يمن مونيتور/ قسم الأخبار

حذرت دراسة تحليلية جديدة، من الاستمرار في المسار التفاوضي باليمن والذي يجري الإعداد له بعيدًا عن الإرادة الشَّعبية، وفي ظلِّ تفاهمات إقليمية ودولية، دون اطِّلاع مجلس القيادة الرِّئاسي، ومجلس النُّوَّاب اليمني، والحكومة اليمنية والذي يُفرض ايضاً على القوى الوطنية مِن خلال خلق واقع جديد، باستخدام القوَّة المسلَّحة، وتغيير موازين القوى السِّياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.

وقالت الدراسة، إن السَّاحة اليمنية باتت اليوم محكومة على أرض الواقع بسلطات المتمردين بعد أن تمكَّنت جماعة الحوثي، والتي سبق لها التَّمرُّد على الدَّولة والدُّخول معها في سبعة حروب مسلَّحة، والانقلاب على السُّلطة الشَّرعية، مِن السَّيطرة على مؤسَّسات الدَّولة، وفرض هيمنتها على المحافظات الشَّمالية والغربية التي أسقطتها عسكريًّا في قبضتها وتمكَّن “المجلس الانتقالي الجنوبي” مِن الانقلاب على السُّلطة الشَّرعية في مدينة عدن، في 10 أغسطس 2019م، عقب تمرُّده على الدَّولة، بتشكيله قوَّات مسلَّحة خارج مؤسَّسات الجيش والأمن، ودخوله في مواجهات مسلَّحة ضدَّها في كلٍّ مِن محافظات عدن ولحج وأبين.

وأوضحت الدراسة التي نشرها مركز المخا للدراسات أنه “عوضًا عن استعادة الدَّولة لسلطاتها وسيادتها على الأراضي اليمنية جرى إنهاك الحكومة الشَّرعية، وتقوية حضور هذه الجماعات المسلَّحة، ومنحها الوقت الكافي لبناء قدراتها العسكرية ومواردها الاقتصادية وتوسيع نطاق نفوذها”.

وتناولت الدراسة مسار تحويل الجماعات المسلَّحة المتمرِّدة على الدَّولة، والمنقلبة على السُّلطة، الى سلطة أمر واقع مِن خلال رصد موجز لأهمِّ الأحداث والمحطَّات لهذه الجماعات.

وقدمت الدراسة تحليل موضوعي للمواقف والسِّياسات التي أسهمت في هذا التَّحوُّل، مع بيان السِّياقات الظَّرفية لهذا التَّحوُّل؛ وذلك بهدف فهم هذه الظَّاهرة، وأسباب تشكِّلها، وعوامل تمكينها واستمرارها.

وخلصت الورقة إلى أنَّه العوامل الدَّاخلية والأطراف الخارجية ساهمت في تشكيل هذه الظَّاهرة وهذا التَّحوُّل، مِن خلال التَّدرُّج بها مِن قوى صغيرة ثانوية وهامشية إلى قوى كبيرة رئيسة ومركزية، تحتكر القوَّة والعنف والسُّلطة والموارد.

وأشارت الدراسة إلى انه بدلاً عن “معاقبة تلك الجماعات المسلَّحة التي تمرَّدت على الدَّولة وانقلبت على السُّلطة، ومارست العنف مِن خلال بناء مليشيا واستخدام العنف خارج إطار الدَّولة، يجري اليوم مكافأة هذه القوى ومحاولة توطينها في المعادلات السِّياسية، وفرض حضورها في المباحثات والمفاوضات والمشاورات القادمة، والمتعلِّقة بشأن مستقبل اليمن”.

وأشارت الدراسة إلى ان هذه السِّياسات الدُّولية والإقليمية المتَّبعة مع الجماعات المتمردة في اليمن سيكون لها نتائج وخيمة على الوضع في اليمن، وعلى طبيعة الحلول والمعالجات التي ستُبنى بمشاركة هذه الأطراف التي أسهمت في وصول الواقع اليمني لما وصل إليه اليوم.

ونوهت الدراسة إلى أن “مكافأة هذه الجماعات المسلَّحة بهذا الشَّكل هو تحفيز لغيرها مِن الأطراف لتبنِّي ذات المسلك المتمرِّد على الدَّولة، والخارج عن الدُّستور والقانون، والمستند إلى قوَّة السِّلاح والعنف، في تحقيق أجنداتها والوصول لأهدافها”.

وخلصت الدراسة إلى ان الأطراف التي تمرَّدت على الدَّولة، وارتكبت الانتهاكات والجرائم، ستنال بموجب هذه الاتِّفاقات شبه حصانة قانونية، وهذا يقود إلى “سيناريو ملغوم لا يمكن أن يحافظ على كيان الدَّولة ووحدة اليمن، ولا أن يحقِّق الأمن والسَّلام”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحكومة اليمنية الحوثيون المسار التفاوضي دراسة مليشيات الدراسة إلى م ن خلال على الد على الس

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان: المجلس الرئاسي أرجواز فارغ بلا قيادة يمسك زمامه السفير السعودي

قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن المجلس الرئاسي أرجواز فارغ بلا قيادة يقوده السفير السعودي محمد ال جابر.

 

وأضافت كرمان -في منشور بصفحتها على فيسبوك- أن الغرض من مجلس القيادة أن لا يكون هناك قيادة، هكذا صمم تماما، كان المطلوب أن يكون السفير السعودي هو القائد وفقط، بغير منغصات هادي القليلة التي كان يعكر بها مزاج السفير بين الحين والآخر، معتمدا على أنه الرئيس الشرعي ومن غير الممكن أن يتم تبديله خاصة من قبل السعودية، التي تستند في تدخلها على شرعيته".

 

وتابعت "هكذا جيء بمجلس بدون شرعية على غرار شرعية هادي التي تأسست على مرجعيات التوافق والمبادرة الخليجية وعمدت بالعديد من قرارات مجلس الأمن وحتى بالاستفتاء وإن كان شكليا، وهم متصارعون متشاكسون بطريقة تضمن ان يعطلوا المجلس دائما". 

 

 

وأردفت كرمان "في ظل مجلس أرجواز فارغ وحكومة فشلت حتى في عقد اجتماعاتها، فلا تستغربوا لماذا لم يفعلوا شيئا وسط هذه الظروف المواتية تماما للاطاحة بانقلاب الحوثي".  

 

وقالت إن "القائد والحكومة والكل بالكل هو السفير السعودي، ولديه أجندة ليس منها الإطاحة بالحوثي، بل تقاسم اليمن معه".

 

واستدركت "هكذا يتوهم هو ومملكته، لكنها مجرد أوهام غبية فارغة، اليمن إما ستكون كلها بدون سيطرة الحوثي أو كلها للحوثي، ومادام قد استبعد القائد ومملكته المصونة الخيار  الأول فقد صنعوا بالضرورة والنتيجة الخيار الثاني".


مقالات مشابهة

  • عن الرئاسي.. شرادة: إصدار مرسوم من جسم حدوده الجغرافية محدودة مجرد “هدرزة ليل”
  • المجلس الرئاسي الليبي يعطل العمل بقانون المحكمة الدستورية
  • مراسيم المنفي تشقّ صف الرئاسي.. وصالح يرد: تنظيم القضاء اختصاص حصري للبرلمان
  • المجلس الرئاسي يوقف آثار القانون المتعلق بإنشاء المحكمة الدستورية العليا
  • دراسة تحذر من استخدام المضادات الحيوية مع الأطفال.. تفاصيل
  • التومي: إعادة الانتخابات ضرورة لتوحيد مجلس الدولة واستجابة لمطالب الأعضاء
  • الأوقاف تحذر من تأشيرات وهمية للحج وتؤكد: لا حج خارج المسار الرسمي
  • دراسة تكشف: كل قضمة من الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة
  • توكل كرمان: المجلس الرئاسي أرجواز فارغ بلا قيادة يمسك زمامه السفير السعودي
  • دراسة علمية تحذر من تناول الدجاج 4 مرات أسبوعيًا.. اعرف السبب