بوابة الوفد:
2024-09-07@06:38:06 GMT

الحرب العادلة

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

الحرب أداة مشروعة لكن الإخفاق فى الالتزام بأعرافها وقواعدها الأخلاقية العادلة يخلف على الدوام بحارًا من الأسى والألم. فى الصراعات المسلحة لا بد أن تلعب الأخلاق دورًا مهمًا كى تتحقق العدالة ويتم تقليل الأضرار الناجمة عنها.

عن «أخلاقيات الحرب» صدر كتاب يحمل هذا العنوان لمؤلفه الخبير الاستراتيجى «ديفيد فيشر» يعيد من خلاله التفكير فى العلاقة الممكنة بين الأخلاق والحرب، ويعمل على الانخراط فى التفكير فيما يسمى بالحرب العادلة، ففى عالم تسوده الحروب والنزاعات التى لا تتوقف، يقدم هذا الكتاب مقاربات جنيالوجية، تعود بالموضوع إلى جذوره الأولى التى يمكن أن نستنير بها فى معالجة وتنظيم تصورنا للحرب فى علاقتها بالأخلاق.

يركز فيشر على أن العالم المعاصر يعيش أزمة أخلاقية لا يمكن انكارها، ويحاول الاجابة عن سؤال وهو: كيف يمكن للحروب التى تخلق ضحايا، وتدمر البيئة والقيم والأشخاص، أن تكون عادلة؟

فمنذ القرن التاسع عشر أصبح تسود المجتمعات المعاصرة نزعة تشكيكية فى الأخلاق الموروثة. وازداد الأمر تأكيدا بعد فشل عصبة الأمم المتحدة وانهيارها، وعدم قدرتها على الحد من الحربين العالمتين الأولى والثانية، إلى درجة أصبح الكل يؤمن معها بأن العلاقات الدولية لا يمكن بأى حال من الأحوال، أن تضبط المعايير الأخلاقية وأن كل شىء يجب أن يبتسم بالواقعية، والسياسات المرادفة لها. لكن على الرغم من ذلك، لا يزال نبض الحس الأخلاقى موجودًا عند البعض ممن يعلنون من دون استسلام أن الدولة المعاصرة مطالبة بالتمسك، ولو بالحد الأدنى من الأخلاقيات.

إن «فيشر» يسعى فى مقارنته إلى رسم الحدود ووضع المعايير التى تسمح بالقول إننا بصدد حرب عادلة أو غير عادلة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل ليس جديدًا فى التاريخ، بل كل ما هنالك أن «فيشر» يحاول فقط مراجعة بعض المبادئ التى حضرت فى فلسفات أخلاقية وسياسية كثيرة، فهناك العديد من المبادئ الخاصة بالحرب العادلة المتفق عليها، التي تمت صياغتها عبر القرون. ويكفى التذكير بما صاغه القديس أوغسطين بقوله إن الحرب العادلة هى التى تكون ثأرًا من ظلم أو لاستعادة شىء جرى الاستيلاء عليه. وعلى الرأى من كل هذا فالحرب تبقى شرًا فى ذاتها، ويجب العمل علي تجبنها. وفى هذا السباق يقول القديس أوغسطين: «على الحكيم أن يرثى لحقيقة أن يكون مضطرًا لشن حرب».

لكى تكون الحرب عادلة فى نظر «فيشر» يجب أن تخضع لمعايير متعددة منها: ضرورة استحضار عملية الموازنة بين النفع والضرر، بين خسائر الحرب ومكتسباتها سواء قبل تشويها أو بعدها. فلا ينبغى أن يكون الضرر أكثر من النفع، بمعنى أنه على الحرب أن تقوم على حسابات استراتيجية وتكتيكية دقيقة، حيث لا تفوق التبعات السلبية الخير المستهدف فى تحقيقه، على الرغم من أن حساب النتائج يبقى أمرًا صعبًا، إلا أنه ضرورى جدًا. وإذا كانت الحرب تقوم على قضايا معنية، فيجب أن تكون هذه القضايا بالضرورة قضايا عادلة. وعندما تزول دوافع الحرب وأسبابها، فيلزم انهاؤها فى أقرب وقت ممكن.

يضيف «فيشر» مبدأ آخر أسياسيًا، لا يقل عن القضية العادلة، مبدأ الحصانة بالنسبة لغير المقاتلين، والامتناع عن الإضرار بعامة الشعب البسطاء. هذه المبادئ لا تطبق أثناء الحرب فقط، بل بعدها كذلك.

وإذا كانت الجوانب السلبية المرافقة للحرب لا مفر منها، فلا يجب أن تكون غاية فى حد ذاتها حتى يمكن تبريرها. فالغاية تكون فى هذه الحالة هى المحدد الرئيسى للطبيعة الأخلاقية للفعل، على الرغم من أن الغاية، ولو كانت نبيلة، مما يؤثر على الدوافع النبيلة ويسىء إليها. كل هذه شروط فى نظر «فيشر» يمكن اعتبارها بمثابة مبادئ للحرب العادلة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن الحرب العادلة الحرب أداة مشروعة العادلة الحرب العادلة

إقرأ أيضاً:

ترامب: إسرائيل لن تكون موجودة إذا فازت كامالا هاريس

(CNN) --  زعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الخميس، أن إسرائيل "لن تكون موجودة" إذا فازت منافسته الديمقراطية نائب الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب، في خطابه أمام قمة الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيجاس: "سوف يتم التخلي عنكم إذا أصبحت رئيسة، وأعتقد أنه يتعين عليكم شرح ذلك لشعبكم، لأنهم لا يعرفون ذلك، ليس لديهم أي فكرة عما سيفعلون، لن يكون لديكم إسرائيل إذا أصبحوا - إذا أصبحت رئيسة. لن تكون إسرائيل موجودة".

وكانت هاريس قالت إنها ملتزمة بأمن إسرائيل وحقها في الوجود، بينما تدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.

وفي المقابل، زعم ترامب، الخميس، أنه إذا فاز الديمقراطيون "لن يكون لدينا دولة بعد الآن، ولن يكون لإسرائيل حليف".

مقالات مشابهة

  • الغارديان: هل يمكن للعلماء تحديد العدد الحقيقي لضحايا غزة؟
  • 90% من أهوار العراق ضربها الجفاف.. البرلمان: نريد إجراءات عادلة - عاجل
  • ترامب: إسرائيل لن تكون موجودة إذا فازت كامالا هاريس
  • وزير الخارجية: السبيل الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط هو التوصل إلى تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية
  • بالفيديو.. محاكمة سرقة القرن يجب أن تكون محاكمة القرن وعلنية
  • ‏بوتين: الصين والبرازيل والهند يمكن أن تكون وسيطة في محادثات السلام بين موسكو وكييف
  • الحرب ليست عادلة بالنسبة إلى ضحاياها
  • الرئيس الفنلندي: يمكن لقطر أن تكون وسيطا في النزاع الأوكراني
  • جمال أبوالفتوح: مصر تخوض حرب دبلوماسية وسياسية لحماية أمنها القومي ودعم الشعب الفلسطيني
  • مجلس الامن الصامت على القهر والشاهد على الظلم