أشياء يجب تعليمها للطفل قبل العاشرة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
مجلة سيدتي
دائماً ما تردد الأمهات أمام بعضهن، لا أعرف متى فات العمر، ومتى كبر ابني، فقد ترينه بلغ سن النضج، دون أن تدركي تماماً ذلك، فهو البارحة كان مشغولاً بألعابه، واليوم يحضر نفسه ليلتحق بالجامعة، اطمئني فالسنين لم تمر هكذا بسرعة، ولكن مع نمو وسائل الإعلام والتكنولوجيا اليوم، يبدو أن الأطفال يقومون بأشياء "للبالغين" في وقت مبكر أكثر من أي وقت مضى، وهذا هو سبب إحساسك، فلم ولن يفوتك شيء، وإذا كنت أماً لطفل لم يتجاوز العاشرة، فاحرصي على تعليمه هذه المهارات، التي ينصحك بها الخبراء والمتخصصون، كي تفخري بأنك ربيت رجلاً، أو سيدة قيادية.
هناك العديد من الدروس التي تريدين تعليمها لأطفالك قبل أن يتوقفوا عن الاستماع إليك ويصبحوا شباباً عنيدين. وفي النهاية أنت تهدفين لتربية طفل يشعر بالسعادة والاطمئنان، مع نمو الأطفال بسرعة كبيرة، يجب أن يبدأ تعليم طفلك دون العاشرة الاكتفاء الذاتي في وقت مبكر. ولكن ما هو المهم أن يعرفه أطفالك؟
تربية الطفل في عمر 10 سنوات
يجب أن يعرف طفلك أن الأمر ليس مجرد التقاط بعض الألعاب، فهو يعني غسل الأطباق والغسيل والكنس وغير ذلك الكثير. إن تعليم أطفالك هذه المهارات في وقت مبكر سيجعلهم معتادين عليها عندما يغادرون المنزل. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليم أطفالك مهارات التنظيف سيساعدك أنت في جميع أنحاء المنزل!
على الرغم من أن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أصبح متاحاً بسهولة على هواتفنا الذكية، إلا أنه يجب عليك تعليم أطفالك عدم الاعتماد عليه، خاصة في حالات الطوارئ عندما لا يكون متاحاً. دعيهم على اطلاع بالمعالم الهامة في جميع أنحاء المدينة، وخاصة تلك التي تساعدهم في العثور على منزل في حالة الطوارئ. وبحلول الوقت الذي يقودون فيه السيارة، سيكون الأمر أسهل بالنسبة لهم.
3 – علّميهم كيفية اتخاذ خيارات صحيةعلميهم كيفية اتخاذ خيارات صحية
أنت أكبر قدوة لطفلك، وهذا يشمل خيارات نمط الحياة الصحي. من الصعب الالتزام بنظام غذائي وروتين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن يمكنك تسهيل الأمر على أطفالك من خلال ملء الثلاجة بانتظام بالفواكه والخضروات الطازجة والقيام بنزهة عائلية منتظمة، وممارسة الرياضة معاً.
عندما تقومين بإصلاح الأشياء في المنزل، دعي أطفالك يبقون بجانبك.. يراقبونك، يمكنك القيام بتجربة تعليمية لمساعدة طفلك على فهم كيفية عمل الأشياء في المنزل. وبحلول سن العاشرة، يجب أن يعرف أطفالك كيفية استخدام الأدوات الأساسية بأمان مثل مفك البراغي أو المطرقة.
5 – علّميهم كيفية تحضير وجبة بسيطةعلميهم كيفية تحضير وجبة بسيطة
في الأيام التي تكونين فيها مشغولة جداً، هل يشتكي أطفالك من الوقت الذي يستغرقه تناول وجبة على الطاولة؟ لذلك عليك تعليمهم إعداد وجبات بسيطة وآمنة للحد من الشكوى. أظهري لأطفالك ببطء كيفية استخدام الأجهزة المختلفة، مع التركيز على السلامة. وبحلول سن العاشرة، يجب أن يكونوا قادرين على استخدام الموقد تحت إشرافك بالتأكيد.
لا تنتظري حتى يتوجه طفلك إلى الكلية لتعليمه كيفية إعداد الميزانية! بمجرد أن يبدأ أطفالك في كسب المال كمدخرات من والدهم، علميهم كيفية إدارة تلك الأموال. إن منح أطفالك بداية قوية سيساعدهم على أن يصبحوا بالغين مسؤولين مالياً.
7 – علّميهم كيفية التحلي بالأخلاق الحميدةعلميهم كيفية التحلي بالأخلاق الحميدة
لا أحد يريد أن يُعرف طفله بالشقي أو العاق إذا صح التعبير، خاصة عندما يبلغ من العمر ما يكفي ليتعرف عليه من حوله، ويصبح تعامله معهم أمراً حتمياً، ابدئي بتعليم طفلك كلمة "من فضلك" و"شكراً" عندما تكون في محلها، ودعيه يعتاد عليها منذ الصغر، وتوقعي المزيد من التهذيب الذي سيظهر واضحاً على طفلك.
هناك خط رفيع بين إعطاء أطفالك الأفضل في الحياة وإفسادهم. علمي أطفالكم أن يكونوا شاكرين من خلال تذكيرهم بالنعم الموجودة في حياتهم. فمن خلال زرع بذور الامتنان في وقت مبكر، سيكون أطفالك أفضل في إظهار امتنانهم كبالغين، أو حتى العطف على الآخرين ومساعدتهم.
10 – علّمي طفلك كيفية كتابة رسالةعلمي طفلك كيفية كتابة رسالة
في حين أن الإنترنت قد استحوذ على الكلمة المكتوبة، إلا أن كتابة الرسائل لا تزال مهارة ضرورية. وقد يغفل عنها الكثير من الأهالي، وهي ستكون مفيدة عند التقدم للوظائف المهنية.. شجعي أطفالك على إرسال رسائل إلى أفراد العائلة، وخاصة أولئك الذين لا يتواصلون مع الآخرين عبر التكنولوجيا. ستعلمهم المراسلات الكثير عن الكتابة والصبر.
لن تكوني موجودة دائماً للتحدث نيابة عن أطفالك. بمجرد أن يبدأ أطفالك بالذهاب إلى المدرسة، سيواجهون عقبات سيتعين عليهم إصلاحها بأنفسهم. إن تعليم أطفالك كيفية استخدام أصواتهم بثقة سوف يخدمهم خارج الفصل الدراسي، ويمنع الآخرين من الاستخفاف بهم، فعدم تعليم الطفل هذه الميزة بالذات، هي ما يعرضه للتنمر من قبل الآخرين.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: کیفیة استخدام فی وقت مبکر طفلک کیفیة یجب أن
إقرأ أيضاً:
فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
تبدو العزلة التامة للفرد في بيئة ممتدة لكنها في ذات الوقت مغلقة بمثابة تحد تواجهه الشخصية وهي ترى أن مصيرها مرتبط بالخروج من تلك البيئة الصارمة.
هذه المعطيات لطالما عالجتها السينما في العديد من الأفلام وذلك من خلال وجود الشخصية الدرامية في العديد من البيئات، فتارة في كهوف جبلية أو صحراء قاحلة مفتوحة أو بحر هائج أو غابات ممتدة تجعل ذلك الامتداد الاستثنائي بمثابة فضاء مفتوح على أشكال شتى من التحديات.
هذه الفرضية يقدمها فيلم "السنة العاشرة" للمخرج بنجامين غودجر الذي يعرض حاليا في صالات العرض في أوروبا والولايات المتحدة ونال أصداءً واهتماما نقديا ملحوظا من منطلق تصنيفه على انه من أفلام الرعب وفي نفس الوقت انتماؤه إلى أفلام نهاية العالم ( ابوكاليبس) التي تم إنتاج الكثير منها وكانت ثيمتها الأساسية ترتكز على من تبقى حيا بعدما ضربت العالم جائحة ما من الأوبئة إلى الحروب الكونية.
حياة أولئك الناجين أو من هم لا يزالون على قيد الحياة بعد مرور 10 سنوات على الانهيار الذي نجهل ما هو بالضبط لكن ها نحن مع بضعة أشخاص يتنقلون وسط الغابات باحثين عن الماء والطعام ثم ليصطدموا مع جماعة أخرى تتسم بالوحشية والرغبة في القتل.
والحاصل أن ما يمكن استنتاجه هو وصول ما تبقى من البشر بعد عقد من الانهيار العظيم إلى حافة المجاعة وشح المياه وهو ما يظهر جليا حتى على ملابس أولئك الناجين الرثة والمائلة إلى اللون البني، ومن هنا يمكننا أن نستنتج بعد مرور الربع الأول من وقت الفيلم لماذا تتحاشى الشخصيات أسماع أصواتها فهي تخشى من الانكشاف لدى جماعات وحشية هائمة على وجوهها وبذلك أعادنا هذا الفيلم إلى أفلام سابقة من أهمها فيلم مكان هادئ بجزئيه وفيلم قفص العصافير وفيلم الصمت وفيلم لا تتنفس وغيرها، وكلها تقريبا كان فيها إسماع الصوت يؤدي إلى هجوم كائنات وحشية أو زومبي لكن في هذا الفيلم تبدو المعالجة مختلفة فهي بمثابة نوع من التحدي.
لقد تم استخدام الصمت أداة فيها كثير من الجرأة، فالشخصيات لا تطلب إحداها من الأخرى الصمت وعدم الكلام ولكن هو أمر تلقائي ولنا أن ننظر بشكل واقعي إلى أحداث فيلمية تمتد إلى أكثر من 90 دقيقة وحتى نهاية الفيلم من دون نطق كلمة واحدة مع عدم فقدان متعة المشاهدة وهو ما يحسب لكاتب السيناريو والمخرج تلك الجرأة في تقديم بناء سردي -صوري متقن ومتكامل من دون حوار.
وفي هذا الصدد يقول الناقد ايلودي ماريوت موقع فيلم هاوندس "يبدأ الفيلم ببناء التوتر بشكل جيد رغم الاستغناء عن الحوار، حيث يصور مشاهد الحركة المروعة باعتبارها بديلا بصريا للحوارات المتبادلة بين الشخصيات. إن صراخ مجموعة من الكلاب المتعطشة للدماء التي تبحث عن شخص ما لتنقض عليه أمر مرعب، ولكن القفز السريع إلى مكان آمن غالبًا ما يقلل من ثقل هذه اللحظات المتوترة. ورغم جودة الصورة والاستغناء عن الحوار، إلا أن أحد عيوب الحوار المحدود أو غير الموجود هو أن المشاهدين قد لا يشعرون بالارتباط الكامل بالشخصيات، مما يحول دون الوصول إلى أفكارهم أو مشاعرهم أو دوافعهم".
أما الناقدة كارينا جونز في موقع هافن هورر فتقول: "عليّ أن أعترف أنه على الرغم من إعجابي بفكرة وقصة الفيلم، إلا أن هناك بعض المشكلات الرئيسية التي برزت. إحدى هذه المشكلات تتعلق بالشخصية الرئيسية في الفيلم، فقد بدا وكأنه لا يستطيع اتخاذ الاختيار الصحيح أو القيام بالشيء الصحيح في الوقت الصحيح".
أما من وجهة نظر نقدية مقابلة، فإن تعمد المخرج تقديم الشخصية الرئيسية -الممثل توبي غودجر بهذه الصورة فقد كانت في إطار تلقائية أداء الشخصية، فهو شخصية عادية وليس بطلا خارقا أو استثنائيا ولهذا كان يمكن أن يفشل في مواجهة أولئك الذين يطاردون ضحاياهم وأن يقع ضحية مع أن نمطية أفلام من هذا النوع تقدم شخصية البطل المخادع القادر على إيجاد الحيل المناسبة للفرار.
على أن من التحولات الأساسية في الفيلم ومن خلال استخدام الحبكات الثانوية كمثل انتزاع المفتاح من رقبة أحد أشرس الشخصيات التي تلاحق أيا كان بصحبة عصابة شرسة وهو مشهد بدا جريئا وفيه بعض المبالغة إلا انه قادنا إلى حبكات ثانوية أخرى تمثلت في الهجوم على المنزل المتنقل والاستفادة مما يحتويه من مخزون غذائي.
واقعيا نحن أمام ثلاث شخصيات ممثلة في الأب وابنته المريضة والابن الذي سوف يبقى وحيدا بعد مقتل الأب ولهذا يمضي في رحلة البحث عن الطعام وهو يخوض مواجهات شرسة مع خصومه بينما كان هنالك مشهد الكلاب المتوحشة مما يقوي جانبه ويمنحه فرصة الاقتصاص من خصومه.
ولعل مضي الوقت الفيلمي والاقتراب بأحداث الفيلم من النهاية ومع الاستغناء عن الحوار كان بمثابة امتحان حقيقي لجهة توفر الفيلم حتى النهاية على عامل التأثير في المشاهد واجتذابه للمضي في متابعة الأحداث وهي ميزة أثبتت نجاح فكرة الاستغناء عن الحوار وترسيخ أهمية عنصر الصورة.
على أننا لابد أن نشير إلى أن استخدام ثنائية الصورة والحركة والمطاردات وحبس الأنفاس كانت من بين العناصر التي عوضت عن الحوار وأعطت زخما للأحداث كما وفرت قوة للصورة بكونها محملة بكثير من الدلالات والعناصر التعبيرية الغزيرة التي صارت بالتالي بدائل مقنعة لغرض المضي في متابعة الأحداث.
من جانب آخر هنالك الهم الإنساني الذي يحرك الشخصية للمضي في تحمل المخاطر، من خلال محاولة العثور على دواء للشقيقة المريضة التي زاد جرحها صعوبة وتفاقما ولهذا كان اندفاع الشقيق بشكل هستيري متحملا المخاطر قد تكلل بالنجاح جالبا الطعام والدواء من مكان متروك ولكنه وعندما يعود إلى المخبأ لن يعثر على الشقيقة لكن يدا تمتد وسط العتمة وتستقر على كتفه لتعيد إليه الأمل في عثوره عليها.
هذه الكثافة في الأحداث والصراعات في إطار مربع لا يتعدى تلك الغابة التي يختبئ فيها القتلة واللصوص والزومبي تكاملت من خلال التفاعل مع الشخصية الرئيسية وهي تمارس لعبة الكر والفر مع العديد من الخصوم بما أضفى على الفيلم صفة النوع المختلف عن الأشكال والمعالجات المعتادة في هذا النوع من أفلام الانهيار العظيم إذ غالبا ما تحتشد العديد من الشخصيات الناجية في مواجهة خصوم مختلفين وذلك في إطار فكرة الصراع من أجل البقاء.
...
سيناريو وإخراج/ بنجامين غودجر
تمثيل / دونكان لاكروا – الأب، توبي غودجر – الابن، هانا براون – الابنة
إنتاج/ بلو فوكس