موقع 24:
2025-04-30@14:04:06 GMT

لماذا شنت حماس هجمات 7 أكتوبر؟

تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT

لماذا شنت حماس هجمات 7 أكتوبر؟

كانت هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أكثر الهجمات فتكاً في تاريخ الدولتين، والحرب المترتبة عليها واحدة من أكثر الحروب تدميراً للفلسطينيين، إذ راح ضحيتها 15000 فلسطينيّ إلى الآن.

استغلال الرد العنيف لأي دولة ضدها تكتيك كلاسيكي معروف


ولكن، لماذا شنّت حماس هجومها وهي تعلم أنّ العواقب ستكون وخيمة؟ استناداً إلى تصريحات قادتها والتقارير الموثوقة، وسجل حماس الحافل، استخلص الباحثان دانيال بايمان وماكنزي هولتز، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بعض الإجابات في تحليل مشترك نشره المركز البحثي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له.

قتلى ورهائن

وقال الكاتبان: "كان من بين أهداف حماس قتل كثير من الإسرائيليين بالطبع. فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنَّ التعليمات التي عُثِرَ عليها ضمن أغراض القتلى من حماس تشمل: اقتل أكبر عدد ممكن من الناس، وخذ أكبر عدد من الرهائن".
وجهزت حماس مقاتليها بقنابل حرارية يمكن أن تسبب حرائق هائلة في المنازل بسرعة. ولدى المقاتلين أيضاً ما يكفي من الذخيرة والطعام لمواصلة التوغل في إسرائيل إن استطاعوا. والحقيقة أن جزءاً من مراد حماس كان ينطوي على الانتقام مما عدته هجمات إسرائيلية سابقة واحتلالاً مُستمراً للضفة الغربية واعتقالاً لقادة حماس وعزل غزة وقصفها.

 

Why did Hamas attack when it knew that the consequences for the Palestinian people would be so deadly? Will Hamas achieve its objectives? @CSIS_Threats experts @dbyman and Mackenzie Holtz unpack why Hamas attacked when it did.

Read their full analysis: https://t.co/ObzNh4ObyF

— CSIS (@CSIS) December 6, 2023


وحتى 7 أكتوبر، كان بوسع غالبية الإسرائيليين عيش حياتهم وهم يعتقدون أن وضع حماس لا يشكل أهمية كبيرة لهم. لكنّ كراهية حماس لإسرائيل راسخة، ولا تُفسر قرارها بشن هجوم في 7 أكتوبر. ربما يكون جزء من التفسير ما عدَّته حماس مؤشرات على الاعتدال قبل هجمات 7 أكتوبر لم تجلب لها سوى مكاسب محدودة.
وجددت حماس دعاياتها عام 2017 إذ أصدرت ميثاقاً جديداً أشارت فيه إلى قبولها بحل الدولتين إجراءً مؤقتاً. ولا يزال ميثاقها يضمُّ كثيراً من العناصر البغيضة والعدائية، لكنه كان بمنزلة تغيير عن البيان التأسيسي للجماعة عام 1988 الذي رفض أساساً أي تسوية مع إسرائيل.

حسابات خاطئة

وبات بعض الإسرائيليين والمحللين الخارجيين يظنون أنَّ عمل الحركة ككيان حاكم لغزة لما يقرب من عقدين قد خفَّفَ حدة موقفها بشأن الصراع.
وبدا ظاهراً على الأقل أن حماس تدعم هذا التغيير الملحوظ بالفعل. فقبل 7 أكتوبر، لم تخفف هجماتها على إسرائيل وحسب، بل عاقبت علناً كل مَن حرّضوا على هجمات تخرق اتفاقات وقف إطلاق النار. وسمحت حماس لحركة الجهاد الإسلامي بمحاربة إسرائيل وحدها في أغسطس (آب) 2022 أو في مايو (أيار) 2023.
هل كانت هذه الإستراتيجية مجرد واجهة في حين كان التنظيم يخطط لهجوم 7 أكتوبر؟ يتساءل الكاتبان مجيبين:" ربما". غير أن إسرائيل والمجتمع الدولي لم يبديا أي تحول كبير في سياساتهما استجابةً لاعتدال حماس. كانت هناك تنازلات اقتصادية محدودة وبيانات تعترف بدور حماس في حكم غزة.

 

"Hamas, however, has rolled the dice. Israeli operations, both present and future, are a threat to the group’s leadership and control of Gaza. And even if Hamas proves successful, the Palestinian people are paying a massive price." https://t.co/vHhoVIlHJH

— I-CAT (@C4CIOPS) December 10, 2023


وكان هناك خطاب سياسي تحريضي لليمين المتطرف، ومستويات متزايدة من العنف ضد الفلسطينيين، خاصةً في عامي 2021 و2022 اللذين كانا الأكثر دموية للفلسطينيين، إذ أعطت حكومة نتانياهو الضوء الأخضر لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية ازدراءها لحماس. فقد مزَّقَ نتنياهو ميثاق حماس المُعدَّل أمام الكاميرا، ودعا إلى وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وأعطى منبراً لليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وأمثاله.
وربما كان هذا الافتقار لمحفزات الاعتدال سبباً في التفكير في شن هجوم موسَّع. وتجلى هذا الواقع في المقابلة التي أجراها مسؤول حماس باسم نعيم بعد هجوم 7 أكتوبر إذ قال: "كنا نعلم أن رد الفعل سيكون عنيفاً... لكننا لم نختر هذا الطريق ونترك خيارات أخرى. فلم يكن لدينا أي خيار آخر".
ربما ظن قادة حماس أنهم بدأوا يفقدون الدعم الشعبي في غزة. فمنذ فرض حصار شبه دائم على غزة عام 2007، سيطرت إسرائيل على جزء كبير من كهرباء وغذاء ومياه القطاع. وتعاني غزة أيضاً من نقص مزمن في المياه، وأمست 97% من المياه في منازل غزة غير صالحة للشرب.
ولا يقل الوضع الاقتصادي سوءاً، إذ يعول أكثر من 70% من الأسر في غزة على المساعدات المقدمة من المنظمات غير الحكومية والدولية. وبذلك تفتقر حماس إلى القدرة على الحفاظ على دعمها الشعبي.
ورغم ادعاءات حماس بالشرعية، فإن وجود جماعات كحركة الجهاد الإسلامي في غزة تواصل القتال أثارَ تساؤلات عن مصداقية حماس بوصفها منظمة مقاومة إسلامية.
ومع انحسار الدعم الشعبي، حاولت حماس استعادة مكانتها، سواء بين الفلسطينيين أو على مستوى العالم، بتنفيذ هجوم واسع النطاق. ولعل حماس كانت تعقد الآمال على استغلال الرد الإسرائيلي لزيادة شعبيتها. فقد أشار خالد مشعل إلى أنه يعرف عواقب عملية 7 أكتوبر، قائلاً "لن يتحرر أي وطن دون تضحيات".
إن استغلال الرد العنيف لأي دولة ضدها تكتيك كلاسيكي معروف. فكثير من سكان غزة قد لا يحبون حماس، ولكن عندما يجدون أنفسهم أمام الاختيار بين دعم الجماعة وتأييد العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإنهم يلتفون حول قضيتها.

تعزيز مصالح حماس

وأبدت حماس استعدادها في الماضي للتضحية بأمن سكان غزة من أجل تعزيز مصالحها، وحشدت أصولها العسكرية بجوار المستشفيات والمساجد والمدارس. وحين تتعرض البنية الأساسية المدنية للدمار ويُقتل الآلاف من أهل غزة، يرى العالم مدى همجية إسرئيل ووحشيتها.
إذا نجحت حماس في تعزيز مصداقيتها، فستقوِّض مصداقية غريمتها السلطة الفلسطينية التي جنحت دوماً للتفاوض والتعاون مع إسرائيل. غير أن رئيسها، محمود عباس، فقدَ مصداقيته بقدر أكبر إذ شهد الفلسطينيون الرد الإسرائيلي المُدمِّر.
ويعزز ذلك ادعاء حماس بأنها الحركة الوطنية الفلسطينية، لا في غزة وحسب، وإنما في الضفة وبين الفلسطينيين في الشتات أيضاً. لقد بلغ عباس من العمر 88 عاماً وتدهورت حالته الصحية، ولا يوجد بديل واضح له. ولذلك، تعمل حماس على تقوية شوكتها في وقتٍ يعاني فيه منافسوها من حالة من الفوضى.


ثمن باهظ


واختتم الكاتبان مقالهما بالتساءول التالي: هل ستحقق حماس أهدافها؟ حيث تغير الخطاب الإقليمي لصالح الجماعة التي استعادت مصداقيتها بين كثير من الفلسطينيين. أشعلت الجماعة فتيل الأزمة، وأمست العمليات الإسرائيلية تشكل تهديداً لقيادة الحركة وسيطرتها على غزة. وحتى لو أثبتت حماس نجاحها، فإن الشعب الفلسطيني يدفع ثمناً باهظاً.




المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

نهاية مفتوحة| نتنياهو يحدد أكتوبر كحد أقصى لحرب غزة وسط مفاوضات عديدة.. وخبير يكشف المشهد

وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، بدأت تتكشف ملامح سيناريوهات محتملة لنهايتها، وسط جهود دبلوماسية متصاعدة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة. 

وتبرز تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تكشف نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهاء العمليات العسكرية بحلول أكتوبر المقبل، في وقت تتكثف فيه مفاوضات التهدئة وسط خلافات عميقة بشأن مستقبل حماس وسلاحها.

وفي هذا الصدد، يقول جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إن تصريحات نتنياهو بإنهاء الحرب علي غزة بحلول أكتوبر القادم ،  تتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة وربما تتماشي مع رغبة ترامب فيما يتعلق بتهدئة منطقة الشرق الأوسط، وذلك قبل زيارته لبعض الدول العربية.

وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الضغط علي نتنياهو من واشنطن يأتي بعد ترجمة هذه التصريحات، ولكن يجب أن ننتظر حتى تكون تلك التصريحات علي أرض الواقع، فيجب أن يكون هناك خطوات تمهيدية، بمعني عدم التوغل في قطاع غزة، ووقف الأعمال العدوانية والسماح بإدخال المساعدات والذهاب إلي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار

وأشار رائف، إلى أن على الجانب الإسرائيلي أن يبدي تصرفات علي أرض الواقع تثبت مصداقية تلك التصريحات، وليس أن تكون مجرد تصريحات لاستجابة ترامب أن يقوم بزيارة المنطقة فقط.

ومن جانبها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة بحلول شهر أكتوبر المقبل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير في الحكومة الإسرائيلية أن هذا الموعد يمثل الحد الأقصى للعملية العسكرية، مؤكدا أن إنهاء الحرب قد يتم قبل ذلك في حال تحققت الأهداف الاستراتيجية.

وبحسب المصدر، فإن امتداد المعركة لأكثر من عامين غير منطقي، مما يعكس سعي القيادة الإسرائيلية لوضع سقف زمني للصراع المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، حين شنت إسرائيل هجوما واسعا على غزة ردا على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كأسرى.

خلاف حول مستقبل حماس

وفي سياق متصل، كشفت "هيئة البث الإسرائيلية" عن وجود نقطة خلاف مركزية في مفاوضات وقف إطلاق النار، تتمثل في إصرار إسرائيل على تفكيك الجناح العسكري لحماس، وهو ما تعتبره الحركة خطا أحمر.

من جهة أخرى، نقلت قناة القاهرة الإخبارية أن رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، سيلتقي وفدا تفاوضيا إسرائيليا في القاهرة لمواصلة بحث سبل التهدئة، بعد أيام قليلة من زيارة وفد حماس للعاصمة المصرية لمناقشة ذات الملف.

  الوساطة الدولية 

وتدخل مصر وقطر والولايات المتحدة بدور محوري في محاولة كسر الجمود التفاوضي، وسط تقارير عن تقدّم كبير في محادثات القاهرة، بحسب وكالة رويترز، التي أفادت بتوصل الأطراف إلى اتفاقات مبدئية تشمل وقف إطلاق نار طويل الأمد، مع بقاء بعض النقاط الشائكة، وعلى رأسها قضية تسليح حماس.

الرئيس الإسرائيلي يقترح عزل نتنياهو بدلا من سجنهمزاعم نتنياهو: اعترضنا طائرات إيرانية أرسلت لإنقاذ الأسد في سوريامقترحات متبادلة وشروط متضادة

في تطور لافت، أعلنت حركة حماس عن استعدادها لإبرام "صفقة" تتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة، مقابل هدنة لمدة خمس سنوات، لكن  إسرائيل، من جهتها، رفضت هذا الطرح، متمسكة بـهدنة قصيرة (45 يوما) مقابل الإفراج عن عشرة رهائن فقط.

وتطالب تل أبيب باتفاق شامل يتضمن نزع سلاح حماس وعودة جميع الرهائن، فيما تعتبر الحركة ذلك مطلبًا تعجيزيًا يمس جوهر المقاومة.

والجدير بالذكر، أنه مع استمرار الجهود الدولية، وتزايد الضغوط الإنسانية والسياسية، يبقى مستقبل الحرب في غزة رهنا بالتنازلات التي قد تقدمها الأطراف المتنازعة. 

نتنياهو يخطط لإنهاء حرب غزة بحلول أكتوبر المقبل.. فما الحقيقة؟المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو فشلت في تدمير حماس على مدار عام ونصف طباعة شارك غزة قطاع غزة هدنة وقف إطلاق النار الهدنة نتنياهو ترامب

مقالات مشابهة

  • مدحت صالح يشعل حماس الجمهور من جديد بحفل جامعي في السادس من أكتوبر
  • نهاية مفتوحة| نتنياهو يحدد أكتوبر كحد أقصى لحرب غزة وسط مفاوضات عديدة.. وخبير يكشف المشهد
  • بتهمة الخيانة العظمى.. مطالب بإعدام قادة إسرائيليين بسبب 7 أكتوبر
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب في أكتوبر
  • تعثر الحوار بين فتح وحماس ... لماذا يتجدد ؟
  • عاجل- إسرائيل: أكتوبر آخر مهلة لإنهاء حرب غزة.. ومسؤول أمني يكشف التفاصيل
  • إعلام عبري: نتنياهو يرفض هدنة لـ 5 سنوات.. ويريد إنهاء الحرب في أكتوبر
  • منذ أكتوبر 2023.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 51.243
  • الأونروا: يجب أن تستمر خدمات الوكالة من دون عوائق حتى يتمّ التوصّل إلى حلّ عادل ودائم لـ "محنة" اللاجئين الفلسطينيين
  • لماذا لم تنقل أي قناة إسرائيلية كلمة نتنياهو؟.. تفاصيل