اكتشاف طريقة تجعل القلب يصلح نفسه بنفسه بعد التلف
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تعمل بطاريات طبيعية صغيرة منشطة للقلب وتحافظ على نبض هذا العضو الحيوي 100 ألف مرة في اليوم حيث يضخ 2000 جالون من الدم في جميع أنحاء الجسم البشري.
ولكن عندما تموت تلك البطاريات، وهي خلايا عضلة القلب تسمى الخلايا العضلية القلبية (Cardiomyocyte)، فقد يكون الضرر مدمرًا. عادةً ما يكون الضرر الذي يلحق بعضلة القلب دائمًا، مما يجعل القلب غير قادر على ضخ الدم كما ينبغي.
هذا هو موضوع دراسة جديدة أجراها فريق يضم اثنين من أطباء الصحة التابعين لجامعة جنوب فلوريدا والذين نشرا نتائج بحثهما في مجلة Circulation، المجلة الرائدة لجمعية القلب الأميركية.
قال دا تشي وانغ، مدير مركز الطب التجديدي في معهد القلب الصحي التابع لجامعة جنوب فلوريدا وكلية "مورساني" للطب "إصابة مثل النوبة القلبية تؤدي إلى خسارة هائلة في الخلايا العضلية القلبية، ولا يمكنك تجديدها. لذا، فإن السؤال هو كيفية جعل القلب يصلح نفسه بنفسه".
كانت دراسة إصلاح القلب موضوعًا ثابتًا في مختبر أبحاث الدكتور وانغ، الذي انتقل مؤخرًا إلى جامعة جنوب فلوريدا من كلية الطب بجامعة هارفارد حيث كان أستاذًا يعمل في مستشفى بوسطن للأطفال. وهو أحد كبار مؤلفي الدراسة.
تتناول الورقة كيف أن أنشطة الميتوكوندريا، الموجودة داخل خلايا عضلة القلب، حيوية في إصلاح القلب التالف وحتى في منع النوبات القلبية أو أمراض الشريان التاجي في المستقبل.
وقال الدكتور جون مابلي، وهو مؤلف آخر للدراسة وأستاذ مشارك في الطب الباطني في كلية "مرساني" للطب وعضو في مركز الطب التجديدي ومعهد القلب الصحي التابع لجامعة جنوب فلوريدا، إن"العنصر الأساسي في هذه الدراسة هو الارتباط بتجديد القلب. إذا كنت تريد أن يعمل قلبك حتى التسعينيات من عمرك، فسيكون هذا مفيدًا لك أنت أو أي شخص يعاني من مرض القلب أو أصيب بنوبة قلبية".
الخلايا العضلية القلبية هي اللبنات الأساسية لأنسجة القلب وهي ضرورية لوظيفة القلب الطبيعية. نظرًا لأن القلب ينقبض باستمرار، فإنه يتطلب كمية هائلة من الطاقة، التي تنتجها الميتوكوندريا، وهي الهياكل تحت الخلوية الصغيرة التي يشار إليها غالبًا باسم قوة الخلية. نظرًا لأن تخليق بروتين الميتوكوندريا أمر بالغ الأهمية لبنية القلب، فضلاً عن وظيفة القلب الطبيعية، فقد ركز المؤلفون الكثير من دراستهم على كيفية تأثير تغيير توازن بروتين الميتوكوندريا على صحة القلب.
وأضاف الدكتور مابلي "تنقبض عضلة القلب منذ النمو المبكر حتى يوم وفاتك. لذا، فهي تتطلب قدرًا هائلاً من الطاقة لتعمل. وهذا ما توفره الميتوكوندريا، إنها مثل البنزين الذي تحتاجه لتشغيل سيارتك".
إن أهمية الميتوكوندريا في وظائف القلب الطبيعية معروفة جيدًا وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى حدوث تغييرات في استقلاب الميتوكوندريا مع بعض أشكال أمراض القلب. تطور هذا العمل من دراسة سابقة أجرتها هذه المجموعة. لقد أظهروا أن فقدان بروتين يسمى MRPS5 في القلب النامي يؤدي إلى عيوب القلب وموت الجنين. أدى فقدان هذا الجين في مراحل ما بعد الولادة إلى تضخم القلب والفشل في نهاية المطاف. وقد تبين أن سبب هذه التشوهات القلبية ينبع من خلل في الاتصال بين الميتوكوندريا ونواة الخلية.
في هذه الدراسة الجديدة، فحص الباحثون آثار انخفاض البروتين MRPS5، بدلًا من فقدانه بالكامل، على تكاثر الخلايا العضلية القلبية. يمكن أن يؤدي الضرر الكبير الناجم عن إصابة القلب، غالبًا نتيجة لأزمة قلبية حادة، إلى فشل القلب لأن القلب لم يعد قادرًا على الانقباض بشكل طبيعي. وذلك لأن الأنسجة التالفة في عضلة القلب البالغة، وهي الطبقة العضلية للقلب، غير قادرة على إصلاح نفسها بعد الإصابة.
وجد هؤلاء العلماء أن الانخفاض الطفيف في نشاط الميتوكوندريا في القلب البالغ يمكن أن يسهل عملية تجديد القلب بعد إصابته، مما قد يؤدي إلى طريقة جديدة لعلاج النوبات القلبية وأمراض القلب الأخرى.
وقال الدكتور وانغ: "نأمل أن نعمل مع صناعة الأدوية وأن نتعلم كيفية حماية القلب أو إصلاحه من التلف بشكل أفضل. في الوقت الحالي، لا يستطيع الأطباء فعل الكثير إلا في حالة النوبة القلبية. هذا النهج يمكن أن يساعد القلب على النمو مرة أخرى إلى وضعه الطبيعي. وقد نكون قادرين على إعادة نمو القلب أو إصلاحه باستخدام نهج العلاج الجيني".
يمكن أن يؤدي هذا إلى طريقة جديدة لعلاج أمراض القلب للسماح للقلوب الأكبر سنا "بالاستمرار في النبض". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القلب الطب التجديدي نوبة قلبية جنوب فلوریدا عضلة القلب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية فرنسا يدعو العراق للنأي بنفسه عن النزاعات الإقليمية
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو العراق إلى عدم الانجرار إلى النزاعات الإقليمية، كما أعرب من بغداد عن دعم بلاده للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال بارو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين ببغداد "من الضروري عدم انجرار العراق إلى نزاعات لم يخترها"، مشيدا بـ"جهود الحكومة العراقية للحفاظ على استقرار البلاد".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا تعرف عن عصابة "تران دي أراغوا" التي يهاجمها ترامب بشراسة؟list 2 of 2هل تفعلها إيران وتفكك النووي والصواريخ وشبكة الحلفاء لتفادي الحرب؟end of listوأضاف الوزير، الذي يقوم بجولة إقليمية تشمل كذلك الكويت والسعودية، "نحن على قناعة بأن العراق حين يكون قويا ومستقلّا يشكّل مصدر استقرار لكلّ المنطقة المهددة" بحرب غزة، "وباستمرار أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".
ورغم بعض التوتّرات التي شهدها العراق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمكّنت بغداد من الحفاظ على استقرار نسبي وتجنب الدخول في النزاع بشكل مباشر.
وفي إطار تضامنها مع الفلسطينيين منذ بدء العدوان تبنت "المقاومة الإسلامية في العراق" إطلاق عشرات الصواريخ على قواعد للتحالف الدولي في العراق وسوريا، وكذلك طائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل، ومع ذلك ظلّت حكومة بغداد تدعو إلى عدم التصعيد، وعملت على تجنيب البلد حربا مفتوحة.
من جانبه شدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة الوصول إلى نتائج وتفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران خلال المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي لطهران لإبعاد المنطقة عن خطورة الحرب.
والتقى بارو في وقت لاحق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي رحّب وفق بيان صدر عن مكتبه، بـ"الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون" للمرة الثالثة إلى العراق، دون أن يحدد موعدها.
إعلانويتوجه الوزير الفرنسي بعد ظهر الأربعاء إلى إقليم كردستان العراق، حيث سيجتمع بمسؤولين أكراد، قبل أن يغادر الخميس إلى الكويت ثمّ السعودية، وتهدف زيارته كذلك إلى إعادة التأكيد على التزام فرنسا بمواصلة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والمنطقة، في إطار التحالف الدولي.
غزةمن جهة أخرى، أعرب الوزير الفرنسي عن دعم بلاده للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ أكثر من 19 شهر.
وتسعى فرنسا من خلال جولة بارو لحشد الدعم لتنظيم مؤتمر دولي حول حل الدولتين في يونيو/حزيران المقبل، أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في 9 أبريل/نيسان الجاري، حين أعلن أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة.
وقال بارو في المؤتمر الصحفي اليوم إن أفق حل الدولتين هو الكفيل بإحلال السلام والأمن، وشدد على ضرورة وضع حل سياسي في غزة ودخول المساعدات الإنسانية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.