مسقط- الرؤية

تشارك سلطنة عمان ممثلةً في جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة المجتمع الدولي والأجهزة النظيرة والمنظمات الدولية المختصة بمكافحة الفساد باليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من ديسمبر من كل عام وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في العام 2003.

ويأتي تخصيص اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2023- وفقًا لموقع الجمعية العامة للأمم المتحدة- من أجل تسليط الضوء على الصلة الوثيقة بين مكافحة الفساد والسلام والأمن والتنمية، فجوهر تلك الصلة هو أن التصدي لهذه الجريمة حق للجميع ومسؤوليتهم، فهناك دور للدول، وللمسؤولين الحكوميين، وللموظفين المدنيين، ولموظفي إنفاذ القانون، وممثلي وسائل الإعلام، والقطاع الخاص، وللمجتمع المدني، وللأوساط الأكاديمية، وللجمهور العام، وللشباب بصورة خاصة في توحيد العالم ضد الفساد بكافة أشكاله.

وقال أخصائي أول رقابة شبيب بن ناصر بن خلفان البوسعيدي مدير عام المديرية العامة للأعمال القانونية ورئيس لجنة تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة إن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أكد في خطابه السامي أن "بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع ولا يستثنى أحد من القيام بدوره فيها، كل في مجاله وبقدر استطاعته"، مشيرًا إلى أن هذا البناء الراسخ الذي أكد عليه جلالته يمثل رسالة واضحة على مسؤولية الجميع في بناء أمتهم بكل اخلاص وأمانة ونزاهة بما يحفظ مقدرات الوطن ويصون منجزاته، متبعين منهج اعلاء مصالح الوطن على المصالح الشخصية. وأضاف البوسعيدي أن دول العالم تسعى جاهدة إلى تعظيم دورها في تعزيز النزاهة والمساءلة والمحاسبة تحقيقا لمكاسب التنمية والتطور وتحقيقا للعدالة الناجزة، ولا يتأتى هذا الأمر إلا بتعاون ومشاركة الجميع ولذا فإنها قد تبنت هذا العام شعار "توحيد العالم ضد الفساد من أجل التنمية والسلام والأمن".

وخصصت دول العالم تاريخ 9 ديسمبر ليكون يومًا تعلو فيه راية الدول كما يُحتفل خلال اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2023 بالذكرى السنوية العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، واستعراض التغييرات الإيجابية التي أحدثتها الجهود الجماعية التي تقودها الاتفاقية، إلى جانب استقصاء الفجوات المتبقية التي تتطلب كل الاهتمام من أجل ضمان استمرار تعزيز هذه الآلية في السنوات المقبلة.

وأضاف البوسعيدي أنه انطلاقًا من إيمان سلطنة عمان بأن قضية تعزيز النزاهة والمساءلة والمحاسبة ليست شأنًا داخليا خالصًا وإنما تتجاوز ذلك نحو أهمية تضافر الجهود الدولية نتيجةً لما يطرحه الفساد من تحديات تؤثر على أنماط التنمية في المجتمعات واستقرار وضعها الاقتصادي والمالي، ولذا فقد حققت سلطنة عمان العديد من الإنجازات على المستوى الدولي في هذا المجال تمثلت في انضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بموجب المرسوم السلطاني رقم 64/2013، إلى جانب انضمامها إلى اتفاقية مكافحة رشوة الموظفين العموميين الأجانب في المعاملات التجارية الدولية بموجب المرسوم السلطاني رقم 41/2016، كما أنهت سلطنة عمان أعمال دورتي الاستعراض الأولى والثانية لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، علاوةً على المشاركة في استعراض تنفيذ عدد من الدول الأطراف للاتفاقية كدولة فلسطين وجزر كوك وجمهورية كوستاريكا، وكذلك المشاركة في المؤتمرات والاجتماعات ذات الصلة باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، كمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية واجتماعات الخبراء الحكوميين، بالإضافة إلى متابعة التقارير والمؤشرات الدولية كمؤشر مدركات الفساد، والتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد والذي تنظمه منظمة الشفافية الدولية.

وفيما يتعلق بالجهود الإقليمية لسلطنة عُمان في مجال تعزيز النزاهة والمساءلة والمحاسبة فيؤكد شبيب البوسعيدي حرص سلطنة عمان على المشاركة الإقليمية الفاعلة والتي تمثلت في المصادقة على الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد بموجب المرسوم السلطاني رقم 28/ 2014، والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات المنعقدة على مستوى الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، إلى جانب التعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات اللجنة الوزارية، ولجنة الوكلاء، ولجنة الخبراء، المعنية بمكافحة الفساد بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

واستعرض البوسعيدي المسارات الرئيسية لجهود سلطنة عمان بشكل عام وجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة والوحدات الحكومية المختصة بشكل خاص فيما يتعلق بالأنشطة المحلية في مجال تعزيز النزاهة والمساءلة والمحاسبة، والتي تمثلت في ثلاثة مسارات رئيسية للأعوام (2013- 2023).

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: اتفاقیة الأمم المتحدة لمکافحة الفساد المشارکة فی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

دور الحوكمة في تعزيز الشفافية والكفاءة بالمؤسسات

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

في ورقة بحثية نشرت لنا في شهر ديسمبر 2024، بعنوان "دور الحوكمة في تعزيز الشفافية والكفاءة في المؤسسات" في مجلة "أتلانتس" المغربية العلمية المُحكمة، سعينا إلى تسليط الضوء على أهمية الحوكمة في تعزيز الشفافية والمساءلة ورفع الكفاءة في المؤسسات.

وورد في الورقة البحثية أن الحوكمة تُعتبر إحدى الركائز الأساسية لتعزيز الشفافية والكفاءة في المؤسسات، حيث تسهم في تنظيم العلاقات بين الأطراف المختلفة وضمان استخدام الموارد بأعلى قدر من الفعالية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. يبرز دور الحوكمة من خلال تعزيز معايير المساءلة وتحقيق النزاهة والحد من الفساد الإداري، وهو ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في نجاح المؤسسات على المستويات المحلية والدولية. وتُعرّف الحوكمة بأنها مجموعة من القواعد والمعايير التي تهدف إلى توجيه وإدارة المؤسسات بطريقة تضمن تحقيق الأهداف بشفافية وعدالة. ووفقًا للدراسات، تلعب الحوكمة دورًا هامًا في تحسين الأداء المؤسسي من خلال رفع مستوى الشفافية والاعتماد على تقارير مالية دقيقة تُظهر بوضوح الوضع المالي والإداري للمؤسسة. وتشير دراسة الشلفان (2021) إلى أن الحوكمة تمثل إطارًا تنظيميًا شاملاً يُسهم في تعزيز الشفافية المالية وتقليل الفساد الإداري، حيث تمثل الشفافية والمساءلة أساسًا لتحقيق الثقة بين الأطراف المعنية داخل المؤسسة.

وقد أظهرت دراسات دولية عديدة أن الحوكمة تُسهم في تحسين الكفاءة المؤسسية. على سبيل المثال، أكدت دراسة (Armstrong et al., 2016) أن الإفصاح المالي الشفاف يُعزز من مستوى الثقة بين المستثمرين وأصحاب المصلحة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مستنيرة وتحقيق نمو اقتصادي مستدام. كما أشارت دراسة (Nguyen & van Dijk, 2012) إلى أن الالتزام بمبادئ الحوكمة يحد من ممارسات الفساد داخل المؤسسات العامة والخاصة. وفي السياق المحلي، أظهرت دراسات أُجريت على البنوك التجارية في المملكة العربية السعودية أن تطبيق معايير الحوكمة أدى إلى تحسين جودة التقارير المالية وزيادة الشفافية، مما ساهم في تعزيز الكفاءة المؤسسية بشكل عام. (شحور وتكرورت، 2021) ويُعد الفساد الإداري من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات في سعيها لتحقيق الكفاءة والشفافية. وقد أثبتت الدراسات أن تطبيق معايير الحوكمة يُسهم بشكل كبير في مكافحة هذه الظاهرة. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة (Kim, 2023) أن الحوكمة تُعزز من المساءلة والشفافية في العمليات المالية والإدارية، مما يحد من إساءة استخدام السلطة ويضمن توزيعًا عادلًا للموارد.

وعلى الرغم من الفوائد الواضحة للحوكمة، إلا أنَّ هناك تحديات تواجه تطبيقها، أبرزها نقص الوعي بأهميتها، وضعف الأنظمة الرقابية، وصعوبة تحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة. وتشير الدراسات إلى ضرورة توفير برامج تدريبية تُعزز من فهم العاملين لمبادئ الحوكمة وآليات تنفيذها. كما أن تبني التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم في تحسين آليات الحوكمة وزيادة كفاءتها. ولتعزيز دور الحوكمة في المؤسسات، توصي الدراسات بتعزيز الشفافية والإفصاح المالي من خلال تقديم تقارير مالية دقيقة ومنتظمة تُظهر كافة التفاصيل المتعلقة بالأداء المالي. بالإضافة إلى ذلك، يجب تفعيل نظم المساءلة عبر وضع آليات رقابية صارمة لضمان التزام الإدارات بمعايير الحوكمة. كما يجب تطوير القدرات البشرية من خلال توفير برامج تدريبية لتعزيز فهم العاملين لمبادئ الحوكمة وآليات تنفيذها. ولا يمكن إغفال دور التكنولوجيا الحديثة التي تسهم الأدوات التكنولوجية مثل أنظمة إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي في تعزيز الشفافية وتحسين الكفاءة.

وعليه فإنَّ الحوكمة تُعد وسيلة فعّالة لتحقيق الشفافية والكفاءة في المؤسسات. إنها ليست مجرد إطار تنظيمي؛ بل نهج شامل يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتقليل الفساد، وبناء الثقة بين الأطراف المعنية. ومع تصاعد التحديات الاقتصادية والإدارية في العالم، تزداد الحاجة إلى تطبيق معايير الحوكمة بفعالية لضمان تحقيق الأهداف المؤسسية بأقل تكلفة وأعلى جودة.

مقالات مشابهة

  • عُمان تحتفي بالمنجز لا بالزمن
  • مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يطالب المجتمع الدولي بوقف الهجوم الإسرائيلي
  • خبير: المجتمع الدولي يرغب بنجاح تجربة أحمد الشرع واتجاه لتخفيف عقوبات سوريا
  • الأمم المتحدة تختار متطوعة مصرية للمشاركة في منتدى الشباب الدولي بفيينا 2025
  • الأمم المتحدة تختار متطوعة من صندوق مكافحة الإدمان للمشاركة بمنتدى الشباب الدولي
  • الأمم المتحدة تختار متطوعة بصندوق مكافحة الإدمان للمشاركة بمنتدى الشباب الدولي بفيينا
  • 11 يناير.. و5 سنوات من أجل عُمان
  • دور الحوكمة في تعزيز الشفافية والكفاءة بالمؤسسات
  • الإمارات تشارك العالم تعزيز منظومة العمل الإحصائي
  • الإمارات تشارك العالم تعزيز منظومة العمل الإحصائي بعضوية اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة