مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي لـ «الاتحاد»: الإمارات نموذج في تنويع مصادر الطاقة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد لاندون ديرينتس، مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي، أن الإمارات وفرت منصة متوازنة وقابلة للإنجاز لتحقيق أهدافها المناخية، مع مراعاة التأكيد على أهمية أمن الإمدادات والتنمية الاقتصادية.
وقال ديرينتس لـ «الاتحاد»، بمناسبة انطلاق منتدى الطاقة العالمي، أمس الأول، على هامش مؤتمر الأطراف (COP28): تقع على عاتق كل دولة مسؤولية المساهمة في الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ، وقبل عقد من الزمن، لم يكن لدينا سوى عدد قليل من البلدان التي التزمت بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، واليوم ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 100 دولة، ومن خلال استضافة مؤتمر الأطراف، تثبت دولة الإمارات أنها تأخذ تحقيق أهداف اتفاق باريس على محمل الجد.
وأكد ديرينتس، أن المجلس الأطلسي يستعين خلال المنتدى بقيادة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف، لتسليط الضوء على أهمية نشر الطاقة النظيفة في الدول النامية، وتأكيد أهمية اتباع نهج شامل لإزالة الكربون من القطاعات ذات الانبعاثات الكثيفة.
منتدى الطاقة
أكد ديرينتس، أن استضافة منتدى الطاقة العالمي، خلال مؤتمر الأطراف (COP28)، يوفر فرصة فريدة لمعالجة الآثار الجيوسياسية لتحول قطاع الطاقة على الصعيد العالمي. وقال: يركز المنتدى على مساعدة صنّاع السياسات والمديرين التنفيذيين على التعامل مع الشؤون الدولية بطريقة تسرع انتقال العالم إلى صافي الانبعاثات الصفري. وأضاف: يجمع المنتدى تحالفاً متنوعاً من القادة العالميين من الولايات المتحدة وأوروبا والجنوب العالمي، ورغم أن خلفياتهم وظروفهم غالباً ما تكون متفردة من نوعها، فإن تأثير انتقال قطاع الطاقة على حياة الناس وسبل عيشهم في مختلف أنحاء العالم يشكّل قوة موحدة تربط هؤلاء القادة ببعضهم البعض.
وتابع: من خلال تحفيز الحوار ومواجهة التحديات العالمية بشكل مباشر، يعمل منتدى الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي على تشجيع اتباع نهج متآزر لتحقيق طموحات الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري.
خفض الانبعاثات
أكد ديرينتس أن الإمارات تُعد أول مزود للطاقة النووية في العالم العربي ومناصر كبير لنشر الطاقة المتجددة، موضحاً أنه من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس، يجب على جميع شرائح نظام الطاقة العالمي أن تعمل معاً لتعزيز أمن الطاقة مع خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
وأوضح أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) يوفر في دولة الإمارات فرصة لتعزيز التحول الشامل في مجال الطاقة الذي يساعد على تحقيق مثل هذا النهج الذي يعكس مزيج الطاقة المتنوع في الدولة.
تنويع المصادر
قال ديرينتس: إن النموذج الإماراتي في تنويع مصادر الطاقة، والتي تشمل الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة إلى جانب النفط والغاز، يعد نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى. وأوضح أن نهج «كل ما سبق» الذي تتبعه دولة الإمارات في قطاع الطاقة يُعد تجربة رائدة عالمياً.
وتشمل مصادر الطاقة النظيفة في الإمارات الطاقة، مشاريع الطاقة الشمسية، بجانب طاقة الرياح، والطاقة النووية، فضلاً عن التوسع في التقنيات الجديدة مثل الهيدروجين الأخضر، والتقاط الكربون، وتحويل النفايات إلى طاقة. وخلال الشهر الماضي تم تدشين محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 جيجاواط، وتُعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
وتقع محطة الظفرة للطاقة الشمسية التي أُنشئت من مرحلة واحدة، على بعد 35 كيلومتراً من مدينة أبوظبي، وتساهم في تزويد حوالي 200 ألف منزل بالكهرباء وتفادي إطلاق 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وشيّد المشروع في موقع يمتد على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً، وساهم في توفير 4500 فرصة عمل خلال مرحلة الإنشاء. وتضم المحطة 4 ملايين لوح شمسي ثنائي الوجه، وهي تقنية مبتكرة تتيح إنتاج طاقة كهربائية بكفاءة أكبر عبر التقاط الإشعاع الشمسي بواسطة وجهي الألواح الشمسية الأمامي والخلفي.
كما دشنت الإمارات مؤخراً برنامج الإمارات لطاقة الرياح خلال شهر أكتوبر الماضي، في جزيرة صير بني ياس في أبوظبي، حيث يعتد البرنامج، والذي كُلِّفَت شركة «مصدر» بتطويره بقدرة إنتاجية تبلغ 103.5 ميجاواط، على أحدث التقنيات المتطورة والمبتكَرة التي تتناسب مع سرعة الرياح المنخفضة.
ويوفِّر برنامجُ الإمارات لطاقة الرياح الكهرباءَ لأكثر من 23 ألف منزل، ويسهم في تفادي انبعاث 120 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل إزاحة 26 ألف سيارة من الطرقات سنوياً.
73 مشروعاً في الطاقة المتجددة مولها «أبوظبي للتنمية»
ساهمت الإمارات بدور بارز في نشر مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية، حيث موَّل صندوق أبوظبي للتنمية 73 مشروعاً استراتيجياً في قطاع الطاقة المتجددة بقيمة 4.5 مليار درهم، استفادت منها 52 دولة حول العالم، كما أطلق صندوق أبوظبي للتنمية عام 2013 مبادرة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» بقيمة بلغت 350 مليون دولار، لدعم الدول الأعضاء في «آيرينا»، حيث موّل الصندوق ضمن المبادرة 26 مشروعاً بسعة 265 ميجاواط، استفادت منها 21 دولة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الطاقة المجلس الأطلسي كوب 28 المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الاستدامة الطاقة المتجددة الطاقة العالمی مؤتمر الأطراف دولة الإمارات منتدى الطاقة قطاع الطاقة فی الدول
إقرأ أيضاً:
البرنامج النووي السلمي الإماراتي يرسخ ريادته بإنجازات استثنائية
حققت شركة الإمارات للطاقة النووية، خلال عقد من الزمن، إنجازات استثنائية عززت مكانة دولة الإمارات الريادية في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
يعد تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية وتشغيلها ضمن الجدول الزمني والميزانية المخصصة، أحد أبرز تلك الإنجازات التي جسدت جانباً مهماً في قصة النجاح الإماراتية في قطاع الطاقة النووية، ففي سبتمبر 2024، تم تشغيل المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وبالتالي التشغيل الكامل لمحطات براكة الأربع، وإنتاج 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً، وهو ما يعادل 25% من الطلب على الكهرباء في دولة الإمارات، في موازاة الحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، تعادل انبعاثات نحو 122 دولة.
وقال ويليام ماغوود، المدير العام لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن نجاح مشروع محطات براكة للطاقة النووية في دولة الإمارات يعد شهادة على أن بالإمكان بناء محطات الطاقة النووية وفقاً للجدول الزمني وفي حدود الميزانية المحددة، ما يدعم المسار نحو مستقبل مستدام للطاقة.
وأشاد بالتزام شركة الإمارات للطاقة النووية وشركاتها ببناء القدرات البشرية وتعزيز التوازن بين الذكور والإناث في قطاع الطاقة النووية.
وحازت تجربة الإمارات في قطاع الطاقة النووية على تقدير عالمي تجلى في ترؤس محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية للمنظمة النووية العالمية منذ إبريل 2024، وكذلك ترؤسه المنظمة الدولية للمشغلين النوويين للفترة ما بين 2022 و2024، إلى جانب عضويته في مجلس إدارة مركز أطلنطا التابع للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين، وعضوية مجلس إدارة شركة «تيراباور» المتخصصة في تطوير نماذج المفاعلات النووية المصغرة.
وفي موازاة ذلك، وخلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28» الذي استضافته الدولة في أواخر عام 2023، أفضت الجهود التي بذلتها شركة الإمارات للطاقة النووية إلى تأسيس فرع الشرق الأوسط لمنظمة «المرأة في الطاقة النووية» الأول من نوعه في المنطقة، والذي يركز على هدف مشترك يتمثل في تبادل المعارف والخبرات وتعزيز ثقافة التميز ورفع الوعي بأهمية وفوائد الطاقة النووية، إلى جانب تعزيز التوازن بين الجنسين في هذا القطاع، حيث تضم المنظمة ما يقرب من 4800 عضو في أكثر من 107 دول.
وجمعت شركة الإمارات للطاقة النووية والمنظمة الدولية للمشغلين النوويين، خلال المؤتمر نفسه، خبراء العالم في قمة للطاقة النووية، وما تلاها من إطلاق مبادرة «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» والتي حققت نجاحاً كبيراً، تمثل في تعهد 31 دولة حتى اللحظة بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية 3 مرات بحلول عام 2050، وهو ما تبعه إجراء مماثل من قبل 14 بنكاً و120 شركة عالمية بينها شركات عملاقة مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل وغيرها.
وأكدت تلك الجهود صواب الرؤية الاستشرافية الإماراتية في قطاع الطاقة، الذي يعد عصب الحياة العصرية وضمان مستقبلها المستدام، فقد أفادت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها بأن الطلب العالمي على الطاقة شهد ارتفاعاً سنوياً أعلى من المتوسط بنسبة 2.2% في عام 2024، إذ ارتفع استهلاك الكهرباء العالمي بنحو 1100 تيراواط في الساعة، أي بنسبة 4.3%، وكان من أبرز أسباب الزيادة الحادة في استهلاك الكهرباء في العالم العام الماضي، النمو المذهل لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتواصل شركة الإمارات للطاقة النووية جهودها للمساهمة على نحو ريادي في نمو الطاقة النووية على مستوى العالم، للوفاء بالطلب المتزايد على الكهرباء من قبل مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال الشراكات مع كبريات الشركات في العالم لاستكشاف فرص الاستثمار وتطوير التقنيات المتقدمة للطاقة النووية، وفي الوقت نفسه مشاركة خبراتها ومعارفها مع مشاريع الطاقة النووية الجديدة حول العالم، عبر تأسيس ذراع استراتيجية جديدة للشركة، شركة الإمارات للطاقة النووية - الاستشارات.
(وام)