بوابة الوفد:
2024-07-08@12:55:01 GMT

الحاوى الأمريكى والثعبان الإسرائيلى

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

كشفت أمريكا عن وجهها القبيح ودورها الحقيقى فى الحرب الدائرة فى غزة، وبينت دعمها للاحتلال عسكرياً ومعنوياً.. أمس الأول الجمعة، أبلغت واشنطن مجلس الأمن بمعارضتها وقف إطلاق النار فى غزة، رغم تصريحاتها الخادعة طوال الفترة الماضية ودعواتها لإسرائيل -كذباً- لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضرورة اللجوء إلى حل الدولتين حقناً للدماء.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن نائب المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن، روبرت وود «لا ندعم الدعوات إلى وقف فورى لإطلاق النار»، تلك الجملة هى خلاصة الموقف الأمريكى تجاه ما يدور فى غزة.

إننا مطالبون بأن نعمل وفق هذه الرؤية الواضحة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم ولن تكون معنا يوماً فى خندق واحد خاصة فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى، فهى الداعم الأول والأخير للاحتلال عبر عقود الصراع.

اندلاع الحرب فى غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، كشف الموقف الأمريكى الأعمى والمنحاز بقوة لليهود الأمر الذى دفع الرئيس جو بايدن إلى زيارة إسرائيل وقت الحرب، وهو أمر لم يفعله أى رئيس أمريكى من قبله مما يبين قدر المكانة الكبيرة التى تحتلها إسرائيل لدى صاحب القرار الأمريكى.

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية التى تلعب دور شرطى العالم الفيتو 84 مرة منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، منها 47 مرة لحماية إسرائيل، وفى كل مرة يحتد الصراع وتشتد الموجة وينتفض العالم ضد الاحتلال تتدخل واشنطن بفيتو جديد يجهض القرارات الدولية ويضيع الحقوق ويغير المسار بقوة البلطجة بفرد العضلات.

إذن، نحن أمام توجه أمريكى إسرائيلى بشأن غزة سواء كانت صفقة القرن أو التهجير أو غيرها، فجراب الحاوى الأمريكى والثعبان الإسرائيلى يحمل الكثير من المفاجآت التى تهدد استقرار المنطقة بل والعالم أجمع، وسوف يدفع الجميع فاتورة باهظة خاصة كل من باع وأسهم وتواطأ وخان، فمحكمة التاريخ لن ترحم أحداً.

الموقف المصرى الأكثر وضوحاً واتزاناً منذ بداية الصراع بل على مدار أكثر من 7 عقود لم يتغير أو يتبدل، فالقضية الفلسطينية قضية جوهرية للمصريين جميعاً حكومات وشعباً، ومع اندلاع الأزمة الأخيرة رفضت مصر كل الضغوط الإقليمية والدولية لتهجير الفلسطينيين على حساب القضية وتصفيتها، مؤكدة أنه لا حلول إلا باللجوء إلى طاولة المفاوضات، وأن حل الدولتين هو الأمثل على حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

غزة الآن وبعد فشل مشروع قرار وقف إطلاق النار اشتعلت بها المعارك المفتوحة التى لم يسبق لها مثيل بين أصحاب الحق وتقرير المصير وبين جنود الشيطان ومعاونيهم فى معركة شاملة يسعى خلالها كل طرف للخلاص من الطرف الآخر، يرتكب الاحتلال خلالها كل جرائم الحرب القذرة والأسلحة المجرمة دوليا على مرأى ومسمع من العالم أجمع لإبادة شعب بأكمله.

باختصار.. إسرائيل لا تحارب حماس كما تزعم، وإنما تشن حرباً شاملة ضد المدنيين وسط تطبيق سياسة قصف إجرامية تبتغى من ورائها إبادة شعب وتصفية قضية وابتلاع وطن كامل من فوق خريطة الكرة الأرضية، ليكون بداية فعلية لتحقيق طموحاتها وتنفيذ حلمها المزعوم لإقامة دولتها على أطلال دول عربية وإسلامية.

الاكتفاء بالشجب والتنديد والصراخ والعويل لن يزيد الأزمة إلا تعقيداً وصعوبة فى الحل، فما أشد حكم التاريخ على 456 مليون نسمة عربى يعيشون فى وطن كبير به من الخيرات والكنوز فوق الأرض وتحت الأرض ما تعجز عن حمله الجبال، كما أنها تمتلك جيوشاً عسكرية، وعدة وعتادا -تسد عين الشمس – والأكثر أنها تمتلك أوراق ضغط فاعلة على الشيطان الأكبر الراعى الرسمى للإرهاب فى الشرق الأوسط، ولا تستطيع أن تضع حدا بما تملك من ضغوط لـ9 ملايين يهودى بينهم 2 مليون عربى تقريبا.. إنها مأساة للخيانة والتواطؤ فيها نصيب الأسد.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة مجلس الأمن إسرائيلي فى غزة

إقرأ أيضاً:

السجن أصبح مقبرة..؟

اغتال الكيان الصهيونى الغاصب قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى عندما استهدف البشر والحجر، واعتمد الإبادة الجماعية كوسيلة يحقق من خلالها مراميه ومآربه فى السيطرة كليا على الأراضى الفلسطينية. ولهذا عمد إلى زيادة وتيرة جرائم الحرب التى شرعها كهدف له لبسط سطوته وجبروته، وهو ما حدا بالمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن يقول: (القطاع الذى وصف على مدى أعوام بأنه سجن كبير مفتوح فى ظل الحصار الجوى والبرى والبحرى أصبح مقبرة للسكان المحاصرين بين الحرب والحصار والحرمان والتجويع)، وهو ما دفعه إلى أن يدعو الكيان الصهيونى إلى احترام القانون الانسانى الدولى والحفاظ على المدنيين وحمايتهم، وتفعيل وقف فورى لإطلاق النار للسماح بالوصول الآمن والمستمر، وغير المقيد إلى الوقود والأدوية والمياه والغذاء فى القطاع.

وقال المسئول الأممى: (إن التاريخ سوف يتساءل: لماذا لم يكن لدى العالم الشجاعة للتصرف بشكل حاسم ووقف هذا الجحيم على الأرض؟). وفى الوقت نفسه تخوض اسرائيل اليوم حربا شرسة على ست جبهات أولها جبهة حماس التى ما زالت تتمتع بقدر كبير من القدرة التى مكنتها من شن هجوم بحرى على إسرائيل، فى الرابع والعشرين من أكتوبر، ومن إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه مدينة ايلات جنوب اسرائيل، ومدينة حيفا الساحلية الشمالية. أما الجبهة الثانية فتمثلها إيران ووكلاؤها أى حزب الله فى سوريا ولبنان، وحزب الله فى سوريا فى سوريا ولبنان والميليشيات الإسلامية والحوثيين فى اليمن.

وتتمحور الجبهة الثالثة حول شبكات التواصل الاجتماعى التى أصبحت اليوم ذات قيمة استراتيجية حقيقية قى ظل تبادل الآراء بشكل مفتوح حول العالم، ومنها ما يخص إدانة إسرائيل إزاء استهدافها للمستشفيات. وبخلاف هذا يشكل الصراع الفكرى الفلسطينى بين إسرائيل والحركة التقدمية العالمية الجبهة الرابعة. وهنا تجدر الإشارة إلى المظاهرات فى حرم الجامعات الأمريكية التى تلقى باللوم على إسرائيل فى مواجهتها لحركة حماس التى يرونها على حق لكونها منخرطة فى النضال المشروع ضد الاستعمار. ويمثل الداخل الإسرائيلى والأراضى المحتلة فى الضفة الغربية الجبهة الخامسة، حيث يهاجم المستوطنون الفلسطينيين الذين يحاولون الدفاع عن أراضيهم، ومن ثم يعمدون إلى عرقلة جهود المؤسسة العسكرية الاسرائيلية للسيطرة عليها بالتعاون مع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وتأتى الجبهة السادسة لتسلط الضوء على الداخل الإسرائيلى حيث المواطنين اليهود. وهنا يوجه الانتقاد إلى استراتيجية «نتنياهو» التى بنيت على تأليب فصائل المجتمع الاسرائيلى ضد بعضها البعض مما أدى إلى تآكل الوحدة المجتمعية الضرورية لكسب الحرب التى يخوضها الاحتلال الغاصب.

وتستمر أمريكا كعنصر رئيسى داعم للاحتلال الغاصب فى كل الجرائم التى يرتكبها، وكعنصر يؤكد بأن إسرائيل لا يمكنها أن تفوز بمفردها فى هذه الحرب إلا إذا تمكنت هى وأمريكا معًا من تشكيل تحالف عالمى. بينما يرى بعض المحللين أن الحل يكمن فى الإعلان عن نهاية توسيع المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وإصلاح علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية بحيث تصبح شريكًا شرعيًا ذا مصداقية، وبالتالى تحكم قطاع غزة وتشارك فى صياغة حل الدولتين الذى يشمل الضفة الغربية بعد التخلص من حركة حماس.

 

مقالات مشابهة

  • الحرب الإسرائيلية على غزة تدخل شهرها العاشر
  • مقترح وقف إطلاق النار في غزة.. نتانياهو يدلي بتصريحات جديدة
  • مصادر: حماس تتخلى عن مطلب رئيسي بمفاوضات غزة
  • الصهاينة.. يأجوج هذا الزمان يأكلون الأخضر واليابس
  • حماس تنتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • حماس: ننتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • السجن أصبح مقبرة..؟
  • صحيفة تكشف مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • مع استئناف المفاوضات.. سيناريوهان “أميركي وإسرائيلي” لوقف إطلاق النار في غزة
  • وكالة الأنباء الفرنسية: حماس تتوقع ردا من إسرائيل حول مقترح صفقة وقف إطلاق النار غدا