«بهجة روح» يصنعها «الرشيدي» من تصوير الأطفال.. أصحاب الهمم حاضرون بعدستهم
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
أطفال من أعمار متفاوتة، من الأصحاء ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ارتسمت البهجة على وجوههم برؤية صورهم التي التقطتها عدسات كاميراتهم معلقة على جدران معرض للتصوير الفوتوغرافي يشيد بها الزائرون، من ورائهم بطل مجهول ساعدهم في تعلم فنون التصوير، وكان سببا في خروج أعمالهم إلى النور، أنه المصور الكبير صلاح الرشيدي
جاء معرض التصوير الفوتوغرافي للأطفال تحت شعار «بهجة الروح»، في قاعة العرض الخاصة بمبنى جمعية الفنون الجميلة، ذات الطراز المعماري القديم، والجدران المحاطة بالأسوار السمراء والأشجار الطويلة الخضراء، في شارع أحمد باشا في جاردن سيتي بالقاهرة، ضم المعرض أعمال عديد من الأطفال، الذين كانوا يتجولون مع عائلاتهم داخل المعرض، كل منهم يشاور بيده على صورته التي التقطها بعدسه كاميراته، مرددا: «شوفتي صورتي يا ماما.
علاقة قوية جمعت الأطفال بالمصور صلاح الرشيدي، الذي كان سبب في خروج أعمال الأطفال إلى النور، الجميع كان ينبهر بإبداع ملائكة الرحمن، لدرجة أن سيطرت على البعض حالة من الدهشة «مش معقول بجد.. صور في قمة الجمال»، كلمات رددها أحد الزوار عندما كانت طفلة صغيرة تدعى «مليكة» تبلغ من العمر 6 أعوام، تشرح زوايا الصورة التي التقطها بعدسة كاميرتها.
منذ عام بدأ الأطفال الصغار تعلم التصوير مع الفوتوغرافي الكبير، جمعتهم به لحظات حنان والمودة الممزوجة بالتشجيع على التقاط زواية الصور المختلفة بعدسه كاميرتهم: «أنا كنت بتعامل مع الأطفال بطريقة الحنية، ولكن لو حد ماشتغلش كويس أو ما التزمش في التدريب كنت بقسى عليه»، بحسب الرشيدي.
لم تقتصر جلسات التصوير على زيارة الأماكن، لكن هناك أنشطة مختلفة بجانب التصوير، إذ كانت تعقد حصص لشرح المعالم السياحية للأطفال قبل التقاط الصور بعدسة كاميراتهم، بحسب الرشيدي: «التصوير مكانش مقتصر على أن الطفل يروح المكان ويصور وبس، لا كنا بنقوله معلومات عن المكان وندي ليه درس، بحيث لما يصور يكون عارف هو بيصور إيه».
صور بمثابة لوحات فنيةصور لشارع المعز ومسجد الحسين وجامع أحمد ابن طولون ومسجد عمر بن العاص والمؤيد شيخ وحديقة الحيوان وحديثة الأسماك، أبرزالصور الفوتوغرافية المعلقة على جدران المعرض والتقطها الأطفال خلال فترة التدريب، إذ قبل انعقاد المعرض بحوالي شهر، كان الأطفال يجهزون للافتتاح، وتم اختيار الصور من قبل الرشيدي، بحسب ما ذكرته سارة عادل، من أعضاء الجمعية، في حديثها لـ«الوطن».
«إيه رأيك في الصورة دي.. أنا اللي مصوراها؟»، كلمات عفوية قالتها الطفلة ملكية محمد، أصغر مصورة فوتوغرافية في المعرض، إذ عبرت عن مدى سعاتها بإنجازتها رغم صغر سنها، وبدأت تعلم التصوير منذ عام: «أنا حبيت التصوير، وكنت باخد من بابا الفون وأفضل أصور بيه، وكمان صورت مع مستر صلاح مسجد السلطان أحمد بن طولون، وده كان في شارع المعز».
الطفل محمد عمر صاحب الـ13 عاما، الذي يأمل في أن يكون مصورا فوتوغرافيا كبيرا في المستقبل، ويخطط لمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام 2024، عبر عن مدى استفادته من جلسات التصوير: «حبيت التصوير جدا وبقيت أعرف إزاي أمسك الكاميرا من غير ما إيدي تتهز وعندي أمل أني أشارك في معرض الكتاب»، مشيرا إلى أنه بدأ جلسات التصوير منذ عام: «بقيت بروفشنال في التصوير».
رغم مشاركة عديد من الأطفال في المعرض، إلا أنه كان هناك بطل من ذوي الهمم وهو «محمود مختار» صاحب الـ35 عاما، إذ أبهرت الصور التي التقطها بعدسة كاميرته الزوار، الجميع يرفع يديه ويصفق بصوت عالي لإبدعه في التقاط الصور، تلك اللحظات التي جعلت علامات الفخر والاعتزاز تسيطر على ابن محافظة القاهرة، الذي أثبت ليس هناك ما يسمى بالمستحيل.
تساقطت دموع الفرحة من عيون والدة البطل محمود، التي انفصلت عن زوجها لكي تستكمل مشوار نجلها في الإبداع في العديد من الأنشطة التي لم تقتصر على التصوير فقط، لكنه حصل على عديد من الجوائز والميداليات الذهبية في ألعاب القوى والطاولة وغيرها: «لما محمود كان صغير الدكاترة قالوا ليا لازم يخرج ويمارس أنشطة عشان يتحسن وأبوه يومها رفض وأنا اضطريت انفصل عنه عشان خاطر إبني والحمد لله ربنا عوضه».
حالة من الفرحة والسعادة كانت تسيطر على أهالي الأطفال أثناء تواجدهم داخل المعرض، إذ ينظروا إلى أطفالهم بكل فخر واعتزاز، موجهين رسالة شكر للمصور الكبير «صلاح» على الجهود الكبيرة التي بذلها خلال فترة تدريب أبنائهم على التصوير الفوتوغرافي: «مكنتش متخلية أنهم يتعلموا التصوير ويطلعوا بالشكل ده، وشاركوا والتجربة وحبوا الموضوع من أول حصة، وبنشكر أستاذ صلاح على تعبه معاهم»، بحسب ما راوته نسمة عزت، والده الطفلة يارا، التي تبلغ من العمر 8 سنوات، ويحيى 10 سنوات، أحد الأطفال المشاركين.
مهارات مختلفة تعلمها الأطفال، بجانب التصوير الفوتوغرافي، منها أنهم أصبح لديهم قدرة كبيرة على الثقة بالنفس، والتحدث مع الآخرين بلباقة: «التصوير خلى عندهم رؤية فنية، وكمان خلى عندهم ثقة بالنفس، وكمان مش بيتكسفوا في الكلام»، وفقا لما ذكره محمد سيد والد الطفلة مليكة، أحد الاطفال المشاركين في المعرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شارع المعز المعالم السياحية الأطفال
إقرأ أيضاً:
معرض «تراثنا» يستقبل آلاف الزوار.. وتخفيضات على المنتجات اليدوية تصل لـ50%
يشهد معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، إقبالا جماهيريا واسعا، حيث يستقبل الآلاف الزوار للاستمتاع بتجربة تسوق ثرية وفريدة، لاستعراض واقتناء المنتجات اليدوية المشغولة على أيادي المهرة والحرفيين في جميع المحافظات، من أسوان وحلايب وشلاتين جنوبا، حتى الإسكندرية شمالا، ومن الوادي الجديد ومطروح غربا وحتى سيناء شرقا.
«تراثنا» يستقبل الزوار يومي الجمعة والسبتمن المتوقع أن تستقبل أبواب معرض تراثنا 2024 المنعقد بمركز مصر للمعارض الدولية، المزيد من الزوار خلال يومي الجمعة والسبت، باعتبارهما إجازة أسبوعية لكثير من المواطنين، خاصة مع الأجواء الدافئة التي تنعم بها القاهرة نهارا خلال هذه الأيام.
ورفعت الفرق العاملة بجهاز تنمية المشروعات، درجة استعدادها خلال يومي الجمعة والسبت، لتيسير تجربة التسوق للزائرين وتسهيل زيارتهم إلى أجنحة المعرض.
تخفيضات على المنتجات اليدوية تصل لـ50%وأقر عدد كبير من العارضين، تخفيضات كبيرة على المنتجات اليدوية والتراثية المتنوعة تصل إلى 50%، اليوم الجمعة وغدا السبت، تيسيرا على الزوار ومساعدتهم في اقتناء مزيد من المشغولات اليدوية والمنتجات التراثية الفريدة، ولتعزيز استمتاع الجماهير بتجربة تسوق ثرية ومتنوعة وتعظيم استفادتهم من تنافسية الأسعار.
وينظم الجهاز ورش تدريبية مجانا على هامش المعرض لتعليم الحرف اليدوية المختلفة على أيدى عدد من العارضين المتخصصين، ويشارك فيها زوار المعرض من الشباب والأطفال، ما يضمن للجمهور قضاء وقت ممتع حيث يمكنهم الاستفادة من هذه التدريبات في مجالات مختلفة، منها ورش لتعليم الرسم والتلوين للكبار والأطفال وتعليم رسم الكاريكاتير وتصنيع الإكسسوارات والحلى والشموع والكروشيه والمكرمية.
يذكر أن المعرض سيختتم فعالياته المنعقدة بمركز مصر للمعارض الدولية، غدا السبت في تمام الساعة العاشرة مساء، بعد 10 أيام انعقاد، بالتعاون والتنسيق والمشاركة مع 25 جهة حكومية ووزارة وهيئة، و8 دول.
ويشارك في المعرض ما يزيد على 1100 عارض متنوع يقدمون منتجات تراثية أصيلة تعبر عن الهوية المصرية ومشغولة يدويا، تشمل 32 قطاعا تراثيا متنوعا ما بين المنسوجات والسجاد والكليم والتللي ومنتجات أخميم والملابس التراثية والمنتجات الغذائية والجلود والمشغولات الزجاجية والفخار ومنتجات حجازة والأخشاب والديكورات، وغيرها وتتميز المنتجات التراثية بلمسات عصرية مبهرة اعتمدها الحرفيون والمبدعون من أجل ملائمة أذواق الجماهير.