نشطاء دوليون: إغلاق معبر رفح مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية في غزة
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
حذر خبراء ونشطاء حقوقيون دوليون من خطورة المؤامرة التي تكمن وراء توفير ملاذ وهمي لسكان غزة في سيناء، ودعوا أهل غزة إلى إدراك هذه الاستراتيجية ومقاومتها لأنها تهدد هويتهم وحقوقه، وأكدوا أن إغلاق معبر رفح مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مساء أمس الجمعة بعنوان "إغلاق معبر رفح مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية في غزة" لتسليط الضوء على هذه الأزمة المستمرة، ورفع مستوى الوعي بهذه الظروف القاسية واستكشاف استراتيجيات قابلة للتطبيق ومؤثرة يمكن استخدامها لفتح معبر رفح بشكل كامل لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى.
شارك في الندوة نُخبة من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، وهم د. لولا بانون ـ أستاذة الصحافة في كلية الإعلام جامعة فالينسيا، سارة ويلكينسون ـ ناشطة إنجليزية وعضو قافلة ضمير العالم، محمد إسماعيل ـ مدير منظمة “مصريون في الخارج من أجل الديمقراطية، ود. نوا شاينديلنجر ـ أستاذة تاربخ الشرق الأوسط بجامعة ولاية ورشيستر، و SQمُعلم ويوتيوبر أمريكي، ونادية حرارة ـ ناشطة فلسطينية أمريكية.
في مداخلتها، تحدثت الناشطة الإنجليزية سارة ويلكنسون تجربتها خلال زيارتها لمصر ومحاولتها الوصول لمعبر رفح ضمن قافلة ضمير العالم والعواقب التي واجهتهم من قبل النظام المصري، كما سلطت الضوء على تواطؤ الحكومات الغربية، بما فيها الحكومتين الأمريكية والبريطانية، في دعم وتمكين جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.
سردت ويلكنسون بالتفصيل العواقب والتحديات التي تواجهها القافلة، والتي بدأت في عدم السماح لهم بالوصول إلى معبر رفح بسبب القيود التي فرضتها الحكومة المصرية، والتي وصفتها بأنها تتخفى تحت ستار مؤيد للفلسطينيين، لكن في الحقيقة "هي داعمة لما يُرتكب ضدهم من جرائم".
وأشارت ويلكنسون إلى اعتقال أربعة نشطاء من القافلة وتعريضهم لاختفاء قسري لفترة، قبل أن يُقال لهم إنهم غير مرحب بهم في مصر مرة أخرى، لافتة أن من بين الذين طلبت منهم مصر ذلك عضو في الكونغرس الأمريكي.
أكدت ويلكنسون أن النظام المصري لا يسيطر على حدوده ولا توجد له أي سلطة هناك ولا عند المعبر، مشيرة إلى أن إسرائيل هي من تتحكم في الوضع وفي قرارات الحكومة المصرية.كما تحدثت ويلكنسون عن وجود مئات الأشخاص المستعدين لتقديم المساعدة والدعم للفلسطينيين لكن لا يُسمح لهم بالعبور، كما لفتت إلى وجود المئات من شاحنات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى، لكن كذلك لا تدخل لعدم وجود إذن من السلطات الإسرائيلية بذلك.
وسلطت ويلكنسون الضوء على واقعة مؤسفة تبين مدى ازدواجية معايير وتناقض الجهات العالمية المعنية بمعالجة هذه الأزمة، إذ قالت إنه في الوقت الذي يتضور فيه الأطفال جوعًا، وتشهد غزة نقصًا شديدًا في المواد الغذائية وبقية المواد الأساسية الأخرى، سُمح لشاحنات من الأمم المتحدة بالدخول، وكانت محملة بألعاب أطفال بلاستيكية، في استهتار تام بمشاعر أهالي قطاع وتجسيد للامبالاة العالمية في التعامل مع الأزمة.
وفي معرض مناقشة السياق الأوسع، علقت ويلكنسون على الديناميكيات العسكرية المعقدة في شمال سيناء، وأكدت أن النظام المصري لا يسيطر على حدوده ولا توجد له أي سلطة هناك ولا عند المعبر، مشيرة إلى أن إسرائيل هي من تتحكم في الوضع وفي قرارات الحكومة المصرية.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت الضوء على الأنشطة التي تشهدها القاهرة، بما في ذلك الاحتجاجات والمؤتمرات الداعمة لفلسطين، على الرغم من خضوعها للمراقبة المستمرة ومواجهة التهديد بالاعتقال.
كما تناولت ويلكنسون دور المملكة المتحدة في تمكين هذه الإبادة الجماعية، وأدانت تواطؤها في هذه الجرائم عبر وجود مصانع الأسلحة الإسرائيلية وتوريد المواد اللازمة لتصنيع الأسلحة.
وأشارت ويلكنسون إلى أرباح الحكومة البريطانية من تجارة الأسلحة والتحديات التي تواجهها في مطالبتها بالتوقف عن مثل هذه الأنشطة المربحة.
ووسعت ويلكنسون انتقاداتها لتشمل الغرب، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة لتمويلهم النشط ودعمهم اللامتناهي واللامحدود للإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال.
وفي كلمتها الأخيرة، أكدت ويلكنسون التزام قافلة ضمير العالم بمواصلة محاولاتها للوصول إلى معبر رفح، واستمرار الجهود للضغط على الحكومة المصرية للسماح بمرور المساعدات.
في كلمتها، قدمت الدكتورة لولا بانون، أستاذة الصحافة في جامعة فالنسيا، تحليلا عميقا للوضع في فلسطين، وسلطت الضوء على التحديات التي يواجهها الصحفيون والمجتمع الدولي في فهم الوضع الحقيقي ومعالجته.
وشددت د. بانون على الصعوبات في نقل الرواية الفلسطينية بسبب المحاولات المستمرة من وسائل الإعلام الدولية التقليل من شأن الفلسطينيين ونزع صفة الإنسانية عنهم، والذي يؤدي في كثير من الأحيان "إلى تصور مشوه للشعب الفلسطيني ومعاناته في غزة".
كما شددت د. بانون على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في عرض حقيقة الواقع المزري والكارثي في غزة، رغم المحاولات الدائمة في التشكيك في صحة هذه الصور والقصص.
وأكدت على ضرورة إعطاء الفلسطينيين صوتًا وكذلك ضرورة فهم تطلعاتهم قبل اقتراح الحلو.، وهو الأمر الذي كثيرًا ما يتم تجاهله في الخطاب العالمي.
وفي معرض حديثها عن الأزمة الإنسانية في غزة، أشارت د.بانون إلى مدى خطورة الوضع الحالي، حيث يواجه أكثر من مليوني شخص المجاعة والتهجير القسري.
ودعت د.بانون إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لهذه الكارثة، مشددة على أن فتح معبر رفح هو أولوية في الوقت الحالي.
وباعتبارها صحفية وأستاذة جامعية تتمتع بخبرة واسعة في الشأن الفلسطيني خاصة مع زيارتها المتكررة لفلسطين وغزة على وجه التحديد، أعربت د. بانون عن التزامها ليس فقط بنقل الحقائق، ولكن أيضًا بسد الفجوات في الفهم والدعوة إلى إنفاذ القوانين الدولية لحماية المدنيين.
شددت د. بانون على الصعوبات في نقل الرواية الفلسطينية بسبب المحاولات المستمرة من وسائل الإعلام الدولية التقليل من شأن الفلسطينيين ونزع صفة الإنسانية عنهم، والذي يؤدي في كثير من الأحيان "إلى تصور مشوه للشعب الفلسطيني ومعاناته في غزة..علاوة على ذلك، سلطت د. بانون الضوء على الدور الحاسم والمعقد للاتحاد الأوروبي في تعميق الأزمة، وحثت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إسبانيا، على المشاركة بصورة أكثر فاعلية في تقديم المساعدات الإنسانية وإنفاذ القانون الدولي الذي ينص على ضرورة حماية المدنيين.
وسلطت د، بانون الضوء على الحاجة إلى اتباع نهج أكثر تماسكا واستباقية من جانب الاتحاد الأوروبي في تسهيل السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدة أن رد فعلهم له آثار بعيدة المدى تتجاوز المنطقة المباشرة.
الناشطة الفلسطينية الأمريكية نادية حرارة نقلت بمزيد من التفصيل على الأوضاع الكارثية والمأساوية من أرض الواقع من غزة بسبب تواجد عدد كبير من أفراد عائلتها هناك.
ووصفت حرارة الأيام الستين الماضية بأنها كانت مؤلمة بشكل لا يحتمل، وبصورة غير مسبوقة رغم وجود تاريخ طويل من المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون على يد الاحتلال.
وتحدثت حرارة عن رحلة التهجير القسري التي اضطرت إليها عائلتها نحو الجنوب، وهي رحلة تكبدت معاناتها آلاف العائلات الفلسطينية. وقالت حرارة "الألم لم يكن في فكرة التهجير وحسب، بل في الطريقة نفسها، اضطر الجميع إلى النزوح بدون ماء ولا طعام، بل وبدون نوم لأكثر من أيام وأسابيع"، لافتة أن أحد أفراد عائلتها تعرض للإغماء أكثر من مرة خلال طريق النزوح بسبب الإرهاق وانعدام المياه والغذاء.
وشددت حرارة على أن الأزمة في غزة تتجاوز مجرد نقص الغذاء؛ لافتة إلى أن الظروف الجوية الحالية تُعقد الأمر وتضاعف المعاناة بسبب النقص في الملابس الشتوية في ظل هذا البرد القارس.
كما لفتت إلى أن "تدمير منازل العائلة أدى إلى عيش الكثيرين منهم في الملاجئ أو في الشوارع، الأمر الذي تفاقم بسبب نقص الإمدادات، مما جعل الطقس البارد في هذا الشهر لا يحتمل، خاصة بالنسبة للأطفال".
وسلطت حرارة الضوء إلى أزمة الرعاية الصحية في غزة، مشيرة إلى أن أحد أفراد عائلتها يحتاج إلى غسيل الكلى بصورة دورية، وهي الخدمة التي تعطلت بسبب نقص الوقود في المستشفيات، لافتة أن هذه الحالة تعكس وضع الآلاف من المرضى بسبب ما حل بالمرافق الطبية في غزة من دمار، ونقص الإمدادات الطبية بسبب عدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ونقلت الناشطة الإرهاق الشديد واليأس الذي تعيشه عائلتها في غزة، التي تعيش في خوف دائم بسبب القصف المستمر، وقالت إن رغبتهم الأساسية حاليًا هي وقف إطلاق النار، حيث يبحثون عن فترة راحة من الخوف والدمار المستمرين.
وأشارت حرارة إلى أن الأيام الأخيرة كانت صعبة عليها أكثر من أي وقت مضى بسبب انقطاع الاتصالات من العديد من أفراد عائلتها بسبب انهيار البنية التحتية للاتصالات في المنطقة بسبب القصف، أو بسبب قرارات الاحتلال بقطع الاتصال.
وفي نهاية كلمتها، تحدثت حرارة عن المعاناة المزدوجة التي تعيشها الجالية الفلسطينية الأمريكية، الذين يشعرون بالعجز وهم يشاهدون معاناة عائلاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتفاقم هذا الألم بسبب التعقيدات المرتبطة بتورط الحكومة الأمريكية في تمويل العدوان الإسرائيلي.
المُعلم واليوتيوبر الأمريكي SQ تحدث في مداخلته من منظور منطقي وعاطفي عن الوضع في فلسطين، محذرًا من أن يعتاد العالم على ما يحدث ويتعامل مع مقتل الأطفال والمدنيين كأنها أحداث عادية ومتكررة.
كما تحدث SQ عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي على ما يقارب 8 عقود لمحو الهوية الفلسطينية وارتكاب عملية تطهير عرقي مكتملة الأركان، لافتًا إلى أن أحد الأمثلة على ذلك إقدام الاحتلال على تدمير مسجد عمره 600 عام، مؤكدًا أن الخسارة لا تتجلى فقط في فقدان دار عبادة، ولكن أيضا قطعة كبيرة من التراث الثقافي والتاريخي. وشدد "SQ" على أن هذه الجريمة ترمز إلى محاولة أوسع لمحو التراث والهوية الفلسطينية.
انتقد SQ كذلك صمت وسائل الإعلام الكبرى مثل بي بي سي وفوكس، مشيرًا إلى أن تجاهل تغطية هذه القضايا يشير إلى اتجاه مقلق من الرقابة والقمع عندما يتعلق الأمر بالتحدث ضد "الفئات القوية في العالم"، وأكد أن الوضع في فلسطين هو أكثر من مجرد صراع إقليمي؛ إنه مصدر قلق عالمي مرتكز على التطهير العرقي والقمع.
وأوضح "SQ" أن الأزمة في فلسطين تتجاوز الخطوط الدينية أو العرقية، بل هي إطار أزمة حقوق إنسان واضحة تتسم بالتطهير العرقي المنهجي.
وأشار "SQ" إلى أوجه الشبه بين الفظائع التي ارتكبت في عام 1948 وفي الوقت الحاضر، حيث يكشف التوثيق البصري عالي الجودة الآن هذه الأعمال للعالم، ويكشف عن التطهير العرقي والإبادة الجماعية المستمرين منذ بداية الاحتلال، وقال إن ما يُعرض حاليًا أمر بالغ الأهمية لفضح ما كان يحدث في الماضي، والذي حاولت الجهات القوية إخفائه لعقود.
تحدثت الناشطة الفلسطينية المقيمة في أمريكا نادية حرارة عن المعاناة المزدوجة التي تعيشها الجالية الفلسطينية الأمريكية، الذين يشعرون بالعجز وهم يشاهدون معاناة عائلاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتفاقم هذا الألم بسبب التعقيدات المرتبطة بتورط الحكومة الأمريكية في تمويل العدوان الإسرائيلي.تحدث SQ أيضًا عن التأثير العميق للأزمة على الإدراك العالمي، موضحًا أنه حتى مع طلابه في المدرسة، وهم غير مسلمين، يعترفون بالظلم في فلسطين ويسعون إلى فهم مدى المعاناة وأجندة التطهير العرقي.
وسلط SQ الضوء على الصدمة النفسية الطويلة الأمد التي يسببها العدوان الحالي، وخاصة للأطفال، وتحدث عن ضرورة تقديم رعاية نفسية لهم.
كما أشار إلى أنه على الرغم من أن وقف العنف ضروري، إلا أنه لا يعالج القضية الأعمق المتمثلة في التطهير العرقي المنهجي وآثاره على المجتمع الفلسطيني.
وأخيراً، سلط SQ الضوء على المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، في معالجة الأوضاع الكارثية الحالية، وانتقد الولايات المتحدة لعدم قدرتها على كبح جرائم إسرائيل المتمثلة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
الدكتورة نوا شيندلينجر، الأستاذ المساعد في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ووستر ستيت، قدمت في كلمتها تحليلاً تاريخيًا متعمقًا للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل عام، ولغزة بشكل خاص، مع التركيز على جذوره وتداعياته.
وقالت إن إسرائيل احتلت قطاع غزة لأول مرة عام 1956، وهو ما كان بمثابة نقطة حاسمة في فهم الأحداث اللاحقة والدروس التي تعلمتها إسرائيل من هذا الاحتلال، كما تحدثت عن المذابح التي تعرض لها الفلسطينيون خلال هذه الفترة، والتي لم تكن موثقة بشكل جيد بسبب عدم توفر التكنولوجيا آنذاك، مشيرة إلى أن كل هذه الأحداث مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما يحدث اليوم.
وأكدت أن احتلال إسرائيل لغزة عام 1956 وشبه جزيرة سيناء كشف عن نواياها واستراتيجياتها، فبينما كانت سيناء تعتبر أرضًا يجب إعادتها إلى مصر، أبدت إسرائيل اهتمامًا بضم قطاع غزة، لافتة أن هذا كان مؤشر مبكر على سياستها الطويلة الأمد في احتلال المنطقة.
كما قالت إن سياسة إسرائيل في عام 1956 عكست هدفًا واضحًا: الاستيلاء على الحد الأقصى من الأراضي مقابل السماح بالحد الأدنى من عدد الفلسطينيين، مضيفة أن هذه السياسة الواضحة، التي ظهرت بعد ثماني سنوات فقط من نكبة عام 1948، تسلط الضوء على جهود الاحتلال المنهجية لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي.
وأوضحت أنه خلال احتلال عام 1956، تصارع صناع السياسات الإسرائيليون مع قضية السكان الفلسطينيين في غزة، مدركين أن سعيهم لتهجير هؤلاء السكان من غير المرجح أن ينجح، وقد أدت هذه المعضلة إلى ظهور أفكار مختلفة، بما في ذلك إنشاء كانتون - وهي منطقة ملحقة بقطاع غزة، ولكن دون منح الجنسية الكاملة للفلسطينيين المقيمين هناك.
وبينت أن أحد الاقتراحات المقدمة عام 1956 كان تحويل غزة إلى جيب يكون للفلسطينيين فيه تمثيل محدود في الكنيست الإسرائيلي، "وهو مفهوم يذكرنا بسياسات الفصل العنصري، وتكشف فكرة التمثيل المنفصل وغير المتساوي للفلسطينيين في غزة عن السياسات التمييزية الراسخة التي تمارسها إسرائيل على مدار العقود الماضية".
وأضافت أن سياسيين إسرائيليين آخرين فكروا في نقل السكان الفلسطينيين بالكامل إلى بلدان أخرى، حتى أن البعض اقترح أن تقوم الولايات المتحدة بتمويل مثل هذه الخطوة، لافتة أن فكرة نقل السكان تُسلط الضوء على ما يتم طرحه حاليًا.
وأكدت شايندلينغر على الأسبقية التاريخية لهذه السياسات، مشيرة إلى تكرارها بأشكال مختلفة على مر السنين، كما أشارت إلى أنه تم استخدام تكتيكات مماثلة في عام 1967، و1973، وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في جنين.
ومن خلال دراسة هذه الأحداث التاريخية، قالت شايندلينغر إنه "يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة للتطورات المستقبلية المحتملة في المنطقة."
وقدم محمد إسماعيل، مدير منظمة المصريين في الخارج من أجل الديمقراطية، تحليلاً نقديًا للوضع السياسي والإنساني في مصر وفلسطين، مع التركيز بشكل خاص على تصرفات عبد الفتاح السيسي وتداعياتها على الشعب الفلسطيني.
بدأ إسماعيل حديثه بالحديث عن صعود الفريق السيسي إلى السلطة عبر الانقلاب العسكري والدعم الذي يتلقاه من إسرائيل والمجتمع الدولي. وربط تصرفات السيسي في منطقة سيناء بـ "صفقة القرن"، مؤكدا أن هذه الصفقة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وحرمانهم من حقهم في العودة.
وتحدث بالتفصيل عن "صفقة القرن"، مشيراً إلى أنها تتضمن خططاً لجعل سيناء وطناً جديداً للفلسطينيين النازحين، وتتضمن هذه الخطة، بحسب إسماعيل، توفير وثائق مؤقتة وبناء البنية التحتية مثل المطارات، ما وصفه بمؤامرة كبرى لتهجير الفلسطينيين بشكل دائم ومحو حقهم في العودة.
وأكد إسماعيل أن الحكومة المصرية لا تمثل الشعب المصري، مشيرًا أن الشعب المصري يتضامن مع الشعب الفلسطيني على كل الأصعدة، بعكس تصرفات النظام المصري، وأشار إلى الأساليب الوحشية التي يستخدمها نظام السيسي لقمع المعارضة، مثل القتل الفوري، والتي جعلت المعارضة العامة في مصر شبه مستحيلة.
وأعرب عن أمله في مستقبل يستطيع فيه المصريون التعبير عن معارضتهم بحرية، أوضح إسماعيل أن اعتراض المصريين ليس على استضافة الفلسطينيين، مؤكدًا أنهم مرحب بهم في كل وقت، لكن الشعب المصري يرفض التهجير الدائم للفلسطينيين وإنهاء حقهم في العودة، وهو ما من شأنه تصفية القضية الفلسطينية فعليًا.
كما ناقش البناء الاستراتيجي قناة بن غوريون التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وتمر عبر غزة، وأشار إلى أن نجاح المشروع يعتمد على غياب المقاومة في غزة، كاشفا عن تشجيع السيسي لسكان غزة على الانتقال إلى سيناء مقابل حياة أفضل مفترضة، وذلك لخدمة أهداف العاملين على قناة بن غوريون وتدمير الاقتصاد المصري.
وحذر إسماعيل من خطورة المؤامرة التي تكمن وراء توفير ملاذ وهمي لسكان غزة في سيناء، داعيا أهل غزة إلى إدراك هذه الاستراتيجية ومقاومتها لأنها تهدد هويتهم وحقوقهم.
وأخيرًا، تناول إسماعيل الاعتداءات والعدوان المستمر الذي يؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين، وانتقد الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام العالمية في تغطية هذه الفظاعات، مشدداً على ضرورة الوعي العالمي والاعتراف بها على أنها تهجير قسري، وليس مجرد إخلاء مؤقت للمنازل حتى انتهاء الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة ندوة فلسطينية العدوان فلسطين غزة عدوان ندوة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جریمة الإبادة الجماعیة المساعدات الإنسانیة الحکومة المصریة التطهیر العرقی النظام المصری وسائل الإعلام أفراد عائلتها الضوء على فی فلسطین معبر رفح أکثر من أن أحد أن هذه على أن عام 1956 فی غزة بما فی
إقرأ أيضاً:
ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
حين هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ بالستية ضخمة خلال عام 2014، فشلت في التسبب في أضرار نوعية خطيرة لقوات الجيش الإسرائيلي، فكيف حدث هذا الأمر؟.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" من خلال إجراء سلسلة من المقابلات مع كبار ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي، أن المدى الكامل لتباعد القدرات العسكرية وتحصين الجيش الإسرائيلي لمواقعه السرية تحت الأرض لا يزال غير معروف تماماً.
ماذا فعلت إسرائيل؟في عام 2020، كانت هناك تقارير متعددة عن اتجاه استخبارات الجيش الإسرائيلي لنقل العديد من عملياتها إلى مرافق سرية تحت الأرض. لكن وحدة أقل شهرة في استخبارات الجيش الإسرائيلي تسمى "سابير"، والتي كانت مسؤولة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، عن تسريع انتقال أجهزة الاستخبارات العسكرية إلى مرافق تحت الأرض بشكل كامل وتوفير المزيد من المرافق الطارئة تحت الأرض لهم.
وبحلول الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل أول 120 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في أبريل(نيسان) 2024، كانت غالبية ما كان يجب أن يكون تحت الأرض جاهزاً للعمل بالفعل.
ولدى وحدة سابير عدد من المهام لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، لكن أحد المكونات الرئيسية لمهمتها هو ضمان استمرار العمليات في العمل حتى في أسوأ الأزمات.
Sapir: The enigmatic Israeli military unit moving IDF intelligence underground - exclusive https://t.co/aBFcDhUaLO #Israel #defense pic.twitter.com/HTsYdiz7rZ
— Eli Dror (@edrormba) February 14, 2025 التكنولوجيا تعلب دوراًوقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن هجوم إيران في أبريل(نيسان) 2024 ساعد في توضيح النسبة المطلوبة للعمليات التي تحتاج إلى تعزيزات أفضل أو تدخلات تكنولوجية تحت الأرض، بحيث تم معالجة معظم هذه القضايا بحلول هجوم إيران في أكتوبر(تشرين الأول) 2024.
وأوضحت المصادر أن قاعدة سابير نفسها تضم عدة ضباط برتبة مقدم، أغلبهم من استخبارات الجيش الإسرائيلي، ولكن أقلية كبيرة منهم "معارون" من قيادة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي. وقد تضاعف عدد جنودها تقريباً بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول) لدعم كل العمل المطلوب حديثاً.
وقالت مجندة في وحدة سابير إن المئات من جنود الخدمة النظامية يعملون في الوحدة ومنذ الحرب، اكتسبت 250 جندي احتياطي آخر. وأضافت: "نحن أقوياء جداً في العمليات العسكرية والتكنولوجيا ونعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
وفي حديثها عن التحركات نحو مناطق أكثر حماية، قالت: "لقد أجرينا بالفعل العديد من التدريبات للانتقال في حالات الطوارئ إلى مساحات تحت الأرض. المرونة مهمة جداً".
وعندما سُئلت عما إذا كان التحدي الأكبر في هذا المجال هو إيران، قالت "إن التحدي الأصعب ليس فقط التعامل مع إيران ولكن التعامل مع جميع خصومنا في نفس الوقت. كل شيء يحتاج إلى أن يحدث بسرعة كبيرة".
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن استخبارات الجيش الإسرائيلي لا ينبغي لها أن تعمل فوق الأرض في الأمد البعيد إذا كان الجيش يريد ضمان استمرارية العمل.
وقالوا إن الجيش الإسرائيلي بأكمله يحتاج إلى التحرك في اتجاه أكثر سرية، ولكن بشكل خاص استخبارات الجيش الإسرائيلي والبنية التحتية الحيوية ذات الصلة.
هل ينسف نتانياهو خطة ترامب ويضرب إيران؟ - موقع 24في خضم كل هذه الضجة في البيت الأبيض، بدا العالم كأنه لم يلاحظ الأسبوع الماضي عندما هدد الرئيس دونالد ترامب بعمل عسكري أمريكي وإسرائيلي ضد إيران إذا لم توافق على إلغاء برنامجها للأسلحة النووية. ما هي أهمية سابير؟وتعد وحدة سابير مسؤولة عن إنشاء البنية التحتية التكنولوجية للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، أينما كان ذلك. وقد تم الإبلاغ على نطاق واسع عن وجود انتقال دائم مستمر لآلاف ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب.
ولقد تم بناء أجزاء كبيرة من المواقع الجديدة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي تحت الأرض منذ البداية. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن الدروس المستفادة من هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى تعزيز هذا الاتجاه ولن تتطلب إعادة التفكير في الهندسة المعمارية أو المفاهيم الرئيسية.
والأمر الحاسم هو أنه بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، تلقت شركة سابير مبلغاً هائلاً من الأموال الإضافية لإنجاز مهمتها، وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن وزارة المالية أدركت أهمية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
ويعمل لصالح وحدة سابير العشرات من المهندسين ومحللي الاستخبارات ومحللي البيانات، وخاصة فيما يتعلق بسحابة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي.
وانضم العشرات من جنود الاحتياط خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، تضع خططًا لكيفية إنشاء البنية التحتية بشكل احترافي.
كما يدعم وحدة سابير العشرات من التطبيقات الرقمية المتميزة التي تستخدمها استخبارات الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إن دور سابير هو "تمكين تدفق المعلومات الاستخباراتية" من خلال جميع التطبيقات الرقمية.
وتتعامل سابير مع التكنولوجيا التشغيلية، ويُنظر إلى أعضائها غالباً على أنهم جنود دعم المعركة، حيث يوفرون الألياف الضوئية ووحدات التكنولوجيا المحمولة والبنية الأساسية لشبكة الأقمار الصناعية والراديو ومنصات الاتصال.
وتوفر "سابير" قدرات التشفير لجميع خطوط الاتصالات الاستخباراتية المختلفة في الجيش الإسرائيلي، وفي المجال الرقمي، توفر الدفاع السيبراني الخاص باستخبارات الجيش.
هل تستطيع إسرائيل تدمير "النووي الإيراني" بمفردها؟ - موقع 24تناولت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، التقييمات الاستخبارية الأمريكية، التي تفيد بأن إسرائيل تنوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، مستعرضة قدرة إسرائيل حول وقف البرنامج النووي الإيراني بمفردها، وموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من "تغيير قواعد اللعبة بالشرق ...وباعتبارها جناحًا رئيسيًا للبنية التحتية التكنولوجية لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، حظيت وحدة "سابير" باهتمام كبير لدورها في عملية تفجير أجهزة بيجر ضد حزب الله.