بوابة الوفد:
2024-11-06@01:56:26 GMT

اليوم العالمى للخارقين!

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

احتفل العالم منذ أيام قليلة باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة والذى يصادف الثالث من شهر ديسمبر من كل عام، وترجع بداية الاحتفال بهذا اليوم إلى عام ١٩٩٢ عندما أعلنته الأمم المتحدة لدعم ذوى الإعاقة، بهدف السعى نحو ضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وزيادة الفهم لقضاياهم، وبما يعمل على دمجهم فى الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

وقد استوقفنى كثيرًا الاحتفال العالمى بهذا اليوم، خصوصًا فى ظل ما تشير إليه تقديرات منظمة الصحة العالمية من معاناة أكثر من مليار شخص–أى حوالى 15 فى المئة من سكان العالم– من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة، وقد جعلنى ذلك أفكر فى نماذج كثيرة رغم إصابتهم بعجز أو إعاقة جسدية، إلا أن إعاقتهم لم تمنعهم من تحويل حياتهم العادية إلى قصص نجاح ناتجة عن إرادة صلبة وإصرار على تحقيق الأمل والوصول إلى الهدف، دوِنت أسمائهم بحروف من نور، وتحولوا إلى مؤثرين يُحتذى بهم ويحكى عنهم على مر السنين داخل مصر وخارجها، اكتسبوا شهرة على مستوى الوطن العربى والعالم.

يأتى فى المقدمة عميد الأدب العربى «طه حسين» ضرير البصر إلا أنه مستنير البصيرة، استطاع أن يتغلب على عتمة الظلام ليخرج إلى نور الحياة، هو صاحب البصمة الكبرى فى الثقافة العربية، افترش قمة الهرم الأدبى، وأصبح يمثل سمة بارزة للأدب المصرى وركنا أساسيًا فى حقبة التنوير للفكر العربى. والموسيقار عمار الشريعى، رغم أنه ضرير أيضاً إلا أنه بدأ حياته الموسيقية عام 1970 م عقب تخرجه من الجامعة كعازف لآلة الأكورديون، ثم تحول إلى الأرج رغم صعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على حاسة البصر، ثم اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى وزادت ألحانه عن 150 لحنًا لمعظم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى، كما تميز فى وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات، وحصل العديد منها على جوائز على المستويين العربى والعالمى.

نموذج آخر لتحدى الإعاقة هو عبدالله البردونى، أو كما يُطلق عليه «معرى اليمن»، وقد ولد البردونى دون أية إعاقة، لكن عندما بلغ الخامسة من عمره أصيب بالجدرى، وسلب هذا الوباء حياة الآلاف، إلا أنه اكتفى من البردونى ببصره، ولم يسلب عزمه الذى مكنه من أن يصبح منارة للعالم ورمزا من رموز اليمن والعالم العربى، ليترك إبداعات أدبية أنارت عقول كل من تناولها.

كذلك الحال مع الكاتب المصرى من أصل سورى مصطفى صادق الرافعى، فقد أصيب بمرض «التيفود» ليشفى من هذا المرض مصابًا فى أذنيه، حتى فقد سمعه نهائيًا فى الثلاثين من عمره، وقد أعاقه الصمم عن التعليم النظامى فلم يحصل على أكثر من الشهادة الابتدائية، غير أنه بإرادته الحديدية تعلم على يد والده ليكتب الشعر والنثر، فيحول إعاقته إلى نبوغ مكنه من أن ينير العالم بكتبه.

كل هذه النماذج وأكثر فى مصر والعالم العربى أكدت بوضوح أن الإعاقة الأكبر ليست إعاقة الجسد؛ بل إعاقة الفكر، فقد يكون الأهم من البصر هى البصيرة، والأهم من السمع هو النبوغ، والأهم من الحركة هى الإرادة، فالإعاقة الحقيقية هى إعاقة الروح، وضعف الهمة، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز كل التحديات، وبذلك فاستحق اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة (٣ ديسمبر من كل عام) أن يسمى باليوم العالمى للخارقين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان العالم للأشخاص ذوى الإعاقة اليوم العالمي السياسية والاقتصادية الیوم العالمى ذوى الإعاقة إلا أن

إقرأ أيضاً:

عبدالباري عطوان يوجه رسالة قوية لمصر ويطالبها بتنفيذ هذا الأمر فوراً

يمانيون../

طالب الكاتب العربي الكبير عبدالباري عطوان بأغلاق قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية سواء كانت حربية أو تجارية كذلك المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وذلك بعد السماح لسفينة المانية تحمل متفجرات الدخول إلى ميناء الإسكندرية

وقال عطوان في مقال له بعنوان “”يا مصر القيادة والريادة.. لقد طفح الكيل” قناة السويس يجب أن تُغلَق في وجهِ أيّ سفن حربيّة أو تجاريّة إسرائيليّة، انتصارًا وثأرًا لأكثر من 150 ألف شهيد وجريح عربي مُسلم في قطاع غزة وجنوب لبنان، يُدافعون عن كرامة الأمّة، وهيبتها، وعقيدتها، بما في ذلك مِصر وشعبها الذي كان سبّاقًا في نصرِ قضايا الأُمّتين العربيّة والإسلاميّة.
وأضاف.. مِنطقتنا والعالم الإسلاميّ كلّه على أبوابِ حربٍ ربّما تكون مصيريّة وقد تُعيد صياغة المِنطقة والعالم بأسْرِه، والكيان الصّهيوني في حالةِ انهيارٍ وفقد هيبته وأمنه واستقراره بفضل عمليّات المُقاومة وصواريخها ومُسيّراتها وعمليّاتها البُطوليّة التي تنطلق حاليًّا من سبع جبهات، ولا نتمنّى أنْ تَحدُث عمليّة التغيير هذه، وكُل الانتِصارات الحاليّة والقادمة، ومِصر التي نُحبّها، وإرثها التاريخيّ المُشرّف في الخندق الخطأ.

مقالات مشابهة

  • أحمد ماهر: فخور بتكريمى فى مهرجان القاهرة للطفل العربى
  • «تعليم الكبار»: عقد دورات وورش عمل على كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة
  • عبدالباري عطوان يوجه رسالة قوية لمصر ويطالبها بتنفيذ هذا الأمر فوراً
  • العربى الناصرى: انطلاق المنتدي الحضري العالمي يؤكد دعم مصر لتحقيق التنمية المستدامة
  • عطوان يوجه رسالة قوية لمصر
  • ترامب يعد بـ”قيادة الولايات المتحدة والعالم” نحو قمم جديدة
  • انطلاق المنتدى الحضري العالمى WUF12 في نسخته 12 من القاهرة اليوم
  • اليوم.. انطلاق فعاليات المنتدى الحضرى العالمى بالقاهرة
  • الضويني: ‏التعليم الأزهري يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي‏
  • أمريكا والعالم يحبسون أنفاسهم بين ترامب وهاريس !