحو ذلك، والسؤال الذي نطرحه على الحكومة الموقرة والقادة بشكل عام هو: إلى متى ستظلون تنظروا لهذا الشعب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة؟، متى ستقومون بدوركم الحقيقي الذي نلتم المنصب من أجله “.
بدورة يقول ردفان سعيد” 40 عاما “مواطن يعيش في مدينة تعز” كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتدأها، هكذا هو حالنا مع الوضع المعيشي لقد أصبح صبعا وهما لا يطاق، فكلما مر بنا الوقت تزداد حياتنا جحيما ومأساة وكأننا لسنا في بلدنا وكأننا نعيش خارج نطاق الحياة الطبيعية “.
وأضاف ل” يمن مونيتور “الذي يمر في سوق المدينة سيدرك حجم الوجع الذي نعاني منه، عندما يرى عدد الموجوعين الذين رمت بهم الأزمات على الطرقات، فبقوا يتسولون ولا يجدون من يمد إليهم يد العون إلا في النادر”.
وأردف “لدي ستة أبناء ما عدت قادرا على توفير القوت الضروري لهم أقضي النهار كله خارج البيت أبحث عن عمل وفي الكثير من الأيام أعود بلا شيء والموجع أكثر أن أبنائي يعلقون على خروجي من البيت آمالا كثيرة لا يجدونها عند عودتي”.
قلقٌ من المستقبل المجهول
وتابع “كلما مر الزمن تقل فرص العمل أكثر واليوم أصبح الحصول على عمل لمدة يوم أو يومين أجمل الأشياء، حتى وإن كان بأجرة أقل، حتى المساعدات الغذائية التي كنا نحصل عليها أصبحت نادرة الظهور ما يثير فينا الخوف والقلق من المستقبل المجهول”.
وواصل “نتمنى على الحكومة أن تضع حلا لانهيار العملة وأن يتم ضبط الأسواق المحلية حتى يقدر المواطن على العيش بالمال القليل الذي يحصل عليه، كما نتمنى أن تعود فرص العمل كما كانت في السابق تعبنا من الجلوس في البيوت والتخبط في الأسواق بلا فائدة”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمن الغذائي اليمن انعدام الأمن الغذائی المساعدات الغذائیة یمن مونیتور
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
أفاد تقرير أمريكي بأن الوقت حان للتوقف عن التلاعب بالحوثيين بشأن تهديدات الجماعة وهجماتها على سفن الشحن في البحر الحمر.
وقالت مجلة " commentary" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إيقاف هجمات الحوثيين، في البحر الأحمر يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي.
في غضون ذلك، يؤكد التقرير أنه ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وقال "أعلن الحوثيون عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن التجارية المارة عبر ممرات الملاحة في البحر الأحمر والسويس. وتدّعي الطغمة العسكرية اليمنية المدعومة من إيران أمرين: الأول أنها ستهاجم السفن الإسرائيلية فقط، والثاني أنها تفعل ذلك تضامنًا مع حماس في غزة".
وأضاف "كلاهما كذب. ففي الواقع، ستكون كل سفينة عُرضة للهجوم، والحوثيون يختبرون نموذجًا من قرصنة القرن الحادي والعشرين، والذي إن نجح، فسيستمر، ومن المرجح أن يقتدي به آخرون، مما سيُلقي بالاقتصاد العالمي (والأمن العالمي) في حالة من الاضطراب لم يكن مستعدًا لها".
واستطرد "يمكن، بل يجب، إيقاف الحوثيين، لكن ذلك يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي. في غضون ذلك، ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".
بمعنى آخر، حان الوقت للتوقف عن التلاعب بالحوثيين. وفق التقرير.
وقال "لنبدأ بالكذبة الأولى: أن السفن الإسرائيلية فقط هي المعرضة للخطر. مثال واحد فقط من بين أمثلة عديدة، نقلاً عن نعوم ريدان وفرزين نديمي: "عندما تعرضت ناقلة النفط/الكيماويات "أردمور إنكونتر" (رقم المنظمة البحرية الدولية 9654579) التي ترفع علم جزر مارشال للهجوم في ديسمبر 2023، كانت مملوكة لشركة "أردمور شيبينغ" الأيرلندية، ولم تكن لها أي صلات واضحة بإسرائيل. بعد أسبوعين، كشف تقرير صادر عن شركة "تريد ويندز" عن قضية خطأ في تحديد الهوية - يبدو أن الهجوم كان مدفوعًا باعتقاد أن قطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر يمتلك حصة في الشركة، لكن أسهم عوفر بيعت قبل أشهر من الهجوم".
وأشار إلى أن روسيا والصين هما المستفيدان الرئيسيان من هجمات الحوثيين، مع أن أحداً لا ينعم بالأمان حقاً.
وبشأن الكذبة الثانية: وهي أن هذه مجرد "مقاومة" إضافية في غزة، وبالتالي لا تشكل تهديداً أوسع. لفهم المدى الكامل لهذه الكذبة، يجدر بنا مراجعة الضرر الواسع النطاق الذي ألحقه إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر، والفوائد التي عادت على الحوثيين أنفسهم، وما يُخبرنا به كلاهما عن الاستخدامات المستقبلية لهذه الأساليب.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول: "يبدو الأمر كما لو أن صناعة الشحن قد عادت إلى أيام ما قبل افتتاح قناة السويس عام 1869". وقد أعادت شركات الشحن توجيه أساطيلها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح، مما أضاف 3500 ميل بحري و10 أيام إلى معظم الرحلات. قبل أن يبدأ الحوثيون هجماتهم، كانت قناة السويس تُعالج 10٪ من التجارة العالمية.
في يناير/كانون الثاني، قدّرت مجلة الإيكونوميست أن "شحنات البضائع عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 70% من حيث الحجم"، وأن التكاليف المتزايدة لشركات الشحن - والتي ترفع تكلفة البضائع المنقولة على المستهلكين - تبلغ حوالي 175 مليار دولار سنويًا.
ولفت التقرير إلى أن هناك، طريقة أخرى للالتفاف على هذا التهديد: رشوة الحوثيين. لدى الجماعة نظام دفع مُعدّ ليعمل تقريبًا مثل نظام E-ZPass، ولكن لقرصنة قناة السويس.
وأكد أن هذه المدفوعات غير قانونية بالطبع، لذا لا تستطيع الشركات الغربية دفعها؛ وسيكون من السهل رصد أولئك الذين بدأوا فجأة بالمرور عبر ممرات الشحن سالمين. تُدرّ أموال الحماية على الحوثيين ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا. كما أن الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يستخدمونها لتنفيذ هذا المخطط تنخفض أسعارها عامًا بعد عام.
"بعبارة أخرى، هذه خطة عمل. ربما يستطيع الحوثيون البقاء على قيد الحياة بمفردهم، حتى لو اختفت الرعاية الإيرانية. كما أشارت مجلة الإيكونوميست، "بممارستهم الضغط على مالكي السفن، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويًا - بل مليارات الدولارات - بينما يفرضون على العالم تكاليف بمئات المليارات. وبدلًا من الصمت عند توقف إطلاق النار في غزة، قد يكون الحوثيون يُبشرون بعالم فوضوي بلا قواعد أو شرطي". وفق التقرير.
وخلصت مجلة " commentary" إلى أن إدارة ترامب تواجه الآن نفس الخيار الذي أربك جو بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين للاقتصاد العالمي. مؤكدة أن المخاطر أكبر مما يدركه الكثيرون، نظرًا للآثار المترتبة على إنشاء نموذج قرصنة حديث وفعال قد يُحتذى به للجماعات الإرهابية الأخرى. في الواقع، المخاطر كبيرة بما يكفي لدرجة أن وضع حد للحوثيين هو الخيار البديهي.