منتدى تي آر تي التركية يختتم أعماله بالدعوة لنظام دولي أكثر عدالة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
اختتم منتدى قناة "تي آر تي" التركية فعالياته في مدينة إسطنبول، وفي حين سيطرت مأساة غزة على أعماله، دعا العديد من المتحدثين إلى نظام دولي أكثر عدالة، منتقدين في الوقت نفسه استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) لرفض قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي كلمتها أمام المنتدى، قالت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية ماهينور غوكطاش إن الوقت حان للحديث عن نظام دولي أكثر عدلا يتبنى بالفعل القيم الإنسانية العالمية.
وعن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، قالت الوزيرة التركية "نواجه أزمة لا يتم فيها تدمير القيم الإنسانية فحسب، بل حياة الناس أيضا، وإن ما نشهده في غزة هو إبادة جماعية ترتكبها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتمثل اعتداء وحشيا على الوجود الإنساني والحق في الحياة والأجيال المقبلة".
وأكدت أن الوقت حان لإيجاد طرق جديدة للبحث عن حلول للأزمات العالمية، قائلة "من الواضح أن النظام العالمي والمؤسسات الدولية التي تدعي الحفاظ على السلام والعدالة في العالم، لم تعد تخفف المعاناة ولا شاملة ولا تحمي الإنسانية".
من جانبه، انتقد السفير الأميركي السابق روبرت فورد سياسة بلاده الداعمة للحرب الإسرائيلية على غزة، ووصف الأوضاع في غزة بـ"المأساة الإنسانية الرهيبة".
وعن استخدام الولايات المتحدة للفيتو ضد قرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار، قال فورد إن السياسة الأميركية تواجه الآن تناقضا رهيبا؛ فهي تريد إزالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من غزة، ومن ناحية أخرى تريد التقليل من حجم القتل والخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وأشار فورد إلى أن استخدام الفيتو أثار غضبا دوليا عارما، وسيكون على واشنطن أن تجد طريقة للتعامل مع هذا التناقض وتحديد الأولويات؛ هل الأولوية إنقاذ المدنيين، أم للحل العسكري ضد حماس؟ وعبّر عن أمله في أن تختار بلاده إنقاذ حياة المدنيين.
موقف مخزأما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي فوصف استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لمنع وقف إطلاق النار في غزة بـ"المخزي".
وقال الشايجي إن القوى الكبرى تدعم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، "ويقفون مع المعتدي والظالم ضد الضحية"، مؤكدا أنه وفق اتفاقية جنيف والقانون الدولي فإن من حق الفلسطينيين مقاومة الاحتلال.
واعتبر الشايجي أن "ما تقوم به إسرائيل في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان"، وذلك بقصف المدنيين والمستشفيات بلا هوادة، إضافة إلى حصار شعب بأكمله وقطع الماء والكهرباء عنه.
وأشاد الشايجي بوعي جيل الشباب -سواء في العالم العربي أو في الغرب- بالقضية الفلسطينية، معتبرا أن ذلك بمثابة "الحسنة الوحيدة" لما يجري في غزة.
تسيطر عليه الدول العظمىمن جهته، قال أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة قطر عبد الله باعبود إن مجلس الأمن تسيطر عليه الدول العظمى، والدليل عجزه أمام ما يحدث في غزة، ولا بد أن يتغير ذلك الآن من خلال إعادة تأهيل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأضاف باعبود أنه عندما يرى العالم كله حجم القتل والدمار وحرب الإبادة الحاصلة في غزة، ثم لا يستطيع مجلس الأمن أن يفعل شيئا لأن دولة واحدة لا توافق على ذلك، فهذا "انحطاط لكل القيم الإنسانية والأخلاقية".
وأكد أن الوقت قد حان لتعديل نظام مجلس الأمن وتجاوز فكرة الفيتو والدول الخمس المسيطرة على المجلس من خلال آلية جديدة لاتخاذ قرارات تحمي الإنسانية.
ودعا باعبود لحماية الفلسطينيين من "آلة القتل الإسرائيلية التي تحاول إبادتهم وتشريدهم وفق أكذوبة تاريخية خاصة بالإسرائيليين، وهو أمر يندى له جبين الإنسانية"، على حد قوله.
وفي جلسات أخرى ضمن منتدى "تي آر تي"، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن عالم اليوم متأثر بالتطورات التكنولوجية السريعة، مشيرا إلى أن المعلومات المضللة في وقت الأزمات تؤدي إلى اندلاع العنف.
وأضاف ألطون أن الرقمنة أعادت تشكيل قطاعات البث والإعلام، معتبرا أن وسائل الإعلام التقليدية تواجه منافسة شرسة مع عمالقة التكنولوجيا، خصوصا في ظل إمكانية استغلال أنظمة الذكاء الاصطناعي في تعميق وترسيخ المعلومات المضللة.
أما وزير المالية التركي محمد شيمشك فقال أمام المنتدى إن بلاده تفعل كل ما يلزم لخفض التضخم، مشيرا إلى أن النمو في تركيا يسير على قدم المساواة مع نظرائه في الاقتصادات الناشئة.
وأضاف شيمشك أن الاحتباس الحراري ليس وجهة نظر بل حقيقة نعيشها ستؤثر بلا شك في النمو الاقتصادي العالمي، مؤكدا أن التعامل مع كارثة التغير المناخي يحتاج إلى تحرك جماعي مشترك.
9 جلساتوعلى مدى يومين، بحث منتدى "تي آر تي"، في 9 جلسات بنسخته السابعة هذا العام، العديد من القضايا السياسية والإعلامية، من أبرزها "رؤية قرن تركيا.. تركيا كعنصر فاعل في بناء النظام العالمي"، و"حرب إسرائيل في غزة.. الأزمة الإنسانية وآفاق السلام"، و"عودة الجغرافيا السياسية.. المنافسات وإعادة التحالفات في القرن الجديد".
ومن القضايا الإعلامية التي ناقشها المنتدى، "الإعلام الحكومي في العالم الرقمي"، إضافة إلى "إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي"، و"الذكاء الاصطناعي الذي يعرف كل شيء.. إمكانات إبداعية أم كارثة مدمرة؟".
كما بحث أيضا قضية "العمل من أجل تعددية فعالة" بالأمم المتحدة، و"تمكين الإنسانية.. معالجة الأزمات الاجتماعية وعدم المساواة"، و"الارتباط بين الأمن الغذائي والمياه والطاقة".
وشارك في الجلسة الافتتاحية، أمس الجمعة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تساءل -في كلمته- "أين الصحف الغربية المشهورة إزاء ما يجري في غزة؟"، معتبرا أن ما وصفها بـ"عصابات الإعلام العالمي" تتغاضى عن الوحشية على أهل غزة، وتحاول أن تضفي شرعية على ارتكاب مجازر بحق الصحفيين بحجة أنهم من حماس.
وأشار إلى أن إسرائيل لم تقتل النساء والأطفال فقط، بل قتلت الإعلاميين أيضا، لافتا إلى أن أكثر من 70 إعلاميا قُتلوا في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهرين.
وكان لافتا ارتداء عدد من الحضور الكوفية الفلسطينية، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين وسكان غزة على وجه الخصوص.
كما عرض المنظمون في الجلسة الافتتاحية مقطع فيديو عن معاناة الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب، لتسليط الضوء على حجم الألم والدمار في القطاع.
يشار إلى أن منتدى "تي آر تي" في إسطنبول بدأ للمرة الأولى عام 2017، وضم أكثر من 8500 ضيف و651 متحدثا من العديد من البلدان على مدى 6 سنوات. كما اشتمل على 30 خطابا بروتوكوليا، و52 جلسة مفتوحة و59 اجتماع مائدة مستديرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القیم الإنسانیة مجلس الأمن تی آر تی إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
مجلس راشد بن حميد يستعرض دور الإعلام المستقبلي
نظم مجلس راشد بن حميد الرمضاني 2025، حلقة نقاشية تحت عنوان «الإعلام وصناعة المستقبل.. بين التأثير والمسؤولية»، بحضور عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام.
أدار الجلسة، الإعلامي أحمد اليماحي، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في المجال الإعلامي.
وشهدت الجلسة نقاشات ثرية حول مستقبل الإعلام في دولة الإمارات، وتمحورت الجلسة حول عدد من المحاور الرئيسية التي تشغل بال العاملين في القطاع الإعلامي، بدءاً من دور الإعلام الوطني في دعم قيم المجتمع الإماراتي وطموحاته، مروراً بتأثير المبادرات الإعلامية في تعزيز سمعة الدولة وتعميق علاقاتها الدولية، وصولاً إلى تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام وسبل مواجهة المواد المضللة.
وأشار الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حول تمكين الشباب وتأهيلهم بمهارات المستقبل وأنهم سفراء بلدهم، والتي وضعت نهجاً لمستقبل الشباب ومنهجاً لتفوقهم، مثنياً على دور المكتب الوطني للإعلام وما حققه من طفرة واضحة في قطاع الإعلام داخلياً وخارجياً بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أن دور الإعلام ليس مجرد مصدر للأخبار فقط، لكنه قوة مؤثرة تُشكل تطلعات الدول وممُكن رئيسي لطموحات المجتمعات، مشدداً على أن دولة الإمارات أولت قطاع الإعلام اهتماماً كبيراً من خلال توفير الدعم والإمكانيات التقنية الحديثة للعاملين بالقطاع من الإعلاميين وصانعي المحتوى، كما أوصى بضرورة الاستخدام الأمثل لمنصات التواصل الاجتماعي لمنفعة البلاد. وقال إن الدولة وفرت البنية التحتية الكاملة لجذب المستثمرين حول العالم، مشيراً إلى أهمية توفير الإحصائيات والمصادر الموثوقة ودراسات الجدوى وخطط التنمية المستدامة للجهات الاتحادية.
بدورها، أشادت عهود بنت خلفان الرومي، بمجلس راشد بن حميد الرمضاني ودوره في طرح القضايا والموضوعات المهمة بكل شفافية، مبينة أن أحد تلك القضايا هو الإعلام ودوره في صناعة المستقبل وسمعة الأوطان، والذي يُعد خياراً استراتيجياً للدولة في ظل المتغيرات العالمية.
من جهته، أكد عبدالله آل حامد، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تضع تمكين إعلام متطور على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أن الدولة شهدت خلال العقود الخمسة الماضية طفرة كبيرة في جميع القطاعات، وهي قفزة واكبتها تطورات نوعية شهدها قطاع الإعلام ومؤسساته.
وتطرق إلى قمة «بردج» BRIDGE، والتي أطلقها مؤخراً من العاصمة الأمريكية واشنطن والتي ستنطلق من أبوظبي في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025 المقبل، مشيراً إلى أن «بردج» مبادرة عالمية شاملة تسعى إلى استشراف مستقبل الإعلام وقيادة التحول في القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد العالمي عبر إنشاء منظومة ديناميكية وشاملة تُمكّن الإعلاميين، وتُرسخ الابتكار، وتدعم الصحافة المسؤولة في العصر الرقمي، مؤكداً أن عام 2026 هو عام جني ثمار تلك المبادرات الوطنية التي يتم إطلاقها خلال العام الحالي. وأوضح رئيس المكتب الوطني للإعلام أن المنظومة الإعلامية في مختلف دول العالم تشهد تغيرات متسارعة، الأمر الذي يوجب علينا مواكبة تلك التطورات والاستفادة من الابتكارات الحديثة، لتعزيز تنافسية الإعلام الوطني وترسيخ مكانته كمصدر موثوق يعكس رؤية الدولة وإنجازاتها، ويواكب تطلعات المجتمع بأسلوب مبتكر ومحتوى رصين.
ولفت رئيس المكتب الوطني للإعلام، إلى أن وسائل الإعلام الوطنية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز السمعة الإيجابية للدولة والتي رسخها الآباء المؤسسون طيب الله ثراهم وعلى النهج نفسه تسير قيادتنا الرشيدة، التي واصلت المسيرة برؤية استشرافية ونهج يقوم على الابتكار والتواصل الفاعل، الأمر الذي عزز مكانة الإمارات منارة للتقدم والانفتاح، وأكسبها ثقة العالم واحترامه.
وأكد أن توجيهات القيادة الرشيدة كانت دائماً نبراساً يعزز قيم الهوية الإماراتية في قطاع الإعلام، منوهاً بأن هذا الأمر تجلى بوضوح في النهج الإيجابي الذي اتبعه صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، حيث جسد محتواهم الصورة الحضارية للدولة، مشدداً على الدور المحوري للإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة، وتأثيرها في تطور المشهد الإعلامي، سواء في صياغة التشريعات أو تعزيز الوعي، الأمر الذي يجعلها أداة فعالة في مواجهة التضليل الإعلامي وترسيخ الحقائق. (وام)