قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء يوسف المداني: المجاهدون الذين نفّذوا عملية الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية تدرّبوا لمدة عامين وتشبّعوا بكل الفنون والمهارات القتالية
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
كشف قائدُ المنطقة العسكرية الخامسة، اللواءُ أبو حسين يوسف المداني، بعضَ تفاصيلِ الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر” والظروف الصعبة التي واجهت الأبطال المجاهدون أثناء تنفيذ العملية.
وقال اللواء المداني في حوار مع إذاعة “صوت الثورة”: إن “الأبطالَ المجاهدين الذين نفَّذوا هذه العمليةَ كانوا بروحية استشهادية وبهمة قتالية عالية وخضعوا للتدريبات بشكل مكثّـف وكبير، حَيثُ خضعوا للتدريب لمدة عامَينِ على كُـلّ مستوى منها التدريب على قيادة السفن والاقتحام والالتحام المباشر عبر الزوارق الحربية من البحر، وكذا التدريب على عمليات الإبرار الجوي من على متن الطيران العمودي “المروحية”، وتشبَّعوا بكُلِّ الفنون والمهارات القتالية المتعددة”.
وأوضح أن “السفينةَ كانت على مقرُبةٍ من السواحل الإرتيرية وبعد الممر الدولي وأصبح الاستيلاء عليها صعباً للغاية، لكن بفضل الله نجحت هذه العملية“، منوِّهًا إلى أنه “عند الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية كانت الظروفُ المناخية صعبةً جِـدًّا وأمواجُ البحر مضطربةً بشكل كبير، وبعضُ زوارق المجاهدين تعرَّضت للتلف والتحطُّم؛ بسَببِ الأمواج، وأنه أثناء تحليق المروحية كانت لادارات العدوّ شغالةً وترقُبُ حركة الأجواء، وكان من الصعب جِـدًّا أن تحلِّقَ فوق البحر وتقوم بهذه العملية على مسافة 120 كم من سواحل الحديدة”.
وأكّـد أن “توجيهات السيد القائد كانت صارمةً وقويةً بتحريم البحر الأحمر على العدوّ الإسرائيلي ومحاصرته وعدم مرور أية سفينة إسرائيلية منه، وأن الأمريكي كان متواجداً في البحر وعلى مقربة من السفينة، وَالعدوّ يعرف جيِّدًا أن التهديدات والتحذيرات التي تطلقها القيادة اليمنية ليست عبثية أَو مُجَـرّد استعراض كلامي”.
كما أكّـد أن “جبهةَ البحر الأحمر جزءٌ لا يتجزأ من جبهة غزة وأي تصعيد في جبهة غزة هو تصعيد في جبهة البحر الأحمر”.
ولأهميّة الحوار تم إعادة ” نشرَه:
– من نعم الله سبحانه وتعالى أن انتقلنا من الدفاع عن الشعب اليمني إلى الدفاع عن الأُمَّــة جمعاء.. ما رأيكم بهذه النعمة التي منَّ الله بها علينا من خلال هذه العملية البطولية؟
هذا فضل كبير ونعمة كبرى أن مكَّننا الله من أعدائه اليهود والنصارى وأمريكا وإسرائيل، وهذا كان هدف الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- منذُ بداية المسيرة، والذي بدأهُ بشعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” ولكن للأسف طيلة السنوات التي مضت شغلنا منافقو العرب، وانشغلنا بهم بشكلٍ كبير، والآن وصلنا إلى العدوّ الأَسَاسي؛ إلى عدو الأُمَّــة الحقيقي، العدوّ الصهيوني، وصلنا إلى الهدف الأَسَاسي؛ مِن أجل القضية المحورية قضية فلسطين، قضية كُـلّ الأُمَّــة.
– ما الأَسَاس الذي تم الاستناد إليه في تنفيذ هذه العملية؟
عندما حذَّرَ وهدّدَ السيدُ القائدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- كان لا بُـدَّ أن يكون هذا التهديدُ كَبيراً بمستوى تلك الجرائم والمجازر التي لحقت بأبناء فلسطين في غزة من قتلٍ للنساء والأطفال والمدنيين والحصار الخانق حتى على مستوى الماء والقوت، وأصبح إخوانُنا في غزة يعانون معاناةً كبيرةً، وبات الكثيرُ من الشهداء تحت الأنقاض، كذلك السجون الصهيونية مليئة بالنساء والأطفال، ويتعرضون جميعاً للفظائع، وهذا شيءٌ مؤلمٌ للغاية؛ فكان لا بُـدَّ أن يكون للأُمَّـة موقف؛ والسيد القائد “سلام الله عليه” حين قال: إن العرب والمسلمين قد يؤاخذون إذَا قصَّروا بهذه المسؤولية”، فكان حتماً علينا ولزاماً كمسؤولية دينية وأخلاقية أن نقوم بهذه المسؤولية، وتحَرّك السيدُ القائد ووجَّه القوات بتوجيهات صارمة وقوية بقطع وتحريم البحر الأحمر على العدوّ “الإسرائيلي” ومحاصَرته، وعدم مرور أية سفينة “إسرائيلية” من البحر الأحمر، وبفضل الله وتأييده أن توفق المجاهدون من السيطرة والاستيلاء على هذه السفينة رغمَ كُـلّ المصاعب.
– ذكرتم أن هناك بعض المصاعب واجهتكم أثناء الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “غالاكسي ليدر.. ما أبرز هذه المصاعب؟
عندما هدّد السيد القائد وبعد أَيَّـام محدودة يستطيع المجاهدون السيطرة على هذه السفينة كان هذا أمر صعبًا للغاية؛ لأَنَّ العدوّ كان حَذِرًا جِـدًّا، وكان على علمٍ ودرايةٍ بذلك، وهكذا تمكّن المجاهدون من تنفيذ هذه العملية؛ وهذا توفيقٌ إلهي؛ لأَنَّ العدوّ يعرف جيِّدًا أن التهديدات والتحذيرات التي تطلقها القيادة اليمنية ليست عبثية أَو مُجَـرّد استعراض كلامي، بل كان متيقن لذلك، فكانت كُـلّ الخطوات مدروسة وحذرة، إلى جانب أن الظروف الجوية والمناخية كانت صعبة جِـدًّا وأمواج البحر مضطربة بشكلٍ كبير، حتى إن بعض زوارق المجاهدين تعرضت للتلف والتحطم؛ بسَببِ الأمواج، وَأَيْـضاً من جهة الجو وأثناء تحليق المروحية؛ إذ كانت لادارات العدوّ شغالة وترقب حركة الأجواء وكان من الصعب جِـدًّا أن تحلق فوق البحر وتقوم بهذه العملية على مسافة 120 كم من سواحل الحديدة، وأصبح الإخوةُ على مقرُبة من السواحل الإرتيرية وبعد الممر الدولي، وأصبح الموضوعُ صعبًا للغاية، وبعد هذا كله كان من الله فضل عون ودعم ورعاية وتنجح هذه العملية، وَأَيْـضاً كان الأمريكي متواجدًا في البحر وكان على مقرُبةٍ من تلك السفينة، ورغم كُـلّ هذه المصاعب والتحذيرات الأجنبية الأمريكية والغربية.
– لا شك أن مهمةً كهذه لا يمكن أن تنفِّذَها قوةٌ اعتيادية؛ إذ لا بُـدَّ من أن تكون على قدرٍ عالٍ من التدريب والمهارة والتي عكستها تلك المشاهد التي عرضت حينها.. ماهية هذه القدرات؟
بالنسبة للأبطال المجاهدين الذين نفّذوا هذه العملية كانوا بروحية استشهادية وبهمة قتالية عالية، وقد خضعوا للتدريبات بشكلٍ مكثّـف وكبير، حَيثُ خضعوا للتدريب لمدة عامين تقريبًا على كُـلّ مستوى، منها التدريب على قيادة السفن والاقتحام والالتحام المباشر عبر الزوارق الحربية من البحر، وكذا التدريب على عمليات الإبرار الجوي من على متن الطيران العمودي “المروحية”، وتشبعوا بكل الفنون والمهارات القتالية المتعددة والتي تدخل في صلب تنفيذ مهامهم بكل كفاءة واقتدار، وقد بذلوا الأسبابَ، واستعانوا بالله، ونجحوا في تنفيذ هذه المهمة، ورفعوا رؤوسنا عاليًا.
– ورقة البحر الأحمر لم يستغلها العرب ضد العدوّ الإسرائيلي منذ خمسين عاماً من تاريخ الصراع كيف ترون جبهة البحر الأحمر وهل ستعمل عملية الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية إلى ترسيخ واقع جديد؟
نستفيدُ من هذه العملية أنها مِنَّةٌ وفضلٌ كبيرٌ من الله -سبحانه وتعالى-، وشرفٌ أن نقوم بهذه المسؤولية وفي عهدنا، حَيثُ كنا من سابق نقولُ: إن أطفالنا هم من سيقاتلون في فلسطين، لكن اليوم نحن من أصبحنا نقاتل في خندق فلسطين، وأصبحت جبهة البحر الأحمر جزءًا لا يتجزأ من جبهة غزة؛ فأي تصعيد في جبهة غزة هو تصعيد في جبهة البحر الأحمر، وأيةُ تهدئة في جبهة غزة تعتبر تهدئةً في جبهة البحر الأحمر، وأصبحنا جُزْءًا لا يتجزأ من القضية الفلسطينية.
– الإقدامُ على مثل هذه الخطة الجريئة كما يحب أن يصفَها الكثيرُ من المحللين لن تكونَ بمعزلٍ عن دراسة مستفيضة ومتوقعة لردود الأفعال من جانب الأعداء سواءً لهذه السفينة أَو لغيرها؟
هذه العمليةُ تُعتبَرُ مِنَّةً عظيمةً وفضلًا كبيرًا من الله -سُبحانَه وتعالى-، نَسْلَمُ من غضبه وسخطه من جهة، ومن جهة أُخرى نستذكرُ أهميّةَ العمل بالأسباب كالاهتمام بالتدريب والتأهيل، والاهتمام بالعلاقة القوية بالله، وكذلك نستفيد من هذه العملية أن نكون على استعداد دائم لتحَرّكات وتهديدات الأعداء التي قد تطرأ، وأن نهيِّئَ أنفسَنا للمواجهة، خُصُوصاً أن العدوّ يتربَّصُ بنا ويعتبرُها إهانةً كبيرةً له، وقد يحاول أن يعمل ردة فعل هنا أَو هناك، أَو يقومَ بتحريكِ أوراقه من السعوديّ والإماراتي أَو المرتزِقة المحليين ضدنا؛ كي يحولوا دونَ أن نضرِبَ على “إسرائيل”؛ لذلك يجبُ علينا أن نكونَ في جُهُوزيةٍ عالية واستعداد دائم لأية قوة داخلية أَو إقليمية أَو دولية تحول دون وقوفنا ونصرتنا لإخواننا في فلسطين، واستهدافنا للعدو “الإسرائيلي” فنستعين بالله عليه؛ كون اليمن أصبحت جبهة متقدمة من الجبهة الفلسطينية ومقاومتها، وأي تقصير من جهتنا هو تقصير بحق الجبهة الفلسطينية، لذلك علينا أن نجهز ونرتب ونحصن مواقعنا وأن ننتبه في جبهاتنا؛ فأي تقصير هنا هو تقصير بحق جبهة غزة ودماء أهلها التي تؤلمنا جميعاً عندما نشاهدُ على شاشات التلفزة؛ لذا يجبُ أن يكونَ للجميع موقفٌ وتحَرُّك.
– هناك من يطالبُ بفتح المجال أمام المجاهدين للذهاب إلى الأراضي المحتلّة والاشتراك في القتال ضد العدوّ بينما دولُ الطوق العربية ترفُضُ بل وتعمل من أراضيها سياجاً لحماية العدوّ من الاستهداف.. ما رسالتكم للمجاهدين هنا؟
من الصعبِ الذهابُ في الوقت الراهن للقتال في غزة، ولأسباب ذكرتها، وغيرها أنهم قد يكونوا أهدافاً وصيدًا ثمينًا للعدو، وأقول ذلكَ؛ لأَنَّ بعضَ المجاهدين يفكِّرُ أن ما معنا حَـلّ غير أن نذهبَ للقتال هناك، لكن يجبُ أن ندركَ أننا ومن خلال جبهتنا هنا أصبحنا كجبهةٍ متقدمةٍ من غزة، يمكننا أن ندعمَ وندافعَ ونقدِّمَ مواقفَ كبيرةً لفلسطين ومقاومتِها من هنا، ورأينا كيف أن العدوَّ يحاولُ اليوم أن يشغلَنا، أن يعملَ كُـلّ ما أمكن له فعله؛ مِن أجل أن يفصلَنا عن أداء دورنا المحوري في هذه الجبهة، لذلك لا تقصِّرْ في جبهتك، لا تقصِّرْ في تحصينك وفي تدريبك؛ لأَنَّ العدوَّ قد يحاول أن يضغَطَ في أية جبهة حتى لا تستمرَّ في التحَرّك ضد “إسرائيل”، هذا شيء مهم جِـدًّا، أنت هنا في جبهة غزة وأي تقصير منك هو تقصيرٌ في حق تلك الدماء التي تسقط في غزة.. لذلك علينا أن نكونَ في جُهُوزيةٍ عالية، وأن اللهَ سيُمَكِّنُنا منهم، وقد ظهر جليًّا أمام العالم أن هذا العدوَّ أضعفُ مما نتصور، فذلك الجيش الذي كانوا يروجون له على مدى 75 عاماً ويعملون حوله هالةً أنه الجيش الذي لا يُقهَرُ، وكيف بدا مهزوماً ذليلاً، أمام صلابة وشجاعة أبطال الجهاد والمقاومة في غزة.
– كلمة أخيرة؟
أقولُ لإخواني المجاهدين: إن عملياتِ “طُـوفان الأقصى” كانت بحق مدرسة لكل المجاهدين نستفيد منها في أخذ العبرة، من الجدية في التدريب، وكيفية التخطيط والتنفيذ للمعارك، وتفعيل كافة الفنون القتالية من الإغارة، والكمائن، وتفعيل كُـلّ الأسلحة، حتى وإن بدت بدائيةً كـالآر بي جي، والتي شهدناها اليوم تؤدِّي دوراً كَبيراً في معارك غزةَ بيد المجاهدين، ونستفيدُ أَيْـضاً أنه رغم تحليق الطيران المكثّـف بكل أنواعه وتحت القصف نشاهدُ صموداً وثباتاً وتكتيكات المجاهدين وبسالتهم في مختلف المحاور، وهذا يبرهن على أن العدوّ أوهن وأضعف من أن ينال من عزائمنا وإيماننا في عدالة قضايانا المصيرية، ومنها قضيتنا المركَزية فلسطين.
المسيرة /عبد القوي السباعي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاستیلاء على السفینة الإسرائیلیة جبهة البحر الأحمر التدریب على هذه العملیة فی جبهة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الفطر
وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.
وقال" يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن".
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.
وأضاف" إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني".
وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.
وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب. وقال" من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد" والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية". وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية. وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية. وأضاف" فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات". كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم. وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى. وفيما يلي نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين. قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم. يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج: باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى. سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه. شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج: يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن. وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و"الكيان الصهيوني"). يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج: إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات. إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين. ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب. وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط: أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال. ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة. ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في "الشرق الأوسط الجديد"، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية. الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى. والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.