بعد الفيتو الأمريكي.. إسرائيل تكثف تهجير سكان خان يونس
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
طالبت إسرائيل السكان بمغادرة وسط مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، السبت، وقصفت القطاع من الشمال إلى الجنوب بعد استخدام الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن، لرفض طلب بوقف إطلاق النار.
ومنذ انهيار الهدنة في مطلع الشهر الجاري، وسعت إسرائيل حملتها البرية في جنوب قطاع غزة باقتحام مدينة خان يونس الرئيسية.
ونشر المتحدث باسم إسرائيل بالعربية خريطة على منصة إكس توضح 6 مناطق تحمل أرقاماً في خان يونس طُلب من سكانها إخلاؤها "بشكل عاجل". وشملت الخريطة أجزاء من وسط المدينة لم تخضع لهذه الأوامر من قبل.
وأصدرت إسرائيل تحذيرات مماثلة في الأسبوع الماضي قبل اقتحام شرق المدينة. وقال السكان إنهم يخشون أن تكون الأوامر الجديدة إيذانا بهجوم آخر.
#عاجل نداء عاجل إلى سكان أحياء الكتيبة والمحطة ووسط المدينة في محافظة #خان_يونس في البلوكات رقم 47, 55, 104-106:
⭕️ندعوكم إلى اخلاء أماكن تواجدكم بشكل عاجل نحو المآوي المعروفة غرب مدينة خان يونس.
⭕️نذكركم أننا نشرنا خريطة المناطق (البلوكات) التي تقسم القطاع إلى مناطق وأحياء… pic.twitter.com/BSXU2NU9bK
وقالت زينب خليل، 57 عاماً، التي نزحت مع 30 من أقاربها وأصدقائها في خان يونس قرب شارع جلال حيث أمرت إسرائيل السكان بالمغادرة: "قد تكون مسألة وقت قبل أن يقتحموا منطقتنا أيضا. كنا نسمع القصف طوال الليل".
وتابعت "لا ننام بالليل، نظل صاحيين، نحاول ننيم الأطفال، نظل صاحيين من الخوف من قصف المكان فنضطر نركض ونحن نحمل الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى وهي: كيف نطعم الأولاد"؟.
وأجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الغالبية العظمى من سكان غزة وعددهم 2.3 مليون على ترك منازلهم، ونزح العديد منهم مرات.
ومع احتدام القتال في القطاع، يقول السكان ووكالات الأمم المتحدة إن لا مكان آمن للجوء إليه، رغم أن إسرائيل تشكك في ذلك.
وتمنع إسرائيل سكان غزة من سلوك الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب، وتدفعهم بدل ذلك نحو ساحل البحر المتوسط.
وفي خان يونس، وصلت جثث قتلى وتدفق الجرحى خلال الليل إلى مستشفى ناصر. وهرع مسعف من سيارة الإسعاف وهو يحمل جسد طفلة ترتدي زياً وردياً. وفي الداخل، كان الأطفال الجرحى يبكون ويتلوون من الألم على الأرض بينما تسارع طواقم التمريض لتهدئتهم. وفي الخارج كانت الجثث مصفوفة وملفوفة بأكفان بيضاء.
آلاف المفقودينوأبلغ مستشفى ناصر، ومستشفى الأقصى في دير البلح عن مقتل 133 شخصاً وإصابة 259 آخرين في الساعات الـ24 لترتفع الحصيلة الرسمية إلى ما يقرب من 17700، وفق وزارة الصحة في القطاع، بالإضافة إلى آلاف آخرين في عداد المفقودين يُعتقد أنهم لاقوا حتفهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة: "نعتقد أن عدد الشهداء تحت الأنقاض قد يكون أكبر من الذين استقبلتهم المستشفيات".
واتهم عاملون بالقطاع الطبي في شمال غزة، حيث تدور بعض أعنف المعارك، إسرائيل باستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وقال أحد المسعفين في حي الشجاعية بغزة لرويترز إن طواقم الإسعاف لا تتمكن في كثير من الأحيان من الاستجابة للمكالمات من الجرحى.
Reuters, not the Onion. pic.twitter.com/kNBqrl7Uos
— Zachary Al-Khatib (@ZaKhatib) December 4, 2023وأضاف المسعف، الذي طلب حجب هويته "هذا يؤلم قلوبنا، لكننا حاولنا من قبل في الأيام الماضية التوجه إلى هناك وتعرضت فرقنا لإطلاق نار إسرائيلي".
وتابع قائلاً: "نعتقد أن هناك شهداء في بعض المناطق شرقي الشجاعية وبعض الأماكن الأخرى لكن لا يستطيع أحد الدخول".
وقال مدير في مستشفى العودة محمد صالحة، إن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى لأيام بالدبابات، وأطلقت النار على الذين حاولوا الدخول أو الخروج. وأضاف أنهم قتلوا امرأة بالرصاص في الشارع وعاملاً في المستشفى كان يقف عند نافذة.
وقالت وزارة الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص اثنين من الطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة أيضاً السبت.
كما جاء في المؤتمر الصحفي اليومي للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة "الاحتلال الاسرائيلي يستمر في حصار مستشفى كمال عدوان والعودة شمال قطاع غزة وخلال الساعات الماضية أقدمت قناصة الاحتلال التي تحاصر مستشفى العودة على قتل اثنين من الكوادر الصحية وقتل وجرح العديد من النساء الحوامل عند وصولهن للمستشفى للولادة".
ولم يرد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على تقارير إطلاق النار على سيارات الإسعاف والمستشفيات. واتهم الجيش حماس في السابق بإخفاء مقاتلين في منشآت طبية وهو ما نفته الحركة.
#BREAKING United States vetoes Security Council draft resolution that would have demanded an immediate humanitarian ceasefire in Gaza, and immediate and unconditional release of all hostages
VOTE
In Favour: 13
Against: 1 (US)
Abstain: 1 (UK) pic.twitter.com/hY0YcJ1JKF
في تصويت في الأمم المتحدة الجمعة، أيد 13 من أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
واستخدمت واشنطن الفيتو ضده بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت. وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السبت، عن تقديره لاستخدام واشنطن حق النقض.
وقال نتانياهو: "يجب على الدول الأخرى أن تدرك أيضاً أنه من المستحيل دعم القضاء على حماس من جانب والدعوة إلى إنهاء الحرب من جانب آخر، الأمر الذي سيمنع القضاء على حماس".
وتقول إسرائيل إنها تحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين بتزويدهم بخرائط توضح المناطق الآمنة، وتلقي باللوم على حماس في التسبب في مقتل المدنيين بالاختباء بينهم، وهو ما ينفيه مقاتلو حماس.
ويقول الفلسطينيون إن الحملة تحولت إلى حرب في إطار سياسة الأرض المحروقة للانتقام من سكان القطاع. وقالت واشنطن إنها طلبت من إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في المرحلة المقبلة من الحرب. لكن واشنطن تواصل دعم إسرائيل في إصرارها على أن وقف إطلاق النار لن يفيد سوى حماس.
وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود، أمام مجلس الأمن: "لا نؤيد دعوة هذا القرار إلى وقف غير مستدام لإطلاق النار لن ينتج عنه سوى زرع بذور الحرب المقبلة".
PALESTINIAN AUTHORITY PRESIDENT SAYS US VETO MAKES IT COMPLICIT IN ISRAELI 'WAR CRIMES' (Reuters)
Palestinian Authority President Mahmoud Abbas said the United States' veto of a U.N. Security Council resolution demanding a humanitarian ceasefire in Gaza made it complicit in what… pic.twitter.com/nEOJVIQRki
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن استخدام حق النقض جعل الولايات المتحدة شريكة في جرائم الحرب الإسرائيلية.
وقال مستشار نتانياهو مارك ريجيف، لقناة فوكس نيوز، السبت: "وقف إطلاق النار سيترك المسؤولية في يد حماس". وتابع "هذا يعيدنا إلى السادس من أكتوبر"، مضيفاً أنه يتعين القضاء على حماس تماماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إطلاق النار خان یونس pic twitter com على حماس
إقرأ أيضاً:
"تنديد عربي" بخطة إسرائيل مضاعفة عدد سكان الجولان
ندّدت السعودية والإمارات وقطر، يوم الأحد، بخطة إسرائيلية لمضاعفة عدد سكان الجولان السوري المحتل بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وكانت إسرائيل قد احتلت معظم مرتفعات الجولان عام 1967 وأعلنت ضمها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتل، ومواصلتها لتخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها"، مؤكدة "ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة".
من جانبها، ندّدت الإمارات بقرار إسرائيلي "يهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة".
وأكدت الخارجية الإماراتية في بيان "حرص دولة الإمارات على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مشيرة إلى أن قرار التوسع في الاستيطان في هضبة الجولان يعد إمعانا في تكريس الاحتلال وخرقا وانتهاكا للقوانين الدولية".
وأعربت "عن رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الإجراءات والممارسات التي تستهدف تغيير الوضع القانوني في هضبة الجولان المحتلة".
بدورها، ندّدت قطر "بشدة مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة".
واعتبرت وزارة الخارجية في بيان القرار الإسرائيلي "حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي".
وشدّدت الخارجية القطرية بـ"ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاعتداءات على الأراضي السورية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فضلا عن التضامن لمواجهة مخططاته الانتهازية".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن أنّ الحكومة "وافقت بالإجماع" على خطة بقيمة 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) "للتنمية الديموغرافية للجولان (...) في ضوء الحرب والجبهة الجديدة في سوريا والرغبة في مضاعفة عدد السكان".
يقطن الجولان المحتل نحو 23 ألف عربي درزي، يعود وجودهم إلى ما قبل الاحتلال، ويحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، بالإضافة إلى نحو 30 ألف مستوطن إسرائيلي.
وفي الأسبوع الماضي، أكد نتنياهو أن الجولان سيظل إسرائيليا "إلى الأبد".
وجاء ذلك في أعقاب أمر أصدره للقوات بالعبور إلى منطقة عازلة تنتشر فيها الأمم المتحدة وتفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974. كما استولت القوات الإسرائيلية أيضا على مناطق خارج المنطقة العازلة، من بينها جبل الشيخ (جبل حرمون) الاستراتيجي.
ووصفت إسرائيل هذه الخطوة التي قوبلت بإدانة دولية، بأنها إجراء مؤقت ودفاعي بعد ما وصفه مكتب رئيس الوزراء بـ"الفراغ على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة" بعد سقوط نظام الأسد.
وفي أعقاب إطاحة نظام الأسد، شنّت إسرائيل أيضا مئات الضربات على سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت مواقع عسكرية وأسلحة استراتيجية.