البشر يسيطرون على القمر بالكامل ويغيرون بيئته.. كيف ذلك؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
يقول العلماء أنه يجب إعلان حقبة جديدة على القمر، وذلك بعد أصبح للبشر الآن القوة المهيمنة في تغيير بيئته، فقد أدى النشاط البشري إلى ‘حداث تلف في سطح القمر لأول مرة في 13 سبتمبر 1959، عندما تركت المركبة الفضائية غير المأهولة التابعة للاتحاد السوفييتي لونا 2 حفرة.
وفي العقود التي تلت ذلك، هبطت أو تحطمت أكثر من 100 مركبة فضائية أخرى، بما في ذلك تلك المشاركة في مهام أبولو التابعة لناسا، على القمر في 58 موقعًا إضافيًا على الأقل، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
لقد ترك رواد الفضاء وراءهم كل شيء بدءًا من آثار أقدامهم وكرات الجولف والأعلام والنصوص الدينية إلى أكياس النفايات البشرية والمعدات العلمية المهجورة، تم ضرب كرات الغولف على القمر خلال مهمة أبولو 14 في عام 1971.
ويقول الجيولوجيون وعلماء الأنثروبولوجيا الآن إن هذه الاضطرابات يجب تصنيفها على أنها "أنثروبوسين قمري"، للاعتراف بأن البشر أصبحوا القوة المهيمنة في تشكيل بيئة القمر.
علامات بسيطة تشير لـ وجود مرض خطير.. تفاصيل بعوض مجمد منذ 130 مليون سنة يكشف مفاجأة غريبة..تفاصيليُستخدم مصطلح الأنثروبوسين على الأرض لوصف فترة منذ عام 1950 تقريبًا كان للنشاط البشري فيها تأثير كبير على الكوكب، ولقد قمنا بالمثل بتعطيل الرواسب الموجودة على سطح القمر، والتي يطلق عليها العلماء اسم الثرى.
وقال الدكتور جوستين هولكومب، المؤلف المشارك للدعوة لإعلان حقبة جديدة للقمر، من جامعة كانساس: "عندما نأخذ في الاعتبار تأثير المركبات الجوالة ومركبات الهبوط والحركة البشرية، فإنها تزعج الثرى بشكل كبير".
في سياق سباق الفضاء الجديد، سيكون المشهد القمري مختلفًا تمامًا خلال 50 عامًا، وستكون بلدان متعددة حاضرة، مما يؤدي إلى العديد من التحديات،وأضاف: "نهدف إلى بدء المناقشات حول تأثيرنا على سطح القمر قبل فوات الأوان".
وفي مقال نُشر في مجلة Nature Geoscience، يقول الخبراء إن عصر الأنثروبوسين القمري بدأ مع سباق الفضاء في منتصف القرن العشرين وسيستمر مع سباق فضائي جديد وشيك، والذي يتضمن خططًا بشرية للعيش على القمر والقيام بالصناعات التعدين.
على عكس المعروف .. دراسة: استخدام الهاتف الذكي يفيد الصحة العقلية فيروس شديد الفتك يثير الذعر بسبب تفشيه المقلق في أمريكا.. ما القصة؟وفي العامين المقبلين فقط، تخطط خمس دول والعديد من الشركات الخاصة لزيارة سطح القمر، ونظرًا لعدم وجود غلاف جوي، فإن التآكل يحدث بشكل أبطأ بكثير مما يحدث على الأرض، لذلك يتم الاحتفاظ بسجلات النشاط البشري، مثل آثار الأقدام ومسارات المركبات الجوالة التي تم إرسالها لاستكشاف سطح القمر.
يريد العلماء حماية التراث الفضائي مثل المركبات الفضائية والأعلام وكرات الجولف وآثار الأقدام على سطح القمر، كما يريدون أن يلفت الأنثروبوسين القمري الانتباه إلى الحماية اللازمة للغبار والغاز الذي يغلف القمر والجليد في مناطقه المظللة بشكل دائم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على القمر سطح القمر
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 11 من سورة الرعد: “..إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..”.
ذهب المفسرون الى أن التغيير في حال قوم يوقعه الله بهم يحتمل أن يكون من سيء الى حسن أو العكس، لكن السياق يفيد التغير من الحال السيء الى حال أفضل، ويعزز ذلك الآية المتشابهة مع هذه الآية: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الأنفال:53].
لذلك تعتبر هاتان الآيتان من السنن الكونية التي يجري الله الأحداث بموجبها، وتقطعان بأن أحوال الأمم والأقوام ليست أقدارا مكتوبة عليها، بل متغيرة يبدلها الله من حال الى حال، والتغيير مرتبط بتغير نواياها وسلوكاتها.
وعليه فان من يطمحون الى خروج أمتنا من واقعها الحالي المزري، ونهضتها وعودتها الى موقعها الحضاري المجيد الذي كانت عليه، وكانت خلاله في صدارة الأمم، حري بهم أن يتأملوا جيدا في مدلولات هاتين الآيتين.
مما يمكن استخلاصه الحقائق التالية:
1 – إن التعامل الإلهي مع البشر فردي حينما تتعلق المسؤولية عن سلوكاته بذاته، فيحاسبه عما فعل ولا يحمله عاقبة أفعال غيره لأنه ليس له عليه من سلطة، لكنه يحاسب المجتمعات جماعيا عندما تتعلق منتجات الأفراد بالمنتج العام للسلوكات فتصبغ المجتمع بصبغة ذلك السلوك، وتصبح تلك السمة العامة للمجتمع سواء كانت إيجابية أو سلبية مؤثرة على الأفراد وموجهة لسلوكاتهم، مثال على ذلك قوم لوط، اذ لا يعقل أن جميع الأفراد كان لديهم شذوذ جنسي، لكن عوقب الجميع عندما لم يعد الأمر مستنكرا في القيم المجتمعية الجمعية، بل ممارسة مقبولة، ولممارسيه حماية ورعاية من قبل الهيئة الحاكمة، بل وتعاقب من ينتقدها أو يضايق فاعليها (كما نشهده الآن في العالم)، وعندما لم يتصدّ المصلحون لوقفها ولم يستنكرها الصالحون، أصبحت سمة عامة تصبغ المجتمع كله، لذلك أخذ الله المجتمع كله، صالحه وفاسده بالعذاب.
2 – فاسدو المجتمع يحاولون تبرير أفعالهم بأن الله كتب عليهم الضلال، وفي هاتين الآيتين بيان مبطل لادعائهم، وتأكيد على أن ما يصيب الأقوام هو نتاج أعمالهم.
كما بين تعالى في مواضع كثيرة أن الله لا يضل إلا من اختار الضلالة بإرادته وعن سابق عزم وتصميم “سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ” [الأنعام:148].
كما بين أنه تعالى لا يأمر بالمنكر: “وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ” [الأعراف:28]، بل فعل المنكرات هو مما تزينه النفوس الأمارة بالسوء.
3- بناء على ما سبق نتوصل الى أنه لا ينبغي للمؤمنين في زمننا الكالح هذا القعود بانتظار المعجزات، ولا انتظار أن يأتينا الفرج بالاكتفاء بالدعاء، بل علينا الجد والعمل لتغيير هذا الحال الذي ما وصلنا إليه إلا لأن العلماء المصلحين انكفأوا عن أداء واجبهم في التنبيه الى سوء المنقلب، والمؤمنون الصالحون صمتوا عن شيوع المنكرات، وعلى رأسها تقبل أن يحكموا بغير ما أمر به الله، وسكتوا عندما تبين لهم أن قادتها يرفضون الحكم وفق منهج الله، واعترفوا صراحة أنهم ينبذونه ويعتبرونه أرهابا، ويتبعون منهج أعداء الأمة التاريخيين.
ان الحكم بما أنزل الله واجب شرعي، ولا يجوز للحاكم ان كان مؤمنا اتباع منهج غيره، ولا يقبل الله منه ادعاءه بأنه مسلم بمجرد إعلان ذلك طقوسيا على الراية، أوالتظاهر باتباعه من خلال المظاهر الخادعة كالسماح برفع الأذان، او تنفيذ احكام الاعدام بالسيف بدل المشنقة.
الحكم بموجب الشرع يظهر في اتباع ما أمر به الله، وأهمه معاداة من يعادي الدين ويحارب المسلمين، ونصرة إخوانهم في الدين وعدم موالاة من احتلوا ديار المسلمين ولا إلقاء السلم إليهم قبل أن يجلوا عنها.
هل عرفنا الآن لماذا غير الله نعمته التي أنعمها علينا بجعلنا خير أمم البشر، فغيرها الى الأمة الأضعف والتي سلط عليها أراذل البشر الذين كتب عليهم الذلة والمسكنة!؟.
وهل عرفنا أنه لن يزول ذلك، ولن يعيد الله حالنا الى ما كنا عليه من عزة وكرامة، بمجرد الصلاح الفردي وكثرة العبادات، بل بتغيير ما بأنفسنا كمجتمع، من هوان واستكانة لما فرضه الأعداء ووكلاؤهم علينا.