مندوبها يتهم مجلس الأمن بالفشل الأخلاقي لتبنّيه القرار ويقول «نرفض دعوات وقف الحرب» إدانات واسعة ومراقبون يؤكدون: أمريكا الشاذّة أظهرت التعطش لمزيد من الدماء في غزة

الثورة / متابعات
انتهت جلسة مجلس الأمن يوم أمس الأول بفشل القرار الذي تبناه المجلس وصوتت عليه كل الدول الأعضاء بالإجماع، ما عدا بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، ليرفع المندوب الأمريكي في الجلسة، يده الصفراء بالاعتراض «الفيتو» على القرار الذي فشل، مؤكداً بأن أمريكا ترفض دعوات وقف إطلاق النار في غزة.


القرار الذي كان يهدف إلى وقف حرب الإبادة التي بلغت مبلغاً وحشياً غير مسبوق على غزة، انتهى بالفيتو الأمريكي، أظهر مشهد رفع المندوب الأمريكي يده بالفيتو، شاذاً وحيداً في الاجتماع الذي حضره مئات المندوبين في مجلس الأمن، فيما كان كل الحاضرين ينظرون إليه باستغراب واشمئزاز.
لم يتوقف الموقف الأمريكي عند حد الفيتو معترضاً على القرار الذي يدعو لوقف حرب الإبادة، مؤكداً على ضرورة أن تستمر حرب الإبادة للأطفال والنساء وكل الأحياء في غزة، بل ذهب مندوب أمريكا في الأمم المتحدة روبرت وود إلى اتهام المجلس وأعضائه بـ«الفشل الأخلاقي»، وهو ما أثار ردود فعل واسعة.
وكما كان متوقّعاً، فأمريكا الوالغة في دماء أبناء غزة استخدمت الفيتو ضد قرار وقف الحرب، لتمنح الكيان الصهيوني مزيداً من الوقت لاستكمال حرب الإبادة على غزة، في ظلّ مواصلة الولايات المتحدة، معارضتها وقف إطلاق النار في غزة، واستخدامها «حق النقض» (الفيتو)، من أجل إتاحة المجال أمام الكيان الصهيوني لحرب الإبادة.
وخلال جلسة التصويت على مشروع القرار، ورغم حالة الاجماع الدولي على القرار، كان الموقف الأمريكي شاذاً إلى حد الغرابة، وفي الجلسة أيضا اتّهم نائب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، روبرت وود، مجلس الأمن بالفشل الأخلاقي، لأنه لم يصدر إدانات لصالح إسرائيل وأمريكا للفلسطينيين، فيما ذهب لتبني قرار يوقف حرب الإبادة على غزة.
وشدد على «(أننا) لا نؤيّد الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال” إنّ حكومة الكيان الصهيوني ملتزمة بالقانون الدولي وتدافع عن نفسها”.
استخدام الولايات المتحدة (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب لليوم الـ 64، يثبت للمرة الألف أن واشنطن ليست شريكاً فقط في حرب الإبادة على غزة، بل إنها تخوض الحرب مباشرة، الجلسة كشفت تعطش الأمريكيين لمزيد من الدماء في غزة، وكشفت موقف بريطانيا التي امتنعت عن التصويت بالقدر نفسه.
في السياق تكشف المعلومات بأنه وفي الوقت الذي نسفت فيه أمريكا مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف حرب الإبادة على غزة، كان وزراء خارجية بعض الدول العربية يغادرون أبواب وزارة الخارجية الأمريكية، فبينما تقول مصادر بأنهم كانوا بصدد محاولة إقناع واشنطن بالموافقة على وقف حرب الإبادة على غزة، تقول أخرى بأنها كانت عبارة عن جلسة استجواب أمريكية لهؤلاء الوزراء، وبمعزل عن التضارب، فإن المؤكد أن استخدام الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب الإجرامية على غزة يؤكد للمرة الألف على أن أمريكا قررت فضح نفسها وحقيقتها الإجرامية ووجها البشع، وقررت المضي على أشلاء أطفال فلسطين وغزة ونسائها وعلى أنقاظ منازلهم بعد محوها لتثبيت كيانها المهتز في المنطقة.
الموقف الأمريكي الفاضح في الإصرار على استمرار حرب الإبادة على غزة يفضح تشدقها حول الحقوق والحريات وحقوق الإنسان، ولا يمكن ترجمته في الواقع إلا أنه تعطش لمزيد من الدم الذي لم تشبع منه أمريكا طيلة 64 يوما، وبمثابة ترخيص إضافي لكيان العدو الصهيوني بالإمعان في مزيد من المذابح والقتل للشعب الفلسطيني.
وزارات خارجية بعض الدول العربية أدانت الموقف الأمريكي، وعلى رأسها سوريا، وعمان الذي أكد وزير خارجيتها بأن الفيتو يعبّر عن إفلاس أخلاقي غير مسبوق، وكذلك أدانت «حماس» الفيتو الأمريكي، ووصفت موقف أمريكا بغير الأخلاق وغير الإنساني، وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة، في بيان، إن «عرقلة أمريكا لإصدار قرار وقف إطلاق النار هو مشاركة مباشرة مع العدو الصهيوني في قتل شعبنا».
وعلى صعيد المنظمات الدولية، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بالفيتو الأمريكي، وقال لويس شاربونو، مدير مكتب الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش، في بيان عقب استخدام حق النقض: «من خلال الاستمرار في تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة والغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب».
وأضاف: «مرة أخرى، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من إجراء بعض الدعوات التي كانت الولايات المتحدة نفسها تطالب بها من المجلس لإدانة الفلسطينيين، بما في ذلك الامتثال للقانون الإنساني الدولي.
وكذلك انتقد آبي ماكسمان، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام أمريكا، القرار أيضا، قائلا، في بيان، إن حق النقض «يضع مسمارا آخر في نعش مصداقية الولايات المتحدة في مسائل حقوق الإنسان». وأضاف: «اليوم، أتيحت لإدارة بايدن فرصة أخرى للارتقاء إلى مستوى خطابها النبيل الداعم لحقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، إن العالم مستعد لإنهاء المذبحة المروعة في غزة والتركيز على إطلاق سراح الرهائن ومساعدة الفلسطينيين، لكنه فعل ما يسقط ذلك»
وقالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، من خلال استخدام حق النقض ضد القرار «أظهرت الولايات المتحدة تجاهلاً قاسياً لمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مذهل من القتلى والدمار الواسع النطاق والكارثة الإنسانية غير المسبوقة» في غزة.
وانتقدت كالامارد الولايات المتحدة لإرسالها أسلحة إلى إسرائيل، وقالت إنها «تساهم في تدمير القطاع»، وقالت كالامارد في بيان: «لقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بوقاحة واستخدمته كسلاح لتقويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أدى إلى تقويض مصداقيته وقدرته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلام والأمن الدوليين».
كما أدانت منظمة أطباء بلا حدود الفيتو الأمريكي، وقالت، في بيان: «باستخدام حق النقض ضد هذا القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية»، وأضافت: «لقد صدمنا فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة».

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: وقف حرب الإبادة على غزة وقف إطلاق النار فی غزة الولایات المتحدة الکیان الصهیونی الفیتو الأمریکی الموقف الأمریکی القرار الذی مجلس الأمن حق النقض

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي: تكلفة إعمار غزة والضفة تتجاوز 53 مليار دولار

يمن مونيتور/ وكالات

ذكر تقييم أصدرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي اليوم الثلاثاء أن الاحتياجات اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة والضفة الغربية -بعد 15 شهرا من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والعملية العسكرية في الضفة الغربية- ستتجاوز 53 مليار دولار.

وأشار التقييم السريع والمبدئي للأضرار والاحتياجات اللازمة إلى الحاجة إلى 53.2 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار على مدى السنوات العشر المقبلة، منها 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى.

وقبل أسبوع كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في تقرير تم إعداده بناء على طلب الجمعية العامة- أن المبالغ الضرورية للنهوض وإعادة الإعمار على المدى القصير والمتوسط والبعيد في قطاع غزة “تقدر بنحو 53 مليارا و142 مليون دولار. وضمن هذا المبلغ، يقدر التمويل الضروري على المدى القصير للأعوام الثلاثة الأولى بنحو 20 مليارا و568 مليون دولار”.

وفي وقت سابق كشفت دراسة لمؤسسة راند البحثية الأميركية أن إعادة إعمار قطاع غزة سيكلف أكثر من 80 مليار دولار، وأن إزالة الأنقاض وحدها ستكلف ما يزيد على 700 مليون دولار.

وتشمل إعادة إعمار غزة عدة جوانب رئيسة منها:

البنية التحتية الأساسية: تتضمن إعادة بناء شبكات المياه والصرف الصحي، وإعادة إنشاء شبكات الكهرباء، وإعادة تأهيل الطرق والجسور والمواصلات العامة.

إعادة بناء المنازل والمباني. والمرافق الصحية، إعادة بناء المستشفيات والمراكز الصحية المتضررة، والمرافق التعليمية، إصلاح المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية.

كما تتضمن إنعاش القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة، وإزالة الأنقاض والتخلص من مخلفات الحرب، وتطهير المناطق من الذخائر غير المنفجرة، وإعادة تأهيل القطاع العام والخدمات الحكومية.

وتسبّب القصف الإسرائيلي للقطاع المحاصر بقدر “غير مسبوق من الدمار في التاريخ الحديث” بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة.

وبحسب تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) الشهر الماضي، فإنه حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول تضرر أو دمّر ما يقرب من 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170 ألفا و812 مبنى.

وتقول المنظمة الصحية الأممية أيضا إن 18 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى (50%) تعمل “جزئيا” بقدرة إجمالية تبلغ 1800 سرير.

وحتى الأول من ديسمبر/كانون الأول، أحصت منظمة اليونيسيف الأممية تضرّر ما لا يقل عن 496 مدرسة، أي ما يقرب من 88% من أصل 564 منشأة مسجلة. ومن بين هذه المدارس 396 مدرسة أصيبت بقصف مباشر.

وبحسب صور التقطها “يونوسات” في 26 سبتمبر/أيلول 2024، فإن 68% من الأراضي الزراعية بالقطاع، أي ما يعادل 103 كيلومترات مربعة، تضرّرت جراء الحرب.

وفي محافظة شمال غزة، بلغت نسبة الأراضي الزراعية المتضرّرة 79%، وفي محافظة رفح 57%.

وقد لحق الدمار بالأصول الزراعية (بما في ذلك أنظمة ريّ ومزارع مواش وبساتين وآلات ومرافق تخزين) حتى إن حجم الأضرار تراوح حتى مطلع 2024 بين 80% و96%، وفقا لتقرير نشره مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية، في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفيما يتصل بشبكة الطرق، بلغت نسبة الضرر حوالي 68% من إجمالي طرق القطاع، إذ دمّر ما مجموعه 1190 كيلومترا وفقا لـ”تحليل أولي” أجراه “يونوسات” في 18 أغسطس/آب الماضي.

 

مقالات مشابهة

  • أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يؤيدون الانسحاب من الأمم المتحدة
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا
  • أطباء يحثون مجلس الشيوخ الأمريكي على المساعدة في وقف الهجمات على الفلسطينيين
  • للمرة الأولى: أمريكا تتجنب تأييد قرار ضد روسيا في الأمم المتحدة  
  • المغرب.. احتجاج ضد مشاركة وزيرة إسرائيلية في مؤتمر دولي بمراكش
  • هل تستطيع أوروبا حماية أراضيها بدون الولايات المتحدة؟
  • تعيين مرشح ترامب المؤيد للرسوم وزيرا للتجارة في الولايات المتحدة
  • مندوب الأردن أمام مجلس الأمن: يجب إطلاق جهد دولي فاعل لضمان حقوق الشعب الفلسطيني
  • ترامب: مصانع السيارات سيعاد بناؤها في الولايات المتحدة
  • تقرير دولي: تكلفة إعمار غزة والضفة تتجاوز 53 مليار دولار