موقع 24:
2024-10-02@01:14:00 GMT

غزة: حقاً... السكوت من ذهب

تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT

غزة: حقاً... السكوت من ذهب

الثقافة السياسية الغربية ليست مثالية بالمطلق كما ظننا من منطلق إعجابنا وأحياناً انبهارنا بها

أتذكَّر أنَّ من المسائل التي أثارت اهتمامي منذ سنوات مسألة مدى حاجة الحكومات والأحزاب إلى ناطق باسمها. وبمرور الزمن، وتشعّب النقاش، وتراكم الممارسات، طرح كثيرون في عالمنا العربي جدّياً تساؤلاً أكثر راديكالية هو؛ ما الحاجة إلى وجود وزارات الإعلام أصلاً؟
وهنا، قبل أن تقفز إلى الذهن نماذج عالمنا العربي قبل نكسة 1967 أو «البرافدا» و«الإزفستيا» أيام الاتحاد السوفياتي الراحل، أبادر فأقول إنَّ ما بتنا نسمعه ونراه خلال كثير من المؤتمرات الصحافية في ديمقراطيات غربية عريقة.

.. ليس أقلَ سوءاً على الإطلاق من «إعلام» عقد الستينات من القرن الماضي.
في تلك الحقبة من «الحرب الباردة»، كان المتلقّي يُدرك مسبقاً لدى تعامله مع الإعلام الموجّه التابع لسلطة شمولية ما، أن ما يقرأه أو يسمعه «وجهة نظر» أو «تبرير لموقف سياسي» أكثر مما هو مقاربة موضوعية أو تحليل رصين. أما اليوم فإنَّه يجد نفسه اليوم أمام جملة من الإشكاليات، أهمها...
أولاً - إنَّ المصالح السياسية الاستراتيجية، خصوصاً عند القوة الكبرى، لم تتغيّر ولا يتوقع أن تتغيّر من حيث الجوهر، على الرغم من تطوّر تقنيات الإعلام وتعقيدات «تعليبه» و«تزييفه». ومن ثم، فإنَّ الفارق بين الأمس واليوم في تبرير هذه المصالح و«تلميعها» والترويج لها – ولو بقدر لا بأس به من التضليل – ليس كبيراً بالدرجة التي نتخيّل.
ثانياً - إنَّ الثقافة السياسية الغربية، التي أتيح لكثيرين منا عيشها والتمتع بحسناتها، ليست مثاليةً بالمطلق كما ظننا من منطلق إعجابنا - وأحياناً - انبهارنا بها. وهي إن بدت في الظروف العادية حضاريةً وراقيةً ومتسامحة، فإنَّها عندما تتأزّم المشكلات ويتصاعد العداءُ تخلع عنها كلَّ أثواب الحضارة والرّقي والتسامح. وهذا بالضبط ما نراه اليوم، ليس في الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين والمستشفيات والمدارس ودور العبادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط، بل يظهر صادماً وفاقعاً في التضييق الحكومي على حرية التعبير عن الرأي في الجامعات الأميركية ووسائل الإعلام البريطانية والابتزاز بالمقاطعة الإعلانية التي تُمارس بلا خجل من أجل كمّ الأفواه وخنق أصوات الاعتراض.
ثالثاً - إنَّ ظاهرتي الابتزاز والتضييق (بل التجريم)، المشار إليهما أعلاه، جاءتا تطوّراً طبيعياً لسلسلة من الخطوات الناجمة عن انتهاء «الحرب الباردة» بحالة «الأحادية القطبية» التي تتمتع بها الولايات المتحدة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. في الماضي، كانت ذريعة واشنطن المعلنة في بناء الترسانة العسكرية الإسرائيلية «المحافظة على ميزان القوى في الشرق الأوسط»، ولكن بعد سقوط موسكو، باتت واشنطن تتكلّم بصراحة عن «ضرورة المحافظة على التفوق الإسرائيلي»، متناسيةً تماماً حكاية «ميزان القوى».
أيضاً، في خريف عام 1975، قبل تمتّع واشنطن بـ«الأحادية القطبية»، تبنَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 3379 الذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الآيديولوجية الصهيونية التي حسب القرار تشكل خطراً على الأمن والسلم العالميين. ولكن عام 1991، بعد انهيار التحدّي السوفياتي، فرضت واشنطن عام 1991 إلغاء القرار. وعلى الإثر، انطلقت في الاتجاه المعاكس نحو اعتبار أي انتقاد للصهيونية نهجاً عنصرياً. وتزايدت قوة الدفع لتجعل اليوم مجرّد انتقاد حكومة إسرائيل، بغضّ النظر عن لونها السياسي، تصرّفاً «معادياً للسامية» يستحق التجريم.
رابعاً – استُغلت واقعة 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لشنّ حرب تدميرية وتهجيرية غير مسبوقة، مع أنَّها لقيت في حينه استنكاراً حقيقياً في معظم العالم العربي، وتبيّن أنَّ مخطّطيها لم يبلغوا حتى قياديي حركة «حماس» عنها وعن تفاصيلها.
بل، لم يتوقف القتل والتهجير حتى اللحظة... رغم انكشاف كثير من الملابسات وزيف الشائعات التي صاحبت الإعلان عن العملية، وكذلك رغم تخبّط التقارير الاستخباراتية في تقديم معطيات تبيّن أنَّ معظمها يفتقر إلى الدقة أو الصحة. وقد كشف بعضها إعلان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك أنَّ بعض أنفاق غزة حفرتها إسرائيل إبان فترة احتلالها القطاع، وتحويل الرواية الاستخباراتية «المعقل» المزعوم لقيادة «حماس» من مستشفى الشفاء في غزة إلى مدينة خان يونس!
خامساً - في تحدٍ غير مسبوق للرأي العام العالمي وفئة كبيرة من الرأي العام الأميركي، أصرّت واشنطن على استخدام حق النقض «الفيتو» أمام تفاقم الكارثة الإنسانية بعدما قارب عدد القتلى 18 ألف قتيل خلال شهرين. وجاء في تبرير مندوب واشنطن هذا «الفيتو» ضد المشروع العربي القائم على اعتبارات إنسانية بحتة أنه «غير متوازن» سياسياً، لكونه لا يدين «حماس»... وبالتالي «يؤسس لحرب مقبلة»!
في أي حال، لئن كانت «ذريعة» المندوب الأميركي تشكل إهانة لذكاء كل مسمتع إليها، فإنَّها تظل أرحمَ بكثير من كلام جون كيربي، منسّق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، الذي قال بالأمس للمراسلين الإعلاميين من دون أن يرّف له جفن: «أتحداكم أن تسمّوا لي دولة واحدة، أي دولة... تفعل ما تفعله الولايات المتحدة لتخفيف الآلام والمعاناة في غزة!!».
بعد كل هذا، هل تبقى حاجة إلى الناطقين الرسميين والإعلام المسؤول واحترام المنطق... ناهيكم من الإنسانية والشرعية الدولية؟؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة

إقرأ أيضاً:

النبش في الماضي لا يُصلح الحاضر

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

 

تُمثِّل الذكريات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ونحتفظ بها كأرشيفٍ داخلي يتضمن اللحظات السعيدة والحزينة، النجاحات والإخفاقات، والأشخاص الذين مرّوا بحياتنا. ومع ذلك كله، النبش في الماضي والتمسك به بشكل مفرط قد يؤدي إلى تبعات سلبية على حاضرنا ومستقبلنا، وبدلًا من التركيز على ما يمكن تحقيقه في الوقت الحالي، نجد أنفسنا أسرى لذكريات قديمة وتجارب سابقة قد انتهت ولن تعود.

الماضي: مكان للتعلم وليس للسكن

من المهم أن نفهم أن الماضي هو مصدر للتعلم والعِبر، لكنه ليس مكانًا للسكن. الدروس التي نستخلصها من تجاربنا السابقة تساعدنا على تجنب الأخطاء وتطوير أنفسنا. لكن إذا أصبح الماضي مرجعًا دائمًا لكل قرار أو شعور، فإننا نُضيّع فرص الحاضر ونحد من قدرتنا على التقدم.

النبش في الماضي؛ سواء كان ذلك بإعادة التفكير في لحظات الألم أو الندم على فرص ضائعة، لا يغير شيئًا من الواقع. ما فات قد فات، والمستقبل يعتمد على ما نفعله الآن، وليس على ما كُنّا نفعله في الماضي. لذلك، التركيز على التحسين والتطوير الشخصي يجب أن يكون الهدف الأساسي لكل فرد.

التأثير النفسي للعيش في الماضي

والنظر المستمر إلى الخلف يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية. الإنسان الذي يعيش في ظل الماضي قد يعاني من مشاعر الحزن، الندم، أو حتى الاكتئاب. المشاعر المرتبطة بالتجارب الفاشلة أو اللحظات المؤلمة قد تعرقل عملية الشفاء النفسي والتقدم نحو تحقيق الأهداف. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التعلق الزائد بالماضي إلى عزلة اجتماعية، حيث يبتعد الشخص عن الآخرين خوفًا من تكرار نفس الأخطاء أو الخيبات.

الحاضر: مساحة للتغيير والإبداع

إنَّ الحاضر هو الفرصة الحقيقية التي يمكن من خلالها صنع تغيير حقيقي. حينما نركز على ما نستطيع تحقيقه الآن، نصبح أكثر إنتاجية وإبداعًا. بناء الحاضر يتطلب التخلي عن الماضي وتوجيه الطاقات نحو الأهداف والطموحات الحالية. الحياة متجددة ومتغيرة باستمرار، والمفتاح هو التكيف مع هذه التغييرات بدلًا من الوقوف عند نقاط محددة في الزمن.

وبدلًا من التفكير في أخطاء الماضي، علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكننا التعلم منها لنصبح أفضل؟ وما هي الخطوات التي يمكن أن نتخذها الآن لتحسين حياتنا ومستقبلنا؟

وفي النهاية.. إنَّ النبش في الماضي لن يُغيره ولن يُصلح الحاضر، وما يصلح الحاضر هو اتخاذ قرارات واعية تستند إلى التعلم من التجارب السابقة دون أن نكون أسرى لها، وعلينا أن نعيش الحاضر بكل تفاصيله، وأن نستغل كل لحظة لبناء مستقبل أفضل.

الماضي قد يكون درسًا، لكنه لا يجب أن يكون عائقًا أمام التقدم والنمو.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني يسمي العملية التي أطلقها اليوم بـالوعد الصادق 2
  • من هي صفاء أحمد المذيعة السورية التي اغتالتها إسرائيل؟
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • العراق 64 عالمياً بمؤشر الجوع خلال العام الماضي
  • برج الميزان.. حظك اليوم الاثنين 30 سبتمبر: لا تستعجل في اتخاذ القرار
  • اليوم.. اجتماع بالجامعة العربية للجنة إعداد خطة موحدة للتعاطي مع قضايا البيئة إعلاميا
  • واشنطن بوست: بعض القنابل الإسرائيلية التي اغتالت نصر الله أميركية من طراز BLU-109
  • النبش في الماضي لا يُصلح الحاضر