ما دلالات لقاء بوتين بزعماء السعودية والإمارات وإيران مع تصاعد العدوان على غزة؟
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرا تحدث فيه عن الزيارة الخاطفة التي أداها الرئيس الروسي إلى كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترا نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دُعي بشكل عاجل إلى مفاوضات احتضنتها موسكو في السابع من كانون الأول/ديسمبر.
في إطار المفاوضات، تمت مناقشة العديد من المواضيع الهامة الأخرى، بما في ذلك التعاون الثنائي. وفي حين سلطت صحيفة "ديلي صباح" التركية الضوء على دعوة روسيا والسعودية لأعضاء "أوبك بلس" الآخرين للانضمام إلى حملة خفض إنتاج النفط، تميل بعض وسائل الإعلام الغربية مثل صحيفة "نيويورك تايمز" إلى اعتبار زيارة بوتين محاولات للخروج من العزلة الدولية، التي ليس لها سوى "أهمية رمزية".
لكن سيناريو العزلة لم يحدث لأن المجتمع الدولي لا يحتاج إليها ويعتبرها الكثيرون، حتى الدول الموالية للولايات المتحدة، عبئا مفروضا عليها. وقد أظهرت حفاوة استقبال الرئيس الروسي من طرف قيادات دول الخليج ضرورة الأخذ بعين الاعتبار اهتمام هذه الدول بتطوير العلاقات مع روسيا، بحسب التقرير.
وذكر الموقع، أنه في سياق تفاقم آخر للأزمة في الشرق الأوسط تزايدت خيبة الأمل من السلوك السلبي للغرب بين دول المنطقة. وفي ظل هذه الظروف، تبحث الدول العربية الرائدة عن نقاط دعم جديدة، وترى في مزيد من التقارب مع روسيا وسيلة للضغط على واشنطن، وإجبارها على اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه "إسرائيل".
في أبوظبي، أجرى فلاديمير بوتين محادثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، حيث مثل الموقف الذي اتخذته القيادة الإماراتية بشأن القضايا التي تمت مناقشتها مفاجأة غير سارة للبيت الأبيض، الذي يعتبر هذه الدولة - على الرغم من إرادتها الذاتية الأكيدة - طرفا تابعا للولايات المتحدة، وفقا للموقع.
وأشار الموقع، إلى أن الإمارات تحولت في السنوات الأخيرة إلى إحدى نقاط الوساطة الرئيسية لروسيا في سياق الحصار التجاري الذي يفرضه الغرب عليها. ويناهز حجم المبادلات التجارية الروسية مع الإمارات العربية المتحدة حوالي 10 مليارات دولار سنويًا. لهذا السبب، تسلط واشنطن ضغوطا جدية على أبوظبي، مطالبة إياها بالتوقف عن تقويض الحصار الدولي المفروض على موسكو.
بعد استقباله بوتين وتأكيد خطط لتوسيع التعاون الاقتصادي مع روسيا، أعرب رئيس الإمارات العربية المتحدة عن إحجامه عن الامتثال للمطالب الأمريكية. وبذلك، انتهى زمن الديكتاتورية الأمريكية غير المشروطة في الشرق الأوسط.
وأورد الموقع، أنه حتى مع استمرار اعتماد السعودية على الولايات المتحدة في المجال العسكري، فقد اتفقت الرياض وموسكو على تعزيز التعاون في مجال الدفاع بما يهدف إلى دعم وتحقيق المصالح المشتركة للدولتين. وقد أكد الطرفان التزامهما من جديد بتعزيز التعاون والتنسيق الأمني الحالي بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مكافحة الجريمة بجميع أشكالها، ومكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما، وتبادل المعلومات من أجل مواجهة المنظمات الإرهابية بما يضمن الأمن والاستقرار في البلدين.
ثمّن الجانب الروسي عقد السعودية للقمة العربية الإسلامية الطارئة المشتركة في الرياض والقرارات الصادرة فيها بشأن الأحداث التي تشهدها فلسطين، كما أشاد بالدور القيادي للمملكة في تنفيذ قرارات القمة الهادفة إلى تحقيق السلام في فلسطين وإطلاق تحرك دولي لوقف العدوان على غزة.
في حضور بوتين، أكدت السعودية رغبتها المشاركة في تطوير مشروع الممر الدولي "شمال جنوب" الذي تروج له روسيا وإيران، ما ينذر بالفشل التام للمشروع الأمريكي الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، الذي قُدم في وقت سابق من هذه السنة. ومن خلال تنفيذ هذا المشروع، تسعى الولايات المتحدة للحد من الوصول إلى الطرق العالمية الرئيسية لكل من الصين وروسيا. كانت بكين الراعي الرئيسي لإعادة بناء أرصفة المياه العميقة في حيفا، مقابل ذلك، كان من المفترض أن تحصل على عقد إيجار طويل الأجل لأحد هذه الأرصفة، على غرار ميناء بيرايوس اليوناني، بحسب ما أورده التقرير.
وأردف الموقع أن هناك ظاهرة جديدة نسبيا في الوضع الإقليمي ينبغي أن تثير قلق الولايات المتحدة أيضاً، وهي التقارب المتزايد بين الحركات الدينية والسياسية في المنطقة التي كانت تشهد خلافات فيما بينها مثل السنة والشيعة، والتي تمثلها في المقام الأول المملكة العربية السعودية وإيران. ففي بيان مشترك عقب زيارة بوتين إلى السعودية، رحّب الجانب الروسي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معربًا عن أمله في أن تساعد هذه الخطوة على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة مع احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ومن الواضح، بحسب التقرير، أن المفاوضات التي جمعت بين بوتين والرئيس الإيراني وعُقدت في موسكو في السابع من كانون الأول/ ديسمبر مباشرةً بعد وصوله إلى السعودية، كانت بمثابة استمرار للاجتماعات السابقة مع إبلاغ رغبات الشركاء العرب إلى المحاور الجديد. في الأثناء، غطت الأجندة الثنائية الإيرانية الروسية العديد من المواضيع.
ذكر الموقع أن إيران أعلنت عن اقتراب موعد استلامها أحدث نماذج المعدات العسكرية، مثل طائرات "سو35 " ومروحيات من طراز "ميل مي 28" وطائرة تدريب مقاتلة من طراز "ياكوفليف ياك 130". في المقابل، تتلقى روسيا من هناك المنتجات التي هي في أمس الحاجة إليها في ظروف العملية العسكرية الخاصة. مع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت إيران قد وافقت على الدعوة إلى خفض إمدادات النفط إلى السوق العالمية إلى جانب روسيا السعودية من أجل تحديد سعر أكثر ملاءمة للموردين، نظرا لاضطرارها إلى تقييد إنتاجها طيلة سنوات عديدة من العقوبات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات السعودية غزة روسيا امريكا السعودية غزة روسيا الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات العربیة المتحدة
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها
قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، إن روسيا ستسعى جاهدة خلال المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا إلى تحقيق ما يخدم مصالح البلاد.
روسيا تطالب إسرائيل بإلغاء قوانين حظر الأونروا روسيا: إدراج 205 منظمات أجنبية ودولية على القوائم "غير المرغوب فيها"
وبحسب"سبوتنيك"، أوضح بوتين، خلال تصريحات اليوم، "إنها قضية خطيرة للغاية، وينبغي أن تضمن أمن روسيا وأوكرانيا، لسنوات طويلة، وسوف نسعى بطبيعة الحال إلى ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا المشتركة.
وأكد بوتين، أن اتفاقيات إسطنبول لعام 2022 كانت مبنية على مقترحات أوكرانية، مشيرا إلى أنه وخلال المفاوضات في إسطنبول، كان واضحا لروسيا أن الخداع يمكن أن يحصل، ومع ذلك، وافقت موسكو على سحب القوات.
وقال، "في وقت ما في نهاية شهر مارس (2022)، تلقينا ورقة من كييف، وبالمناسبة، تم توقيعها من قبل رئيس مجموعة التفاوض الأوكرانية، السيد أراخاميا. كانت هذه المقترحات أوكرانية، وأود أن أؤكد على هذا، وهو أمر مهم للغاية، هي التي شكلت أساس مشروع معاهدة السلام التي تم إعدادها في إسطنبول.
وتابع، أود أن أؤكد أن هذه المقترحات الأوكرانية هي التي شكلت الأساس لمشروع معاهدة السلام الذي تم تطويره في إسطنبول، وقد حدث هذا في 15 أبريل (نيسان) 2022، ولكن قبل ذلك، أخبرني بعض الزعماء الأوروبيين عبر الهاتف أن أوكرانيا من المستحيل أن توقع معاهدة سلام وبندقية موجهة إلى رأسها، قلت: "نعم، وماذا يجب أن نفعل؟"
وتابع: "أجابوا، نحن بحاجة إلى سحب القوات من كييف، كان الأمر واضحًا، لقد أوضحنا من حيث المبدأ أن الخداع ممكن تمامًا، ومع ذلك، واستنادًا إلى اعتبارات منع إراقة الدماء الخطيرة والحرب الخطيرة، فقد وافقنا مع ذلك على هذا".
المفاوضات مع أوكرانيا بدأت منذ بدء العملية العسكرية وموسكو عرضت على كييف مغادرة دونيتسك ولوغانسك مقابل وقف الأعمال القتالية
وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا يمكنها إلغاء مرسوم حظر المفاوضات مع روسيا إن أرادت وبطريقة قانونية ويمكن القيام بذلك عن طريق رئيس "رادا" (البرلمان الأوكراني).
وأكد بوتين أن الغرب أقنع كييف بمواصلة الحرب.
وفي وقت سابق، توقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في الأول من يناير، بعد انتهاء أجل اتفاق لنقلها ورفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.
وتسعى سلوفاكيا والمجر منذ ذلك الحين إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل لاستئناف توريد الغاز إليهما من خلال خط أنابيب رئيس.
وجاء الإعلان الأوكراني في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي أحدثت خسائر كبيرة في صفوف البلدين المُتحاربين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت، يوم الأحد الماضي ، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانية في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".
وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".
وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".
وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".
وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".
وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بين البلدين. بدأت الأزمة منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا. تصاعدت حدة النزاع بسبب قضايا سياسية وجغرافية، أبرزها رغبة أوكرانيا في التقارب مع الغرب والانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي. الحرب تسببت في دمار واسع، أزمة إنسانية كبرى، وملايين النازحين، كما أثرت على الاقتصاد العالمي وأثارت توترات دولية، مع فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ودعم عسكري غربي لأوكرانيا.