«الإفتاء» تكشف عبادات مستحبة في الليل.. احرص عليها قبل الفجر
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
الثلث الأخير من الليل هو وقت مبارك وفرصة عظيمة من الله عز وجل لعباده، ويفضل أن يغتنمها العباد، فالله سبحانه وتعالى يتجلى في هذا الوقت من اليوم إلى السماء الدنيا ليُجيب حاجات العباد، لذلك يجب أن يستغل المؤمن هذا الوقت المبارك، ويدعو الله بما يشاء ويأمل أن يستجيب له.
عبادات في الليلوأوضحت دار الإفتاء المصرية، في إحدى فتاواها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أن هناك العديد من العبادات المستحبة في هذا التوقيت من الليل، أبرزها الصلاة، حيث تعد أفضل عبادة في كل وقت، وخاصة في الثلث الأخير من الليل، حيث تضاعف الحسنات وتغفر الذنوب، كما يستحب الصلاة على النبي في هذا التوقيت والإكثار من الذكر.
أفادت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء وقراءة القرآن في الثلث الأخير من الليل من الأعمال المستحبة، لما لها من فضل كبير وأثر عظيم على العبد.
وأوضحت الدار أن الدعاء عبادة تُقرّب العبد من ربه، وتحقق له ما يريد، كما أنه من أعظم العبادات، كما أن قراءة القرآن في الثلث الأخير من الليل عبادة مباركة تمنح العبد الهداية والرحمة، كما أن لها ثواب كبير في هذا التوقيت عن غيره من التوقيتات، حيث يكون القلب أكثر صفاء.
التسبيح والتكبيروأفادت دار الإفتاء المصرية أن الثلث الأخير من الليل هو وقت مبارك، تنزل فيه الرحمات، وتفتح فيه أبواب السماء، ويغفر الله تعالى فيه الذنوب، ويستجيب فيه الدعاء.
كما أن من العبادات المستحبة في الثلث الأخير من الليل هي التسبيح والتكبير والاستغفار، فهي عبادات عظيمة تُطهر القلوب وتُزكي النفوس، وتكون أفضل في هذا التوقيت، حيث تكون العبادة أكثر خشوعًا وطمأنينة.
وأكدت الإفتاء على أهمية اغتنام هذا الوقت المبارك في العبادة والطاعة، لعل الله سبحانه وتعالى يتقبل منها ويُجيب دعائه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء الثلث الأخير من الليل دعاء الثلث الأخير من الليل فی الثلث الأخیر من اللیل فی هذا التوقیت
إقرأ أيضاً:
عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.