إدانات دولية للفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار بغزة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
غزة – أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية استخدام الولايات المتحدة حق النقض “فيتو” في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار طالب بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قطاع غزة الفلسطيني.
وجاءت الإدانات بعد يوم واحد من استخدام الولايات المتحدة الفيتو، خلال جلسة طارئة للتصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الذي قدمته الإمارات، وشاركت فيه نحو 100 دولة.
ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من اعتماد مشروع القرار، بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض، وأيد 13 عضوا من أعضاء المجلس الـ15 المشروع، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
ـ ماليزياوفي معرض إدانته الشديدة واحتجاجه على الفيتو الأمريكي، قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم: “باسم الحكومة الماليزية، أدين بشدة وأحتج على استخدام الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار لوقف إطلاق نار إنساني عاجل في غزة”.
وشدد رئيس الوزراء الماليزي، في تصريحات أدلى بها للصحفيين، على ضرورة “وضع حد لجرائم قتل المدنيين والأطفال الرضع والنساء في غزة”.
كما عبر عن أسفه الشديد جراء الفيتو “القبيح”، لتغاضيه عن رؤية صرخات ومناشدات المجتمع الدولي.
ـ إيرانبدوره، قال متحدث وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، “أثبتت الحكومة الأمريكية مرة أخرى أنها الفاعل والعامل الرئيسي في قتل المدنيين والمواطنين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة”، حسب وكالة “إرنا” المحلية الرسمية.
وأضاف كنعاني: “منذ بداية الغزو الوحشي للنظام الصهيوني، الذي يقتل الأطفال بغزة، أثبتت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا تحالفها وتعاونها مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الأمة الفلسطينية”.
ـ الصينفيما وصفت الصين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة بأنه أمر “مخيب للآمال ومؤسف”.
وقال تشانغ جون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة: “من المخيب للآمال والمؤسف للغاية أن يتم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة”.
وأضاف تشانغ، أن مشروع القرار يضم نحو 100 دولة، وأن الصين واحدة منها.
وأوضح: “رغم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار، فإن وجهة النظر الغالبة للمجتمع الدولي واضحة؛ وقف إطلاق النار الإنساني الفوري هو الأولوية القصوى”.
وشدد قائلا: “لن نتوقف، بل سنواصل بذل جهودنا لإنقاذ الأرواح، ودعم العدالة، والسعي لتحقيق السلام”.
وفي بيان منفصل، قال تشانغ، إن “التغاضي عن استمرار القتال، مع الادعاء بالاهتمام بحياة وسلامة سكان غزة والاحتياجات الإنسانية هناك، أمر متناقض”.
وأضاف: “بعبارة أخرى فإن التغاضي عن استمرار القتال في غزة مع الدعوة إلى منع امتداد النزاع هو خداع للنفس، وكذلك التغاضي عن استمرار القتال مع الإشارة إلى حماية النساء والفتيات وحقوق الإنسان هو نفاق واضح”.
وأشار مندوب الصين الأممي إلى أن “كل ما سبق يوضح مجدداً مدى ازدواجية المعايير”.
كما حث إسرائيل على الاستجابة لنداء المجتمع الدولي ووقف “العقاب الجماعي” لشعب غزة.
وأعرب عن تأييد بكين “المزيد من الوساطة الدبلوماسية لتعزيز الإفراج المبكر عن جميع الأسرى”.
واختتم تشانغ حديثه بالقول إننا “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى بذل كل الجهود لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إنهاء القتال بغزة، والحفاظ على أمل البقاء للشعب الفلسطيني، وبالتالي الحفاظ على أمل السلام في منطقة الشرق الأوسط”.
– باكستانأعربت باكستان عن خيبة أملها العميقة لفشل مجلس الأمن الدولي مجددا في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، حتى في مواجهة المأساة الإنسانية “ذات الأبعاد الملحمية” التي تحدث في القطاع المحاصر.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان: “رغم تفعيل الأمين العام للمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة وتحذيراته من كارثة إنسانية في غزة، فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فشل في أداء مسؤوليته الأساسية في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين”، حسب قناة “جيو نيوز” المحلية.
وأضافت الخارجية الباكستانية في الوقت الذي انتقد فيه العالم خطوة واشنطن: فإن “العقاب الجماعي الذي يتحمله شعب غزة المحاصر غير مسبوق وغير مقبول”.
وتجدد إسلام أباد دعوتها إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لتفادي “كارثة إنسانية”، وطلبت من إسرائيل “إنهاء هجماتها الوحشية وحصارها غير الإنساني” على غزة.
كما حثت باكستان مجلس الأمن الدولي على “التحرك الآن، وإنهاء هذه الحرب غير الإنسانية، وحماية سكان غزة من الإبادة الجماعية الوشيكة”.
وشدد البيان على أن “استمرار الحملة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة من شأنه أن يطيل المعاناة الإنسانية، مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين والتهجير القسري لملايين الأشخاص”.
واختتمت الوزارة الباكستانية بيانها بالقول: “قد يؤدي ذلك أيضا إلى صراع أوسع نطاقا وأكثر خطورة، فيما تقع مسؤولية ثقيلة على عاتق كل من ساهم في إطالة أمد القصف المتواصل على سكان غزة”.
– روسياوردا على الفيتو الأمريكي، قال دميتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، إن “الولايات المتحدة باتخاذها هذه الخطوة حكمت بالإعدام على آلاف المدنيين في إسرائيل وفلسطين”، حسب وكالة “سبوتنيك” المحلية.
وأضاف بوليانسكي، خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة: “لن نبالغ إن قلنا إن اليوم من أحلك الأيام في تاريخ الشرق الأوسط، فزملاؤنا في الولايات المتحدة حكموا أمام أعيننا بالإعدام على الآلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من المدنيين في فلسطين وإسرائيل بما في ذلك النساء والأطفال، بعرقلتهم الدعوة لوقف إطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
ـ منظمة التعاون الإسلاميأما منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 عضوا، فقالت في بيان إن أمينها العام “حسين إبراهيم طه، أعرب عن خيبة أمله واستنكاره لفشل مجلس الأمن الدولي في التصويت لصالح قرار حاسم لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأضاف طه، أن “هذا الفشل ينعكس سلبا على دور مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم والأمن الدوليين، وحماية المدنيين الأبرياء، ووضع حد للوضع الإنساني المتدهور نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وحذر من أن “فشل مجلس الأمن الدولي في تحمل مسؤولياته في هذه المرحلة الحرجة يمنح الاحتلال الإسرائيلي فرصة لمواصلة وتصعيد عدوانه ضد الشعب الفلسطيني”.
كما أشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بـ”مواقف كافة الدول الداعمة لمشروع القرار في مجلس الأمن الدولي”.
وشدد على “ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية لقطاع غزة والشعب الفلسطيني”.
ـ “أطباء بلا حدود”وفي إطار تنديدها بالفيتو الأمريكي، قالت أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لمنظمة “أطباء بلا حدود” في الولايات المتحدة، إن استخدام واشنطن حق النقض ضد وقف إطلاق النار في غزة يجعلها “متواطئة في المذبحة” بالقطاع.
جاء ذك في بيان للمنظمة الدولية نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء الجمعة، واطلعت عليه الأناضول.
وأفادت بينوا، بأنه “بينما تستمر القنابل في السقوط على المدنيين الفلسطينيين وتسبب دمارا واسع النطاق، استخدمت الولايات المتحدة مرة أخرى قوتها لعرقلة محاولة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة”.
وأضافت أنه “من خلال استخدام حق النقض ضد القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية، ويجعلها ذلك متواطئة في المذبحة في غزة”.
وأشارت بينوا، إلى أن “حق النقض الأمريكي يتناقض بشكل حاد مع القيم التي تدعي (واشنطن) أنها تتمسك بها”.
وتعد هذه المرة الثانية التي تستخدم فيها واشنطن “الفيتو” بشأن غزة، حيث استخدمته أول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن قدمته البرازيل، ويطالب بهدنة إنسانية في القطاع.
وحصل القرار حينها على 12 صوتا مؤيدا، مقابل صوت واحد رافض، وامتناع روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت.
ومساء الجمعة، طالب مشروع القرار بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وكرر مطالبته جميع الأطراف بأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.
كما طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع “الرهائن”، وبضمان وصول المساعدات الإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء السبت، 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فوری لإطلاق النار لأسباب إنسانیة استخدام الولایات المتحدة فی مجلس الأمن الدولی وقف إطلاق النار فی الفیتو الأمریکی مشروع القرار مشروع قرار إنسانیة فی قطاع غزة وقف فوری حق النقض فی غزة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: فرص وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ستكون أعلى بعد انتخابات أمريكا
قال عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إنّ فرص وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان ربما تكون أعلى خلال الفترة المقبلة، موضحا أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى اليوم في الولايات المتحدة ستحدد ساكن البيت الأبيض الجديد، وهو ما ينتظره رئيس وزراء دولة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليحدد خطوته التالية بكيفية إنهاء الحرب سواء عبر صفقة في غزة أو لبنان.
أهداف الاحتلال تختلف في لبنان عن قطاع غزةوأضاف «مطاوع»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين باسم طبانة ومروة فهمي، عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ أهداف الاحتلال الإسرائيلي تختلف في لبنان عن قطاع غزة، إذ إنّ إسرائيل تعتقد أنها حققت في لبنان معظم أهدافها، لكن الهدف الأساسي والنهائي هو تطبيق قرار 1701 مع إجراء بعض التعديلات، مشيرا إلى أنّ تعديل القرار لم يتم الموافقة عليه إلا إذا كانت الإدارة الأمريكية هي من ترعى الاتفاق.
طبيعة الرئيس القادم تساهم في مصير المنطقةوتابع: «طبيعة الرئيس القادم في الولايات المتحدة الأمريكية ستساهم بشكل كبير في حلحلة موضوع تطبيق قرار 1701 في لبنان، وبالنسبة لغزة هناك رؤى مختلفة بين ما تريده إسرائيل ونتنياهو وما يريده المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية، وهذا سيتغير وستكون له مساحة أوسع بناء على الرئيس الأمريكي القادم».