الثورة نت:
2024-06-29@16:25:43 GMT

قراءة المشهد اليمني بأثر رجعي.. !!

تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT

من يعيد قراءة المشهد منذ بداية شن العدوان البربري الهمجي على بلدنا ويقف أمام محطات خلاله، سيكتشف الكثير من فوائد طوفان الأقصى ودخول سلطة صنعاء قلب المعركة وما تشهده من محاولات التقليل من شأنها خصوصاً من بعض أولئك الذين ادعوا يوماً بأنهم حلفاء للأنصار وصاروا في صف العدوان.
لقد كان هؤلاء في كل مراحل الدفاع عن البلد من العدوان يقدمون خطوات غدر وخيانة بالأنصار ويعملون مع العدوان، ولم يكن خلافهم مع العملاء والمرتزقة الذين التحقوا منذ بداية العدوان سوى على من يحظى بمرتبة العميل المفضل أو المؤتمن، والطرف العميل الذي وجد نفسه في حلف مع الأنصار، بحكم الخلاف والسباق على أن ينال حظوة مرتبة العمالة الأولى، ظل ينخر في جبهة مناهضة العدوان ويتواصل مع رعاته، وتسليم عدن جرى باتفاق بين هذا الطرف وراعيه الأساسي في تحالف العدوان “دويلة الإمارات” وذلك من خلال انسحاب قواته من جبهة عدن دون علم الأنصار، وهذه الخطوة الخيانية منحت الإمارات نصراً عسكرياً مصطنعاً في سياق ثقافة البيع والشراء الذي درج عليها هذا الطرف طوال فترة حكمه لليمن، كسب دعماً خارجياً من خلال التضحية بمصالح البلد وناسه، فلقد جعل ميناء عدن وأوقف أي نشاط له في سبيل كسب مصالح شخصية ومكافأته على هذا بمدينة سام في دبي.


وتسليم عدن في أول سنة حرب جرت ضمن هذا الإطار، سياسة البيع والشراء بمصالح البلد في سبيل بقاء أوراق الداعم والكفيل الخارجي.
ولا تقل معارك الساحل الغربي وتسليم معسكر خالد ضمن تفاهمات بين هذا الطرف الذي ظل ينخر في الجبهة المناهضة للعدوان، ولها ارتباط بامتدادها الصهيوني وهو تأمين بقاء مضيق باب المندب في قبضة عملاء الصهاينة المحليين والإقليميين.
وهناك خيانات عديدة تعرضت لها جبهة مناهضة العدوان قبل 2-4 ديسمبر 2017م، ومنها تسليم مارب من خلال عناصر كانت تدين بالولاء للزعيم وهو من أوعز لها بأن تلتحق بخصومه وتعمل في صفوفهم ( خبز يده وعجينه )، وعلى قاعدة إذا انتصر تحالف العدوان، فأنتم شفعائي وإذا انتصرنا نحن فأنا شفيعكم.
وهذه الخيانات المتكررة تؤكدها أكثر نتائج ما بعد فشل انقلاب الزعيم الذي كان ضمن تنسيق مع دول العدوان، وبعد هروب أحد أعمدتها الرئيسين ابن اخو “زعيم الانقلاب” إلى صف العدوان، تم الترحيب به، لا بل وتم دعمه مالياً وعسكرياً وتشكيل قوات عسكرية وتسليمه المنطقة الذي سلمها لهم أثناء حلفه المزعوم مع الأنصار منطقة المخا، حيث تمركز معسكر خالد المشرف على مضيق باب المندب والمغدور به سابقاً، هذا التسليم – الاستلام السابق واللاحق – يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه عميل مؤتمن ويحظى بالثقة العالية عن ما خلاه من العملاء المستجدين.
ولولا التطور الذي شهدته القوة الصاروخية والطائرات المسيّرة، حيث باتت لدى قواتنا المسلحة قدرة الوصول إلى ميناء أم الرشراش في أقصى نقطة البعيدة من خليج العقبة، وبالتالي صار مضيق باب المندب تحت مرمى صواريخنا ومسيّراتنا، وبالتالي صار وجود العملاء والمرتزقة قرب باب المندب لا أهمية له ولا يستطيعون أن يكونوا حماة له.
ولقد انبرى كثير من العملاء هؤلاء إلى التقليل من مشاركة قواتهم المسلحة في معركة غزة والسخرية منها، بالرغم من أن العالم كله يتحدث عن آثارها الكارثية على اقتصاد الكيان الصهيوني الذي يمنى بخسائر كبيرة، وكذلك إشادات كثير من أبناء شعبنا على امتداد الساحة اليمنية من المهرة حتى صعدة، ومن ناشطين عرب وحتى أجانب، والأهم من كل هذا إشادات الفلسطينيين أنفسهم بما تقوم بها قواتنا المسلحة، هذه الخطوة الجريئة التي جاءت بقرار شجاع من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أعطت لليمن سمعة ومكانة يفترض أن يعتز بها كل يمني، وأعادت تعريف العالم باليمن الذي كان نسياً منسيا وحتى من يعرفه لا يعرفه إلّا من خلال ارتباطه بالإرهاب والعمليات الإرهابية التي كانت تدور فيه.
وخلال ثمان سنوات حرب عدوانية – وعلى الرغم من الحصار الاقتصادي الجائر – لقد تصرفت سلطة صنعاء بمسؤولية عالية في إدارة حربها الدفاعية وتحملت الأوضاع الصعبة التي خلقتها الحرب ولم تذهب إلى إغلاق المضيق أو حتى استهداف السفن التجارية التابعة للعدوان ولم تستهدف سوى سفينة عسكرية إماراتية ضمن قواعد الاشتباك التي يقررها القانون الدولي في تنظيم مرور السفن في المضائق الطبيعية الذي يعطي الحق لمثل هذا الفعل في زمن الحرب.
ومن فوائد طوفان الأقصى، وقرار قائد الثورة الجريء والشجاع أنه أظهر كم كان حكام هذه البلد عملاء ومتخاذلين وبياعين كلام في كثير من المنعطفات الدقيقة التي مرت بالقضية الفلسطينية، رغم امتلاكهم لأوراق قوة كثيرة يمكنهم استخدامها بشجاعة وبقدر عالٍ من المسؤولية عند اللزوم، لكن اتضح أن فاقد الشيء لا يعطيه.. ويكفي وجود هذا المضيق الاستراتيجي أن تجبر فيه دول العالم كله أن تكون حريصة على أن تتمتع دولته باستقرار اقتصادي وتنمية ممتازة حتى يكون بلداً مستقراً آمناً من أجل سلامة مرور السفن في هذا المضيق، وتستطيع توظيف أهمية موقع بلدك الجيوسياسي في جعل دول العالم كلها بلا استثناء، لكي تحرص على سلامته وتنميته وتمكينه من استثمار ثرواته. ويستحيل توظيف هذا الموقع الجيوسياسي إلّا بوجود قيادة سياسية لديها مشروع يضع مصالح البلد وأمنها القومي في جدول أعمالها اليومية، وتتقي الله في شعبها ومصالحه وتدفع بإرادة أبنائه صوب النهوض.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: باب المندب من خلال

إقرأ أيضاً:

عام على التمرد.. أين فاغنر من المشهد الروسي بعد رحيل قائدها بريغوجين؟

موسكو- قبل نحو عام واحد، وتحديدا في 24 يونيو/حزيران 2023، حبست روسيا والعالم أنفاسهما وهما يتابعان عملية التمرد التي أعلنها قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين.

ففي ليلة هذا اليوم، دخل طابور من مدرعات ودبابات وناقلات جنود تابعة لهذه الشركة العسكرية الخاصة إلى مدينة روستوف كبرى مدن جنوب غرب روسيا، وذلك بعد أن اتهم بريغوجين وزيرَ الدفاع سيرغي شويغو بحرمان مقاتلي المجموعة -عمدا- من الذخيرة والدعم وبشن قوات الجيش هجوما بالصواريخ ضدها.

وسيطرت فاغنر على المدينة لمدة يوم تقريبا ثم بدأت زحفها نحو فورونيغ التي سيطرت عليها هي الأخرى، مواصلة بعد ذلك التقدم صوب العاصمة موسكو.

نهاية سريعة

بدا أن البلاد كانت على وشك حرب أهلية. ولكن مساء اليوم نفسه، انتهى التمرد بشكل سريع ومفاجئ إثر وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تضمنت توقف "فاغنر" عن التقدم تجاه موسكو مقابل ضمانات أمنية. ونتيجة لذلك، توجه بريغوجين وجزء من قواته إلى بيلاروسيا فيما بدا وكأنه نتيجة -كذلك- للتوصل إلى حل وسط مع السلطات.

وبعد شهرين من هذه الأحداث، وتحديدا في 23 أغسطس/آب 2023، تحطمت طائرة بريغوجين الذي لُقب لوقت طويل بـ"طباخ الرئيس فلاديمير بوتين" رفقة قادة آخرين في فاغنر في منطقة تفير شمال موسكو ولم ينج أي من الركاب.

ومنذ ذلك الحين، وقعت أحداث عديدة غيرت بشكل جذري، ليس فقط من هيكلية المجموعة ومصيرها، بل ومن ميزان القوى في النخبة العسكرية الروسية، إذ تطورت مصائرها في تلك الدراما بشكل مختلف. ففي حين احتفظ البعض بمناصبهم، اختفى آخرون إلى الأبد من المشهد.

ويعتبر كثير من المعلقين العسكريين أن تمرد بريغوجين شكل "شرارة" الإقالات والاستقالات والاعتقالات داخل المؤسسة العسكرية التي شهدتها روسيا بعد إعادة انتخاب بوتين رئيسا للبلاد في مارس/آذار الماضي.

كما لم تعد فاغنر موجودة بالشكل الذي كانت عليه في الأصل. فقد بقي جزء صغير منها تحت جناح وزارة الدفاع، وانضم جزء آخر يقوده بافل (نجل بريغوجين) إلى الحرس الوطني (روسغفارديا). وتشير وصية بريغوجين، المؤرخة عام 2023، إلى أن جميع الممتلكات التي كان يتحكم بها يجب أن تذهب إلى بافل الذي كان مقاتلا بالمجموعة لكنه لم يكن جزءا من دائرة القادة.

مصير غامض

وحتى اليوم، ما زال مصير بقية عناصر المجموعة غير واضح بشكل كامل. فهناك جزء قد توجه، بعد عملية التمرد الفاشلة بأيام، إلى معسكرات في بيلاروسيا، بينما توجه جزء آخر إلى أفريقيا. كما توزعت أجزاء أخرى منها -وبأعداد متباينة- بين قوات "أخمات" (أحمد) و"ريدوت" و"أربات" وغيرها.

وفي الآونة الأخيرة، وبالتوازي مع تجنيد جنود متعاقدين في القوات الروسية للمشاركة بالعملية العسكرية في أوكرانيا، يمكن مصادفة كذلك دعوات للانضمام إلى صفوف ما يسمى فيلق أفريقيا.

وليس سرا أن فاغنر كانت موجودة منذ فترة طويلة في قارة أفريقيا، لكن الأحداث التي أدت إلى "ذوبانها" في تشكيلات أخرى جعلت عملية التجنيد العسكري تتم حصرا من خلال وزارة الدفاع الروسية.

وهذا ما يفسر سرعة البدء بتشكيل الفيلق الأفريقي لحل المهام واسعة النطاق والمعقدة خارج الحدود الروسية، والتي أوضح بيان الوزارة أنها "لمساعدة الدول الأفريقية ذات السيادة في مواجهة النفوذ الاستعماري الجديد للغرب الذي يقوض قاعدة مواردها، وتعزيز التعاون المتساوي بين موسكو وهذه البلدان".

وعلى ضوء التطورات المتعلقة بإعادة فرز عناصر فاغنر ضمن تشكيلات عسكرية أخرى، جاء تشكيل "الفيلق الأفريقي" ليحل مكان هياكل فاغنر العاملة في القارة.

سد الفراغ

ووفق تصريحات صحفية نُشرت نهاية العام الماضي لمصادر مطلعة ومقربة من وزارة الدفاع، فإن عملية نشر هذه القوات قد بدأت في 5 دول هي: بوركينا فاسو، ليبيا، مالي، جمهورية أفريقيا الوسطى، النيجر. ومن المقرر أن تنتهي خلال صيف العام الحالي. وسيكون الفيلق تابعا بشكل مباشر لوزارة الدفاع وسيشرف عليه العقيد يونس بك يفكوروف نائب الوزير.

يُذكر أن أول مرة جرى فيها الحديث عن احتمال وصول وحدات عسكرية روسية إلى بوركينا فاسو كانت منتصف عام 2022. ولكن في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، اتهم رئيس غانا المجاورة نانا أكوفو أدو السلطات الجديدة في واغادوغو بدعوة فاغنر إلى البلاد، على غرار ما حدث في مالي.

وردا على ذلك، استدعت سلطات بوركينا فاسو السفير الغاني للاحتجاج على هذه التصريحات، كما استدعت رئيس بعثتها الدبلوماسية في غانا للتشاور، لكنها لم تؤكد ولم تنف -رسميا- وجود مقاتلين من الشركات العسكرية الخاصة الروسية بالبلاد أو نية استدعائهم.

ومع ذلك، تم الإعلان عن وصول الوحدة الأولى من الفيلق الأفريقي (100 جندي) إلى بوركينا فاسو في 24 يناير/كانون الثاني من العام الحالي عبر قناة تليغرام الرسمية التابعة للفيلق، مع الإشارة إلى أنه سيتم في وقت لاحق انضمام 200 جندي آخر إليهم.

ويأتي ذلك بعدما بعد تخلت جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو عما يمكن وصفه بنظام "الرعاية العسكرية" الفرنسية الذي تم إنشاؤه في عهد القائد العسكري الفرنسي شارل ديغول في جميع أنحاء المستعمرات الفرنسية السابقة.

وأمام احتمال قيام بلدان أخرى غرب أفريقيا بخطوات مشابهة، فمن المرجح أن تصبح موسكو أكثر حماسة لـ"سد الفراغ" من خلال القوات التابعة لها بالقارة، والتي كانت مجموعة فاغنر أول من باشر بها.

مقالات مشابهة

  • قراءة في المواجهة الكبرى
  • تقرير أمريكي: المغرب البلد الأفريقي الوحيد الذي يتمتع بالإستقرار السياسي
  • إرتفاع أسعار الصرف وانتقادات واسعة لبنك عدن
  • الكشف عن السبب الرئيس وراء فتح الطرق في محافظتي البيضاء وتعز
  • الحوثيون يعتزمون السيطرة كليا على "الخطوط الجوية اليمنية"
  • الرياضة الإماراتية.. حضور قوي في المشهد العالمي خلال يوليو المقبل
  • بن حبتور: موقف اليمن بقيادة قائد الثورة كان واضحا منذ بدء العدوان على غزة
  • عام على التمرد.. أين فاغنر من المشهد الروسي بعد رحيل قائدها بريغوجين؟
  • القائد المُلهم.. بين الإيمان والشجاعة والحكمة تُصنع ثورات التحرر
  • رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي لـ”الثورة”: المقاومة بخير وتنتصر كل يوم والموقف اليمني فاق التوقعات