خبراء: المجتمع الإسرائيلي لن يتحمل الخسائر وسيصرخ أولا
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
يتفق خبراء على أن الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة -والتي كشفت جانبا منها صحيفة "يديعوت أحرونوت"- ستحرك المجتمع الإسرائيلي وتدفعه للضغط على حكومته وجيشه من أجل وقف الحرب على غزة.
ويعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن ما كشفت عنه "يديعوت أحرونوت" سيسهم في إنتاج رأي عام إسرائيلي مختلف، لأن الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين، سواء القتلى أو الجرحى تؤثر على المجتمع الإسرائيلي، وتضغط عليه نفسيا واجتماعيا، كما أن هذه الخسائر ستضع حكومة بنيامين نتنياهو في معضلة سياسية عميقة جدا.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت أن 5 آلاف جندي جرحوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأن وزارة الدفاع اعترفت بألفين من الجنود كمعاقين حتى الآن.
ومن وجهة نظر الدكتور مصطفى، فإن مصداقية حكومة نتنياهو والجيش الإسرائيلي تزعزعت لدى المجتمع الإسرائيلي في معركة طوفان الأقصى، وبعد فشل قوات الاحتلال في محاولة تحرير أحد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
وقال إن جيش الاحتلال بنى هيبته من خلال عمليات كان يصفها بالنوعية، وتستهدف الفصائل الفلسطينية وإعادة الإسرائيليين المحتجزين، لكن فشله في إعادة محتجز واحد، وضع الحكومة والجيش في حرج كبير.
ويضاف إلى ذلك أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف التي وضعها عندما خاض الحرب على قطاع غزة، وأبرزها إعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
الشعب الإسرائيلي سيصرخ أولاوفي السياق نفسه، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري أن جيش الاحتلال الذي كسرت إرادته وهيبته يريد إعادة الاعتبار لنفسه، لكنه يتهور في اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أنه بعد 64 يوما من الحرب على غزة لم يحقق أي إنجاز عسكري، ولم يحرر محتجزا واحدا لدى المقاومة الفلسطينية.
وعندما حاول هذا الجيش أن ينقذ أحد المحتجزين -يضيف الدويري- فشل في عمليته وتسبب في مقتل المحتجز، كما عجز عن سحب جثته، بل وتسبب في قتل وجرح الجنود الذين قاموا بتلك المحاولة الفاشلة.
وكانت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بثت مقطع فيديو تضمن صورا لما قالت إنه إفشال لمحاولة تحرير جندي إسرائيلي أسير لديها في قطاع غزة، فجر الجمعة الماضي.
وقالت القسام إن المقطع لـ"إفشال محاولة صهيونية للوصول إلى أحد الأسرى ما أدى لمقتل الأسير الجندي ساعر باروخ (24 عاما) وإيقاع القوة الصهيونية بين قتيل وجريح وفرارهم من المكان".
ويعتقد الخبير العسكري أن الأرقام التي قدمتها الصحيفة الإسرائيلية عن خسائر جيش الاحتلال ليست صحيحة، وهي أكبر من ذلك، وأشار إلى مصادر إسرائيلية تتحدث عن 3 آلاف قتيل و11 ألف جريح، وهي الأرقام الأقرب إلى الحقيقة، يضيف المتحدث.
وخلص الدويري إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد تمتد إلى عدة أشهر، لكن الذي يتحمل أكثر هو من سيكسب، وهناك درجة تحمل محدودة لدى الشعب الإسرائيلي وهو الآن يدفع فاتورة تكاليف باهضة و"أجزم أنه سيصرخ أولا".
وذهب الخبير في الشؤون الإسرائيلية في نفس الاتجاه، بقوله إن العامل الأساسي الذي سيحدد الموقف من الحرب هو المجتمع الإسرائيلي، وإذا استطاعت الحكومة والجيش تقديم إنجاز يرضي حالة الغضب والنزعة الانتقامية لديه تجاه الفلسطينيين فسوف تتوقف الحرب، ولذلك يتم الآن -يواصل المتحدث- إعادة إنتاج أهداف الحرب من جديد من خلال التلويح باغتيال قيادات حركة حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة المجتمع الإسرائیلی جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أبدت تل أبيب غضبها من اللهجة التي استخدمها المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بولر، خلال مباحثاته مع حركة حماس، إذ اتهمته بأنه رفع سقف توقعات المقاومة الفلسطينية، ما دفعه إلى التراجع عن بعض تصريحاته لاحقًا.
هذا التطور يعكس المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة في محاولتها لعب دور الوسيط في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة في ظل تباين المصالح بين الطرفين. فمن جهة، تحاول واشنطن إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف لتحقيق تقدم في ملف الأسرى، ومن جهة أخرى، لا تريد إغضاب إسرائيل التي تعتبر حماس كيانًا معاديًا.
محادثات غير معلنة
أحد أبرز جوانب هذه القضية هو أن محادثات بولر مع حماس تمت دون علم إسرائيل، وهو ما يعكس تغيرًا نسبيًا في طريقة تعامل واشنطن مع الملف الفلسطيني. عادة، تلعب الولايات المتحدة دور الداعم غير المشروط لإسرائيل، لكن هذه الخطوة قد تعكس محاولة أمريكية لاستكشاف حلول بديلة بعيدًا عن الضغوط الإسرائيلية المباشرة.
كما كشف بولر عن أن حماس عرضت صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لديها، ونزع سلاحها، وعدم التدخل في السياسة، مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد يتراوح بين 5 إلى 10 سنوات. هذه الصفقة، في حال صحتها، تمثل تحولًا جذريًا في مواقف حماس، لكنها في الوقت نفسه تثير التساؤلات حول مدى جدية الأطراف في تنفيذها، خاصة في ظل انعدام الثقة المتبادل بين حماس وإسرائيل.
بولر في موقف حرج
ما زاد من التوتر هو التصريحات التي أدلى بها بولر في مقابلة مع قناة سي إن إن، حيث قال:
"الأشخاص الذين جلست معهم من حماس ليسوا شياطين بقرون على رؤوسهم، إنهم رجال مثلنا، إنهم أشخاص ودودون للغاية."
هذه التصريحات أثارت غضبًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث اعتبرتها تل أبيب محاولة لتبييض صورة حماس. وجاء رد بولر لاحقًا بالتأكيد على أن واشنطن ليست وكيلًا لإسرائيل، وأنها تتعامل مع هذه القضية من منظور المصالح الأمريكية المباشرة، وليس كخدمة لإسرائيل فقط.
تصريحات بولر تعكس رؤية جديدة نسبيًا داخل بعض دوائر صنع القرار في واشنطن، والتي ترى أن التعامل مع حماس يجب أن يكون أكثر واقعية، بدلًا من الاكتفاء باعتبارها "منظمة إرهابية" دون السعي لفهم توجهاتها واستراتيجياتها السياسية.
دلالات اللقاء
يبدو أن الاجتماع مع حماس، رغم كونه غير معلن، يأتي ضمن سياق أوسع لإعادة تقييم النهج الأمريكي في الشرق الأوسط. فمع تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الضغوط على إدارة بايدن لإيجاد حلول للأزمات المستمرة، قد يكون فتح قنوات تواصل مع جميع الأطراف، بما في ذلك حماس، جزءًا من استراتيجية جديدة تهدف إلى تخفيف التصعيد في المنطقة.