اليمن يكبّل واشنطن في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
مستوى الإسناد اليمني لغزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي صار واضحًا. صواريخ ومسيّرات تتهافت نحو مواقع جنوب الكيان، وهو عامل مؤثر في أم الرشاش، وملاحقة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب إن توقيفًا أو استهدافًا.
منذ السيطرة على أولى السفن، حددت صنعاء الهدف بالسفن الإسرائيلية فقط، وأعلنت بشكل واضح أن الممر البحري الاستراتيجي في باب المندب هو آمن أمام الملاحة الدولية، وهي نقطة جوهرية.
واشنطن، التي تدير الحرب على غزة عبر إسناد الكيان عسكريًا وسياسيًا وجدت نفسها أمام معضلة صعبة بحرًا.
مارس الأمريكيون تهويلًا على صنعاء، وعملت على محاولة إشعال بعض الجبهات الداخلية، وكذلك التهويل باستئناف العدوان السعودي الأمريكي، وتعطيل مسارات التفاوض، لكن ذلك لم يغير من الموقف اليمني المساند لغزة، ووجد الأمريكيون أنفسهم أمام طريق مسدود.
يصف الأمريكيون، كما عبّر أكثر من مسؤول بينهم جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي تحرك أنصار الله بالمتهور، وهو وصف يعكس حجم الإرباك في واشنطن.
مسؤولون أمريكيون، كشفوا لـ “بوليتيكو”، عن نقاش كبير داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية الرد، ليخلصوا إلى أن الرد المباشر من قبلهم ليس منطقيًا، وهو ما يقصد به أنهم لم يتعرضوا لضربات يمنية، وأن صنعاء حصرت المسألة بالسفن الإسرائيلية، مع تأكيد بأن أي تدخل من جهة ثانية سيعني توسيع الرد والاستهداف، وهذا ما لا تريده واشنطن لأنه سيعني تدخلًا مباشرًا لن تقف الردود عليه عند اليمنيين، وبالتالي إن انفلات الأمور سيصبح أقرب، خصوصًا أن الأمريكيين يتعرضون لضربات مباشرة من قبل المقاومة العراقية في العراق وسوريا، ويعملون على احتوائها قدر الممكن.
نجحت صنعاء في فرض معادلة جوهرية، من جهة هي تؤثر على اقتصاد العدو الإسرائيلي، ومن جهة أخرى تؤثر في صناع القرار في مجلس حرب العدو، الذي تتسع التحديات أمامه شمالًا وجنوبًا من الغلاف حتى إيلات.
في الخلاصة، إن الأمريكيين معنيون بإيجاد حلول “رادعة” لكنهم عاجزون عن ابتكار الأدوات والأساليب، وخطوة مرافقة بوارجهم للسفن الإسرائيلية لن تمنع الاستهداف، بل تعرضهم لخطر الاستهداف، وصنعاء تكتفي حتى الساعة بالرسائل النارية التحذيرية اتجاههم.
إن تصوير ما يجري في البحر الأحمر على أنه تهديد للملاحة الدولية ساقط لاعتبار أن حركة السفن اعتيادية ولا يتم التعرض لها، وهو يسقط المبررات الأمريكية. وصنعاء، بإدارتها المدروسة لهذه المعركة، كبلت الأيدي الأمريكية وحشرتها في زاوية واحدة وهي الضغط على “تل أبيب” لوقف العدوان على غزة.
يبقى القول إن واشنطن تستشعر خطرًا بحريًا مستقبليًا اتجاهها مصدره اليمن، لأن من يدير اللعبة لا يرضخ للتهديد ولديه جرأة الإقدام، وهو قد يصرف شيئًا منه فيما يتعلق بالحصار المفروض عليه، في المستقبل.
موقع العهد الاخباري / خليل نصر الله
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الصناعات الجلدية في اليمن.. هدفها الرئيس إحياء الموروث الشعبي القديم
المناطق_واس
تتزاحم النساء اليمنيات داخل ورش صغيرة لأعمال الجلود المعقدة، وسط ضجيج آلات الحياكة في مركز للحفاظ على التراث الشعبي، بهدف بث إكسير الحياة في التراث الثقافي الثري في اليمن، وفي نفس الوقت تمكين المجموعات المحلية وخاصة من النساء والأسر عن طريق توفير سبل عيش مستدامة.
أخبار قد تهمك «مسام» ينتزع 48,705 لغم وذخيرة غير منفجرة خلال 2024 في اليمن 31 ديسمبر 2024 - 11:14 صباحًا معمر الإرياني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت.. وعلى اليمنيين استغلال الفرصة لاستعادة عاصمتهم وأرضهم 9 ديسمبر 2024 - 2:23 مساءً
وتقول نسرين الحباري رئيسة أحد المراكز: “الهدف الرئيس لنا إحياء التراث اليمني وترك طابع يمني محلي يعبر عن هويتنا اليمنية، ثم تدريب أكبر قدر ممكن من النساء ومن الأسر المنتجة في هذا المجال”.
وحولت أمل الشوتري، وهي مدربة حرف يدوية، شغفها إلى إنتاج، عبر رحلة استمرت خمسة أعوام، حيث تتقن صناعة الجلود المعقدة، وتنتج مجموعة متنوعة من السترات إلى حقائب الكمبيوتر المحمول، وبدأت بعد ذلك في تدريب حرفيات طموحات أخريات.
وتبحث الشوتري عن حرفيين مهرة يمكنهم تدريب فريقها في هذه العمليات الأولية المهمة، ومع وجود معمل واحد فقط لجلود الأبقار، فإن الحرفيات ليس لديهن سوى خيارات ضئيلة، مما يجبرهن على العمل بأي مواد متاحة.
وكشف محمد قشاشة، وهو حرفي وتاجر في سوق صنعاء القديمة، عن سياق آخر للبنية التحتية لصناعة الجلود في اليمن، مسلطًا الضوء على عدم وجود مدابغ محلية في صنعاء، كونهم جيوب مسدسات وغمد الخنجر اليمني والأحزمة وغيرها من المستلزمات التراثية.
وتتوارث الأسر اليمنية عبر الأجيال فن تحويل جلود الحيوانات إلى منتجات جلدية جميلة الشكل، لكن العقد الماضي الذي شهد اضطرابًا باليمن هدد بقاء التراث العريق.. وبالتفاني وروح المبادرة تدعم هؤلاء النساء اليمنيات أسرهن ومجتمعاتهن وتحافظن على بقاء فن قديم.