موقع 24:
2024-07-04@05:51:21 GMT

لماذا شنت حماس هجمات 7 أكتوبر؟

تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT

لماذا شنت حماس هجمات 7 أكتوبر؟

كانت هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أكثر الهجمات فتكاً في تاريخ الدولتين، والحرب المترتبة عليها واحدة من أكثر الحروب تدميراً للفلسطينيين، إذ راح ضحيتها 15000 فلسطينيّ إلى الآن.

استغلال الرد العنيف لأي دولة ضدها تكتيك كلاسيكي معروف


ولكن، لماذا شنّت حماس هجومها وهي تعلم أنّ العواقب ستكون وخيمة؟ استناداً إلى تصريحات قادتها والتقارير الموثوقة، وسجل حماس الحافل، استخلص الباحثان دانيال بايمان وماكنزي هولتز، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بعض الإجابات في تحليل مشترك نشره المركز البحثي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له.

قتلى ورهائن

وقال الكاتبان: "كان من بين أهداف حماس قتل كثير من الإسرائيليين بالطبع. فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنَّ التعليمات التي عُثِرَ عليها ضمن أغراض القتلى من حماس تشمل: اقتل أكبر عدد ممكن من الناس، وخذ أكبر عدد من الرهائن".
وجهزت حماس مقاتليها بقنابل حرارية يمكن أن تسبب حرائق هائلة في المنازل بسرعة. ولدى المقاتلين أيضاً ما يكفي من الذخيرة والطعام لمواصلة التوغل في إسرائيل إن استطاعوا. والحقيقة أن جزءاً من مراد حماس كان ينطوي على الانتقام مما عدته هجمات إسرائيلية سابقة واحتلالاً مُستمراً للضفة الغربية واعتقالاً لقادة حماس وعزل غزة وقصفها.

 

Why did Hamas attack when it knew that the consequences for the Palestinian people would be so deadly? Will Hamas achieve its objectives? @CSIS_Threats experts @dbyman and Mackenzie Holtz unpack why Hamas attacked when it did.

Read their full analysis: https://t.co/ObzNh4ObyF

— CSIS (@CSIS) December 6, 2023


وحتى 7 أكتوبر، كان بوسع غالبية الإسرائيليين عيش حياتهم وهم يعتقدون أن وضع حماس لا يشكل أهمية كبيرة لهم. لكنّ كراهية حماس لإسرائيل راسخة، ولا تُفسر قرارها بشن هجوم في 7 أكتوبر. ربما يكون جزء من التفسير ما عدَّته حماس مؤشرات على الاعتدال قبل هجمات 7 أكتوبر لم تجلب لها سوى مكاسب محدودة.
وجددت حماس دعاياتها عام 2017 إذ أصدرت ميثاقاً جديداً أشارت فيه إلى قبولها بحل الدولتين إجراءً مؤقتاً. ولا يزال ميثاقها يضمُّ كثيراً من العناصر البغيضة والعدائية، لكنه كان بمنزلة تغيير عن البيان التأسيسي للجماعة عام 1988 الذي رفض أساساً أي تسوية مع إسرائيل.

حسابات خاطئة

وبات بعض الإسرائيليين والمحللين الخارجيين يظنون أنَّ عمل الحركة ككيان حاكم لغزة لما يقرب من عقدين قد خفَّفَ حدة موقفها بشأن الصراع.
وبدا ظاهراً على الأقل أن حماس تدعم هذا التغيير الملحوظ بالفعل. فقبل 7 أكتوبر، لم تخفف هجماتها على إسرائيل وحسب، بل عاقبت علناً كل مَن حرّضوا على هجمات تخرق اتفاقات وقف إطلاق النار. وسمحت حماس لحركة الجهاد الإسلامي بمحاربة إسرائيل وحدها في أغسطس (آب) 2022 أو في مايو (أيار) 2023.
هل كانت هذه الإستراتيجية مجرد واجهة في حين كان التنظيم يخطط لهجوم 7 أكتوبر؟ يتساءل الكاتبان مجيبين:" ربما". غير أن إسرائيل والمجتمع الدولي لم يبديا أي تحول كبير في سياساتهما استجابةً لاعتدال حماس. كانت هناك تنازلات اقتصادية محدودة وبيانات تعترف بدور حماس في حكم غزة.

 

"Hamas, however, has rolled the dice. Israeli operations, both present and future, are a threat to the group’s leadership and control of Gaza. And even if Hamas proves successful, the Palestinian people are paying a massive price." https://t.co/vHhoVIlHJH

— I-CAT (@C4CIOPS) December 10, 2023


وكان هناك خطاب سياسي تحريضي لليمين المتطرف، ومستويات متزايدة من العنف ضد الفلسطينيين، خاصةً في عامي 2021 و2022 اللذين كانا الأكثر دموية للفلسطينيين، إذ أعطت حكومة نتانياهو الضوء الأخضر لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية ازدراءها لحماس. فقد مزَّقَ نتنياهو ميثاق حماس المُعدَّل أمام الكاميرا، ودعا إلى وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وأعطى منبراً لليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وأمثاله.
وربما كان هذا الافتقار لمحفزات الاعتدال سبباً في التفكير في شن هجوم موسَّع. وتجلى هذا الواقع في المقابلة التي أجراها مسؤول حماس باسم نعيم بعد هجوم 7 أكتوبر إذ قال: "كنا نعلم أن رد الفعل سيكون عنيفاً... لكننا لم نختر هذا الطريق ونترك خيارات أخرى. فلم يكن لدينا أي خيار آخر".
ربما ظن قادة حماس أنهم بدأوا يفقدون الدعم الشعبي في غزة. فمنذ فرض حصار شبه دائم على غزة عام 2007، سيطرت إسرائيل على جزء كبير من كهرباء وغذاء ومياه القطاع. وتعاني غزة أيضاً من نقص مزمن في المياه، وأمست 97% من المياه في منازل غزة غير صالحة للشرب.
ولا يقل الوضع الاقتصادي سوءاً، إذ يعول أكثر من 70% من الأسر في غزة على المساعدات المقدمة من المنظمات غير الحكومية والدولية. وبذلك تفتقر حماس إلى القدرة على الحفاظ على دعمها الشعبي.
ورغم ادعاءات حماس بالشرعية، فإن وجود جماعات كحركة الجهاد الإسلامي في غزة تواصل القتال أثارَ تساؤلات عن مصداقية حماس بوصفها منظمة مقاومة إسلامية.
ومع انحسار الدعم الشعبي، حاولت حماس استعادة مكانتها، سواء بين الفلسطينيين أو على مستوى العالم، بتنفيذ هجوم واسع النطاق. ولعل حماس كانت تعقد الآمال على استغلال الرد الإسرائيلي لزيادة شعبيتها. فقد أشار خالد مشعل إلى أنه يعرف عواقب عملية 7 أكتوبر، قائلاً "لن يتحرر أي وطن دون تضحيات".
إن استغلال الرد العنيف لأي دولة ضدها تكتيك كلاسيكي معروف. فكثير من سكان غزة قد لا يحبون حماس، ولكن عندما يجدون أنفسهم أمام الاختيار بين دعم الجماعة وتأييد العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإنهم يلتفون حول قضيتها.

تعزيز مصالح حماس

وأبدت حماس استعدادها في الماضي للتضحية بأمن سكان غزة من أجل تعزيز مصالحها، وحشدت أصولها العسكرية بجوار المستشفيات والمساجد والمدارس. وحين تتعرض البنية الأساسية المدنية للدمار ويُقتل الآلاف من أهل غزة، يرى العالم مدى همجية إسرئيل ووحشيتها.
إذا نجحت حماس في تعزيز مصداقيتها، فستقوِّض مصداقية غريمتها السلطة الفلسطينية التي جنحت دوماً للتفاوض والتعاون مع إسرائيل. غير أن رئيسها، محمود عباس، فقدَ مصداقيته بقدر أكبر إذ شهد الفلسطينيون الرد الإسرائيلي المُدمِّر.
ويعزز ذلك ادعاء حماس بأنها الحركة الوطنية الفلسطينية، لا في غزة وحسب، وإنما في الضفة وبين الفلسطينيين في الشتات أيضاً. لقد بلغ عباس من العمر 88 عاماً وتدهورت حالته الصحية، ولا يوجد بديل واضح له. ولذلك، تعمل حماس على تقوية شوكتها في وقتٍ يعاني فيه منافسوها من حالة من الفوضى.


ثمن باهظ


واختتم الكاتبان مقالهما بالتساءول التالي: هل ستحقق حماس أهدافها؟ حيث تغير الخطاب الإقليمي لصالح الجماعة التي استعادت مصداقيتها بين كثير من الفلسطينيين. أشعلت الجماعة فتيل الأزمة، وأمست العمليات الإسرائيلية تشكل تهديداً لقيادة الحركة وسيطرتها على غزة. وحتى لو أثبتت حماس نجاحها، فإن الشعب الفلسطيني يدفع ثمناً باهظاً.




المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

حصيلة صادمة لضحايا العدوان في صفوف الطلاب الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر

كشفت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، عن استشهاد 8 آلاف و672 طالبا فلسطينيا في المدارس والجامعات بغزة ومدن الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء العدوان الوحشي المتواصل على القطاع المحاصر للشهر التاسع على التوالي.

وقالت الوزارة الفلسطينية في بيان، الثلاثاء، إن عدد الشهداء من الطلبة في قطاع غزة بلغ 8572، إضافة إلى 100 من الضفة الغربية، مشيرة إلى أن الجرحى بلغ عددهم  14 ألفا و89 في قطاع غزة، و494 في الضفة الغربية.

وأشارت بيانات الوزارة، إلى استشهاد 497 معلما وإداريا بالمدارس والجامعات، بالإضافة إلى إصابة 3402 بجروح في قطاع غزة والضفة.



وتتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في حرمان 620 ألف طالب من الالتحاق بمدارسهم منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، كما حرم 39 ألفا من طلبة التوجيهي من التقدم لامتحانات هذا العام.

وبحسب البيان، فإن 353 مدرسة حكومية وجامعة و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة، تعرضت للضرر والتخريب الكلي والجزئي جراء العدوان الإسرائيلي.

ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، جرى تعليق جرى تعليق الدراسة في المدارس والجامعات للحفاظ على حياة الطلبة في ظل القصف الإسرائيلي العنيف والاستهداف المتعمد للمدنيين والمباني السكنية والمؤسسات التعليمية والطبية.


ولليوم الـ270 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ37 ألف شهيد، وأكثر من 87 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • لماذا أعلنت واشنطن لاءاتها بشأن ترتيبات ما بعد حرب غزة وما مدى واقعيتها؟
  • قناة أمريكية: هجمات حماس ورد الاحتلال يخلق مأساة جديدة في خان يونس
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • حصيلة صادمة لضحايا العدوان في صفوف الطلاب الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر
  • منذ 7 أكتوبر.. استشهاد 153 صحفيًا فلسطينيًا في غزة
  • أمريكيون يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية بسبب هجوم "حماس" على إسرائيل
  • دعوى قضائية ضد ثلاث دول عجلت من هجمات 7 أكتوبر
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • إذاعة جيش الاحتلال: متضررون من 7 أكتوبر يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية
  • يديعوت أحرونوت: غضب من صحفية يابانية نفت ارتكاب حماس عمليات اغتصاب