بيروت - باريس - «وكالات»: وجهت منظمات إغاثة دولية انتقادا حادا لفشل الأمم المتحدة في التوصل لوقف الحرب في غزة منددة بالفيتو الأمريكي الذي عطل قرارا إنسانيا لوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت عدة منظمات إغاثة في بيان مشترك اليوم: «نشعر بالجزع إزاء فشل مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف إطلاق نار إنساني في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين دون شروط».

وأضافت: «كان من شأن تنفيذ مثل هذا القرار إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس للمدنيين في غزة، هم في حاجة ماسة إليها، حيث يتعرضون لقصف بلا هوادة. كانت هذه فرصة لوقف العنف، ولكنها ضاعت».

وتضم هذه المنظمات «أنقذوا الأطفال» و«العمل ضد الجوع» و«أوكسفام» و«كير» و«المجلس النرويجي للاجئين».

واستخدمت الولايات المتحدة، وهي حليف مقرب لإسرائيل، حق النقض (الفيتو) في التصويت ضد مشروع قرار بمجلس الأمن يوم أمس الجمعة، رغم الوضع المتدهور للمدنيين في قطاع غزة.

وقالت المنظمات في بيانها: «غزة الآن هي أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للمدنيين..لا يوجد فيها موضع آمن». يأتي الفشل في تبني قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية جراء نقص الغذاء والدواء والوقود بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل، ردا على هجمات حماس في السابع من شهر أكتوبر الماضي .

ودقت جمعيات الإغاثة الخيرية ناقوس الخطر بشأن الوضع «المروع» في غزة بعد أكثر من شهرين من العدوان الإسرائيلي على غزة محذرة من المجاعة وتفشي الأمراض.

ورسمت المنظمات الدولية في مؤتمر عبر الفيديو مع الصحافيين هذا الأسبوع صورة قاتمة لما أسمته «منظمة رعاية الأطفال» («سيف ذا تشيلدرن») بـ «الفظائع» التي تتكشف في قطاع غزة.

وقالت بشرى الخالدي من منظمة أوكسفام، ومقرها المملكة المتحدة، إن «الوضع في غزة ليس مجرد كارثة، إنه مروع مع عواقب محتملة لا رجعة فيها على الشعب الفلسطيني».

وأضافت: «المناطق الآمنة الإسرائيلية داخل غزة هي سراب».

وفي قطاع غزة الصغير والمحاصر، استشهد أكثر من 17400 شخص، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أعلن في وقت متأخر الخميس أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل.

وحذرت ألكسندرا ساييه من «سيف ذا تشيلدرن» من أن «أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض».

وأضافت «تخبرنا فرقنا عن ديدان يتم انتشالها من الجروح وأطفال يخضعون لعمليات بتر أطراف دون تخدير»، أو يصطفون بالمئات لاستخدام «مرحاض واحد» أو يجوبون الشوارع بحثا عن الطعام.

وأتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر، تبادل محتجزين لدى حماس بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول عدد إضافي من شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.

ولكن بعد استئناف العملية العسكرية، نشر الجيش الإسرائيلي خارطة قال إنها ستساعد سكان غزة على «الإخلاء من مناطق محددة لسلامتهم».

وفرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة بحثا عن الأمان في الجنوب منه، ولكنهم تعرضوا للقصف هناك. وبحسب شاينا لو من المجلس النروجي للاجئين «ببساطة لا توجد مساحات آمنة في غزة، وقد رأينا هذا منذ التوجيه (الإسرائيلي) الذي يدعو الناس إلى الفرار من شمال غزة إلى الجنوب».

وأكدت أن «التوجيهات الإسرائيلية التي تُجبر الفلسطينيين (على التواجد) في المناطق المكتظة في جنوب غزة، دون أي ضمانات للسلامة أو العودة، تنتهك بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي».

وروت ساندرين سيمون من جمعية أطباء العالم الخيرية كيف أصيب زميل لها في مدينة خانيونس بجنوب القطاع «عندما هاجمت دبابة مدرسة كان قد لجأ إليها».

وأضافت: «استغرق الأمر ساعات للوصول إلى المستشفى»، حيث كان فريق التمريض «المرهق» يحاول يائسا رعاية مئات المرضى الممددين على الأرض.

وحذرت «مستشفيات غزة تصبح مشارح. هذا غير مقبول». وروت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود إيزابيل ديفورني قصة مماثلة.

وقالت «نعمل في مستشفى الأقصى، ونستقبل ما معدله 150 إلى 200 جريح حرب يوميا منذ الأول من ديسمبر». وأضافت انه في أحد أيام هذا الأسبوع «استقبلوا عدداً من القتلى يفوق عدد الجرحى. المستشفى مكتظ والمشرحة مكتظة، والوقود والإمدادات الطبية بلغت مستوى منخفضا للغاية».

وأشارت إلى أن الوضع مأساوي أيضا في مستشفى ناصر في خانيونس حيث إن «20 بالمائة من المرضى الذين يصلون إليه... توفوا بالفعل».

وتشكل النساء والأطفال ما دون الثامنة عشرة غالبية القتلى في غزة. وتحدثت ديفورني عن «مذبحة عشوائية». وأضافت «لقد أظهرت إسرائيل تجاهلاً تاماً لحماية المنشآت الطبية في غزة».

وكررت وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيراتها بشأن تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في غزة، وانهيار النظام العام ما لم يتم وقف إطلاق النار.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن خطر «المجاعة» مرتفع.

بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه «بالنظر إلى الظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض مقارنة بالقصف» في غزة.

وحذر من أمراض عدة بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والطفح الجلدي وجدري الماء، التي ظهرت بسبب الاكتظاظ ونقص الغذاء والماء والنظافة الأساسية والأدوية.

وبحسب كيارا ساكاردي من منظمة العمل ضد الجوع، فإن «الوضع يقوض كرامة الناس لأنهم لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو تنظيف أطفالهم»، داعية إلى وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات عاجلة. واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في قطاع غزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

شهيدان برصاص جيش العدو وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة

 استشهد فلسطينيان، اليوم، الاثنين، برصاص قوات العدو الصهيوني في رفح جنوب قطاع غزة، كما أصيب 3 أطفال في غارة صهيونية على المواصي بخانيونس، في استمرار لتصاعد خروقات العدو لوقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر فلسطينية باستشهاد المواطنين موسى قشطة وخالد الشاعر جراء إطلاق النار من قوات العدو عليهما وسط مدينة رفح.

وفي السياق، أصيب 3 أطفال في قصف مروحية صهيونية منطقة المواصي شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرة مروحية صهيونية أطلقت صاروخين تجاه منطقة المواصي ما أدى إلى الإصابات، في حين أطلقت النار بكثافة في عرض البحر قبالة خانيونس.

إلى ذلك، أطلقت طائرة حربية للعدو الصهيوني النار تجاه شواطئ بحر خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما فتحت آليات العدو نيرانها في منطقة السناطي شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، وشرق حي التفاح شرق مدينة غزة، بالتزامن مع تحليق طائرات العدو المروحية في الأجواء الغربية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة

وأمس الأحد، استشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفلان وامرأة، وأصيب 6 آخرون بجروح، في بيت حانون وخانيونس ورفح، وذلك في تصعيد عسكري صهيوني أعقب قار سلطات العدو إغلاق المعابر مع قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات والبضائع، في إمعان باستخدام التجويع كأداة حرب في إطار جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي الجديد، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق 3 فبراير الماضي مفاوضات المرحلة الثانية منه.

وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الصهاينة في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات المفروضة عليها في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وهو ما رفضته حماس، وطالبت بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بالكامل.

ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، ارتكب العدو عشرات الخروقات ما أدى إلى أكثر من 118 شهيدا ومئات الجرحى، إلى جانب عدم الالتزام بتنفيذ البروتوكول الإنساني.

وبمشاركة أمريكية، ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن كيان العدو حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 48388 فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 111803 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • متحدث الصحة بغزة: الوضع الصحي والإنساني صعب للغاية لاستمرار إغلاق الاحتلال للمعابر
  • مُتحدث الصحة في غزة: الوضع الصحي والإنساني صعب وسط إغلاق المعابر
  • وكالات إغاثة تحذر من “نتائج كارثية” لاستمرار قطع المساعدات عن غزة
  • وكالات إغاثة تحذر من نتائج كارثية لاستمرار قطع المساعدات عن غزة
  • رئيسة المكسيك تندد بالرسوم الجمركية الأمريكية وتتوعد بالرد
  • مخاوف صهيونية من التهديدات اليمنية
  • موجة غضب عالمية على قرار نتنياهو وقف إدخال المساعدات لغزة
  • منظمات إغاثة تحذّر من نفاد مخزونات الغذاء والدواء في غزة
  • تعرف على أهمية القمة العربية الطارئة بالقاهرة غدا
  • شهيدان برصاص جيش العدو وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة