ثاني الزيودي : التجارة الخضراء محرك رئيسي لتعزيز اقتصاد عالمي أكثر استدامة ومرونة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، أن حشد الجهود الدولية لتحقيق استدامة سلاسل التوريد عبر الرقمنة وتبني التكنولوجيا المتقدمة، لم يعد ترفاً ولكنه أصبح عاملاً رئيسياً لتخطي التحديات المناخية، حيث تشير دراسات للبنك الدولي إلى أن حركة التجارة العالمية تولد ما يصل إلى 25% من إجمالي انبعاثات الكربون حول العالم.
وقال معاليه في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن دولة الإمارات ممثلة في وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، أطلقت بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي مبادرة “تكنولوجيا التجارة”، والمصممة لتسريع رقمنة سلاسل التوريد الدولية وتحسين الإجراءات الجمركية والتمهيد لحقبة جديدة من نمو وازدهار التجارة العالمية.
وأضاف أن هذه المبادرة تشكل خطوة بالغة الأهمية نحو تحديث التجارة العالمية باستخدام أدوات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، والحد من الأساليب القديمة غير الفعالة التي تهيمن حالياً على سلاسل التوريد، وتوفر مزيداً من الفرص بين مختلف الأسواق الدولية الرئيسية، وستدعم مرونة التجارة العالمية وقدرتها على تخطي التحديات، وتحقيق النمو المستدام.
وأشار إلى أن إطلاق هذه المبادرة يأتي ترجمة لمكانة دولة الإمارات كداعم عالمي مؤثر للابتكارات في قطاع التجارة العالمية، وانطلاقاً من إيمانها بضرورة الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتحفيز التجارة العالمية، بداية من توظيف الذكاء الاصطناعي في أتمتة العمليات الجمركية وإدارة المستودعات ووصولاً إلى اعتماد البلوك تشين لإحداث ثورة في التمويل التجاري والمدفوعات العابرة للحدود وإجراءات التعرف على العميل.
وحول دور التجارة الإلكترونية في الحد من الانبعاثات الكربونية .. قال معالي الدكتور ثاني الزيودي إن التجارة الإلكترونية تشهد نمواً متسارعاً بالتزامن مع ثورة التكنولوجيا التي يشهدها العالم، حيث أن سوق التجارة الإلكترونية يواصل نموه المتصاعد، وتزداد حصته من إجمالي حجم التجارة الدولية بشكل لافت، وهذا النمو في التجارة الرقمية له تأثير إيجابي من حيث الحد من انبعاثات الكربون حيث وجدت الدراسات أن التسوق التقليدي له ضعف البصمة الكربونية مقارنة بالتسوق عبر الإنترنت.
وأشار إلى أهمية وضع هذه المتغيرات في الحسبان عند بحث سبل إعادة تشكيل مستقبل التجارة العالمية، وهو ما نسعى لتحقيقه من خلال استضافة دولة الإمارات المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة أبوظبي خلال شهر فبراير المقبل، ضمن العديد من القضايا الأخرى المهمة التي يعول العالم على التوصل إلى توافق بشأنها لإعادة تشكيل نظام التجارة العالمي بشكل يناسب القرن الواحد والعشرين والتطورات التكنولوجيا المتسارعة.
وقال إن دولة الإمارات وبصفتها في قلب حركة التجارة العالمية، فإنها تشهد نمواً في التجارة الإلكترونية حيث تشير بعض التقديرات إلى أن سوق التجارة الإلكترونية في الدولة سيناهز 9.2 مليار دولار بحلول عام 2026.
وحول مستقبل التجارة الخضراء وانعكاسها على استدامة سلاسل التوريد العالمية.. قال معالي الدكتور ثاني الزيودي إن التجارة الخضراء، التي تتميز بتبادل السلع والخدمات الصديقة للبيئة، تعتبر محركا رئيسيا لتعزيز اقتصاد عالمي أكثر استدامة ومرونة، ولتحقيق أهداف المناخ العالمي فإن تخضير التجارة أمر حتمي عالمي، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي للتجارة الخضراء هو تغيير تفضيلات المستهلكين، مما يخلق الطلب على المنتجات المستدامة ويشجع الشركات على تبني ممارسات صديقة للبيئة.
وأضاف أنه مع استجابة المزيد من الشركات لهذا الطلب العالمي المتزايد، تنمو التجارة الخضراء وتساهم في تقليل آثار الكربون والأثر البيئي العام للتجارة العالمية، ومن حيث علاقتها بسلاسل التوريد المستدامة من المرجح أن تعزز التجارة الخضراء مرونة سلاسل التوريد، وتساهم الممارسات المستدامة، مثل الإدارة الفعالة للموارد، والحد من النفايات، في إرساء أساس أكثر قوة واستدامة للتجارة الدولية، وبطبيعة الحال، فإن التجارة الخضراء أو الشركات التي تتبنى أهداف الاستدامة وتلتزم بها، لها مستقبل واعد، وذلك في ظل الفرص الواعدة الناجمة عن التوجه العالمي للاستثمار بشكل أكبر في حلول الاستدامة والجهود الدولية للتغلب على تحديات المناخ.
وأشار إلى وجود عنصر رئيسي آخر في التجارة الخضراء وهو التجارة في المنتجات الصديقة للمناخ، والتي تبلغ قيمتها الآن أكثر من تريليون دولار.
وذكر معاليه أنه في “يوم التجارة” في مؤتمر الأطراف، أطلقت وزارة الاقتصاد تقريرًا بعنوان “استكشاف الأفق الأخضر” حيث تم تحديد اتجاهات الاستدامة الرئيسية وكيفية تأثيرها على التجارة، وعرض الابتكارات الرئيسية التي تقوم بها الدول على المستوى الوطني لجعل التجارة العالمية أكثر مراعاة للبيئة
وحول مساهمة الإمارات في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.. قال معالي الدكتور ثاني الزيودي إن دولة الإمارات تواصل تعزيز مكانتها الدولية مركزاً لوجستياً عالمياً، وبوابة لتسهيل حركة ومرونة وكفاءة سلاسل التوريد العالمية، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي المميز في قلب حركة التجارة الدولية، وبوابة لتدفق السلع والبضائع والخدمات من وإلى منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، حيث ترتبط بأكثر من 400 مدينة رئيسية حول العالم بخطوط جوية وبحرية وبرية مباشرة، وتمتلك أكبر شبكة خطوط ملاحية تمتد عبر 88 ميناء حول العالم، كما تصنف موانئها بين الأكثر كفاءة في العالم، وهو ما أهلها لتحل في المرتبة الخامسة عالمياً في مجال إعادة التصدير وضمن أكبر 20 دولة في قطاع التصدير العالمي، وهو الأمر الذي يفتح إمكانات واسعة للتجارة وتدفقات الاستثمار للشركات والمشاريع في الدولة.
وأضاف أن دولة الإمارات تعد مركزًا عالميًا للعديد من السلع الأساسية، حيث نتمتع بمكانة مركزية في سلاسل التوريد العالمية، و 2.4% من إجمالي تجارة الحاويات في العالم تمر عبر الإمارات مما يجعلنا مركزا عالميا لسلاسل التوريد، حيث إنها في المركز الثالث في إعادة تصدير القهوة، والمركز الأول في إعادة تصدير الشاي، والمركز الخامس في إعادة تصدير الماس إضافة إلى ذلك، تعد الإمارات رابع أكبر مصدر للذهب في العالم، مشيرا إلى أن 25% من دول العالم تعد الإمارات الشريك التجاري الأول لها إقليمياً.
وأشار إلى أنه بفضل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه لتوسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم، تزداد مكانة الدولة رسوخاً كنقطة تلاقى لسلاسل التوريد حول العالم، وذلك في ظل التزامها بحرية تدفق التجارة العالمية، ومساهمتها في قيادة الجهود الدولية لإعادة تشكيل نظام التجارة العالمي، وتحسين سلاسل التوريد عبر تبني التكنولوجيا المتقدمة بما يجعلها أكثر مرونة في مواجهة أية تحديات محتملة، كما يزيد كفاءتها وقدرتها على المساهمة في تحفيز انتعاش التجارة الدولية وبالتالي تحقيق النمو المستدام للاقتصاد العالمي.
وحول نقاشات مستقبل التجارة في COP28 .. قال معالي الدكتور ثاني الزيودي إنه لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي تحتضنه الإمارات حالياً، تم إدراج التجارة في جدول الأعمال الرسمي لهذا الحدث المهم الذي يعول عليه العالم في حشد الجهود اللازمة لتخطي التحديات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض.
وأضاف أن “يوم التجارة” استهدف بحث آليات مساهمة التجارة العالمية في الحد من الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أهمية هذا الحدث كونه ينعقد قبيل انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير المقبل، والذي سيناقش النظام التجاري متعدد الأطراف، ويعمل على وضع مخطط العمل المستقبلي للمنظمة.
وأشار إلى أنه ضمن فعاليات يوم التجارة تم تنظيم “منتدى التجارة المستدامة” والذي جمع قادة الأعمال من القطاع الخاص حول العالم لاستكشاف الفرص التي يوفرها الانتقال إلى سلاسل التوريد المستدامة والشاملة، والمساهمة التي يمكن أن يقدمها مجتمع الأعمال من أجل اقتصاد أكثر مرونة وصداقة للبيئة.
وذكر أن هذا المنتدى يعد فرصة مهمة لتبادل الرؤى والأفكار حول سبل تعزيز الجهود الدولية لتخطي التحديات المرتبطة بالتجارة الدولية، ومساهمتها المأمولة في تحقيق الاستدامة بالمشاركة مع القطاع الخاص وقادة الأعمال.
وأوضح معاليه أن “يوم التجارة” ومنتدى التجارة المستدامة” يترجمان حرص الإمارات على مواصلة المساهمة في حشد الجهود الدولية لإعادة تشكيل مستقبل التجارة العالمية وبمشاركة جميع الأطراف وأصحاب المصلحة، لتكون أكثر استدامة ومرونة وقدرة على تحفيز نمو الاقتصاد العالمي، بالتوازي مع مساهمتها بشكل فعال في تحقيق الحياد المناخي عبر تبني سلاسل توريد أكثر كفاءة وذكاءً واستدامة.
وأضاف أن تنظيم هذين الحدثين المهمين يؤكد التزام دولة الإمارات، بصفتها عضواً فعالاً في المجتمع الدولي، بمواصلة قيادة الجهود الهادفة إلى إعادة صياغة مستقبل التجارة العالمية ومساهمتها في تحقيق التوازن بين تحفيز النمو الاقتصادي عالمياً من جهة، ودعم جهود تحقيق الحياد المناخي من جهة أخرى، وتشمل هذه الجهود استضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وإطلاق مبادرة تكنولوجيا التجارة بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وتتويج هذه الجهود باستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة التجارة العالمیة التورید العالمیة التجارة الدولیة التجارة العالمی الجهود الدولیة مستقبل التجارة دولة الإمارات سلاسل التورید إعادة تشکیل یوم التجارة حول العالم وأشار إلى وأضاف أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
"التعريفات الجمركية".. سقوط العولمة أم تدشين نظام عالمي جديد بمعطيات مختلفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أن القرارات الاقتصادية - أحادية الجانب - التي تتخذها الدول الأعضاء، دون المرور عبر منظمة التجارة العالمية أو نظام الأمم المتحدة، يمكن أن تخلق حالة من عدم اليقين؛ مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتضر بالدول النامية بشكل خاص.
وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، تبرز التعريفات الجمركية بوصفها أداة رئيسية في هذا التوتر، مما يثير تساؤلات حول طبيعتها وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.. فلا يمكن قراءة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب على جميع دول العالم تقريبا، وبشكل متفاوت، باعتبارها سياقا اقتصاديا بحتا دون النظر إليها من زوايا سياسية وأمنية واجتماعية، وربما حضارية إذا ما تم النظر إليها في سياق متكامل.. إن الأمر أكبر بكثير من أنها أداة اقتصادية «حمائية»، لكنها في الحقيقة لحظة فاصلة في التاريخ المعاصر، تعكس انهيارا متسارعا لنظام عالمي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، كان يتداعى منذ سنوات، وها هو اليوم يترنح على حافة السقوط الكبير.
لكن المفارقة الأعمق أن هذه الرسوم لا تأتي في سياق اقتصادي بحت، بل في لحظة بلغ فيها الشك في قدرة العولمة على البقاء مبلغه.. وإذا كانت العولمة قد بُنيت على فكرة حرية الأسواق وانسياب السلع والعمالة، فإنها في مقابل ذلك حملت الكثير من بذور التناقض وصنعت خلال العقود الطويلة الماضية تفاوتا كبيرا في الثروات بين الدول، وضربت الصناعات المحلية في كثير من دول العالم العربي والأفريقي، وسحقت محاصيل صغار الفلاحين أمام منتجات مدعومة من قبل القوى الكبرى.
ولا يسقط ترامب بهذه الرسوم الجمركية الارتجالية العولمة وحدها، ولكنه، أيضا، يُسقِط ما تبقى من أوهام "النظام العالمي الليبرالي" القائم على التعاون الدولي، والمؤسسات الأممية، ومبادئ السوق المفتوحة؛ لذلك فإن هذه الرسوم تبدو في بعدها العميق طعنة لمنظمة التجارة العالمية، وإعلانا فجا بأن الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة بترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأنها تسعى لفرض نظام جديد قائم على منطق القوة الاقتصادية لا التفاهمات.
وأكدت الأمم المتحدة، أن انهيار العولمة لا يعني فقط نهاية الانفتاح، بل غالبا ما يتبعه تصاعد القوميات، وتفكك التحالفات، واشتعال الحروب وهذه البذور كلها مطروحة في تربة العالم المتعطشة، حيث أن المرحلة القادمة سيعلو فيها صوت الاكتفاء الذاتي، فليست أمريكا وحدها التي تعتقد أنها قادرة على أن تكون مكتفية بنفسها عن الآخرين، الصين تستطيع قول الشيء ذاته، وأوروبا بدأت تستيقظ متأخرة لتبني آليات سيادية للتصنيع والطاقة والغذاء.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكدت لوز ماريا دي لا مورا مديرة قسم التجارة الدولية في وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، أن التعريفات الجمركية ليست بالضرورة مشكلة في حد ذاتها، ولكن المشكلة تكمن في عدم اليقين الذي تخلقه عندما يتم استخدامها بشكل غير متسق مع قواعد التجارة الدولية.
وأشارت إلى أن التعريفات الجمركية يمكن أن تكون أداة مفيدة لحماية الصناعات المحلية في الدول النامية، ولكن يجب استخدامها بحذر لتجنب الإضرار بالمستهلكين والاقتصاد ككل.. وقالت إن الدول النامية هي الأكثر عرضة للتضرر من تباطؤ التجارة العالمية، حيث تعتمد 95 دولة نامية على صادراتها.
وأوضحت دي لا مورا أن التعريفات الجمركية، التي تعرفها الأمم المتحدة بأنها رسوم جمركية على واردات البضائع، تُفرض إما كنسبة مئوية من القيمة أو على أساس محدد، يمكن استخدامها لتحقيق أهداف مختلفة، مثل حماية الصناعات المحلية وزيادة الإيرادات الحكومية.
وأضافت أن البلدان المتقدمة غالبا ما تستخدم التعريفات الجمركية كجزء من سياسات اقتصادية أوسع تهدف إلى حماية صناعات معينة أو الاستجابة لديناميات التجارة الدولية.. في المقابل، قد تستخدم البلدان النامية التعريفات الجمركية على نطاق أوسع لحماية الصناعات الناشئة ودعم التنمية الاقتصادية.
وتابعت دي لا مورا قائلة: "تميل البلدان النامية عادة إلى وجود مستويات حماية أعلى، وهناك عدة أسباب، أحدها هو أنك قد ترغب في تطوير صناعة معينة في قطاع السيارات أو الكيماويات، إحدى طرق مساعدة الصناعة على التطور والنمو هي حمايتها، من خلال التعريفات الجمركية، من المنافسة الأجنبية.. والجانب السلبي هو أن انتاج تلك السلع للسوق المحلية أكثر تكلفة، وقد تثبط المنافسة أيضا". واستشهدت دي لا مورا باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) - بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك - كمثال على التأثير المختلط للتعريفات الجمركية.
وقالت إن (نافتا)، التي كانت أول اتفاقية تجارة حرة بين البلدان النامية والمتقدمة، أدت إلى إلغاء جميع التعريفات الجمركية تقريبا بين الدول الثلاث؛ مما ساهم في تحول الاقتصاد المكسيكي وخلق فرص عمل جديدة.. مضيفة "في المكسيك، على سبيل المثال، كان هناك الكثير من برامج الدعم في القطاع الزراعي، لمساعدة المنتجين على مواجهة المنافسة من الولايات المتحدة وكندا، كما بدأوا في انتاج المزيد في قطاع الفاكهة والخضروات، الذي لم يكن موجودا بشكل أساسي في المكسيك من قبل، واليوم أصبحت البلاد المصدر الأول للطماطم والأفوكادو والتوت وبعض المنتجات الطازجة الأخرى إلى الولايات المتحدة، وقد ساعد ذلك المستهلك الأمريكي على اتباع نظام غذائي أكثر توازنا وصحة.. وفي المقابل، تستفيد المكسيك من سهولة الوصول إلى الحبوب والقمح والذرة والذرة الرفيعة وأيضا بعض أنواع لحوم البقر والخنزير والدواجن".
ومع ذلك، أشارت دي لا مورا إلى أن (نافتا) أدت أيضا إلى خسارة بعض الوظائف في قطاعات معينة، وأكدت على أهمية وجود سياسات تجارية تسير جنبا إلى جنب مع سياسات تضمن تدريب العمال الذين يخسرون وظائفهم.
ودعت دي لا مورا الدول إلى الالتزام بقواعد التجارة الدولية، والتعاون من خلال منظمة التجارة العالمية لحل النزاعات التجارية.. محذرة من أن استمرار استخدام التعريفات الجمركية كأداة للضغط السياسي ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
وأكدت على أهمية التعددية في النظام التجاري الدولي، وقالت إن الدول النامية تحتاج إلى نظام تجاري دولي فعال، يوفر اليقين، ذي لوائح واضحة حيث لا يتم تغيير القواعد دون إشعار، دون مفاوضات، دون أي تحذير مسبق لما هو قادم.
يُشار إلى أن الأمم المتحدة تعرف التعريفات الجمركية بأنها "رسوم جمركية على واردات البضائع، تُفرض إما كنسبة مئوية من القيمة أو على أساس محدد (مثل 7 دولارات لكل 100 كيلوجرام)".
يمكن استخدام التعريفات الجمركية لخلق ميزة سعرية للسلع المماثلة المنتجة محليا ولزيادة الإيرادات الحكومية.. وغالبا ما تستخدم البلدان المتقدمة التعريفات الجمركية كجزء من سياسات اقتصادية أوسع تهدف إلى حماية صناعات معينة أو الاستجابة لديناميات التجارة الدولية.. في المقابل، قد تستخدم البلدان النامية التعريفات الجمركية على نطاق أوسع لحماية الصناعات الناشئة ودعم التنمية الاقتصادية.
ومن المرجح أن تشارك البلدان المتقدمة في اتفاقيات تجارية دولية معقدة تتضمن تخفيضات التعريفات الجمركية وتدابير أخرى لتسهيل التجارة، وقد يكون لدى البلدان النامية عدد أقل من هذه الاتفاقيات وقد تستخدم التعريفات الجمركية كأداة للتفاوض على شروط أفضل.