منتدى الدوحة.. منصة للحوار وتبادل الأفكار
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
تتجه أنظار العالم يومي 10 و11 ديسمبر الجاري صوب الدوحة، حيث تنعقد النسخة الحادية والعشرون من «منتدى الدوحة»، وسط ظروف وتحديات دولية وإقليمية متسارعة، وترقب لأن تخرج النقاشات بأفكار وتوجهات تساعد على معالجة الأزمات والتخفيف من وطأتها قدر الإمكان.
وتكتسب أجندة ومناقشات هذه النسخة من المنتدى، التي تأتي تحت شعار /معا نحو بناء غد مشرق/، أهمية كبيرة، سيما وأنها ستسلط، بمشاركة صناع السياسات والقادة العالميين والخبراء من جميع أنحاء العالم، الضوء على حل المشكلات بطرق استباقية ممنهجة، وعلى الحلول العملية التي من شأنها تحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وجعل العالم مكانا متنوعا وأفضل للجميع من شتى الثقافات، ما سيعمل المشاركون على مواصلة التعمق في تفكيك وتحليل مجموعة من القضايا الحيوية في وقتنا الراهن، من خلال البناء على نجاح النسخ السابقة، وفتح باب الحوار وتعزيز النقاش حولها، بما فيها التنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والديناميكيات الجيوسياسية.
الأجندة العالمية والإقليمية الراهنة
وتتفرع عن كل هذه الأجندة العالمية والإقليمية الراهنة والمهمة عناوين وقضايا جانبية سيركز عليها المشاركون في نقاشاتهم، من خلال الجمع بين وجهات نظر متنوعة، وتعزيز التعاون، وقيادة التغيير الإيجابي عبر الدبلوماسية والحوار والتنوع.
وتؤكد السيدة فاطمة محمد الباكر المدير العام للمنتدى، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، الأهمية الكبيرة التي اكتسبها منتدى الدوحة على مدى السنوات الماضية، ومنذ تأسيسه، ما جعله منصة للحوار وتبادل الأفكار حول شتى القضايا والمواضيع التي يتناولها، مشددة على أنه احتل على مدى عقدين من الزمن مكانة مرموقة على الساحة الدبلوماسية، واستطاع أن يوفر منصة مفتوحة ومتنوعة تعزز الحوار وتبادل الأفكار.
واعتبرت أن الأهمية المتزايدة لهذا الحدث تظهر في توسع دائرة شركائه المرموقين المشاركين، وتنوعهم عاما بعد عام، قائلة: إن «لذلك بلا شك انعكاسا لمكانة الدوحة العالمية، ولبرنامج المنتدى الذي يناقش أهم القضايا الراهنة، وسبل حلها، بما يساهم في بناء غد مشرق للجميع».
وسيولي المنتدى، في إطار اهتماماته المتعاظمة بما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية في الوقت الراهن وضمن أجندته السياسية/، أهمية خاصة لمسائل وقضايا الأمن والسلم الدوليين، ومن ذلك تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له قطاع غزة من عدوان ودمار وحرب إبادة يشنها الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ولا يمكن وصفها إلا بأنها جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ وفاضح للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ولقرارات الشرعية الدولية والعربية ذات الصلة، بما في ذلك مسألة حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
كما يبرز في هذا الخصوص الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والتشديد على ضرورة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، فضلا عن مناقشة الأزمات التي يمر بها عدد من الدول العربية.
وسيتناول المنتدى بالضرورة مثل هذه التحديات والأزمات الإقليمية والدولية الشائكة بالبحث والدراسة، وسبل كيفية التعامل معها والتصدي لها بالحوار والوسائل السلمية، مع أهمية التسوية العادلة للنزاعات والأزمات الإقليمية المزمنة، التي لا تزال تستنزف الطاقات في شتى أنحاء العالم، ومنها كما هو معروف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باعتبار أن السلام هو الخيار الأمثل والاستراتيجي للمنطقة والعالم بأسره.
تذبذب الأوضاع
الاقتصادية العالمية
وتبرز فيما يعنى بالتنمية الاقتصادية، في ظل اضطراب وتذبذب الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة، الحاجة الملحة لمعالجة هذا الموضوع الحيوي، والتصدي للتغيرات الكبيرة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تفرض مخاطر يجب العمل على مواجهتها، بما في ذلك تلك المتعلقة بالطاقة والطاقة المتجددة والنظيفة والخضراء، والتحديات والفرص ذات العلاقة لأجل توفير فرص العمل والنمو المستدام في العديد من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية والاستفادة منها لأبعد حد، في خضم تحولات متسارعة يشهدها العالم في هذه المجالات.
كما تظهر في سياق أجندة المنتدى، قضية الاستدامة وتعزيزها، والبيئة والتغير المناخي وتحدياته بأبعادها العالمية المختلفة، التي توليها قطر اهتماما كبيرا، لا سيما أنها تؤرق وتضرب العالم بقسوة في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت هما دوليا على طاولة كل منتدى ومؤتمر، في ظل تمدد وتوسع التصحر والجفاف والاحتباس الحراري في كثير من دول وبقاع العالم.
ومن القضايا الراهنة التي سيناقشها المشاركون في المنتدى أيضا، الذكاء الاصطناعي وحوكمة استخدامه، وما يتصل بذلك مثل التكنولوجيا الرقمية، وما يتعلق بجوانب الأمن السيبراني، وجميعها مسائل أسهمت بشكل كبير في تغيير واجهة العالم.
أما موضوع الأمن الغذائي، فهو بلا شك قضية عالمية حيوية وملحة فرضت نفسها على النطاق الدولي، علما أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تولي هذه القضية اهتماما بالغا سواء على الصعيدين المحلي أو الخارجي.
وبالتأكيد، فإن التصدي لمعوقات هذه القضية الحيوية يتطلب بالضرورة توفر الإرادة الدولية لمواجهة ومكافحة مشكلة تزايد الفقر وتوفير الأمن الغذائي باعتباره قضية أمن عالمي، والعمل في سياق ذي صلة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، في وقت تتحدى فيه مجموعة من العوامل، مثل النمو السكاني والتوسع الحضري، وتغير الأنماط الاستهلاكية والتغير المناخي، قدرة النظم الزراعية في العالم على توفير الأغذية، وبالتالي حياة أكثر استدامة للجميع.
كما سيتناول المنتدى موضوع الديناميكيات الجيوسياسية وآثارها أمنيا وسياسيا على المستوى الدولي، وغيرها من الأمور والمسائل المهمة المدرجة على أجندة أعماله لذلك كله تشدد السيدة فاطمة محمد الباكر، في تصريحها لـ /قنا/، على أن نسخة هذا العام ستكون متميزة بضيوفها وموضوعاتها التي تشمل العلاقات الدولية والأمن، والسياسة الاقتصادية والتنمية، والأمن السيبراني، وخصوصية البيانات والذكاء الاصطناعي، والاستدامة، متوقعة أن يتم خلال منتدى الدوحة التوقيع على أكثر من 7 اتفاقيات.
18 جلسة رئيسية
وستنظم على مدى يومي المنتدى 18 جلسة رئيسية، و35 جلسة جانبية، حيث ستشمل النقاشات الأوضاع الحالية في المنطقة، خاصة في قطاع غزة، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، مثل: سوريا، وأفغانستان، واليمن، والسودان، وأوكرانيا، ومختلف التداعيات والإرهاصات الاقتصادية والسياسية.
إن منتدى الدوحة، الذي شهد دورته الأولى في عام 2001، بات منصة مهمة للحوار المختص بصناعة السياسات العالمية للالتقاء وتبادل الأفكار، والعمل على إيجاد حلول لأهم القضايا الراهنة في العالم، مع تنوع وجهات النظر، حيث استطاعت الدوحة أن تكون وجهة للحوار المفتوح من خلال المبادرات والمنتديات المختلفة التي تحتضنها.
ومن شأن المنتدى، كما هو الحال في شتى دوراته السابقة، تعزيز الحوار البناء والفعال وذلك انطلاقا من رؤية قطر في حل المشاكل وتجاوز التحديات عبر الحوار، علما أن نجاحاته منذ تأسيسه ظلت تتوالي وتشهد أعماله زخما دوليا ورغبة مشتركة لمعالجة التحديات التي تواجه العالم، وبناء علاقات وعقد شراكات تسهم في تطوير مفاهيم مشتركة، ما جعل الدوحة عاصمة للحوار الحضاري المتجدد، وليصبح المنتدى على مدى أكثر من عقدين منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنمية، ومناقشة أبرز التحديات الدولية والتغيرات التي يشهدها عالم اليوم، ومنبرا لوضع حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق لملفات عدة، علها تسهم في إرساء عالم أكثر سلاما وعدلا واستدامة، وضامنا لمستقبل تتطلع إليه جميع الأجيال.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتدى الدوحة معالجة الأزمات الأجندة العالمية الشعب الفلسطيني قطاع غزة منتدى الدوحة على مدى
إقرأ أيضاً:
ريال مدريد.. «العالمية 6»
الدوحة (د ب أ)
فاز ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا على باتشوكا المكسيكي بطل أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي بنتيجة 3-صفر، ليُتوج بكأس القارات للأندية «الفيفا» إنتركونتيننتال.
يدين ريال مدريد بهذا الفوز لنجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور، الفائز بجائزة «الفيفا» لأفضل لاعب في العالم هذا العام 2024.
صنع فينيسيوس الهدف الأول لزميله الفرنسي كيليان مبابي في الدقيقة 37، لينتهي الشوط الأول بتفوق العملاق المدريدي.
وأضاف البرازيلي الآخر رودريجو جوس الهدف الثاني للريال في الدقيقة 53 من المباراة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة على ملعب «لوسيل» الذي استضاف نهائي مونديال قطر 2022 .
واختتم فينيسيوس أهداف ريال مدريد بركلة جزاء في الدقيقة 84.
بهذا التتويج حقق الفريق المدريدي لقبه العالمي السادس، بعدما فاز بكأس العالم للأندية 5 مرات أعوام 2014 و2016 و2017 و2018 و2022، إضافة إلى كأس إنتركونتيننتال التي كانت تجمع قديماً بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية برصيد 3 مرات في أعوام 1960 و1998 و2002، كما واصل الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الفائز بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لأفضل مدير فني هذا العام نجاحاته محققاً اللقب الخامس في 2024، بعد التتويج بألقاب السوبر الإسباني، والدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي.
أما باتشوكا بقيادة مدربه الأوروجوياني جييرمو ألمادا، فقد غادر الدوحة مكتفياً بلقبي كأس «ديربي» الأميركتين، بعد فوزه على بوتافوجو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية بنتيجة 3-صفر يوم الأربعاء الماضي، وكأس التحدي، بعد فوزه على الأهلي المصري بطل أفريقيا بركلات الترجيح، أوائل الأسبوع الجاري.