هناك ثوابت وأساسيات تقف عليها أى دولة للنهوض بشعبها حتى يكون لها شأن أمام جميع دول العالم، ويتحقق ذلك من خلال التعليم والصحة. وقد سبق أن تحدثت قبل ذلك عن أسباب تدهور التعليم، وكيفية معالجته. وحديثى الآن عن الصحة. فى البداية لا بد أن ننتبه إلى أن ملف الصحة كبير ومتشعب، ولا نتهم القضاء والقدر بأنه السبب فى تلك الأمراض.
فعلى سبيل المثال لا الحصر مرض السرطان الذى لم نكن نسمع عنه فى الماضى إلا نادرًا، أصبح اليوم هو مرض العصر الذى لا يترك صغيرًا ولا كبيرًا. ويعد السرطان من أكثر مسببات الوفاة بالعالم، ونجد أن ٧٠٪ من الإصابات والوفيات بالسرطانات بالدول النامية والفقيرة بسبب تلوث الغذاء ومياه الشرب والبيئة وسوء استعمال وتداول الكيماويات، حيث أصبحت نسبة انتشار هذا المرض فى مصر ما يقارب من 170 ألف مصاب بالسرطان سنويًا. وإذا عدنا إلى مسبباته نجد أن المختصين بالرقابة على الصحة الغذائية مع عدم الوعى الكافى للمواطنين سبب رئيسى فى هذا الانتشار الواسع للسرطان. ويجب على الدول والحكومات أن تقوم بدورها فى الرقابة على تصنيع الأغذية والمشروبات والمنتجات الصحية المؤثرة على بيئة المواطنين وصحتهم، فهناك أغذية تباع على الأرصفة يتراكم عليها عوادم السيارات المسرطن، وترى من يبيعون غزل البنات أو ما يسمى بالحلوى الشعر وعليها ألوان صناعية مسرطنة، وكذلك الفلافل والباذنجان والبطاطس تقلى بزيت تم تدويره لعشرات المرات، والفول الذى تتم إضافة مادة ادينا لتسويته سريعًا، والبليلة والكشرى تعبأ فى اكياس بلاستيكية أو اكواب بلاستيكية، والشاى وحمص الشام والمشروبات الساخنة التى تباع امام المدارس وامام كورنيش النيل واسفل الكبارى ومواقف الميكروباصات وبالقطارات تصب فى عبوات بلاستيكية مسرطنة، لأن البلاستيك حين توضع به مادة غذائية ساخنة ينتج عنه ٥٢ نوعًا من السرطانات، وأيضاً مرقات الدجاج والاندومى بطعم الكباب والكفتة والشاورمة، كل تلك الاطعمة من كيماويات ومواد مسرطنة ضارة بالصحة، وكذلك الألوان الصناعية التى تضاف على الأغذية والمشروبات بشكل عشوائى مع مكسبات الطعم والرائحة مما تشكل كوارث على صحة الإنسان.
وبعض المناطق السكنية العشوائية تكون فيها مياه الشرب ملوثة بمياه المجارى، والمصانع الملوثة للبيئة داخل الكتل السكنية والورش الفنية المختلفة لا يزالون يلقون بمخلفاتهم المضرة فى أوجه الناس وفى صدورهم. ومخلفات المجازر والحيوانات النافقة تفرم وتخلط بالملح والدقيق وتجفف لتضاف على الأعلاف كمركزات اعلاف مسرطنة، ليكسب التاجر والمربى للدواجن واللحوم المصنعة تضاف عليها مواد خطرة على الصحة وممنوع استخدامها دوليًا كنيتريت الصوديوم لتثبيت اللون الأحمر المضاف للحوم.
هنا يجب على الدولة أن تقوم بدورها فى الرقابة على تصنيع الاغذية والمشروبات والمنتجات الصحية المؤثرة على بيئة المواطنين وصحتهم. كما يجب على السلطة التشريعية أن تغلظ العقوبات على كل من يصنع أو يبيع منتج غذائى ملوث ومسرطن لنستطيع مقاومة هذا المرض اللعين الذى يكلف الدولة مليارات الجنيهات لتقديم الخدمات الصحية والعلاج منه دون فائدة.
وللحديث بقية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إطلالة مسببات السرطان
إقرأ أيضاً:
ندوة تناقش الجوانب الصحية لكبار السن بجنوب الشرقية
نظمت الرعاية الصحية الأولية ممثلة ببرنامج خدمة رعاية المسنين والرعاية المجتمعية بمحافظة جنوب الشرقية وبالتعاون مع مركز جعلان بني بوحسن الصحي ندوة مجتمعية بعنوان "غايتنا عافية كبارنا" بحضور هدى بنت سلطان بن ماجد، رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية جعلان بني بوحسن. استهدفت الندوة العنصر النسائي، وأدارت محاور الندوة سمية الصلتية، رئيسة قسم الإعلام والعلاقات العامة بالمحافظة.
سلطت الندوة الضوء على أهم الجوانب الصحية لكبار السن، حيث تناولت عدة محاور شملت نظرة الإسلام للعناية بكبار السن وكيفية التعامل معهم، والتي قدمتها سالمة بنت سيف المشايخية، مسؤولة قسم الصحة المدرسية والجامعية والمراهقين بالمحافظة. كما تم استعراض الخدمات الصحية المقدمة لكبار السن بوزارة الصحة من قبل فوزية المخينية، مسؤولة برنامج خدمة رعاية المسنين والرعاية المجتمعية بالمحافظة.
كما تناولت الندوة الأمراض الشائعة لدى كبار السن، والتي قدمتها صفية العامرية، مسؤولة برنامج الأمراض غير المعدية بالمحافظة. وناقش المحور الرابع المسنين في ظل مستجدات الصحة التثقيفية الرقمية ومؤسسة الصحة الوقفية "أثر"، حيث قدمت يسرا الدروشية، مسؤولة التثقيف الصحي بالمحافظة، عرضًا توعويًا في هذا المجال.
أما المحور الخامس فقد تناول التمارين المنزلية المعززة لصحة كبار السن، والتي قدمتها ورود الشحيمية، أخصائية العلاج الطبيعي بمركز جعلان بني بوحسن الصحي. كما تم عرض فيديو مرئي لعيادة خدمة رعاية المسنين والرعاية المجتمعية بمركز جعلان بني بوحسن الصحي، والذي قدمته الممرضتان بدريه المشايخية ومنال المسرورية.