ديسمبر 9, 2023آخر تحديث: ديسمبر 9, 2023

رامي الشاعر

كاتب ومحلل السياسي

أحبط “الفيتو” الأمريكي مشروع قرار تقدمت به دولة الإمارات  العربية المتحدة، يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما وقفت 13 دولة أمام دولتين مارقتين: الولايات المتحدة وبريطانيا.

اعترضت الأولى، وامتنعت الثانية عن التصويت، في تبعية مفضوحة وعجز مذل للإرادة السياسية البريطانية.

وكان مشروع القرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لدواع إنسانية، مؤكدا على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

واستندت الولايات المتحدة، على لسان نائب المندوبة الأمريكية روبرت وود، إلى أن مشروع القرار “لا يدين حركة حماس، ولا يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”!

نرى العالم يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المكلوم، بينما تقف الولايات المتحدة ضد جميع العرب والمسلمين وضد الشعب الفلسطيني، إلا أن للقصة أبعاد أخرى.

ففي زيارة ناجحة لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الإمارات “أكبر شريك تجاري لروسيا في منطقة الخليج”، كما شدد على أن “شيئاً لا يمكن أن يعيق تطور العلاقات الودية بين موسكو والرياض”.

وأضاف الرئيس متحدثاً عن العلاقات بين موسكو وأبو ظبي، وموسكو  والرياض، أن تلك العلاقات اكتسبت زخماً غير مسبوق، ووصلت إلى مستوى رفيع على كافة المستويات.

ورصدت الأوساط السياسية والإعلامية ردود أفعال واسعة على تلك الزيارة حيث قال البعض إنها “تشير إلى سقوط الهيمنة الغربية”، وقال بعض آخر إن الطريقة التي تم استقبال الرئيس بوتين بها تدل على أن “البترودولار أصبح تاريخا، وأن النظام العالمي متعدد الأقطاب قد بدأ في تولي زمام الأمور”.

يأتي ذلك في وقت يصف فيه الغرب الجماعي، ومن يدعون أنهم يمثلون  “المجتمع الدولي”، روسيا بأنها “منعزلة دولياً”.

وقد نشر الموقع الرسمي للكرملين بياناً مشتركاً روسياً سعودياً عقب تلك الزيارة، عرض فيه تفصيلاً ما توصل إليه الطرفان من اتفاقيات بشأن التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة (لا سيما في إطار “أوبك+”) وفي المجالات العلمية والتكنولوجية والاتصالات والنظام القضائي والعدالة والسياحة المستدامة والتعليم والتعليم  العالي ووسائل الإعلام والرعاية الصحية وفي مجال قضايا الدفاع والأمن.

ولدى عودته إلى موسكو استقبل الرئيس بوتين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيث أكد، خلال مباحثات استمرت 5 ساعات، على سير التعاون بين موسكو وطهران بصورة نشطة في كافة المجالات، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول أوضاع المنطقة خاصة في فلسطين. ولفت بوتين إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 20% خلال العام الماضي، وتطرق الحديث بالطبع إلى المشروعات الضخمة للبنية التحتية وعلى رأسها بناء خطوط السكة الحديدية  “الشمال-الجنوب”.

بالتوازي أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا عن موعد الانتخابات الرئاسية في مارس القادم، بعد إعلان مجلس الاتحاد الروسي عن عقد تلك الانتخابات منذ يومين. وفي حديث مع مجموعة من العسكريين خلال مراسم منحهم أوسمة البطولة في قصر القديس غيورغي بالكرملين، أعلن بوتين عن نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة، خلال حديثه مع بطل جمهورية دونيتسك الشعبية أرتيوم جوغا، أثناء مراسم تكريمه بوسام “بطل روسيا”.

وعلى الرغم مما صرح به المتحدث الرسمي للكرملين دميتري بيسكوف، وهو ابن لامع لصديق عزيز، من أن حيثيات الحملة الانتخابية لبوتين لا تزال غير واضحة بعد، إلا أنني أختلف معه في الرأي بهذا الصدد، لأن ترشح بوتين للانتخابات الروسية، وحملته الانتخابية لم تعد شأناً روسياً فقط، وإنما أصبحت شأناً ومطلباً دولياً، لما تخوضه روسيا من حرب عالمية عظمى على كافة الجبهات، بينما يشن الغرب الجماعي ضدها حرباً هجينة اقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً، وتحاك ضدها المؤامرات تلو المؤامرات، وتدبر في محيطها الثورات الملونة، وتثار التوترات والقلاقل لفتح جبهات جديدة معها بأياد خبيثة.

بالتزامن من كل هذه الأحداث والفعاليات، شارك الرئيس فلاديمير بوتين في منتدى “روسيا تنادي!” الاستثماري الرابع عشر لمصرف “في تي بي” VTB، أكبر المصارف الروسية والذي جاء هذا العام تحت شعار “الحياة بلا عولمة: توحيد الاقتصادات ذات السيادة”، وجرت فعالياته في الفترة 7-8 ديسمبر الجاري.

حيث أكد في كلمته أمام المنتدى أن النظام العالمي للعلاقات الاقتصادية والمالية يمر “بمرحلة من التغييرات الأساسية التي لا رجعة فيها، ويعود ذلك إلى أن النموذج السابق للعولمة قد تم استبداله بنموذج متعدد الأقطاب”.

وأشار بوتين إلى أن ما قيل بشأن “العولمة” في السابق، من أن الجميع “ينبغي أن يوضعوا على قدم المساواة”، وأن “العولمة” سوف “تفيد الجميع”، كل هذا لم يحدث على أرض الواقع، فيما كان الغرب “لا يشارك حلفاءه وإنما يستغلهم”.

بدوره شدد على سعي روسيا اليوم إلى خلق نموذج ديمقراطي جديد، تسود فيه المنافسة الحقيقية العادلة بين كافة المشاركين في النشاط الاقتصادي على قدم المساواة، مؤكدا على أن هذا التغيير في مشهد الاقتصاد العالمي وظهور قادة جدد “يشكل عملية موضوعية وطبيعية إلى حد كبير”.

لهذا السبب، تجد نخب الدول الغربية، الموجودة اليوم على قمة هذه “العولمة”، والتي تستفيد من هيمنتها، مرغمة على محاولة إبطاء عملية التحول، وتقييد النمو بشكل مصطنع، على أمل أن يستمر الوضع على ما هو عليه، ويستمروا في التعامل مع موارد الدول كمصدر للتربح مثلما كان الحال في المستعمرات القديمة.

إنه فكر استعماري قديم لم تتمكن القارة العجوز ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وبجانبهما إسرائيل من التخلص منه. لا يزالوا عاجزين عن التعامل على قدم المساواة مع بقية البشر، ويعانون من عقد الاستثنائية والتفوق لـ “الرجل الأبيض” على سائر البشر.

ونوه بوتين إلى ما ذهبت إليه النخب الغربية من إلغاء مبادئ اقتصاد السوق التي كانوا يحبون دائما التشدق بها، عندما كانوا يأسسون “العولمة” ويدافعون عنها، حيث انتقلوا فعليا إلى شطب المسلمات التي كان من المفترض أنها لا تتزعزع، مثل حقوق الملكية وحرية الانتقال وغيرها.

وأكد بوتين أن مثل هذه التصرفات تدمر نظام العلاقات المالية  والتجارية والاقتصادية الذي بني على مدى عقود من الزمن، وتدمر، بما في ذلك، وقبل كل شيء، الغرب نفسه. لهذا، والحديث لبوتين، “فقدت البنية التحتية المالية، التي تعتمد على هيمنة الدولار واليورو، والتي تجري فيها المدفوعات حصريا من خلال البنوك الغربية ونظام (سويفت)،

مصداقيتها”.

ولهذا تسعى الدولة الروسية الآن، ومعها عدد من الدول السيادية المستقلة والقادرة على الدفاع عن إرادتها السياسية الحرة، إلى استبدال تلك الأنظمة الغربية بنظام التسويات بالعملات الوطنية، وهي عملية تكتسب زخماً واسعاً، حيث من الواضح أن النظام المالي الغربي أصبح قديماً من حيث التكنولوجيا التي ارتكزت على الأمجاد لفترة طويلة،  وأصبحت معتادة على الاحتكار والحصرية، وعلى الافتقار إلى بدائل حقيقية، وعلى عادة عدم تغيير أي شيء.

 

اليوم، أصبحت المدفوعات الدولية تستخدم تقنيات العملات الرقمية للبنوك المركزية، وهو ما سيؤدي في السنوات المقبلة إلى ثورة حقيقية، وسيقوض أخيرا احتكار البنوك الغربية الكبيرة، ويسهم في التحول الحقيقي إلى نظام التعددية القطبية.

لفت بوتين الأنظار، في حديثه أمام منتدى “روسيا تنادي!”، إلى القرار الذي اتخذه الغرب الجماعي عقب بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا بفصل البنوك الروسية عن أنظمة “فيزا” و”ماستركارد”، حيث أشارت حساباتهم حينها إلى أن من شأن ذلك أن يجعل من المستحيل على المواطنين الروس سداد ثمن السلع والخدمات، ويدفع نحو انهيار  المدفوعات وشل القطاع المصرفي الروسي بالكامل في البلاد.

كانت الخطة الأساسية أن يجعلوا المواطن الروسي يعاني، وأرادوا خلق مشكلات لملايين العائلات الروسية، حتى يخرج هؤلاء إلى الشارع فتعم الفوضى ويتزعزع الاستقرار.

على أرض الواقع، لم يحدث شيئاً من هذا، ولم يلاحظ المواطنون والشركات الروسية الانتقال السلس إلى نظام الدفع الوطني، الذي يعمل ويتطور اليوم داخل روسيا بنجاح منقطع النظير، حيث توقفت الشركات الروسية والمواطن الروسي عن دفع عمولات للشركات الغربية، وأصبحت الأخيرة لا تحصل على ما تعودت، وكان من الممكن أن تكسبه في روسيا.

إن ما قام به الرئيس بوتين من زيارة ناجحة إلى الإمارات والسعودية، ثم استقباله للرئيس الإيراني، وكلمته أمام منتدى “روسيا تنادي!”، تضع أمامنا ملامح حملته الانتخابية سواء في الملف الاقتصادي، أو في ملف السياسة الخارجية.

على الجانب الآخر، يوضح لنا الفيتو الأمريكي ليس فقط فقدان الضمير وانعدام الأخلاق وسائر القيم الإنسانية، وإنما كذلك استمراء واستعلاء وممارسة لأقذر أنواع الفاشية التي تتمتع بها الإدارة الأمريكية وصنيعتها إسرائيل. وتؤكد على أن الهدف الأساسي لهؤلاء هو الإبادة الجماعية المتعمدة للشعب الفلسطيني، وما تقوم به إدارة بايدن  ببساطة هو تحدي العالم بأجمعه لمجرد أن الأمور لا تسير على النحو الذي يريدون، حتى لو كان ذلك على حساب مئات الآلاف من البشر في فلسطين وفي أوكرانيا وفي أوروبا الشرقية بشكل عام .

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

بوتين يتهم الغرب بدفع روسيا نحو خطوط حمراء تضطرها للرد

عواصم " وكالات": اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب اليوم الاثنين بدفع بلاده نحو "خطوط حمراء" مما يجعلها مضطرة للرد، في إشارة إلى مواقف أوضحت موسكو علنا أنها لن تتسامح بشأنها.

وقال بوتين في خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، إن روسيا تراقب بقلق تطوير الولايات المتحدة ونشرها المحتمل لصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

وأضاف أن روسيا سترفع جميع القيود التي فرضتها طوعا على نشرها للصواريخ إذا مضت الولايات المتحدة قدما ونشرت هذه الصواريخ.

وأكد بوتين أن الجيش الروسي حرر 189 بلدة في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوتين قوله، في اجتماع موسع عقده مع مجلس وزارة الدفاع الروسية: "بفضل الكفاءة المهنية والشجاعة التي يتمتع بها جنودنا، والعمل البطولي للعاملين في مؤسسات الدفاع والدعم الشعبي الحقيقي للجيش والبحرية، تتمسك القوات الروسية بروح المبادرة الاستراتيجية على طول خط التماس القتالي بأكمله".

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تواصل إمداد نظام كييف بالأسلحة والمال،ونوه إلى أن "الوضع العسكري السياسي في العالم لا يزال صعبا وغير مستقر".

قال الجيش الروسي الاثنين إنه سيطر على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث تتقدّم قواته بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة.

وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أن قواتها "حرّرت" قرية يليزافيتيفكا الواقعة على مسافة حوالى عشرة كيلومترات جنوب كوراخوف الغنية بالموارد والتي كانت القوات الروسية تحاول أيضا السيطرة عليها.

ومع عدد أكبر من القوات والأسلحة، حقق الجيش الروسي مكاسب ميدانية عبر منطقة دونيتسك خلال عام 2024.

وعلى مدى الشهرين الماضيين، تتقدم روسيا بوتيرة سريعة مع سعي موسكو إلى تحسين وضعها في ساحة المعركة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير.

وقال وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف الذي تناول الكلمة بعد بوتين إن روسيا استولت على 4500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية وهي تتقدّم حاليا بوتيرة "30 كيلومترا مربعا في اليوم".

ولم يأت الوزير على ذكر الخسائر الروسية، وهي مسألة حساسة تبقى طيّ الكتمان، لكنه كشف عن إحصاء 560 ألف جندي قتلوا أو جرحوا في 2024 ومليون منذ بداية الحرب فبراير 2022. وهي أرقام يتعذّر التأكّد من صحّتها.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن الأسبوع الماضي عن مقتل 43 ألف جندي وإصابة 370 ألفا، مقدّرا الخسائر الروسية بـ198 ألف قتيل و550 ألف جريح.

واتّهم بوتين مجدّدا دول "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) الحليفة لأوكرانيا بأنها بمثابة تهديد لروسيا.

وصرّح أن "بلدان الناتو تزيد إنفاقها العسكري. وقد دُرّبت مجموعات تدخّل من الحلف وحُشدت بالقرب من الحدود مع روسيا".

واعتبر وزير الدفاع أندري بيلوسوف أنه ينبغي للجيش الروسي الاستعداد "لكلّ السيناريوهات المحتملة لتطوّر الوضع، بما في ذلك احتمال اندلاع نزاع مسلّح مع الناتو في أوروبا في العقود المقبلة".

وتدحض روسيا فكرة أن تكون قد شنّت غزوا على أوكرانيا، معتبرة أن هجومها يهدف إلى إبعاد الناتو الذي تسعى كييف إلى الانضمام إليه واحتواء تهديد وجودي.

وأشاد بوتين بالازدياد الملحوظ لإنتاج الأسلحة في بلده، داعيا إلى المواصلة على هذا المنوال.

وصرّح "لا بدّ من حلّ كلّ المسائل المتعلّقة بالإنتاج الواسع النطاق ونشر أنظمة وطنية لشنّ ضربات، بما فيها أنظمة فوق صوتية".

وأشار الرئيس الروسي أيضا إلى أن قواته بدأت باستخدام أنظمة روبوتية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

وقال إن "الجنود يتلقون أنظمة روبوتية متطورة يستخدم بعضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".

الى ذلك اكد بوتين إن العدد الكبير من الرجال الذين انضموا للجيش الروسي ساعد في تحويل دفة الأمور في ساحة المعركة بأوكرانيا لصالح موسكو.

وأضاف بوتين في اجتماع مع مسؤولي دفاع أن نحو 430 ألف روسي التحقوا بالجيش هذا العام، ارتفاعا من نحو 300 ألف في العام السابق.

وقال إنه يأمل أن تحافظ القوات الروسية على وتيرة تقدمها على الجبهة لكنه حذر من أن موسكو قد تزيد الإنفاق العسكري الذي يبلغ حاليا 6.3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

قتل واصابة نحو 30 جنديا كوريا شماليا

من جهتها، قالت أوكرانيا الاثنين إن قواتها قتلت أو أصابت ما لا يقل عن 30 جنديا كوريّا شماليّا نشرتهم روسيا في منطقة كورسك (غرب) التي تسيطر كييف على جزء منها.

وأوضح جهاز الاستخبارات الأوكراني على تلغرام "في 14 و15 ديسمبر، تكبدت وحدات من جيش جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية خسائر كبيرة قرب قرى بليخوفو وفوروجبا ومارتينوفكا في منطقة كورسك الروسية... قُتل وجُرح ما لا يقل عن 30 جنديا".

وأضاف أن هذه الوحدات "يتم تجديدها بعناصر جدد" من كوريا الشمالية التي يقدر مسؤولون غربيون أنها أرسلت ما لا يقل عن 10 آلاف جندي لمساعدة موسكو.

ورفض الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين التعليق على سؤال حول هذه الخسائر في صفوف القوات الكورية الشمالية.

وفي تطور لافت، أعلنت أوكرانيا اليوم الاثنين عن سقوط 30 جنديا على الأقل ما بين قتيل وجريح من وحدات كورية شمالية تدعم القوات الروسية حول عدة قرى على الجبهة في منطقة كورسك الروسية مطلع الأسبوع.

وأعلنت المخابرات العسكرية الأوكرانية عن هذه الخسائر البشرية في بيان بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت إن روسيا تستعين بقوات كورية شمالية بأعداد كبيرة لأول مرة لشن هجمات في كورسك، وهي منطقة روسية توغلت فيها أوكرانيا عبر الحدود في أغسطس.

وهذا هو أول بيان تعلن فيه أوكرانيا عن خسائر كورية شمالية بهذا الحجم وببعض التفاصيل.

وأحجم الكرملين عن التعليق على ما أعلنته أوكرانيا وأحال السؤال إلى وزارة الدفاع الروسية التي لم تدل بتعليق.

ولم تؤكد روسيا أو تنف وجود قوات كورية شمالية تقاتل إلى جانبها. وفي البداية رفضت بيونجيانج التقارير حول نشر القوات ووصفتها بأنها "أنباء كاذبة"، لكن مسؤولا كوريا شماليا قال إن أي نشر من هذا القبيل سيكون متوافقا مع القانون.

الى ذلك، قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني اليوم الاثنين إن أوكرانيا دمرت مستودع ذخيرة روسيا بالقرب من قرية ماركين في منطقة دونيتسك، التي تحتلها موسكو، في هجوم بطائرات مسيرة.

وذكر المصدر أن المستودع كان يضم الآلاف من طلقات الذخيرة للمدرعات والدبابات، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، والألغام والقنابل اليدوية، والملايين من طلقات البنادق من مختلف العيارات.

وأضاف المصدر أن الهجوم أدى أيضا إلى تدمير منشأة قريبة لتخزين الوقود.

ومع استمرار الحرب الشاملة لشهرها الرابع والثلاثين، تواصل روسيا تقدما مطردا وبطيئا في الوقت نفسه في شرق أوكرانيا وتقع أشد المعارك ضراوة على جبهتي كوراخوف وبوكروفسك في منطقة دونيتسك.

وتعتمد أوكرانيا على الطائرات المسيرة بعيدة المدى لإلحاق أضرار بأهداف استراتيجية وعسكرية روسية بعيدة عن خطوط المواجهة.

الاتحاد الأوروبي يوقع عقوبات ضد روسيا

من جهة ثانية وقع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين على الجولة الـ15 للعقوبات ضد روسيا، منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل اكثر من عامين وتهدف الإجراءات الاقتصادية الجديدة للحد من التحايل على العقوبات الأوروبية المفروضة بالفعل وإضعاف الجيش الروسي وصناعة الدفاع.

وقالت مفوضة الخدمات المالية ماريا لويس ألبوكيركيه " مع كل جولة من العقوبات، نقوم بتحسين الكفاءة ونقضي على الفجوات، وسوف نستمر في القيام بذلك ضمن التزامنا الراسخ لدعم أوكرانيا وشعبها".

ويأتي تبني الوزراء للعقوبات رسميا في أعقاب اتفاق توصل إليه السفراء الأوروبيون الأسبوع الماضي.

كما تم إضافة 52 سفينة لقائمة السفن التي يشتبه في أنها تعد جزءا من ما يطلق عليه " أسطول الظل " الروسي الذي يضم ناقلات نفط، كما أنها ممنوعة من الحصول على مجموعة واسعة من الخدمات ودخول موانئ.

وجاء في بيان صحفي " تم التوصل إلي أن هذه السفن مشاركة في ممارسات شحن عالية الخطورة حيث تقوم بنقل النفط أو المنتجات النفطية الروسية وإيصال الأسلحة وسرقة الحبوب أو دعم قطاع الطاقة الروسي".

وأضاف الاتحاد الأوروبي أنه تم استهداف 32 شركة بعقوبات تتعلق بالتصدير " لمساهمتها في التعزيز التكنولوجي لقطاع الدفاع والأمن بروسيا".

كما تم تجميد أصول 84 فردا وكيانا آخرين في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى فرض حظر على السفر " لارتكابهم أعمالا تقوض الوحدة الإقليمية وسيادة واستقلال أوكرانيا".

وأكد وزير الخارجية الأوكراني اندري سيبيها على أهمية حزمة العقوبات الجديدة.

وحث سيبيها عبر منصة أكس، موجها حديثه لنظرائه الأوروبيين عبر رابط فيديو على " استمرار الضغط على موسكو، وزيادة تكلفة الحرب على المعتدي وتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا".

وكان من المقرر أن يستعرض سيبيها مستجدات الوضع على أرض المعركة، في ظل تصاعد الحديث بشأن مشاركة أوروبية في مهمة حفظ سلام محتملة.

مع ذلك، نفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاياك الاس وجود أي خطط محددة لدى وصولها إلى الاجتماع.

وقالت" أولا يجب أن يكون هناك سلام من أجل إرسال قوات حفظ سلام. وروسيا لا تريد السلام".

النرويج ستقدم 242 مليون دولار لدعم البحرية الأوكرانية

من جهة ثانية، قالت النرويج اليوم الاثنين إنها ستقدم 2.7 مليار كرونة (242 مليون دولار) لدعم البحرية الأوكرانية ومساعدتها على ردع القوات البحرية الروسية في البحر الأسود.

وقالت الحكومة إن معظم التمويل سيخصص للابتكار والإدارة في إطار تحالف القدرات البحرية الذي أطلقته النرويج وبريطانيا العام الماضي لجعل البحرية الأوكرانية أكثر توافقا مع الحلفاء الغربيين.

وقال رئيس الوزراء يوناس جار ستوره في بيان "من الضروري حماية السكان الأوكرانيين والبنية التحتية الأوكرانية من هجمات الأسطول الروسي في البحر الأسود".

وأضاف "من المهم أيضا حماية صادرات الحبوب والمنتجات الأخرى عن طريق البحر، والتي تعد مصدرا مهما للإيرادات في أوكرانيا".

يتضمن الدعم منحا من القوات المسلحة النرويجية بالإضافة إلى عتاد سيتم شراؤه لإرساله لاحقا كمنحة.

وقالت الحكومة إن التمويل سيستخدم كذلك في عمليات إزالة الألغام وتدريب الجنود الأوكرانيين.

وقال وزير الدفاع بيورن آريلد جرام في البيان "الأنظمة التي سنقدمها ستعزز قدرة القوات الأوكرانية على كشف ونزع فتيل الألغام على امتداد سواحلها".

مقالات مشابهة

  • انخفاض كبير في صادرات النفط الخام الروسية بسبب العقوبات الغربية
  • الرئيس السيسي يستقبل وزير الثقافة السعودي ويشيد بالتعاون الثقافي بين مصر والسعودية
  • الرئيس السيسي يستقبل وزير الثقافة السعودي لتعزيز التعاون الثقافي والفني بين مصر والسعودية
  • بوتين يتهم الغرب بدفع روسيا نحو «الخطوط الحمراء»
  • بوتين: روسيا سيطرت على 189 بلدة أوكرانية هذا العام             
  • بوتين يتهم الغرب بدفع روسيا نحو خطوط حمراء تضطرها للرد
  • بوتين: الغرب يدفع روسيا نحو “الخطوط الحمراء”
  • بوتين: روسيا حررت 189 بلدة خلال العملية العسكرية في أوكرانيا
  • بوتين: روسيا "حررت" 189 بلدة في أوكرانيا
  • ‏بوتين يقول إن روسيا سيطرت على 189 بلدة أوكرانية هذا العام