تبدأ غدًا المرحلة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية المصرية وهي مرحلة التصويت، وعلى مدى الأشهر الماضية تقدم للانتخابات أربعة مرشحين وهم الرئيس الحالي الرئيس عبد الفتاح السيسي والمرشح فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، والمرشح عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، والمرشح حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.
وناشدت الكنائس المصرية الثلاث مواطنيها ضرورة المشاركة في الانتخابات، بعد أن تقابلوا مع حملات المرشحين للانتخابات، فقد أكد الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة لافتا إلى أن كل صوت مهم ولا بد من المشاركة الجادة وبإيجابية وأن نشجع بعضنا على الذهاب إلى صناديق الانتخابات للمساهمة في بناء بلادنا وصنع مستقبلنا.
كما أكد البابا تواضرس الثاني ، خلال لقائه السنوي مع كهنة الرعاية الاجتماعية لإيبارشيات الصعيد، إن التصويت في الانتخابات حق دستوري وقانوني لكل مواطن مصري، وأضاف: "نحن نقول "مش هسيب حقى". ووجه قداسته النداء لكل المصريين والأقباط مؤكدًا بأن المشاركة هي ما يهم، وشجع البابا الحاضرين من الآباء الكهنة وأبناءهم، على تحفيز وتوعية كل من حولهم، وأكد أن فرصة التصويت جيدة لأنها متاحة لثلاثة أيام.
وقال الأنبا إبراهيم إسحق، في رسالته الموجهة للمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات وكل أبناء الكنيسة الكاثوليكية في مصر: «خلال ألفي عام من التاريخ، انخرطت الكنيسة الكاثوليكية في العالم بعدة طرق.إحدي هذه الطرق كانت العمل السياسي والاجتماعي. وتكرّم الكنيسة من بين قديسيها العديد من الرجال والنساء الذين خدموا الله من خلال مساهمتهم السخية في الأنشطة السياسية والإدارية واليوم من الضروري أن نواصل هذا الواجب الكنسي. ومن ثمّ، نحث أبنائنا وبناتنا في مصر وبلاد المهجر على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التزامًا بالواجب الوطني، لما فيه خير المواطن المصري ورفعة وأمن الوطن الحبيب مصر».
إن المشاركة في الانتخابات غير أنها حقك الذي يكفله لك الدستور أن تدلي برأيك الحر دون ضغط أو تلقين، فهي تعطيك أيضًا الثقة في كونك مواطن له كل الحق في اختيار مصيره، أيضًا تعطيك المساحة الكافية للتفكير والبحث، ففكرة الانتخاب في حد ذاتها قادرة على تحريك روح البحث والدراسة والمعرفة بعيدًا عن المشاعر والاهواء.
ولو تذكرنا منذ أن كنا في المدرسة وكنا ننتخب رائد الفصل أو ما شابه –ذاكرتي لا تسعفي بباقي المناصب المدرسية- كان المرشح المتقدم لهذا المنصب يقدم برنامج او وعود ولا اعتقد وقتها اننا كنا نميز البرنامج هذا من ذاك ولكن كنا ننتخب من نحبه ونستريح لوجوده ومعاملته، ولكننا الآن في صدد انتخاب رئيس لبلد من اعرق واهم البلاد، بلد لها ثقل في المنطقة العربية والشرق الأوسط بل والعالم كله، فكيف بلبلد بهذا الحج يتقاعس ابنائها عن ممارسة اهم حق من حقوقهم؟ كيف تظهر بلادنا بشكل لا يعطيها قيمتها وقدرها أمام العالم.
إن ممارستك لهذا الحق ليس فقط حق بلادك عليك وإنما حق أولادك وأحفادك، فنحن نربي أولادنا على معرفة حقوقهم وواجباتهم، ونحن نماذج وقدوة لهم، فكيف لا نقوم بواجبنا نحن وطننا ونحن نربيهم على ذلك؟
وبالطبع قد تسمع أصوات سلبية، تردد كلمات من شأنها التقليل او ان النتيجة محسومة فلا داعي من المشاركة، وأنا أدعوك عزيزي القارئ ألا تعطي أي اهتمام لهذه الأصوات، ولا تسمح لأحد أن يختار بدلًا منك أو أن يثنيك عن ممارسة حقك لأي سبب كان، وتذكر قيمة صوتك ومشاركتك في 30 يونيو، تذكر كيف أنك أزحت عن هذا البلد شر عظيم، وتخيل لو لم تشارك كيف كنت ستتحمل عاقبة ما سوف يحدث؟ كيف ستنام مرتاح الضمير وأنت مُشارك في دمار البلد؟
لذلك، حكم قلبك وعقلك يا عزيزي، إنزل .. شارك بكامل حريتك دون ضغط من أحد، إن المواطن المصري منذ قيام ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث قد تعلم وأدرك وزاد وعيه ومعرفته واستطاع أن يميز الأمور والأشخاص والنوايا، ويقيم جيدًا الأوضاع وما يجري من حوله، وعرف أن له كل الحق دون خوف، فأنا هنا لأا لأقول لك اختار هذا او ذاك، ولكن لأقول لك لا تدع أحد أن يختار بدلًا منك، لا تسمح لأحد أن يأخذ صوتك وحريتك، إنزل وشارك واختار حتى لا تقول يا ليتني فعلت وياليتني اختارت، فلتفعل ما عليك ولتترك الله يفعل الخير.
وأخيرًا، فلندعو جميعًا ونرفع الصلوات لبلادنا ولخير بلادنا، فهذا البلد قد احتمت فيها العائلة المقدسة هربًا من بطش هيرودس، وجدت فيها الأمان والدفء، أقاموا فيها وعاشوا وتركوا لنا آثارهم التي نتبارك بها ونحتفي بها، فلنرفع ايادينا إلى الله العلي حتى يحمي بلادنا من كل المؤمرات الشيطانية التي تُحاك ضدها. سلامًا على أرضك يا أرض السلام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابات حق دستوري المصريين الاقباط المشارکة فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
العالم لا يحترم إلا الأقوياء
حرب المسيرات الإستراتيجية ، منظومات التشويش ذات التقنية العالية ، أجهزة التجسس و التتبع الحديثة ، منظومات الدفاع الجوي المتطورة ، نوعية و كميات الأسلحة و الصواريخ التي تضبطها القوات المسلحة يومياً في مختلف أنحاء العاصمة بعد هزيمة المليشيا فيها ، المرتزقة و الخبراء الأجانب الذين عثر على جثث الآلاف منهم بين القتلى ، أو الذين تم أسرهم منهم ، كلها أدلة تثبت و تؤكد ما هو مؤكد يقيناً بأن الحرب و المؤامرة الكبرى التي تتعرض لها بلادنا منذ الخامس عشر من أبريل من العام 2023 هي أكبر من المليشيا و من قدراتها و قدرات قادتها !!
إنها حرب قوى الشر الإقليمية و الدولية و وكيلها في المنطقة دويلة الشر و شركائها من دول جوار السوء !!
إن ما تتعرض له البلاد يفرض علينا و على شعبنا و خاصة الشباب أن نبذل كل جهدنا و فكرنا لتطوير آليات مواجهة رادعة و غير تقليدية تمتد ساحاتها إلى خارج الحدود مع الأعداء الحقيقيين الذين سخروا كل ما يملكون من أموال و قدرات عسكرية و تكناوجية و علاقات لإبادتنا و تدمير بلادنا !!
كذلك لا بد من تفعيل و نفخ الروح في المقاومة الشعبية التي نهضت بمبادرات مجتمعية لإسناد القوات المسلحة و هي تتصدى لمؤامرة و حرب تفوق قدرات مؤسسات و آليات الدولة النقليدية ، و لكن للأسف فقد تم تحجيمها و تكبيلها فتحولت إلى ما يشبه الأجهزة الحكومية البيروقراطية .
المقاومة الشعبية لديها الكثير الذي يمكن أن تفعله و تبدع فيه إذا أخرجت من وضعها الحالي !!
من المؤكد أن الأعداء لن يتوقفوا عن إستهداف بلادنا و شعبنا خاصة في ظل ما يشهده إقليمنا من صراع و تنافس حاد لفرض النفوذ و الأجندة و المحاولات المستمرة لتغيير خارطة و جغرافية المنطقة .
و أيضاً فإن ما يشهده العالم من إضطراب و ترقب بسبب طبول الحرب شبه الكونية التي ترتفع أصواتها الآن على مقربة من حدودنا ، و ما يجري في بعض دول جوارنا من صراعات و نزاعات مدمرة و غيرها من المتغيرات المتسارعة يجب أن يدفعنا إلى المزيد من الإنتباه و رفع درجة الإستعداد إلى حدها الأقصى !!
إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ، و إن الأعداء لن يرتدعوا إلا أحسوا بالخوف و التهديد المباشر لأمنهم و مصالحهم ، و كل من يظن غير ذلك فعليه أن (يتحسس رأسه) !!
سوار
6 أبريل 2025