مفاوضات بين الرئيسين الروسي والإيراني.. هل ستكون هناك جبهة ثانية؟
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
نشر موقع "تسار غراد" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الروسي ونظيره الإيراني في السابع من الشهر الجاري في موسكو.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تفاوضا خلف أبواب مغلقة لأكثر من 5 ساعات.
وينقل الموقع عن مراقبين أن الزعيمين ظهرا سعداء للغاية بعد انتهاء المحادثة دون الكشف عن تفاصيل المفاوضات.
وفي هذا الصدد، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف: "جرت محادثة موضوعية للغاية، وقدم الوزراء تقارير عن توجهاتهم، محددين المشاكل والحلول المتاحة وما يجب القيام به لتسريع تطوير التعاون".
وكشف بيسكوف عن موضوعين ناقشهما الرؤساء قائلا: "تبادل الزعيمين وجهات النظر حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي المقام الأول العلاقات الثنائية لشراكة متعددة الأوجه، ومزامنة المراقبة على الشؤون الدولية الأخرى. بالإضافة إلى موضوع التفاعل والتعاون في إطار أوبك بلس والقرارات التي تم ذكرها في إطار أوبك بلس خلال المفاوضات مع الإيرانيين".
وفي المقابل؛ كتب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي :"ركزت معظم المفاوضات على القضية الفلسطينية. وقد شدد الطرفان على ضرورة الوقف الفوري للحرب والإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، ووضع حد للترحيل القسري لسكان غزة، والفتح الفوري لمعبر رفح للسماح بإرسال مساعدات إنسانية واسعة النطاق في جميع أنحاء غزة. وتدرس روسيا اتخاذ مبادرة".
ماذا يمكننا أن نخمن؟
وأوضح الموفع أنه استنادًا إلى هذا بات واضحًا أن روسيا تدرس إمكانية طرح مبادرات للتسوية السلمية في فلسطين. في الحقيقة إن موقف روسيا حيال هذه القضية معروف ويتمثل في تأييدها قيام دولتين لشعبين، أي الحفاظ على دولة إسرائيل وإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة كاملة العضوية، دولة فلسطينية وفقًا لقرار الأمم المتحدة طويل الأمد، جازمة أنه لا توجد طريقة أخرى لإنهاء الحرب التي لا نهاية لها.
في المقابل؛ يتناقض هذا القرار مع تصريحات السياسيين الإسرائيليين، الذين توصلوا إلى الحل النهائي للقضية الفلسطينية والمتمثل في الإبادة الجماعية السافرة لسكان غزة، والوعود باحتلال غزة واقتراحات طرد جميع سكانها إلى أي مكان في العالم.
وبين الموقع أن وحدة مواقف روسيا وإيران تضع الولايات المتحدة والغرب في موقف حرج. منذ بداية الحرب في غزة وضعت حركة حماس وحركة حزب الله وإيران وروسيا على نفس المستوى. ومع ذلك؛ لم يتوقع الغرب إجراء روسيا وإيران مشاورات فعلية بشأن المشكلة الفلسطينية وتطوير موقف مشترك وتنسيق تحركاتهم.
ويشير الموقع إلى ترويج وسائل الإعلام الغربية لفكرة تواجد مدربين روس في صفوف القوات المستعدة في الوقت الراهن لخوض معركة شمال الحدود الإسرائيلية. وحتى في ظل غياب ذلك، يمكن القول إن الحرب في فلسطين أصبحت الجبهة الثانية في معركة التحرير الوطني التي تخوضها روسيا ضد الغرب الموحد. ومع ذلك، فإن الجبهة الثانية لا تقتصر على القرارات العسكرية والسياسية والمناقشات والتصريحات الدبلوماسية بل لهذه الجبهة بعد اقتصادي أعمق بكثير.
ولفت الموقع أنه في الحقيقة، تعني مسألة التفاعل والتعاون ضمن أوبك بلس بتدمير سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها على سوق الطاقة.
وفي هذا السياق؛ ظلت وسائل الإعلام الغربية تشكو لعدة أسابيع من فشل سياسة "سقف السعر" التي فرضت على روسيا. وبحسب وكالة بلومبرغ، حققت روسيا من صادرات النفط خلال فترة "سقف الأسعار" إيرادات تجاوزت ما كانت عليه قبل فرض هذه السياسة.
ومن خلال العمل مع إيران وتنسيق الجهود مع السعودية والإمارات؛ يمكن لروسيا قلب سوق السلع الأساسية رأساً على عقب وخلق وضع في الاقتصاد العالمي؛ يكون من الصعب خلاله الحديث عن "عزل روسيا" ويفتح الباب لعزل "الولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين".
ونقل الموقع عن وكالة "رويترز" قولها: "عند افتتاح المحادثات في موسكو، لم يذكر الزعيمان الروسي ولا الإيراني التعاون العسكري المتزايد بين طهران وموسكو".
وفي ختام التقرير؛ نوه الموقع بأن الجانبان ناقشا آفاق التعاون الاقتصادي في قطاع النفط والغاز، العنصر الذي يدرك الغرب أنه في الوقت الراهن أكثر أهمية من التعاون العسكري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني غزة روسيا إيران غزة روسيا سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بعد محادثات الولايات المتحدة وروسيا.. من هما المرشحان للسفارتين في موسكو وواشنطن؟
سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء على الاسمين المرشحين لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في العاصمة الروسية موسكو، وسفير روسيا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن موسكو وواشنطن اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية عقب المفاوضات التي جمعت الطرفين في الرياض.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال كلمة ألقاها في مجلس الدوما يوم الأربعاء: "لقد بدأت العلاقات تبتعد عن حافة الهاوية التي كادت إدارة بايدن تدفعها نحوها، لكن هذه ليست سوى الخطوات الأولى".
وأضاف أن "الأجواء إيجابية والنوايا صادقة، وسنرى كيف يتطور الوضع أكثر، وما هي القرارات التي سيتم اتخاذها".
وتابع لافروف: "المسألة الأكثر إلحاحًا، هي سرعة تعيين سفير روسيا في الولايات المتحدة، وسفير الولايات المتحدة في روسيا، فضلا عن إزالة العقبات التي وُضعت على مدى سنوات عديدة، وخاصة من إدارة بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، والتي أعاقت بشكل كبير عمل بعثاتنا الدبلوماسية".
من يكون السفير الأمريكي الجديد في روسيا؟
ذكر الموقع أن السفيرة الأمريكية الحالية في روسيا لين تريسي استلمت مهامها في روسيا منذ كانون الثاني/ يناير 2023، خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وكانت تريسي تشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة في أرمينيا منذ 2019 وإلى غاية كانون الأول/ ديسمبر 2022، وكانت تمارس مهامها أثناء أزمة إقليم كاراباخ في سنة 2020.
وأكد الموقع أنه من المرجح أن يرأس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في موسكو خلال الفترة القادمة المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند.
ووصفت وكالة أنباء نوفوستي على تطبيق "تلغرام" هذا التعيين بأنه "تخفيف للتصعيد"، وأضافت: "بدلًا من لين تريسي، التي لم تتعاون مع وزارة الخارجية الروسية.. سوف يتم إرسال الدبلوماسي ريتشارد نورلاند من ليبيا إلى روسيا بعد أن فشل في محاولاته لمواجهة نفوذ مجموعة فاغنر في منطقة الساحل".
وتابعت الوكالة "في بداية مسيرته، بذل نورلاند جهودًا لتدريب المقاتلين الشيشان وغيرهم من المسلحين القوقازيين، لكنه فقد خبراته منذ ذلك الحين. تعيين العجوز نورلاند بدلًا من شابة قادمة من دائرة الاستخبارات هو إشارة على أن روسيا لم تعد تثير اهتمام الولايات المتحدة على المدى الطويل".
من يكون سفير روسيا لدى الولايات المتحدة؟
أشار الموقع إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان قد أعلن قبل محادثات الرياض أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على عودة طاقم السفارتين في موسكو وواشنطن.
وقال روبيو في هذا الصدد: "إذا كانت هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام من خلال التعامل مع الروس، سنحتاج إلى سفارات ناشطة في موسكو وواشنطن".
ونقل الموقع عن مصدر في مجلس الدوما قوله لوكالة إنترفاكس في 19 شباط/ فبراير، إن استلام أوراق اعتماد السفير الروسي الجديد في واشنطن من المتوقع أن تصدر في وقت قريب جدا.
وحسب المصدر ذاته، فقد تمت مناقشة هذه القضية باعتبارها "محورية" خلال محادثات الرياض.
وفي وقت سابق، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن موسكو قد حددت بالفعل مرشحها لمنصب السفير الجديد في الولايات المتحدة، وهي بانتظار موافقة واشنطن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في برنامج 60 دقيقة عبر قناة "روسيا 1" الحكومية، إن الولايات المتحدة ترحب بالترشيح الذي قدمته موسكو.
وأفادت مصادر صحيفة "كوميرسانت" أن المرشح الأقرب لمنصب سفير روسيا في واشنطن هو مدير إدارة أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، السفير السابق لدى كندا ألكسندر دارتشيف، لكن لم يتم الإعلان عن اسمه رسميًا حتى الآن.
وختم الموقع بأن دارتشيف يبلغ من العمر 64 عاماً، ويعمل في السلك الدبلوماسي منذ سنة 1992.