يرى جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن العاصمة، أن إسرائيل معرضة لخطر كبير بالخسارة أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب توني كارون ودانييل ليفي في تحليل بمجلة "ذا نيشن" الأمريكية (The Nation) ترجمه "الخليج الجديد".

ألترمان اعتبر أن "مفهوم حماس للنصر العسكري يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد، فهي لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة إسرائيل".

وأضاف أنه "في هذا السيناريو، تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة (نحو 2.4 مليون فلسطيني) حولها بغضب وتساعد في انهيار حكومة السلطة الفلسطينية عبر ضمان أن ينظر الفلسطينيون إليها على أنها تابع ضعيف للسلطة العسكرية الإسرائيلية".

وأردف: "في الوقت نفسه، تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع (مع إسرائيل)، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا بسبب تجاوزات الجيش الإسرائيلي، ويندلع نقاش أمريكي حول إسرائيل، مما يؤدي إلى تدمير الدعم الحزبي الذي تتمتع به في الولايات المتحدة منذ أوائل السبعينيات".

وتسعى حماس إلى "استخدام قوة إسرائيل الأكبر بكثير لهزيمة إسرائيل نفسها، فقوتها تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية، وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس. وكل هذا يخدم أهداف حماس"، كما زاد ألترمان.

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

ومنذ ذلك اليوم، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

رسميا.. ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 17 ألفا و700 شهيد 

استكمال النكبة

وقال كارون وليفي إن "الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر تؤكد أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما، وهذا على الأرجح هو هدف حماس من شن هجومها. وقبل ذلك، كان كثيرون في القيادة الإسرائيلية يدعون علنا إلى استكمال النكبة (لعام 1948)، أي التطهير العرقي للفلسطينيين؛ والآن تضخمت  تلك الأصوات".

وأردفا أنه "عندما استأنفت إسرائيل هجومها العسكري وعادت حماس إلى إطلاق الصواريخ (بعد هدنة انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري) كان من الواضح أن حماس لم تُهزم عسكريا".

و"تشير المذبحة والدمار الشاملين اللذين أحدثتهما إسرائيل في غزة إلى نية لجعل القطاع غير صالح للسكن، والضغط لتهجير الفلسطينيين عبر كارثة إنسانية مدبرة عسكريا"، كما تابع كارون وليفي.

واستطردا: "والحقيقة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه قضى حتى الآن على أقل من 15% من قوة حماس القتالية".

ويُصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم احتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.

اقرأ أيضاً

مظاهرات في عواصم أوروبية وإسلامية دعما لغزة ورفضا للفيتو الأمريكي

ربط الفلسطينيين

"وتتمتع حماس بمنظور فلسطيني شامل، وليس منظورا خاصا بغزة، ولذلك قصدت أن يكون لـ7 أكتوبر تأثيرات تحويلية في جميع أنحاء فلسطين، عبر ربط نضالات الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وغزة وداخل إسرائيل (أراضي 1948)"، كما أردف كارون وليفي.

وتابعا: "والآن، تعمل إسرائيل على تسريع هذا الارتباط من خلال حملة قمع مذعورة ضد أي تعبير عن المعارضة بين مواطنيها الفلسطينيين".

وقالا إنه "ربما تكون إسرائيل والولايات المتحدة أقنعتا نفسيهما بأن العالم تجاوز المحنة الفلسطينية، ولكن الطاقات التي أطلقتها أحداث 7 أكتوبر تشير إلى أن العكس هو الصحيح، إذ ترددت أصداء دعوات التضامن مع فلسطين في شوارع العالم العربي".

و"وفي جميع أنحاء الجنوب العالمي وفي مدن الغرب، تحتل فلسطين الآن مكانا رمزيا باعتبارها تجسيدا للتمرد ضد النفاق الغربي ونظام ما بعد الاستعمار الظالم. ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق (2003)، لم يخرج هذا العدد الكبير من الملايين في أنحاء العالم إلى الشوارع للاحتجاج"، بحسب كارون وليفي.

ولفتا إلى أن "العديد من الدول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا قطعت علاقاتها مع إسرائيل، كما أدى القصف المتعمد للمدنيين ومنع الوصول إلى المأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية إلى إصابة العديد من حلفاء إسرائيل بالذعر".

واعتبرا أنه "عندما يناشد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إسرائيل أن تتوقف عن "قصف الأطفال"، فإنها معرضة لخطر خسارة أجزاء من الغرب، كما أصبح من الصعب على الدول العربية والإسلامية على المدى القصير الحفاظ على العلاقات (مع إسرائيل)، ناهيك عن توسيعها".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً

تدمير حماس ستار.. محلل أمريكي: إسرائيل قررت إخراج الفلسطينيين من المعادلة بالموت والتهجير

نفاق أمريكي

"كما أدى التلاعب برد فعل إسرائيل على أحداث 7 أكتوبر إلى تفجير فقاعة الأوهام الأمريكية المتمثلة في استعادة الهيمنة في الجنوب العالمي تحت عنوان "نحن الأخيار""، كما أضاف كارون وليفي.

وأوضحا أن "التناقض بين استجابة الولايات المتحدة للأزمتين الروسية الأوكرانية (غزو روسي لأوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022) والإسرائيلية الفلسطينية على التوالي أنتج إجماعا على وجود نفاق في قلب السياسة الخارجية الأمريكية".

كارون وليفي قالا إن "حماس حركة سياسية متعددة الأوجه متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، وتجسد اعتقادا أكدته عقود من الخبرة الفلسطينية بأن المقاومة المسلحة تشكل عنصرا مركزيا في مشروع التحرير الفلسطيني بسبب فشل عملية أوسلو (للسلام) والعداء المستعصي من جانب إسرائيل".

وشددا على أن "نفوذ وشعبية حماس نمتا مع استمرار إسرائيل وحلفائها في إحباط عملية السلام وغيرها من الاستراتيجيات السلمية لتحقيق التحرير الفلسطيني".

اقرأ أيضاً

جنرال إسرائيلي سابق: الحرب في غزة لن تنجح في القضاء على حكم حماس

المصدر | توني كارون ودانييل ليفي/ ذا نيشن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الحرب حماس خسارة أسباب فلسطين غزة مع إسرائیل اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

"القاهرة الإخبارية": اقتراب تسليم الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر لعائلاتهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت ولاء السلامين، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية من محيط سجن "عوفر"، بأن عمليات تسليم وتبادل الأسرى الفلسطينيين باتت وشيكة، موضحة أن الجانب الفلسطيني سيُسلّم ثلاث أسيرات من قطاع غزة للاحتلال الإسرائيلي، بينما تُنقل أسيرات أخريات من سجن "دامون" إلى سجن "عوفر"، استعدادًا لدمجهن مع الأشبال الفلسطينيين قبل الإفراج عنهن.

وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن عدد الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية يبلغ 85، منهن أربع أسيرات من قطاع غزة، بالإضافة إلى أسرى من الأشبال، مضيفة أن الأسرى، نساءً ورجالًا، سيتم تسليمهم لعائلاتهم في بلدة بيتونيا، حيث يقع سجن "عوفر" على الأراضي الفلسطينية.

وأكدت السلامين أن مراسم التسليم ستُنظم في بلدة بيتونيا بحضور عائلات الأسرى، وعدد من القوى الوطنية والإسلامية التي تستعد لاستقبالهم، في الوقت نفسه، لا تزال الحافلات التي ستنقل الأسرى داخل السجن تنتظر الإذن بالتحرك، وسط استعدادات مكثفة من جيش الاحتلال.

وأضافت المراسلة أن الاحتلال الإسرائيلي شدد إجراءاته الأمنية منذ بداية الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية، حيث زادت الحواجز الترابية والبوابات الإسمنتية، وتم نشر سبع كتائب إضافية في الضفة الغربية لتقييد حركة الفلسطينيين.

وأشارت إلى أن الأسيرات المفرج عنهن ينتمين لمناطق مختلفة، تشمل شمال وجنوب القدس المحتلة، بينما يُمنع الفلسطينيون من الاقتراب من المنطقة المحيطة بسجن "عوفر" حتى اللحظة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تفرج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين
  • خبير علاقات دولية: اتفاق الهدنة دفن مخطط إسرائيل بالتوسع في أرض فلسطين
  • القاهرة الإخبارية: اقتراب تسليم الأسرى الفلسطينيين
  • "القاهرة الإخبارية": اقتراب تسليم الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر لعائلاتهم
  • انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
  • صحفي يكشف الأسباب الحقيقة وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية
  • كيف تستعد إسرائيل لاستقبال أسراها وتحرير أسرى فلسطين؟
  • استئناف لحرب غزة بضمانات أمريكية.. نتانياهو يكشف الأسباب
  • تايمز أوف إسرائيل:لأول مرة .. إسرائيل تخسر حرباً
  • هيرست: الحرب على غزة خلقت جبهة عالمية لتحرير فلسطين