كيف نذكر الله كما أمرنا الرسول؟ اغتنم كنوز الجنة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الله تعالى قال في سورة البقرة {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ}.
عبادة عجيبة.. علي جمعة يوضح كيف تكون ممن يواظبون على الذكر باستمرار أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددةوأضاف علي جمعة، في منشور له، أنه قد بيَّن لنا رسول الله كيف نذكر ربنا، فقد أمرنا رسول الله بالباقيات الصالحات فعلمنا "سبحان الله" أي أنزِّه الله عن كل شيء وعن كل مثل وعن كل نقص فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي { لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } وهو رب العالمين.
وأشار إلى أن هناك فارق بين المخلوق والخالق فالرب رب والعبد عبد لا حلول ولا إتحاد ولا تجسد، تفريد وتوحيد أمرنا رسول الله بأن نتذكر ربنا بقولنا "الحمد لله"، "لا إله إلا الله"، وقال : « وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله » ، "الله أكبر" وجعلها عنواناً ومفتاحاً للصلاة تسمى بتكبيرة التحريم لأنها تحرم علينا الكلام ونحن في الصلاة , " لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنها كنز من كنوز الجنة .
وأوضح، أن هذه يسميها أهل الله من المسلمين ممن كثر ذكرهم الباقيات الصالحات لأن هذه التي تبقى لك في قبرك وبعد موتك وهذه هي المفتاح الذي يذكرك بربك وهذه هي بداية الطريق "سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله"، علمنا رسول الله ﷺ "أستغفر الله", علمنا "حسبنا الله ونعم الوكيل" يعني كفايتي ربي دون الخلق، علمنا "توكلت على الله", علمنا "إنا لله وإنا إليه راجعون", وعلمنا الصلاة عليه ﷺ " اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله ", وهذه يسميها أهل الله بالعشرة الطيبة.
وتابع: الكلمات العشرة الطيبة, التي هي الخمسة الطيبات الصالحات ونضيف إليهم "أستغفر الله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, توكلت على الله, اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله" عشر كلمات { إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً } قَالَ أُبَىٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِى؟ فَقَالَ :« مَا شِئْتَ ». قَالَ قُلْتُ : الرُّبُعَ. - يعني في الذكر- قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : النِّصْفَ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا. - يعني كل الجلسة يصلى على النبي في جلسة ذكره - قَالَ : « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ». وبالتجربة ومما علمه أهل الذكر أن الصلاة على النبي تغفر الذنوب.
{ فَاذْكُرُونِي } كلمة جامعة عجيبة غريبة عليها أساس هذا الكون والذكر أعلى من الصلاة, والصلاة عماد الدين وذروة سنامه إلا أن الله يقول : { إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والْمُنكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }.
"سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله، أستغفر الله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, توكلت على الله, اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله" .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الازهر الشريف علي جمعة البقرة الباقيات الصالحات لا إله إلا الله رسول الله
إقرأ أيضاً:
القدس مدينة الصلاة والتسامح
القدس مدينة التسامح بدون منازع
إن التعاطي الثقافي مع المناسبات الدينيَّة في ظلِّ التزامات الحياة يعمِّق الوعي الجمعي ويفعِّل القِيم في النفوس، كما يحافظ على الهويَّة؛ لأنها خبرات تراكميَّة على مدار السنة تعيد صياغة التصورات الصحيحة عن الدين، وتغيير القناعات البالية، وتفنيد المفاهيم المتشددة، خاصة لدى الشباب الذين هم نبض المجتمع وطاقاته الناهضة.القدس مدينة التسامح بدون منازع، بل إنها أنموذج فريد للمدن التاريخيَّة التي استوعبت الكثير من الحضارات والثقافات والديانات، وكان يراد لهذه المدينة عبر تاريخها أن تكون مدينة التسامح والتعايش والسلام، وتعزيز القيم العليا للأديان الثلاثة، التي أتت من أجل هذه الأهداف الكبرى والنبيلة.
وقد اصطفى الله هذا البلد "القدس"، وبارك فيها وفيما حولها، واختارها لتكون مهبطًا للرسالات وموطنًا للأنبياء والمرسلين، والقرآن أطلق الله عليه اسم "المسجد" الأقصى؛ الذي هو اسم بيت العبادة في الإسلام، وقد جعلت هذه المدينة العظيمة مرتبطة بركن من أركان الإسلام الأصيلة، حينما تلقّى نبينا من الله تعاليم الصلاة، وكيفيَّة أدائها في ليلة المعراج، فريضه الصلاة منهاج حياة للأمة، وهذه المدينة (القدس) أنموذج المحبة، ومصدر التسامح ومكان للسلام من أجل التعايش والشراكة الإنسانيَّة، كلها منظومة من القيم العليا، دعت إليها الرسالات السماويَّة؛ لهذا تمثِّل الصلاة معراجًا للروح وترقية للنفس، في الحديث (الصلاة معراج المؤمن).
علاقة الصلاة مع مدينة التسامح علاقة وطيدة، وذلك حينما صلى النبي بالأنبياء جميعًا إمامًا فى بيت المقدس، لتوطيد مكانة الأديان الأخرى، وتعزيز التسامح، وإنه لا إكراه فى الدين، كما أن أمة الإسلام هي صاحبة الميراث لرسالة الرسل. الصلاة معراج للروح، وترقية للنفس، وهذا دليلٌ قاطع وبرهانٌ أكيد لأهميَّة هذهِ العبادة وقدسيَّة هذه الأرض الطيبة. وهذا معنى روحاني يتكامل مع العروج من بيت المقدس إلى السموات العلا، ولا يخفى على أحدٍ أهميَّة الصّلاة في حياة المسلمين؛ فهي أساس عقيدتهم؛ كونها منهاج حياة، فهي الرّكن الثّاني وذروة سنامه وعموده، ويُصبح تبعًا لذلك المسجد الأقصى عمود المسلمين، وقلبه النابض وأساسه المتين.
وقيل فى ليلة الإسراء والمعراج إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي له بإناءين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن، فقال: فأخذت إناء اللبن فشربت منه، فقال جبريل عليه السلام: هُديت للفطرة وهديتْ أمتك يا محمد، هناك دلالات عميقة الأكثر تأثيرًا في روح الإنسان..ما يدل على مدى نقاء وشفافية الإسلام وتعاليمه، وأن المسلم مجبول على الفطرة السمحة.
كما يعدُّ العروج إلى السموات من بقعة مباركة فيها دلالات عظيمة؛ لما لهذا البيت من حظوة وقدسيَّة عند الله تعالى، كما يؤكد للقاصي والداني أنه أرض إسلاميَّة؛ ليثبت أنّ العرب والمسلمين هم أصحاب الحق والسيادة؛ لهذا لا يجوز التنازل عنه أو التفريط فيه، وأنَّه أمانة وذمَّة في أعناق المسلمين، ما داموا يحافظون على صلاتهم آناء الليل وأطراف النهار.
إن أهم ما يميز ديننا الحنيف أن هناك جوانب ثريَّة فى تراثنا، وفضاءً منفتحًا يقبل الآخر، لتعزيز التنوع والاختلاف، حيث تم اختطاف قضيَّة القدس، المحكِّ الصعب في قضايا الإرهاب، حيث تبرر الجرائم البشعة بالوصول نحو تحرير القدس، وإقناع الأتباع وذيول التطرف؛ ليصبح المسجد الأقصى وبيت المقدس في محنة وخطر محقق يتحدى إرادة المجتمع الدولي ويهدد الأمن والسلام في المنطقة.
من الجوانب المضيئة مما يذكر أن عمر بن الخطاب ذهب ليتسلَّم مفاتيح القدس، ولم يذهب قط إلى أي بلد آخر، ليظهر السَّماحة والتعايش مع الأديان الأخرى، ونشر مفهوم السلام بين البشر مهما كان اختلافهم في الدين.
إن الحضارة الإنسانيّة الرشيدة وقواعدها الربّانيّة، تدعونا لقيمةِ الاصطفاف حول الأهدافِ المشتركة، من غرس قيم الأخوة الإنسانية وحوار الحضارات، والمجادلة بالتي هي أحسن، إلى مدِّ جسور التواصل والتعاون مع مختلفة ثقافات وأديان الشعوب الأخرى. إن هذه المناسبات الدينية تؤكد أن هناك جوانب ثرية فى تراثنا، وفضاءً منفتحًا يقبل الآخر، لتعزيز التنوع.