"الأهرام": مشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية تعكس وعيهم بواجبهم الوطني وحقهم الدستوري
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
أكدت صحيفة "الأهرام" أن مشاركة المواطن في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد، اليوم وغدا وبعد غد، تعكس عدة دلالات رئيسية.
وأفادت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد تحت عنوان (مشاركة المواطن في انتخابات الرئاسة) بأن أول هذه الدلالات: الحرص على استمرارية العملية الديمقراطية منذ ثورة 30 يونيو، باعتبار أن الانتخابات هي جوهر ديمقراطية النظام السياسي بما تتضمنه من تداول للسلطة، إذ أنها مرتبطة باختيار أرفع منصب في الدولة، وهو الرئيس الذي يعمل على رعاية مصالح الشعب والحفاظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
وأوضحت الصحيفة أن ثاني الدلالات: أن المواطن يثق في جاهزية مؤسسات الدولة كي يخرج المشهد الانتخابي في أزهى صورة وبحيث توفر الضمانات الحقيقية للناخب ليعبر عن صوته بحرية وتضمن نزاهة العملية الانتخابية لاسيما في ظل الإشراف القضائي الكامل عليها، منذ بدء الاقتراع، مرورا بفرز الأصوات، وحتى إعلان النتيجة الرسمية النهائية بمعرفة الهيئة الوطنية للانتخابات، وفق مبدأ "قاض لكل صندوق اقتراع".
ولفتت إلى أن ثالث الدلالات تخص الثقة المجتمعية في الضمانات التي تطرحها الهيئة الوطنية للانتخابات، منذ اليوم الأول للإعداد للعملية الانتخابية وإطلاق إجراءاتها، بأن تكون هناك متابعة لمجريات الاقتراع من جانب مندوبي المرشحين، وكذا متابعة ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، وبعثات المنظمات الدولية والإقليمية، إلى جانب ممثلي وكالات الأنباء والصحف والشبكات الإخبارية التليفزيونية المحلية والإقليمية والعالمية.
وأشارت "الأهرام" إلى أن رابع الدلالات، تتعلق بتوقيت إجراء تلك الانتخابات التي تتزامن مع تهديدات متصاعدة للأمن القومي المصري على طول خطوط الحدود الاستراتيجية للبلاد، في ظل صراع السلطة بالسودان من الجنوب، وسيادة متعددة بليبيا من الغرب، وحرب مشتعلة بين إسرائيل من ناحية وحماس والفصائل الفلسطينية المسلحة من ناحية أخرى في الشرق، مما يدفع بالناخب إلى إعطاء أهمية لعامل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وليس مجرد تلبية الخدمات الأساسية للمواطن.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأن: "لهذه الأبعاد المختلفة هناك وعي من جانب أبناء الشعب المصري، شبابا وشيوخا، فضلا عن المرأة المصرية، بأهمية التوجه إلى لجان الاقتراع لأداء الواجب الوطني والحق الدستوري، باختيار المرشح لهذا المنصب الرفيع لفترة رئاسة 6 سنوات قادمة، بما يسهم في تعزيز استقرار البلاد ومؤسساتها الدستورية".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
رومانيا تقترب من روسيا وتدير ظهرها لأوروبا بعد فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية
تصدر المرشح المؤيد لروسيا كالين جورجيسكو نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، بحسب النتائج شبه النهائية، وسينافس سياسية مغمورة في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 8 كانون الأول/ديسمبر.
وبعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، حصل كالين جورجيسكو (62 عاما) المنتمي إلى اليمين المتطرف والمعارض لمنح أوكرانيا المجاورة مساعدات والمناهض لحلف شمال الأطلسي، على 22,94% من الأصوات، متقدما على إيلينا لاسكوني (52 عاما) وهي رئيسة بلدية مدينة صغيرة تترأس حزبا من اليمين الوسط وحلّت في المركز الثاني مع 19,17% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت الأحد.
وتراجع رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا مارسيل شيولاكو الذي كان المرشح الأوفر حظا، الى المركز الثالث بفارق نحو ألف صوت فقط عن لاسكوني (19,15%).
وحقق جورجيسكو هذه النتيجة المفاجئة بعد أن قام بحملة عبر تطبيق "تيك توك" ركزت على ضرورة وقف كل مساعدة لكييف، وحققت انتشارا واسعا خلال الأيام الماضي.
وهو علّق الأحد بالقول "هذا المساء، هتف الشعب الروماني من أجل السلام، وهتف بصوت عالٍ للغاية".
وكان من المتوقع أن يبلغ الجولة الثانية جورج سيميون (38 عاما)، زعيم تحالف اليمين المتطرف من أجل وحدة الرومانيين (أور)، لكنه حل رابعا مع 13,87% من الأصوات.
وهنأ خصمه، معربا عن سعادته بأن "سياديا" سيترشح للجولة الثانية.
وعوّل سيميون المعجب بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على خطاباته القومية للاستفادة من غضب مواطنيه الذين يعانون الفقر بسبب التضخم القياسي.
كما أراد أن يظهر نفسه معتدلا لكن ذلك "انعكس عليه سلبا بين الأكثر تطرفا"، وفق ما قال المحلل السياسي كريستيان بيرفوليسكو لوكالة فرانس برس.
تصويت مناهض للنظام
وأشار المحلل إلى أن "اليمين المتطرف هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات"، إذ نال أكثر من ثلث الأصوات، متوقعا أن تنعكس هذه النتائج لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل.
لكن حصول ذلك يؤشر الى مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلاف.
ويحكم الديموقراطيون الاشتراكيون، ورثة الحزب الشيوعي القديم الذي هيمن على الحياة السياسية في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، حاليا في ائتلاف مع الليبراليين من حزب التحرير الوطني الذي هُزم مرشحه أيضا.
وبات الرومانيون يعوّلون على المرشحين المناهضين للنظام في ظل صعود الحركات المحافظة المتشددة في أوروبا، بعد عقد من حكم الليبرالي كلاوس يوهانيس، وهو من أشد المؤدين لكييف. وتراجعت شعبيته لا سيما بسبب رحلاته المكلفة إلى الخارج الممولة بالمال العام.
ويرى خبراء أن اليمين المتطرف أفاد من مناخ اجتماعي وجيوسياسي متوتر في رومانيا المنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وبات لهذه الدولة الواقعة على حدود أوكرانيا، دور استراتيجي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، اذ ينتشر على أراضيها أكثر من خمسة آلاف جندي من الحلف، وتشكّل ممرا لعبور الحبوب الأوكرانية.
وتعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي الى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا المجاورتين.
ويشغل رئيس الجمهورية منصبا فخريا الى حد كبير، لكنه يتمتع بسلطة معنوية ونفوذ في السياسة الخارجية.
وتباينت المواقف حيال هذه النتائج في شوارع بوخارست الاثنين.
ورأى البعض فيها مفاجأة سارة، مثل المتقاعدة ماريا شيس (70 عاما) التي اعتبرت أن جورجيسكو "يبدو رجلا نزيها وجادا ووطنيا وقادرا على إحداث التغيير".
وأوضحت أنها أعجبت بمقاطع الفيديو التي نشرها على تيك توك وأشار فيها إلى موقفه من الحرب في أوكرانيا وتعهده بـ "السلام والهدوء".
وأضافت "انتهى الخنوع للغرب وليُفسح المجال للمزيد من الاعتزاز والكرامة".
في المقابل، أعرب آخرون، مثل أليكس تودوز، وهو صاحب شركة إنشاءات، عن "الحزن وخيبة الأمل أمام هذا التصويت المؤيد لروسيا بعد سنوات عدة في تكتلات أوروبية أطلسية".
واعتبر أنها بمثابة تصويت ضد الأحزاب التقليدية التي لحقت بها حملة "تضليل" على الشبكات الاجتماعية أكثر من كونها موقفا مؤيدا للكرملين.
وحول الجولة الثانية، فقد اعرب عن خشيته من أن "الرومانيين ليسوا مستعدين لانتخاب امرأة"، هي لاسكوني، لصد اليمين المتطرف في هذا البلد حيث لا تزال النعرات الرجولية راسخة.