يمن مونيتور/ إفتخار عبده

منذ أن اندلعت الحرب يعيش اليمنيون حالة من انعدام الأمن الغذائي في شمال اليمن وجنوبه تزداد مع مرور الوقت.

وقد جاءت المساعدات الغذائية الأممية لتحد من معاناة الملايين من المواطنين وتسعفهم من خلال حصولهم عليها؛ فكانت بالنسبة لهم بمثابة المنقذ من الموت جوعا، على الرغم من أن أغلبها لا تصل لمستحقيها.

ومع مرور السنوات وطول زمن الأزمة قلت هذه المساعدات إلا إنها لا تزال تسد ثغرة في حياة الكثير من المواطنين الذين اعتمدوا عليها، وعلقوا عليها حبل آمالهم.

ويعاني اليمنيون من ارتفاع الأسعار بشكل مخيف في جنوب اليمن جراء انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وكذلك تعليق المساعدات الغذائية في شماله ما جعل حياة المواطن رهن الفقر والجوع المميت.

وقال برنامج الغذاء العالمي- في تقرير حديث له عن نتائج المسح الميداني لحالة الأمن الغذائي في اليمن، إنه “رغم تحسن الأمن الغذائي خلال أكتوبر إلا أنه لا يزال انعدام الأمن الغذائي منتشرا على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن”.

وأوضح البرنامج “تجاوزت نسبة الأسر التي أبلغت عن عدم كفاية استهلاك الغذاء عتبة” مرتفعة جدا “البالغة 40 % في 17 محافظة من أصل 22 محافظة”.

وبين التقرير أن “ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية كانا سببين رئيسيين في عدم حصول المواطنين على الغذاء الكافي”.

كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أيضا عن “إيقاف مؤقت” لبرنامج المساعدات الغذائية العامة في شمال اليمن، مشيرا إلى أن تعليق المساعدات الغذائية جاء بعد مفاوضات غير ناجحة بين الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي للتوصل إلى اتفاق بشأن تخفيض المساعدات الغذائية، والتي استمرت منذ ما يقرب من عام.

قلق من توقف المساعدات الغذائية

هالة صالح مواطنة “30عاما” من محافظة إب تقول ل “يمن مونيتور” كانت أسرتي تحصل على السلة الغذائية من العالمية، فكل شهر تحصل على 50 كيلو من الدقيق وأربعة لترات من الزيت أو أكثر والقليل من الفاصوليا، وأحيانا القليل من السكر والملح وحاليا لنا قرابة شهرين ما تسلمنا حصتنا منها “.

تضيف صالح ل” يمن مونيتور “أسرتي تتكون من سبعة أفراد وقد كانت هذه المساعدات تسد فراغا كبيرا في حياتنا المعيشية؛ عرفنا ذلك عند انقطاعها، في الوقت الذي لا يجد فيه رجال البيت فرصة للعمل وإن حاولوا وبحثوا كثيرا”.

وأردفت “نسمع من بعض الجيران أنه في مناطق أخرى من مدينة إب ما يزال الصرف مستمرا وهذا ما زاد في قلقنا، خفنا أن يكون قد سقط اسم أسرتي كما سقط اسم أسرة الجيران قبل عامين وحرموا منها على الرغم من كونهم مستحقين لها”.

وواصلت “توقف المساعدات بالنسبة لنا كارثة كبرى لا نقوى على حملها، ونحن كنا في الوقت الذي نتسلم به هذه المساعدات و

في حاجة وفاقة، فكيف سيكون الحال إذا ما انقطعت تماما؟! نسأل الله ألا يغير حالنا إلا إلى الأحسن”.

فقر منهك

في السياق ذاته يقول عبد الرحمن العديني (عاقل حارة الضربة في مدينة تعز) “بلغ الفقر بالمواطنين اليمنيين في الشمال والجنوب مبلغا أنهكم ونكد عليهم معيشتهم، فالملايين من اليمنيين اليوم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أسر بأكملها باتت تحت خط الفقر المميت”.

وأضاف العديني ل “يمن مونيتور” للأسف الشديد لقد أصبح الملف الاقتصادي اليمني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية لعبة بيد الدول التي تدخلت في الشأن اليمني، فقد جعلوا الشعب لعبة بين أيديهم، يضغطون على حياته المعيشية كلما أردوا أن يحققوا مصالحهم من اليمن “.

وأردف” التحالف العربي اليوم يضيق على الشعب اقتصاديا ليلهيه في نفسه، اليوم الشعب اليمني ما عاد يفكر في دولة أو حكومة أو تدخل خارجي، فكل ما يهمه هو كيف يحصل على لقمة العيش وكيف يقضي نهاره بلا جوع أو عطش، وهذا ما تسعى له الدول المتدخلة بالشأن اليمني “.

وتابع” اليوم الريال السعودي فاق الأربعمائة ريالا والدولار تجاوز الألف والخمسمائة وهذا كله يعود على المواطنين بالضرر الكبير، إذ سرعان ما ترتفع الأسعار ويزيد جشع التجار أكثر فأكثر فتصبح حياة المواطن كالجحيم وينجم عن انعدام الأمن الغذائي ضرر كبير في الجانب الصحي للإنسان الذي يحاول أن يكون مقتصدا وينسى الحفاظ على صحته “.

شعب يلفظ أنفاسه الأخيرة

وواصل” اليوم المواطن السعيد هو الذي يحصل على قوت يومه والكثير منهم بالكاد يحصلون على هذا القوت الضروري فقط دون أن ينظروا للكماليات من لحوم وأسماك ونحو ذلك، والسؤال الذي نطرحه على الحكومة الموقرة والقادة بشكل عام هو: إلى متى ستظلون تنظروا لهذا الشعب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة؟، متى ستقومون بدوركم الحقيقي الذي نلتم المنصب من أجله “.

بدورة يقول ردفان سعيد” 40 عاما “مواطن يعيش في مدينة تعز” كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتدأها، هكذا هو حالنا مع الوضع المعيشي لقد أصبح صبعا وهما لا يطاق، فكلما مر بنا الوقت تزداد حياتنا جحيما ومأساة وكأننا لسنا في بلدنا وكأننا نعيش خارج نطاق الحياة الطبيعية “.

وأضاف ل” يمن مونيتور “الذي يمر في سوق المدينة سيدرك حجم الوجع الذي نعاني منه، عندما يرى عدد الموجوعين الذين رمت بهم الأزمات على الطرقات، فبقوا يتسولون ولا يجدون من يمد إليهم يد العون إلا في النادر”.

وأردف “لدي ستة أبناء ما عدت قادرا على توفير القوت الضروري لهم أقضي النهار كله خارج البيت أبحث عن عمل وفي الكثير من الأيام أعود بلا شيء والموجع أكثر أن أبنائي يعلقون على خروجي من البيت آمالا كثيرة لا يجدونها عند عودتي”.

قلقٌ من المستقبل المجهول

وتابع “كلما مر الزمن تقل فرص العمل أكثر واليوم أصبح الحصول على عمل لمدة يوم أو يومين أجمل الأشياء، حتى وإن كان بأجرة أقل، حتى المساعدات الغذائية التي كنا نحصل عليها أصبحت نادرة الظهور ما يثير فينا الخوف والقلق من المستقبل المجهول”.

وواصل “نتمنى على الحكومة أن تضع حلا لانهيار العملة وأن يتم ضبط الأسواق المحلية حتى يقدر المواطن على العيش بالمال القليل الذي يحصل عليه، كما نتمنى أن تعود فرص العمل كما كانت في السابق تعبنا من الجلوس في البيوت والتخبط في الأسواق بلا فائدة”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأمن الغذائي اليمن انعدام الأمن الغذائی المساعدات الغذائیة یمن مونیتور

إقرأ أيضاً:

جولة واسعة لوالي الخرطوم تكشف حجم الدمار الذي طال المرافق الخدمية ومنازل المواطنين بشرق النيل

قام والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة بجولة واسعة شملت العديد من المرافق الخدمية والصحية و الاحياء السكنية بمحلية شرق النيل وقف خلالها على أوضاع المواطنين وحجم الدمار الممنهج الذي لحق بالأحياء والمربعات بالفيحاء و الحاج يوسف والشقله و المايقوما رافقه فيها الأمين العام لحكومة الولاية الأستاذ الهادي عبدالسيد و المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل مرتضى يعقوب.واكد الوالي على أهمية عودة خدمات الصحه والمياه والكهرباء وإصحاح البيئة والمساعدات الانسانية كأولوية في هذه المرحلة لتسهم في الاستقرار والعودة الطوعية لتطبيع الحياةوشهدت محلية شرق النيل تدميرا ممنهجا للبنى التحتية طال كل المرافق كما تم نهب ممتلكات المواطنين واذلالهم وارغامهم على مغادرة منازلهم.وشملت الزيارة التفقدية مستشفى الشهيدة ندى العام الذي أصابه دمار المليشيا وبدأت فيه عملية الإعمار وانتظمت من خلاله أعمال القافله التي سيرتها وزارة الصحة في مجالات العيادات المتخصصه والتوليد والإرشاد النفسي وتعزيز الصحه وغيرها من المجالات لعدد من الشركاء.كما تفقد الوالي رئاسة محلية شرق النيل ووقف على حجم الدمار الكبير الذي لحق بالاجهزة والمعدات والمستندات والاثاثات والتي تعرضت للسرقة والاتلاف كما تفقد أوضاع المواطنين الذين مازالوا في منازلهم وتعرضوا لشتى صنوف العذاب بواسطة أفراد المليشيا والذين قدموا افادات عن الانتهاكات التي مورست ضدهم بواسطة أبناء المنطقة الذين انضموا للمليشياإلى ذلك تفقد الوالي قسم شرطة المحلية بعد ان شهد تدميرا كاملا مع حرق المستندات واتلاف الاجهزة والمعدات.واكد الوالي بأن الأولوية في هذه المرحله لعودة المياه للأحياء بتأهيل ومراجعة المصادر كما وجه المحلية بتكوين لجنة لجمع وتصنيف المركبات المهملة وجمعها في موقع واحد حتى يسهل تسليمها لاصحابها .وأختتم الزيارة بمقر الخلية الأمنية بشرق النيل ووقف على الأداء العام والادوار التي تقوم بها تجاه منع التفلتات الامنية ومحاربة الظواهر السالبة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جولة واسعة لوالي الخرطوم تكشف حجم الدمار الذي طال المرافق الخدمية ومنازل المواطنين بشرق النيل
  • "المطاحن العمانية " تعزز توسعها الخارجي لتحقيق الأمن الغذائي
  • العطش يهدد قطاع غزة: الفلسطينيون لا يجدون ماءً صالحًا يشربونه
  • الأمم المتحدة: الأمن الغذائي في غزة في حالة خطر
  • خطر يهدد صحة المواطنين.. تحرك برلماني لمواجهة إعادة تدوير الزيوت المستعملة
  • «الأغذية العالمي» يحذر من مخاطر انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة
  • تقرير: الألغام الأرضية تهدد حياة رعاة الإبل في اليمن
  • القبض على سائق عرض حياة المواطنين للخطر في السادات
  • شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من السكان
  • غزة: أبرز مؤشرات عودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي