كتب طارق ترشيشي في" الجمهورية": ليس هناك من موعد محدد بعد لعودة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان بعد زيارته الأخيرة، لكن الجميع ينتظرون عودته في أي وقت مركّزاً على موضوع الحدود البرية الجنوبية لجهة تثبيتها وإنهاء الانتهاك الإسرائيلي لها في 13 نقطة والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري، فهذه الحدود مرسّمة منذ عام 1923 أيام الانتدابَين الفرنسي في لبنان والبريطاني في فلسطين المحتلة ولا تحتاج الى اعادة ترسيم أصلاً وفصلاً.
ولذلك يقول مطلعون قريبون من بعض المراجع المسؤولة العاملة على تجنيب لبنان تَوسّع رقعة الحرب انّ مستقبل الوضع على حدود لبنان الجنوبية بات مرهونا بما سيؤول إليه الوضع في غزة، إذ لا يمكن البحث في أي حل تحت وطأة المواجهات الجارية بين رجال المقاومة وقوة الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية، وهي مواجهات ثبت انها كانت ولا تزال مضبوطة على ساعة حرب غزة ولا تتأثر بالتهديدات الإسرائيلية المباشرة أو تلك التي يحملها بعض الموفدين الدوليين العلنيين أو السريين الذين يترددون إلى لبنان هذه الأيام، وكان آخرهم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ومدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه حيث نقلا موقفاً إسرائيلياً يدعو إلى انسحاب المقاومة من
المنطقة الحدودية إلى شمال نهر الليطاني بحجّة انّ القرار الدولي 1701 لعام 2006 يقضي بهذا الانسحاب، وذلك لكي تضمن تل ابيب عودة نحو مئة الف مستوطن إلى المستوطنات الشمالية التي نزحوا منها تباعاً منذ الثامن من تشرين الأول الماضي إلى داخل فلسطين المحتلة، إذ يرفض هؤلاء العودة إليها ما لم تنسحب "قوة الرضوان" في "حزب الله" من المنطقة الحدودية، وهو ما تتخذه إسرائيل ذريعة لإثارة موضوع "تنفيذ" القرار 1701 الذي كانت ولا تزال تَنتهكه به منذ صدوره. والواقع، يقول المطلعون، ان الوضع في الجنوب كان ويبقى مفتوحا على كل الاحتمالات تبعاً لتطور الأوضاع العسكرية في قطاع غزة، لكن أيّ بحث في تنفيذ القرار 1701 لن يصل الى نتيجة. أوّلاً لأن لبنان يخشى من نية اسرائيلية مبيّتة ضده تدل اليها تهديدات المسؤولين الاسرائيليين اليومية وآخرها تهديد نتنياهو وتَوعّده بأن يكون مصير بيروت ولبنان كمصير مدينتي غزة وخان يونس، اذ يمكن ان ينفّذ تهديده هذا في حال تَمكّنه من هزيمة "حماس"، خصوصاً انه يستفيد في حربه الحالية من الدعم المطلق الاميركي والغربي له والذي يحول دون التوصّل الى وقف اطلاق النار في قطاع غزة حتى الآن. وثانياً، إذا ركّز على انسحاب أحادي الجانب للمقاومة من المنطقة الحدودية لا يتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي في الجهة المقابلة لتكون "المنطقة العازلة" على ضفتي الحدود، فإذا كان المطلوب أن تكون هذه المنطقة بعمق خمسة كيلومترات او اكثر على الأراضي اللبنانية فينبغي أن يقابلها العمق نفسه في الأراضي الفلسطينة المحتلة، ما يعني أنه سيكون على إسرائيل أن تُخلي هذا العمق عسكرياً، والذي تقع ضمنه المرتفعات التي نصبت عليها أعمدة الإرسال والاستطلاع والتنصّت والتجسّس والتحَكّم بعمل الطائرات المسيرة وحتى الحربية على الأراضي اللبنانية، والتي استهدفتها المقاومة ودمّرتها او عطّلتها منذ فجر الثامن من تشرين الأول الماضي. فإذا رفضت التماثل في الانسحاب فإنّ ذلك الكلام سيحول دون التوصّل إلى أي اتفاق حول تنفيذ القرار 1701. ومثلما تُبدي إسرائيل حرصاً على أمن مستوطناتها الشمالية فإنّ من حق لبنان ان يكون حريصاً في المقابل على أمن المدن والقرى والبلدات الحدودية المحاذية لتلك المستوطنات او البعيدة نسبياً عنها. إلا أنه قد يكون من السابق لأوانه الخوض في هذا المضمار قبل معرفة ما ستؤول إليه حرب غزة التي ربما تتوسّع، خصوصاً في حال التقاط "محور المقاومة" إشارة من قيادة "حماس" الميدانية في غزة تدلّ الى خَطر وجودي حقيقي يتهددها في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ عندها سيتيَقّن "المحور" وحلفاؤه من أنّ الحرب على غزة تتخطى فعلياً الرغبة الإسرائيلية بالانتقام واستعادة "قوة الرد" إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء "الدولة الفلسطينية" على اراضي غزة والضفة الغربية المنصوص عنها في مشروع حل الدولتين" الذي تركّز عليه المواقف الدولية منذ بداية الحرب. وإذا توسّعت رقعة الحرب في هذه الحال فستكون كل الاحتمالات واردة وقد يتغيّر معها وجه المنطقة والتوازنات فيها، على حد قول المطلعين أنفسهم.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لبنان.. القوات الإسرائيلية تتوغّل في «وادي الحجير» والجيش يرفع حالة التأهب
بعد توغل القوات الإسرائيلية في وادي الحجير جنوب البلاد، رفع الجيش اللبناني حالة التأهب معلنا الاستنفار عند حاجز قعقعية الجسر في، كما أرسل دورية الى المنطقة.
وبحسب المعلومات، “أقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير بدءا من مركزه عند جسر قعقعية الجسر، وطلبت بلدية مجدل سلم عدم سلوك طريق السلوقي- وادي الحجير بسبب الظروف الأمنية المستجدة بما فيها المتفرعات من بلدة قبريخا”، فيما “أفيد عن نزوح أهالي القنطرة وعدشيت القصير في اتجاه الغندورية بعد التوغل الإسرائيلي”.
هذا وكانت توغلت آليات الجيش الإسرائيلي عبر منطقة وادي الحجير في جنوب لبنان، وسط عمليات تمشيط واسعة، وعرفت هذه المنطقة بـ”مقبرة الميركافا” في حرب يوليو عام 2006، بعد أن دمر “حزب الله” عشرات الدبابات فيها، حيث تقدمت القوات الإسرائيلية من مشروع الطيبة باتجاه بلدتي عدشيت القصير والقنطرة، وصولا إلى وادي الحجير.
“اليونيفيل”: أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهش يجب أن تتوقف
شددت قوات “اليونيفيل” العاملة في لبنان على “أن أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهش يجب أن تتوقف”.
وأشارت “اليونيفيل” في بيان إلى أن “كلا من إسرائيل ولبنان أكدا التزامهما بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفين مدعوان إلى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثا على النحو المتفق عليه في التفاهم”.
وحثت الجيش الإسرائيلي على “الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام، مؤكدة أنها تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب”.
وأعربت “اليونيفيل” عن استعدادها لـ”القيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدم، ويشمل ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، فضلا عن احترام الخط الأزرق”.
ولفتت إلى أن “هناك قلقا إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكا للقرار 1701، وسوف يواصل جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد جميع الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها”.
عند الساعة 7 صباحا" تقدم رتل معادي قوامه جرافتين وثلاثة دبابات ميركافا من وادي السلوقي باتجاه وادي الحجير وتقوم قوات العدو بأعمال تمشيط باتجاه الاحراش . pic.twitter.com/WOGYeCsIbg
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) December 26, 2024