غزة - عواصم - وكالات: تحل غدا مناسبة مرور 75 عاما على اعتماد الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في وقت تنتهك فيه إسرائيل جميع حقوق الإنسان والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية وخاصة في غزة التي تتعرض منذ السابع من أكتوبر الماضي لعدوان وحشي همجي ضرب عرض الحائط بجميع تلك الاتفاقيات والمواثيق العالمية والمبادئ والقيم والأخلاق.

وباتت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أسيرة لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وخاضعة لقوتها وسطوتها وسيطرتها وجبروتها. ولعل الفيتو الأمريكي أمس الذي أوقف بغطرسة متعالية على رغبة وإرادة الأمم والشعوب قرارا إنسانيا لوقف الحرب في غزة يمثل أحدث صور الانتهاكات لحقوق الإنسان، وصفعة في وجه الإنسانية التي تتشدق بها دول العالم المتحضر بينما تتنافى ممارساتها ومواقفها المتحيزة والظالمة مع كل مبادئ وقيم الإنسانية.

فيتو أمريكي يعطي إسرائيل ضوءا أخضر للاستمرار في عدوانها على غزة وقتل المدنيين ونشر الدمار الشامل في القطاع ومبانيه السكنية ومستشفياته ومرافقه العلمية ومؤسساته المدنية.

حيث واصلت إسرائيل عدوانها الوحشي على قطاع غزة غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدّ قرار غير مسبوق في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، في ظلّ وضع إنساني مروّع، وفقاً لمنظمات غير حكومية.

وسرعان ما دانت السلطة الفلسطينية وحركة حماس عرقلة واشنطن لقرار مجلس الأمن، فيما زعم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أنّ وقف إطلاق النار «سيمنع انهيار منظمة حماس».

من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأنّ 71 شهيدا و160 جريحا وصلوا خلال 24 ساعة إلى مستشفى الأقصى في دير البلح، عقب عمليات القصف التي استهدفت وسط قطاع غزة.

وفي آخر حصيلة نشرتها الوزارة، أفادت عن استشهاد 17490 شخصاً في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال.

وقال الجيش اليوم السبت، إنّ «العمليات في قطاع غزة مستمرّة»، مضيفاً أنّ «القوات البرية واصلت القتال في مواقع مختلفة».

من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أطلقت اليوم السبت دفعات جديدة من الصواريخ على مناطق في جنوب إسرائيل. ووفق الأمم المتحدة، دُمّر أكثر من نصف المنازل أو تضرّر في الحرب على القطاع، حيث فرّ 1.9 مليون شخص من منازلهم، أو ما يشكّل 85 في المائة من السكان.

وقال محمود أبو ريان النازح من بيت لاهيا (شمال)، «الجو بارد جداً والخيمة صغيرة جداً. ليس لدي سوى الملابس التي أرتديها. وما زلت لا أعرف ما هي الخطوة التالية».

وبموازاة ذلك، تزايدت بشكل ملحوظ بعض الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادّة والالتهابات الجلدية، بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة المخصّصة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في جنوب القطاع.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس، فإنّ 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، كانت لا تزال تعمل بالإمكانات المتوفّرة.

وعبّر سكان أحد أحياء رفح حيث دمّرت غارة إسرائيلية عددا من المباني، عن غضبهم السبت بعد استخدام واشنطن حق النقض. وقال محمد الخطيب: «ما هو القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن ونفذه من أجل قضيّتنا والشعب الفلسطيني؟».

ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان الفيتو الأمريكي محملا الولايات المتحدة مسؤولية «ما يسيل من دماء» في القطاع. ووصف عباس في بيان نشره مكتبه الموقف الأمريكي بـ «العدواني وغير الأخلاقي».

وأضاف: «هذه السياسة الأمريكية تجعل من الولايات المتحدة شريكًا في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية «إخفاق مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار لوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض» الذي وصفه بـ«وصمة عار» و«رخصة جديدة لدولة الاحتلال لمواصلة التقتيل والتدمير والتهجير».

من جهتها، حذرت إيران اليوم من وقوع «انفجار لا يمكن السيطرة عليه» في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب ضدّ حماس في غزة.

كما دان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الفيتو الأمريكي، وقال لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان «منذ السابع من أكتوبر، تحول مجلس الأمن الدولي إلى مجلس لحماية إسرائيل والدفاع عنها».

وصرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنّ «كلّ هذا يحدث في سياق إنساني مروّع»، مشيراً إلى أنّ «الناس يائسون وخائفون وغاضبون». وقال سكان في خان يونس اليوم إن القوات الإسرائيلية أمرت الناس بالخروج من منطقة أخرى تقع إلى الغرب مباشرة من المواقع التي اقتحمها الإسرائيليون الأسبوع الماضي، مما يشير إلى هجوم وشيك آخر.

وفي خان يونس، وصلت جثث شهداء وتدفق جرحى خلال الليل إلى مستشفى ناصر المكدس. وهرع مسعف من سيارة الإسعاف وهو يحمل جسد طفلة ترتدي زيا وردي اللون. وفي الداخل، كان الأطفال الجرحى يبكون ويتلوون من الألم على الأرض بينما تسارع الممرضات إليهم لتهدئتهم. وفي الخارج كانت الجثث ملفوفة بأكفان بيضاء. وشب حريق هائل في أحد المنازل بالمدينة بعد أن تعرض للقصف خلال الليل.

وقالت زينب خليل (57 عاما)، التي نزحت مع 30 من أقاربها وأصدقائها في خان يونس غربي المواقع الإسرائيلية: إن القوات أمرت الناس في شارع جلال القريب بالمغادرة.

وأضافت «قد تكون مسألة وقت قبل أن يقتحموا منطقتنا أيضا. كنا نسمع القصف طوال الليل».

وتابعت: «لا ننام بالليل، نظل صاحيين، نحاول ننيم الأطفال، نظل صاحيين من الخوف من قصف المكان فنضطر نركض ونحن نحمل الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى وهي: كيف نطعم الأولاد؟

وأبلغ مستشفى ناصر ومستشفى الأقصى في دير البلح عن استشهاد 133 شخصا وإصابة 259 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لترتفع الحصيلة الرسمية إلى ما يقرب من 17500 شخص، بالإضافة إلى عدة آلاف آخرين في عداد المفقودين يُعتقد أنهم لاقوا حتفهم.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع لرويترز «نعتقد أن عدد الشهداء تحت الأنقاض قد يكون أكبر من الذين استقبلتهم المستشفيات».

وكان القتال الذي يشهده الشمال على أشده في أجزاء من مدينة غزة ومناطق واقعة عند أطرافها الشمالية حيث أمكن رؤية انفجارات ضخمة عبر السياج الحدودي في إسرائيل.

ونشرت عائلات في شمال القطاع رسائل على الإنترنت تناشد طواقم الطوارئ بالدخول إلى مدينة غزة لإنقاذ ذويهم الذين ما زالوا محاصرين هناك.

في هذه الأثناء، ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلّة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين استشهدوا الجمعة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وأعلنت إسرائيل مقتل 93 جندياً في غزة منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أنّ جنديين آخرين أصيبا خلال محاولة فاشلة لتحرير رهائن خلال الليل.

غير أنّ حماس أعلنت مقتل أحد الرهائن خلال هذه العملية. ونشرت مقطع فيديو يظهر ما قالت إنها جثة المحتجز.

«القسام» تجهز على قوتين خاصتين -

غزة «د. ب. أ»: أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، الإجهاز على قوتين خاصتين إسرائيليتين بعد وقوعهما في كمينين بقطاع غزة .

ونقل «المركز الفلسطيني للإعلام» عن مصدر قيادي في القــسام قوله، في منشور عبر منصة «إكس» اليوم : إن «قوتين خاصتين إسرائيليتين وقعتا في كمينين داخل حي الشيخ رضوان ومنطقة الكرامة في غزة، ومقاتلونا تمكنوا من الإجهاز على عناصر القوتين الخاصتين وانسحبوا من المكان». كما أشارت «كتــائب القســام» إلى استهداف «غرف قيادة العدو في المحور الجنوبي لمدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل»، لافتة إلى استهداف «دبابة ميركفاه صهيونية في محور شرق مدينة خانيونس بقذيفة الياسين 105».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمم المتحدة مجلس الأمن فی القطاع قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: توسيع إسرائيل للحرب لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة للمدنيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، أن توسيع إسرائيل للحرب على عدة جبهات في (فلسطين ولبنان واليمن) لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة للمدنيين، خاصة بعد نزوح أكثر من 50 ألف لبناني وسوري - يعيشون في لبنان - فروا إلى سوريا؛ هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية، فيما نزح أكثر من 200 ألف شخص داخل لبنان.


ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم /الاثنين/ عن المفوض السامي - في منشور على حسابه على موقع (إكس) - "إن عمليات الإغاثة، بما في ذلك من قبل مفوضية شؤون اللاجئين، تجري لمساعدة كل المحتاجين، بالتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والسورية"، مشيرا إلى استهداف إسرائيلي جوي واسع للمنازل والبنية التحتية المدنية في لبنان؛ مما أدى إلى مقتل عائلات بأكملها وتسبب في نزوح جماعي غير مسبوق".
وشدد فيليبو جراندي على ضرورة حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، سواء اختاروا النزوح أو البقاء، وأنهم ليسوا هدفا.
بدوره، قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن الغارات الجوية التي شنتها القوات الإسرائيلية على لبنان أجبرت آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم ومن بينهم لاجئون فلسطينيون.. مضيفا: "فتحنا 7 ملاجئ للنازحين، والتي تستضيف حاليا 1600 شخص بمن فيهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون".
وأكد لازاريني، أن العديد من النازحين أصيبوا بصدمة نفسية؛ بسبب القصف المستمر وعدم اليقين والمخاوف.. ونبه إلى أنه بالنسبة للبعض، فإن هذه الصدمة تتكرر في ظل دورات الصراع المتكررة على مدى عقود من الزمن.
وحذر المسؤول الأممي من أن التوسع الإضافي للحرب لن يجلب سوى المزيد من المعاناة للمدنيين.. وقال: "يجب حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية التحتية المدنية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد أعرب عن قلقه بشأن التصعيد الهائل للأحداث في بيروت خلال الـ(24) ساعة الماضية.
وشدد المتحدث باسم الأمين العام على ضرورة وقف هذه الدائرة من العنف الآن، وعلى أن تبتعد كل الأطراف عن حافة الهاوية، وقال "إن شعوب المنطقة، لا يمكن أن يتحملوا نشوب حرب شاملة".
وحث أمين عام الأمم المتحدة الأطراف على إعادة الالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل، والعودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية.. وأكد أيضا دعوته للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين هناك.
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعتزم استهداف مواقع نفطية واستراتيجية إيرانية
  • إسرائيل تكشف طبيعة "الرد الانتقامي" ضد إيران
  • رئيس الأركان الإيراني يهدد بضرب كل البنى التحتية في إسرائيل
  • شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ستساعد على تحسين الوصول إلى الشرب الآمن في السودان
  • بصواريخ تضرب في دقائق.. توقعات هجوم إيراني باليستي على إسرائيل
  • النفط يقفز 3% بعد أنباء عن ضربة صاروخية إيرانية على إسرائيل
  • اليمن تطالب بحماية السفارات وتدعو لحل الأزمة السودانية وتخفيف المعاناة الإنسانية
  • سيجلب الدمار للبلدين..الأمم المتحدة تحذر إسرائيل من غزو لبنان
  • في اليوم الـ360 للعدوان الإسرائيلي على غزة.. حصيلة الشهداء ترتفع إلى 41,615 شهيداً
  • الأمم المتحدة: توسيع إسرائيل للحرب لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة للمدنيين