ليو فارادكار.. أصغر رئيس وزراء في تاريخ أيرلندا
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
طبيب وسياسي وزعيم حزب "فاين جايل"، وأصغر رئيس وزراء لأيرلندا (38 عاما) عند توليه المنصب. ينحدر من أصل هندي، وأعلن على الملأ عام 2015 أنه "شاذ جنسيا".
أعيد انتخابه رئيسا للوزراء مرة ثانية في ديسمبر/كانون الأول 2022. ويعد من أقوى الأصوات الغربية انتقادا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد عملية "طوفان الأقصى".
ولد ليو إيريك فارادكار في 18 يناير/كانون الثاني 1979 في العاصمة الأيرلندية دبلن، لأب هندي المولد أشوك فارادكار وهندوسي الديانة، وأمه ميريام هاول أيرلندية مسيحية وكاثوليكية المذهب تعمل ممرضة.
تعرف والدا ليو على بعضهما في العمل بمدينة ليستر في إنجلترا، وتزوجا وعاشا بعض الوقت في الهند قبل الانتقال لضواحي غرب دبلن للاستقرار بها في بداية سبعينيات القرن الـ20. وأنجبا طفلتين، صوفي وسونيا، قبل ولادة ليو.
تلقى ليو فارادكار تعليمه الابتدائي في بلانشاردستاون بمدرسة القديس فرانسيس كزافييه الوطنية، رومانية كاثوليكية، التي تديرها الدولة. ثم التحق بمدرسة "مستشفى الملك" الثانوية الخاصة في بالمرستاون، وهي مدرسة داخلية تديرها كنيسة أيرلندا البروتستانتية.
درس الطب في المرحلة الجامعية بكلية ترينيتي (الثالوث) في دبلن، وحصل على بكالوريوس في الجراحة وطب التوليد. وأكمل فترة تدريبه في مستشفى (كيه إيه أم) في مومباي قبل الحصول عام 2003 على شهادة طبيب.
الوظائف والمسؤولياتعمل في بداية مساره المهني طبيبا مبتدئا غير استشاري في مستشفيات سانت جيمس وكونولي في دبلن، وحصل عام 2010 على صفة طبيب عام ممارس. وعمل طبيبا عاما في الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.
ولما دخل عالم السياسية شغل عدة مناصب انتدابية تمثيلية وحكومية، إذ انتخب عام 2004 عضوا في مجلس مقاطعة فينغال، وحصل على منصب نائب رئيس البلدية. وانتخب عام 2007 عضوا في البرلمان الأيرلندي عن دائرة دبلن الغربية.
شغل في الفترة ما بين 2011 و2014 منصب وزير النقل والسياحة والرياضة، وبين عامي 2014 و2017 منصب وزير الحماية الاجتماعية، ووزير الصحة.
وعُيِّنَ في 14 يونيو/حزيران 2017 رئيسا للوزراء، وأصبح بذلك أصغر رئيس وزراء في أيرلندا (38 عاما) في تاريخ تعيينه. استمر في المنصب لغاية 2020، إذ شغل بعدها منصب وزير المشاريع والتجارة والتوظيف إلى غاية ديسمبر/كانون الأول 2022 تاريخ تعيينه رئيسا للوزراء للمرة الثانية.
المسار السياسيدخل ليو فارادكار عالم السياسة وهو طالب في الدراسة الثانوية، إذ انتمى إلى شبيبة الحزب الليبرالي والديمقراطي المسيحي "فاين غايل"، كما شغل منصب نائب رئيس شباب حزب الشعب الأوروبي (خليط من جماعات سياسية شبابية من يمين الوسط بجميع دول أوروبا).
اختير للمشاركة في برنامج واشنطن-أيرلندا للخدمة والقيادة، الذي أسهم على مدار نصف عام في تكوينه وتطوير مهاراته الشخصية والمهنية.
ترشح عام 1999 وهو في سن الـ20 للحكومة المحلية لكنه لم ينجح، وعُيِّنَ عام 2003 في مجلس مقاطعة فينغال، وبات محط الأنظار بعد نجاحه عام 2004 في انتخابات محلية، حيث حصل على أعلى نسبة أصوات في البلاد من الدورة الأولى، وشغل منصب نائب لعمدة فينغال.
صعد نجمه السياسي داخل حزبه وداخل المشهد السياسي للبلاد، وانتخب عام 2007 عضوا بالبرلمان الأيرلندي ممثلا لدائرة أيرلندا الغربية. ودفعت قدرته على الخطابة والصراحة في الحديث زعيم الحزب لتعيينه متحدثا باسم المشاريع والتجارة والتوظيف، ولاحقا متحدثا رسميا في مجال الاتصالات والطاقة والموارد الطبيعية.
يصفه منافسوه بأنه "متغطرس" و"مخادع وماكر"، وأثار جدلا كبيرا باقتراحه منح المهاجرين العاطلين عن العمل مساعدات مقابل العودة لبلدانهم، رغم أنه ابن مهاجر وليس أيرلندي الأصل.
بعد مشاركة حزب "فاين غايل" في الحكومة الائتلافية عقب انتخابات فبراير/شباط 2011، عُيِّنَ ليو فارادكار وزيرا للنقل والسياحة والرياضة، وأعيد في العام نفسه انتخابه في البرلمان الأيرلندي. كما تولى عام 2014 منصب وزير الصحة محققا بذلك أمنية طفولته.
أثار جدلا كبيرا في الصحافة الأيرلندية في 18 يناير/كانون الثاني 2015 عندما أعلن في حديث للإذاعة الوطنية أنه "شاذ جنسا"، وجاء إعلانه قبل 4 أشهر من موافقة الأيرلنديين في استفتاء وطني على تقنين زواج الشواذ.
وتولى في مايو/أيار 2016 منصب وزير الحماية الاجتماعية، إذ قدم مشروع قانون للرعاية الاجتماعية والمعاشات التقاعدية تضمن إصلاحات كبيرة، وأعيد انتخابه للمرة الثالثة عضوا في البرلمان الأيرلندي في فبراير/شباط 2016.
أصبح زعيما لحزب "فاين غايل" في مايو/أيار 2017، وعُيِّنَ في يونيو/حزيران من العام نفسه رئيسا للوزراء في سن الـ38. بقي في المنصب إلى غاية 2020، وعمل على تقوية الاقتصاد، ونظم استفتاء حول الإجهاض عام 2018، وكان لا يستحسنه ويأمل انخفاضه ويطالب بتقليله.
عارض الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بركسيت) وقال إنه لم يتم التفكير في عواقبه، واعتبره إيذاء للذات، منبها على تأثير ذلك على الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، وتقويض سلامة "اتفاقية الجمعة العظيمة".
ولأجل ذلك سعى بعد الـ"بريكست" إلى اتفاق تجاري عام 2019 مع بريطانيا، سمي "بروتوكول أيرلندا الشمالية"، لتفادي إعادة الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، لكن البروتوكول لم يُفعَّل وبقي محل توتر بين لندن ودبلن وبروكسل.
ليو فارادكار تولى عدة مناصب في الحكومة الأيرلندية ختمها بمنصب رئيس الوزراء (رويترز)واعتبرته مجلة "التايم" الأميركية أحد أكبر القادة المؤثرين في العالم عام 2018، وكان من الأصوات الغربية البارزة التي انتقدت بقوة إسرائيل بعد عدوانها على قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
واعتبر ليو فارادكار العدوان الإسرائيلي على غزة "سلوكا انتقاميا"، واتهم دولا في الاتحاد الأوروبي والغرب بـ"ازدواجية المعايير" في تعاملها مع القضية الفلسطينية، وقال إن "عدم اتخاذ رد فعل ضد إسرائيل مشابه للرفض المطلق لما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا ينظر إليه باعتباره ازدواجية في المعايير".
مواقفه هذه جعلت الخارجية الإسرائيلية تستدعي السفير الأيرلندي، وطالبت بموقف يدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وانتقدت بشدة حديثه عن رجوع طفلة إسرائيلية مفقودة تحمل جنسية أيرلندية، وعدم وصفها بالمخطوفة في قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیسا للوزراء منصب وزیر
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان التركي: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو نقطة تحول في تاريخ الإنسانية
شدد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، السبت، على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت " نقطة تحول في تاريخ الإنسانية".
وقال خلال كلمة له على هامش مشاركته في مؤتمر نظمته مؤسسة الشباب التركي (TÜGVA)، إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية يشكل نقطة تحول في تاريخ البشرية".
وأضاف "نأمل أن يتم القبض على نتنياهو وعصابته أينما ذهبوا في أسرع وقت ممكن، وأن تتم محاسبتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وشدد رئيس البرلمان التركي على أن "نتنياهو وعصابته سيحاكمون في محكمة الجنايات الدولية، أسوة بالقتلة الصرب، وسينالون جزاءهم حتما".
وفي وقت سابق، قال كورتولموش في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "مذكرات الاعتقال مبشرة بالنسبة لمستقبل البشرية وهي بمثابة علامة على إزالة درع الحماية عن نتنياهو وعصابته".
وأشار إلى أن "هذا القرار هو نتيجة الدعم الذي قدمته ’الجبهة الإنسانية’ للشعب الفلسطيني البريء والمظلوم. سينتصر الضمير والعدالة، وستخسر القسوة والهمجية"، حسب تعبيره.
والخميس، أعلنت الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية متواصلة للعام الثاني على التوالي.
وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار، واعتبره "معاديا للسامية".
ولليوم الـ414 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 104 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.