إسرائيل تخسر أمام حماس.. إليك الأسباب داخل فلسطين وخارجها
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
يرى جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن العاصمة، أن إسرائيل معرضة لخطر كبير بالخسارة أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب توني كارون ودانييل ليفي في تحليل بمجلة "ذا نيشن" الأمريكية (The Nation) ترجمه "الخليج الجديد".
ألترمان اعتبر أن "مفهوم حماس للنصر العسكري يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد، فهي لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة إسرائيل".
وأضاف أنه "في هذا السيناريو، تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة (نحو 2.4 مليون فلسطيني) حولها بغضب وتساعد في انهيار حكومة السلطة الفلسطينية عبر ضمان أن ينظر الفلسطينيون إليها على أنها تابع ضعيف للسلطة العسكرية الإسرائيلية".
وأردف: "في الوقت نفسه، تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع (مع إسرائيل)، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا بسبب تجاوزات الجيش الإسرائيلي، ويندلع نقاش أمريكي حول إسرائيل، مما يؤدي إلى تدمير الدعم الحزبي الذي تتمتع به في الولايات المتحدة منذ أوائل السبعينيات".
وتسعى حماس إلى "استخدام قوة إسرائيل الأكبر بكثير لهزيمة إسرائيل نفسها، فقوتها تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية، وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس. وكل هذا يخدم أهداف حماس"، كما زاد ألترمان.
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ ذلك اليوم، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
اقرأ أيضاً
رسميا.. ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 17 ألفا و700 شهيد
استكمال النكبة
وقال كارون وليفي إن "الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر تؤكد أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما، وهذا على الأرجح هو هدف حماس من شن هجومها. وقبل ذلك، كان كثيرون في القيادة الإسرائيلية يدعون علنا إلى استكمال النكبة (لعام 1948)، أي التطهير العرقي للفلسطينيين؛ والآن تضخمت تلك الأصوات".
وأردفا أنه "عندما استأنفت إسرائيل هجومها العسكري وعادت حماس إلى إطلاق الصواريخ (بعد هدنة انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري) كان من الواضح أن حماس لم تُهزم عسكريا".
و"تشير المذبحة والدمار الشاملين اللذين أحدثتهما إسرائيل في غزة إلى نية لجعل القطاع غير صالح للسكن، والضغط لتهجير الفلسطينيين عبر كارثة إنسانية مدبرة عسكريا"، كما تابع كارون وليفي.
واستطردا: "والحقيقة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه قضى حتى الآن على أقل من 15% من قوة حماس القتالية".
ويُصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم احتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.
اقرأ أيضاً
مظاهرات في عواصم أوروبية وإسلامية دعما لغزة ورفضا للفيتو الأمريكي
ربط الفلسطينيين
"وتتمتع حماس بمنظور فلسطيني شامل، وليس منظورا خاصا بغزة، ولذلك قصدت أن يكون لـ7 أكتوبر تأثيرات تحويلية في جميع أنحاء فلسطين، عبر ربط نضالات الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وغزة وداخل إسرائيل (أراضي 1948)"، كما أردف كارون وليفي.
وتابعا: "والآن، تعمل إسرائيل على تسريع هذا الارتباط من خلال حملة قمع مذعورة ضد أي تعبير عن المعارضة بين مواطنيها الفلسطينيين".
وقالا إنه "ربما تكون إسرائيل والولايات المتحدة أقنعتا نفسيهما بأن العالم تجاوز المحنة الفلسطينية، ولكن الطاقات التي أطلقتها أحداث 7 أكتوبر تشير إلى أن العكس هو الصحيح، إذ ترددت أصداء دعوات التضامن مع فلسطين في شوارع العالم العربي".
و"وفي جميع أنحاء الجنوب العالمي وفي مدن الغرب، تحتل فلسطين الآن مكانا رمزيا باعتبارها تجسيدا للتمرد ضد النفاق الغربي ونظام ما بعد الاستعمار الظالم. ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق (2003)، لم يخرج هذا العدد الكبير من الملايين في أنحاء العالم إلى الشوارع للاحتجاج"، بحسب كارون وليفي.
ولفتا إلى أن "العديد من الدول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا قطعت علاقاتها مع إسرائيل، كما أدى القصف المتعمد للمدنيين ومنع الوصول إلى المأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية إلى إصابة العديد من حلفاء إسرائيل بالذعر".
واعتبرا أنه "عندما يناشد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إسرائيل أن تتوقف عن "قصف الأطفال"، فإنها معرضة لخطر خسارة أجزاء من الغرب، كما أصبح من الصعب على الدول العربية والإسلامية على المدى القصير الحفاظ على العلاقات (مع إسرائيل)، ناهيك عن توسيعها".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
اقرأ أيضاً
تدمير حماس ستار.. محلل أمريكي: إسرائيل قررت إخراج الفلسطينيين من المعادلة بالموت والتهجير
نفاق أمريكي
"كما أدى التلاعب برد فعل إسرائيل على أحداث 7 أكتوبر إلى تفجير فقاعة الأوهام الأمريكية المتمثلة في استعادة الهيمنة في الجنوب العالمي تحت عنوان "نحن الأخيار""، كما أضاف كارون وليفي.
وأوضحا أن "التناقض بين استجابة الولايات المتحدة للأزمتين الروسية الأوكرانية (غزو روسي لأوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022) والإسرائيلية الفلسطينية على التوالي أنتج إجماعا على وجود نفاق في قلب السياسة الخارجية الأمريكية".
كارون وليفي قالا إن "حماس حركة سياسية متعددة الأوجه متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، وتجسد اعتقادا أكدته عقود من الخبرة الفلسطينية بأن المقاومة المسلحة تشكل عنصرا مركزيا في مشروع التحرير الفلسطيني بسبب فشل عملية أوسلو (للسلام) والعداء المستعصي من جانب إسرائيل".
وشددا على أن "نفوذ وشعبية حماس نمتا مع استمرار إسرائيل وحلفائها في إحباط عملية السلام وغيرها من الاستراتيجيات السلمية لتحقيق التحرير الفلسطيني".
اقرأ أيضاً
جنرال إسرائيلي سابق: الحرب في غزة لن تنجح في القضاء على حكم حماس
المصدر | توني كارون ودانييل ليفي/ ذا نيشن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل الحرب حماس خسارة أسباب فلسطين غزة مع إسرائیل اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
قيادي بحماس: لولا طوفان الأقصى لأصبحت فلسطين مثل الأندلس
ويعود إلى الفترة التي سبقت طوفان الأقصى، ويقول إن السنوار (أبو إبراهيم) مارس ما سماه الخداع الإستراتيجي على الاحتلال الإسرائيلي من خلال عدة خطوات، وكانت أبرزها "مسيرات العودة" التي بدأت عام 2017، وحققت أكثر من هدفها، الذي كان "فك الحصار".
ويوضح أن "مسيرات العودة" كانت ضربة استباقية من السنوار لمنع انفجار الفلسطينيين داخل المدن، حيث حرص أن يدفع بالناس الغاضبين باتجاه الحدود، ويشير نعيم إلى أن جهات إقليمية ودولية حاولت في تلك الفترة تفجير الأوضاع الداخلية في غزة حتى يثور الناس على حركة حماس.
وفي إطار الخداع الإستراتيجي الذي مارسه على الاحتلال، قرر الشهيد السنوار عام 2022 عدم الذهاب إلى معركة جديدة مع الاحتلال، كما قرر عدم مشاركة حركة الجهاد الإسلامي في المعارك التي خاضتها مع الاحتلال، رغم ما جلبه هذا الموقف من انتقادات لحماس.
ويقول ضيف "شاهد على العصر" إن الإسرائيليين قرؤوا المشهد على طريقتهم وهو: أن "غزة غير معنية بالتصعيد والحرب"، وأن "غزة مردوعة"، وهو ما كانت تظهره تقاريرهم.
ويكشف أنهم في حركة حماس كانوا يشعرون بضغط نفسي كبير بسبب بعض المشاهد في المسجد الأقصى، لكن الشهيد السنوار كان يدعوهم إلى الصبر قائلا لهم "الصبر.. نحن سنذهب إلى خطوة كبيرة، وسنوقف كل الكرة الأرضية على ساق".
إعلانوفي احتفال حركة حماس في غزة بذكرى التأسيس في ديسمبر/كانون الأول 2022، أصر أبو إبراهيم أن يكون شعار الاحتفال "آتون بطوفان هادر"، كما أصر في تصميم شعار الخلفية أن يضع المسجد الأقصى في الوسط، وجماهير الأمة قادمة باتجاه حاملة الأعلام العربية والإسلامية.
ويقول ضيف "شاهد على العصر" إنهم في الحركة لم يستوعبوا سبب إصرار الشهيد السنوار على وضع ذلك الشعار، مشيرا إلى أن "الراحل لم يمارس الخداع الإستراتيجي على الإسرائيليين فحسب وإنما مارسه على بعض المقربين منه أيضا".
أضرار إسرائيل جراء طوفان الأقصىوعن الضرر الذي ألحقه طوفان الأقصى بإسرائيل، يقول نعيم إن الضرر الذي حدث للاحتلال يوازي خسار الفلسطينيين، فلأول مرة كان الجانب الفلسطيني هو من يحدد مكان وموقع وساعة المعركة، ويضرب العدو في أحد أهم أسس نظريته الأمنية وهو الردع.
كما أن طوفان الأقصى زعزع نظرية أن إسرائيل هي واحة الأمن والأمان لليهود، وضرب مخطط أن تتسيد إسرائيل وتصبح هي شرطي المنطقة نيابة عن الولايات المتحدة الأميركية، حيث أظهر طوفان الأقصى أنها غير قادرة حتى على السيطرة على بيت لاهيا في قطاع غزة.
وبينما كان الاحتلال يصور نفسه -يضيف المسؤول في حماس- على أنه "دولة مدنية ديمقراطية تحمل قيم الغرب"، بات هناك إجماع دولي على الأقل على المستوى الشعبي بأن "إسرائيل هي كيان مجرم وإرهابي ويمارس الإبادة الجماعية"، وصدر طلب اعتقال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
ومن الإنجازات التي حققها طوفان الأقصى أنه أدى إلى انهيار الجيش الإسرائيلي وإلى حدوث حالة تفكك بداخله، ويؤكد نعيم أن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لن تعود لما كانت عليه قبله.
من جهة أخرى، يوضح نعيم أن "السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضرب مسار التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية ضربة قاسمة"، مشيرا إلى أن "أي حاكم عربي سيجد صعوبة في استئناف هذا المسار".
إعلانوفي السياق نفسه، يعتبر أن "اتفاقات أبراهام بين إسرائيل وبعض الدول العربية تعد انقلابا على قيم وموروثات المنطقة".
وعن أهمية طوفان الأقصى، يشدد القيادي في حماس -في شهادته الثانية والأخيرة- على أن طوفان الأقصى جاء في موعده "ولو تركنا الأمر أشهرا فقط كنا سنذهب لشطب المنطقة وفلسطين ستصبح مثل الأندلس".
8/3/2025