أطفال من أعمار متفاوتة، من الأصحاء ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ارتسمت البهجة على وجوههم برؤية صورهم التي التقطتها عدسات كاميراتهم معلقة على جدران معرض للتصوير الفوتوغرافي يشيد بها الزائرون، من ورائهم بطل مجهول ساعدهم في تعلم فنون التصوير، وكان سببا في خروج أعمالهم إلى النور، أنه المصور الكبير صلاح الرشيدي

جاء معرض التصوير الفوتوغرافي للأطفال تحت شعار «بهجة الروح»، في قاعة العرض الخاصة بمبنى جمعية الفنون الجميلة، ذات الطراز المعماري القديم، والجدران المحاطة بالأسوار السمراء والأشجار الطويلة الخضراء، في شارع أحمد باشا في جاردن سيتي بالقاهرة، ضم المعرض أعمال عديد من الأطفال، الذين كانوا يتجولون مع  عائلاتهم داخل المعرض، كل منهم يشاور بيده على صورته التي التقطها بعدسه كاميراته، مرددا: «شوفتي صورتي يا ماما.

. قولي رأيك»، وعلامات السعادة والفرحة تسيطر على ملامحهم البريئة.

معرض تصوير فوتوغرافي للأطفال 

علاقة قوية جمعت الأطفال بالمصور صلاح الرشيدي، الذي كان سبب في خروج أعمال الأطفال إلى النور، الجميع كان ينبهر بإبداع ملائكة الرحمن، لدرجة أن سيطرت على البعض حالة من الدهشة «مش معقول بجد.. صور في قمة الجمال»، كلمات رددها أحد الزوار عندما كانت طفلة صغيرة تدعى «مليكة»  تبلغ من العمر 6 أعوام، تشرح زوايا الصورة التي التقطها بعدسة كاميرتها.

منذ عام بدأ الأطفال الصغار تعلم التصوير مع الفوتوغرافي الكبير، جمعتهم به لحظات حنان والمودة الممزوجة بالتشجيع على التقاط زواية الصور المختلفة بعدسه كاميرتهم: «أنا كنت بتعامل مع الأطفال بطريقة الحنية، ولكن لو حد ماشتغلش كويس أو ما التزمش في التدريب كنت بقسى عليه»، بحسب الرشيدي.

لم تقتصر جلسات التصوير على زيارة الأماكن، لكن هناك أنشطة مختلفة بجانب التصوير، إذ كانت تعقد حصص لشرح المعالم السياحية للأطفال قبل التقاط الصور بعدسة كاميراتهم، بحسب الرشيدي: «التصوير مكانش مقتصر على أن الطفل يروح المكان ويصور وبس، لا كنا بنقوله معلومات عن المكان وندي ليه درس، بحيث لما يصور يكون عارف هو بيصور إيه».

صور بمثابة لوحات فنية 

صور لشارع المعز ومسجد الحسين وجامع أحمد ابن طولون ومسجد عمر بن العاص والمؤيد شيخ وحديقة الحيوان وحديثة الأسماك، أبرزالصور الفوتوغرافية المعلقة على جدران المعرض والتقطها الأطفال خلال فترة التدريب، إذ قبل انعقاد المعرض بحوالي شهر، كان الأطفال يجهزون للافتتاح، وتم اختيار الصور من قبل الرشيدي، بحسب ما ذكرته سارة عادل، من أعضاء الجمعية، في حديثها لـ«الوطن».

«إيه رأيك في الصورة دي.. أنا اللي مصوراها؟»، كلمات عفوية قالتها الطفلة ملكية محمد، أصغر مصورة فوتوغرافية في المعرض، إذ عبرت عن مدى سعاتها بإنجازتها رغم صغر سنها، وبدأت تعلم التصوير منذ عام: «أنا حبيت التصوير، وكنت باخد من بابا الفون وأفضل أصور بيه، وكمان صورت مع مستر صلاح مسجد السلطان أحمد بن طولون، وده كان  في شارع المعز».

الطفل محمد عمر صاحب الـ13 عاما، الذي يأمل في أن يكون مصورا فوتوغرافيا كبيرا في المستقبل، ويخطط لمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام 2024، عبر عن مدى استفادته من جلسات التصوير: «حبيت التصوير جدا وبقيت أعرف إزاي أمسك الكاميرا من غير ما إيدي تتهز وعندي أمل أني أشارك في معرض الكتاب»، مشيرا إلى أنه بدأ جلسات التصوير منذ عام: «بقيت بروفشنال في التصوير».

رغم مشاركة عديد من الأطفال في المعرض، إلا أنه كان هناك بطل من ذوي الهمم وهو «محمود مختار» صاحب الـ35 عاما، إذ أبهرت الصور التي التقطها بعدسة كاميرته الزوار، الجميع يرفع يديه ويصفق بصوت عالي لإبدعه في التقاط الصور، تلك اللحظات التي جعلت علامات الفخر والاعتزاز تسيطر على ابن محافظة القاهرة، الذي أثبت ليس هناك ما يسمى بالمستحيل.

تساقطت دموع الفرحة من عيون والدة البطل محمود، التي انفصلت عن زوجها لكي تستكمل مشوار نجلها في الإبداع في العديد من الأنشطة التي لم تقتصر على التصوير فقط، لكنه حصل على عديد من الجوائز والميداليات الذهبية في ألعاب القوى والطاولة وغيرها: «لما محمود كان صغير الدكاترة قالوا ليا لازم يخرج ويمارس أنشطة عشان يتحسن وأبوه يومها رفض وأنا اضطريت انفصل عنه عشان خاطر إبني والحمد لله ربنا عوضه».

حالة من الفرحة والسعادة كانت تسيطر على أهالي الأطفال أثناء تواجدهم داخل المعرض، إذ ينظروا إلى أطفالهم بكل فخر واعتزاز، موجهين رسالة شكر للمصور الكبير «صلاح» على الجهود الكبيرة التي بذلها خلال فترة تدريب أبنائهم على التصوير الفوتوغرافي: «مكنتش متخلية أنهم يتعلموا التصوير ويطلعوا بالشكل ده، وشاركوا والتجربة وحبوا الموضوع من أول حصة، وبنشكر أستاذ صلاح على تعبه معاهم»، بحسب ما راوته نسمة عزت، والده الطفلة يارا، التي تبلغ من العمر 8 سنوات، ويحيى 10 سنوات، أحد الأطفال المشاركين.

مهارات مختلفة تعلمها الأطفال، بجانب التصوير الفوتوغرافي، منها أنهم أصبح لديهم قدرة كبيرة على الثقة بالنفس، والتحدث مع الآخرين بلباقة: «التصوير خلى عندهم رؤية فنية، وكمان خلى عندهم ثقة بالنفس، وكمان مش بيتكسفوا في الكلام»، وفقا لما ذكره محمد سيد والد الطفلة مليكة، أحد الاطفال المشاركين في المعرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شارع المعز المعالم السياحية الأطفال

إقرأ أيضاً:

"يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال

تقرير يوروبول يحذر من تصاعد مجتمعات إلكترونية عنيفة تستهدف الأطفال، تنشر أيديولوجيات تطرفية وتحرض على العنف والجريمة. ويدعو إلى اليقظة الدولية لحماية القُصَّر من هذه التهديدات.

اعلان

أصدر جهاز الشرطة الأوروبية "يوروبول" اليوم إشعارًا استخباراتيًا محذرًا من تنامي مجتمعات إلكترونية عنيفة مكرسة لإلحاق الأذى الجسيم بالأطفال. يكشف هذا التقرير الاستراتيجي عن ظهور طوائف رقمية تتبنى العنف وتستهدف القُصَّر عبر الإنترنت، ساعيةً إلى تطبيع الجريمة والفوضى والتحريض على الإرهاب.

ووفقًا للإشعار، تعمل هذه المجتمعات كمنظمات سرية ذات هيكل هرمي يعتمد على مدى مشاركة المحتوى العنيف، حيث يكافأ الأعضاء الأكثر نشاطًا بمكانة أعلى. تشمل المواد المتداولة مقاطع عنف شديد، واستغلال جنسي للأطفال، ومشاهد قتل، بل وحتى تحريضًا على إطلاق النار الجماعي والتفجيرات.

كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية ليوروبول، قالت إن "الجماعات المتطرفة تستغل الإمكانات الهائلة للمنصات الرقمية لنشر أفكارها الهدامة، مستهدفةً عقول الشباب وتحريضهم على ارتكاب أعمال عنف في الواقع. الوعي هو خط الدفاع الأول. ويتعين على الأسر والمعلمين والمجتمعات أن يبقوا في حالة يقظة دائمة، وأن يعززوا لدى الشباب مهارات التفكير النقدي لمواجهة التلاعب عبر الإنترنت. كما أن التعاون الدولي بات ضرورة ملحة لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة".

Relatedقناة لبنانية تثير استياء واسعا بعد عرضها برنامجا يناقش السياسة مع أطفال واتهامات بالاستغلال الإعلاميجرائم الإنترنت في تصاعد.. طفل من بين كل 12 طفلاً يتعرض للاستغلال أو الاعتداء الجنسي لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي!

استدراج القُصَّر عبر الألعاب ومجموعات الدعم الذاتي وأوضح التقرير أن الجناة يستغلون منصات الألعاب عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف الأطفال والشباب بين 8 و17 عامًا، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالمراهقين من مجتمع الميم والأقليات العرقية وأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية. ويقوم الجناة بالتسلل إلى مجتمعات الدعم الذاتي عبر الإنترنت لاستدراج الضحايا تحت غطاء المساعدة والتعاطف.

تبدأ عمليات الاستدراج عادةً بما يُعرف بـ"قصف الحب" عبر إظهار اهتمام مبالغ فيه لاكتساب ثقة القُصَّر، ثم يُستغل هذا التقارب لاحقًا للابتزاز والإجبار على إنتاج محتوى مسيء أو ارتكاب أعمال عنف. يعتمد الجناة على التهديد بنشر هذا المحتوى للسيطرة على الضحايا وإخضاعهم لمزيد من الأفعال الضارة.

إشارات تحذيرية

وأورد التقرير إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها في سلوك الأطفال عبر الإنترنت، كالآتي:

السرية المفرطة بشأن الأنشطة الإلكترونية.العزلة والانطواء الاجتماعي.تغيرات عاطفية ملحوظة.الاهتمام بمحتوى ضار أو عنيف.استخدام رموز أو لغة غير مألوفة.إخفاء علامات جسدية تدل على الأذى.علامات مقلقة في النشاط الرقمي للأطفال تشمل:تفاعل غير معتاد على المنصات الإلكترونية.التواصل مع جهات مجهولة الهوية.استخدام اتصالات مشفرة.التعرض لمحتوى صادم أو مقلق.

يأتي هذا التحذير من يوروبول كجرس إنذار للأسر والمجتمعات بضرورة توخي الحذر وتعزيز الرقابة على الأنشطة الإلكترونية، إلى جانب تكثيف التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة وحماية الأجيال القادمة من مخاطر التطرف الرقمي والعنف الموجه للأطفال.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مصائب واشنطن.. مكاسب لأنقرة: إنفلونزا الطيور تدرّ على تركيا 26 مليون دولار! يوروبول: إغلاق "أحد أضخم" الأسواق الإلكترونية للجريمة في العالم هل يستغل المجرمون منصة تشات جي بي تي؟ يوروبول تحذّر اليوروبولتجنيد الأطفالالشبكة الذكيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام يعرض الآنNext فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" يعرض الآنNext ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد يعرض الآنNext مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن يعرض الآنNext قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟ اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبحركة حماسإسرائيلغزةأسرىالاتحاد الأوروبيفرنساقطاع غزةواشنطنفن معاصرقتلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • «الطريق إلى إكسبوجر».. يعيد تعريف مفهوم السرد الفوتوغرافي
  • «مهرجان الشيخ زايد» يحتفي بـ «شاعر الهمم»
  • نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي في تمكين أصحاب الهمم واحتضان مواهبهم
  • نهيان بن مبارك: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • مهرجان الشيخ زايد يختتم مسابقة شاعر الهمم
  • الأولمبياد الخاص الإماراتي يوقع مذكرة تفاهم مع منصة "سكينة"
  • نائب محافظ الفيوم يشهد احتفالية تكريم ذوي الهمم أصحاب المراكز الأولى بالمحافظات بالمسابقات الرياضية والفنية
  • «الأولمبياد الخاص» يعزّز الصحة النفسية لـ«أصحاب الهمم» بـ«سكينة»
  • “كندية دبي” تدعم إبداعات أصحاب الهمم