لبنان ٢٤:
2025-01-18@02:05:21 GMT

لبنان الحرب والعيد... زنار نار وأقواس نور

تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT

لبنان الحرب والعيد... زنار نار وأقواس نور

كتبت" الراي الكويتية":     لبنان اليوم كأنه لبنانان والحياةُ فيه أشبه بحياتيْن، وطقوسُه أقرب ما تكون إلى «صيفٍ وشتاءٍ تحت سقف واحد»... ربما هي واحدةٌ من عجائب بلاد «المفارقات الصعبة» التي تختزنها الحكايةُ - الأسطورة عن طائر الفينيق الذي لم يملّ الرمادَ وغبارَه.   خليطُ أضدادٍ كالخبز اليومي في حياة اللبناني الذي لم تكسره مأساةٌ ولم تَرْدعه حربٌ ولا تُسْقِطُهُ أزمات.

.. حزنٌ وفرحٌ، نزوحٌ وسَهَرٌ، عتمةٌ وأضواء، مآسٍ واحتفالات، موتٌ وحياة.   أضداد كأنها وجْهان لقَدَرٍ يَسْتَلْهِمُ منه اللبناني قُدْرَتَه على البقاء.   في جنوب البلاد حربٌ وموتٌ ونزوحٌ وأوجاع، وعلى امتداد «طولها وعرْضها» أجواءُ أعيادٍ وزينةٌ وأضواء لم تطفئها تهديداتٌ بـ «مكبّرات الصوت» بتحويل بيروت غزة، وتلويحٌ بـ «العصر الحَجَري» وبدمارٍ ما بعده دمار وبأن الآتي أعْظم.   فمع تَصاعُد وتيرة المواجهات في جنوب لبنان واتساع رقعتها إلى أبعد من القرى الحدودية واشتدادِ درجات العنف فيها وارتفاع أعداد النازحين وصولاً إلى ما يناهز 70000، وكذلك عدّاد الضحايا الأبرياء الذين يسقطون دون تمييز بين مدني وعسكري أو إعلامي، يبقى الجنوبُ قُبْلة العدسات التي وجدتْ نفسَها منذ حلول ديسمبر «مقسومةً» بين زنار النار الذي يلفّ الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية وبين «قوس النور» الذي شقّ طريقه إلى مناطق عدة تعيش أجواء أعياد الميلاد ورأس السنة وكأنها إعلان «لن ننكّس الأفراح». أنطوني ابو أنطون، المسؤول عن إحدى الشركات التي تعنى بالترفيه هو الذي أصرّ على الإتيان بهذا العرض الى بيروت رغم الظروف. ويقول لـ «الراي»: «فكّرنا قبل بضعة أشهر أننا منذ أربع سنوات نمرّ بظروفٍ صعبة ولم نحتفل بأعياد آخِر السنة كما يجب، ولذا قرّرْنا أن علينا إعادة الفرح والاحتفال كما يليق بنا. ولذا حَجَزْنا لاستعراض Christmas on Ice العالميّ مكاناً في لبنان وبدأنا عروضَنا في قصر المؤتمرات في منطقة ضبية الذي رمّمناه ليكون جديراً باستقبال استعراض عالمي بعدما كان مقفلاً لمدة أربع سنوات».   وأثناء التحضيرات لاستقبال هذا الاستعراض، بدأت الأوضاع تتأزم في لبنان وتلغى غالبية الحفلات والنشاطات الترفيهية أو تؤجَّل حتى السنة المقبلة «لكننا أصررنا على عدم التأجيل والإلغاء لأننا رأينا أن من حق كل عائلة لبنانية بصغارها وكبارها أن تشعر بأجواء العيد ولا سيما مع تناقص عدد النشاطات المخصصة للصغار». ويضيف أبو أنطون: «طلبنا بعض التعديل في الشخصيات وأردناها باللون الأبيض لتعطي رسالة سلام وأعدْنا تسجيل أغنية خاصة للسلام. هدفنا أن نرسم بسمة ونساهم في بث أجواء حلوة في أعياد آخِر السنة».   وكأنهما وطنان تحت سماء واحدة؛ في الجنوب المزيدُ من العائلات تنزح من مناطق كانوا يظنونها آمنة، على وقع ارتقاء المواجهات على مقلبي الحدود في ملاقاة سباقٍ أعلنتْه إسرائيل ضمناً بين مساريْن: واحد على البارد وآخَر على الساخن لإبعاد «حزب الله» عن حدودها الشمالية.   وفي مقابل هذا الألم، كانت «جمهورية الأمل والفرح» في البترون البلدة اللبنانية الشمالية تقدّم صورة رائعة لبدء احتفالات موسم الأعياد ضاهتْ بها أهمّ المدن الأوروبية المشهورة بأسواقها واحتفالاتها الميلادية.   أما بيروت التي بالكاد استعادتْ أنفاسَها بعد انفجار المرفأ فتُجاهِدُ بدورها لتلمّ أشلاءَ الفرح التي تبعثرتْ في ذلك اليوم المشؤوم، وهي اليوم رغم تأثُّرها الشديد بالحرب الدائرة في الجنوب اقتصادياً وسياحياً ونفسياً، تكافح لاستعادة بعضٍ من وهجها.   أكبر معرض ميلادي   على مساحة 10000 متر مربع وفي قلب العاصمة بيروت يمتدّ أكبر معرض ميلادي يشهده لبنان. فأكثر من 250 عارضاً سيشكلون الحدَث الاحتفالي والترفيهي الأبرز في موسم الأعياد، في استثمارٍ ضخم تَطَلَّبَ جهوداً كبيرة. سينتيا وردة صاحبة شركة In Action Events تقول لـ «الراي»: «كان في برنامجنا إقامة المعرض الميلادي كل عام، لكن منذ العام 2019 لم تسمح الأوضاع بذلك، وأقمناه العام الماضي بشكل مختصر، وهذه السنة يعود ليكون أكبر المَعارض. لو توقّفْنا لَمَنَعْنا الرزقَ عن مئات العائلات من عارضين وعمّال إضاءة وأمن وتنظيف ومواقف. توقُّف المعرض يعني تَضَرُّر أكثر من 500 شخص. وفريقنا متحمّس للعمل ونريد زرع الفرح والأمل وخصوصاً للأولاد».   غريب ومدهش هذا البلد الصغير القادر على النهوض من رماده في كل مرة. مجمع أسواق بيروت، الذي أقفل أكثر من 80 في المئة من محاله إثر ثورة 17 اكتوبر 2019 بعدما تحوّل مركزاً لأحداثها وبعد انفجار المرفأ الذي ألحق به أضراراً فادحة، يستعدّ لولادة جديدة.   فبجهود من محافظ بيروت القاضي مروان عبود وشركة سوليدير كان من المقرَّر أن يعاد افتتاح نحو 90 في المئة من متاجره ومطاعمه، لكن الأوضاع المستجدة بعد الحرب في الجنوب أخّرت قليلاً افتتاح بعض المحلات، لكن الأسواق أصرت على نشْر الأضواء والزينة والنشاطات الميلادية الخاصة بالأطفال رغم العثرات.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ماكرون في بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد وجهود تشكيل حكومة  

 

 

بيروت - وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة 17يناير2025، إلى بيروت في زيارة يؤكد خلالها دعم بلاده للقادة اللبنانيين الجدد وجهود تشكيل حكومة قادرة على فتح صفحة جديدة في تاريخ البلد الصغير الغارق في أزمات متلاحقة، منذ زيارتيه الأخيرتين عقب انفجار المرفأ المدمر.

وتتزامن زيارة ماكرون التي تستمر 12 ساعة، مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل الخميس الى بيروت، وقد يلتقيان في لبنان على ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي. وترأس  فرنسا مع الولايات المتحدة لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، والتي تضم كذلك الأمم المتحدة مع لبنان وإسرائيل.

وحطت طائرة الرئيس الفرنسي قرابة السابعة صباحا في مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث كان في استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبل أن يبدأ جدول أعماله المزدحم في بيروت.

وتهدف زيارة ماكرون إلى "مساعدة" نظيره اللبناني جوزاف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على "تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته"، بحسب ما أعلن الإليزيه.

وتنوّه دوائر الإليزيه بالتطوّرات الأخيرة في البلد المتوسطي الصغير والذي يكتسي "قيمة رمزية وأخرى استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "في لبنان، انتقل الوضع في غضون بضعة أشهر من تصعيد دراماتيكي إلى أمل بإمكانية التعافي. وهذه ديناميكية ساهمت فيها فرنسا الى حد كبير".

ورأى أن نواف سلام، القاضي الدولي والدبلوماسي المخضرم، "يتمتع بهالة دولية وهو شخصية إصلاحية حقيقية"، موضحا في الوقت ذاته أن "هذا الأمل" بحاجة الى أن يُترجم عبر "تشكيل حكومة وإجراء إصلاحات".

- "دبلوماسية إقليمية" -

وينخرط سلام في مشاورات دقيقة مع القوى السياسية من أجل الإسراع في تشكيل حكومة، بعدما اصطدم عند تكليفه بامتناع حزب الله وحليفته حركة أمل عن تأييده. 

ودعا مجلس الأمن الدولي الخميس إلى الإسراع في تشكيل حكومة في لبنان، معتبرا ذلك خطوة "بالغة الأهمية" لاستقرار البلاد والمنطقة بعد انتخاب رئيس  للجمهورية.

وعشية وصوله الى بيروت، قال ماكرون لصحيفة لوريان لوجور المحلية، الناطقة بالفرنسية، إن باريس والرياض "عملتا معا" على الملف اللبناني، معتبرا أن "انتخاب جوزاف عون وتسمية سلام كانا أيضا ثمرة هذا العمل الدبلوماسي الإقليمي".

وشملت لقاءات ماكرون الصباحية في بيروت رئيس أركان قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) جان-جاك فاتينيه، إضافة الى رئيسي لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار الساري بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، إثر مواجهة بينهما استمرت لعام.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية فرنسية أميركية على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب، بحلول 26 كانون الثاني/يناير، ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

وقال ماكرون للصحافيين المرافقين إثر الاجتماع "الأمور تتقدم، والديناميكية إيجابية" في ما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار.

- جولة في الجميزة -

وإثر ذلك، جال ماكرون سيرا على الأقدام في منطقة الجميزة، التي كان قد جال فيها خلال زيارته التي أعقبت انفجار المرفأ المدمر في الرابع من آب/أغسطس 2020 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين وأحدث دمارا هائلا في بيروت.

وشاهد مراسلو فرانس برس ماكرون وهو يصافح المارة ويلقي التحية على مواطنين أطلوا من شرفات منازلهم ويجري حوارات سريعة مع أصحاب المحال والمقاهي المنتشرة بكثرة في الشارع الذي يضم أبنية تراثية في بيروت.

وكان ماكرون، الذي سعى جاهدا في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة، قد زار بيروت مرتين عقب الانفجار، لدعم انفراج سياسي تعذّر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.

لكنه واصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانيين، وعيّن وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثا خاصا في حزيران/يونيو 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

لكن كان لا بدّ من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان اللبناني الأسبوع الماضي عون رئيسا للبلاد، على وقع ضغوط خارجية خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية، أعقبت تغيّر موازين القوى في الداخل على خلفية نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع اسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

ويشير الأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد إلى عوامل عدة ساهمت في حلحلة العقدة اللبنانية، منها "الحرب المدمّرة" بين إسرائيل وحزب الله و"إضعاف" الجيش الإسرائيلي لقدرات هذا الأخير و"الأزمة الاقتصادية المطوّلة" في البلد، فضلا عن سقوط حكم الأسد في سوريا والذي لطالما كانت له مطامع "هيمنة" على الدولة المجاورة و"الخشية من (تداعيات) وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض" و"دعمه إسرائيل".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفرنسي يصل بيروت
  • بالفيديو: ماكرون يتناول الفطائر في شوارع بيروت: يحيا لبنان
  • ماكرون في بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد وجهود تشكيل حكومة  
  • بالفيديو.. ماكرون يتناول القهوة داخل مقهى في بيروت
  • ماكرون يصل إلى بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد
  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصل إلى بيروت
  • صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟
  • رئيس الجمهورية التقى بلاسخارت: لوقف الخروقات الأمنية في الجنوب
  • لبنان.. استدعاء 10 أشخاص جدد لاستجوابهم في تفجيرات مرفأ بيروت
  • بالصور.. هذا ما شهدته نقاط للجيش في الجنوب