بوابة الوفد:
2024-10-01@23:07:43 GMT

اليوم العالمى للخارقين!

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

احتفل العالم منذ أيام قليلة باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة والذى يصادف الثالث من شهر ديسمبر من كل عام، وترجع بداية الاحتفال بهذا اليوم إلى عام ١٩٩٢ عندما أعلنته الأمم المتحدة لدعم ذوى الإعاقة، بهدف السعى نحو ضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وزيادة الفهم لقضاياهم، وبما يعمل على دمجهم فى الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

وقد استوقفنى كثيرًا الاحتفال العالمى بهذا اليوم، خصوصًا فى ظل ما تشير إليه تقديرات منظمة الصحة العالمية من معاناة أكثر من مليار شخص–أى حوالى 15 فى المئة من سكان العالم– من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة، وقد جعلنى ذلك أفكر فى نماذج كثيرة رغم إصابتهم بعجز أو إعاقة جسدية، إلا أن إعاقتهم لم تمنعهم من تحويل حياتهم العادية إلى قصص نجاح ناتجة عن إرادة صلبة وإصرار على تحقيق الأمل والوصول إلى الهدف، دوِنت أسمائهم بحروف من نور، وتحولوا إلى مؤثرين يُحتذى بهم ويحكى عنهم على مر السنين داخل مصر وخارجها، اكتسبوا شهرة على مستوى الوطن العربى والعالم.

يأتى فى المقدمة عميد الأدب العربى «طه حسين» ضرير البصر إلا أنه مستنير البصيرة، استطاع أن يتغلب على عتمة الظلام ليخرج إلى نور الحياة، هو صاحب البصمة الكبرى فى الثقافة العربية، افترش قمة الهرم الأدبى، وأصبح يمثل سمة بارزة للأدب المصرى وركنا أساسيًا فى حقبة التنوير للفكر العربى. والموسيقار عمار الشريعى، رغم أنه ضرير أيضاً إلا أنه بدأ حياته الموسيقية عام 1970 م عقب تخرجه من الجامعة كعازف لآلة الأكورديون، ثم تحول إلى الأرج رغم صعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على حاسة البصر، ثم اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى وزادت ألحانه عن 150 لحنًا لمعظم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى، كما تميز فى وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات، وحصل العديد منها على جوائز على المستويين العربى والعالمى.

نموذج آخر لتحدى الإعاقة هو عبدالله البردونى، أو كما يُطلق عليه «معرى اليمن»، وقد ولد البردونى دون أية إعاقة، لكن عندما بلغ الخامسة من عمره أصيب بالجدرى، وسلب هذا الوباء حياة الآلاف، إلا أنه اكتفى من البردونى ببصره، ولم يسلب عزمه الذى مكنه من أن يصبح منارة للعالم ورمزا من رموز اليمن والعالم العربى، ليترك إبداعات أدبية أنارت عقول كل من تناولها.

كذلك الحال مع الكاتب المصرى من أصل سورى مصطفى صادق الرافعى، فقد أصيب بمرض «التيفود» ليشفى من هذا المرض مصابًا فى أذنيه، حتى فقد سمعه نهائيًا فى الثلاثين من عمره، وقد أعاقه الصمم عن التعليم النظامى فلم يحصل على أكثر من الشهادة الابتدائية، غير أنه بإرادته الحديدية تعلم على يد والده ليكتب الشعر والنثر، فيحول إعاقته إلى نبوغ مكنه من أن ينير العالم بكتبه.

كل هذه النماذج وأكثر فى مصر والعالم العربى أكدت بوضوح أن الإعاقة الأكبر ليست إعاقة الجسد؛ بل إعاقة الفكر، فقد يكون الأهم من البصر هى البصيرة، والأهم من السمع هو النبوغ، والأهم من الحركة هى الإرادة، فالإعاقة الحقيقية هى إعاقة الروح، وضعف الهمة، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز كل التحديات، وبذلك فاستحق اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة (٣ ديسمبر من كل عام) أن يسمى باليوم العالمى للخارقين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان العالم للأشخاص ذوى الإعاقة اليوم العالمي السياسية والاقتصادية الیوم العالمى ذوى الإعاقة إلا أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ تاريخ: الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي

أوضح الدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، أن الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي، على الرغم من أنه تم إنشاؤه في عهد الدولة الفاطمية لنشر التشيع، ولكن بعد زوال دولة الفاطميين على يد صلاح الدين الأيوبي عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السُني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.  

رئيس جامعة الأزهر: ما من حدث يمر بالأمة إلا وتجد صوت الأزهر عاليا تفاصيل لقاء رئيس الطائفة الإنجيلية وشيخ الأزهر الشريف..شاهد

وأوضح أستاذ التاريخ، خلال حديثه اليوم بندوة(الأزهر..تاريخ وحضارة)، والتي تقام في رحاب الجامع الأزهر، في إطار فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أوضح أن الجامع الأزهر شهد تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي، حيث أعيدت فيه صلاة الجمعة، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا(وفق المذاهب الأربعة)، حيث استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وفي ظل الحكم العثماني، احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقْلًيْنِ الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، وأصبح مقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.

وأضاف أستاذ التاريخ، أنه عندما تم إنشاء قسم الوعظ بالأزهر في عام ١٩٢٨م، خرّج الأزهر الآف الوعاظ الذين جابوا العالم لنشر الوسطية والفضيلة ومحاربة الرذيلة ونُصح الناس وإرشادهم وإفتائهم، موضحا أن دور هؤلاء الوعاظ لم يتوقف على المساجد، بل تعداه إلى السجون والمستشفيات والأندية ومراكز الشباب، كما أن الأزهر قام بإنشاء مراكز إسلامية في مختلف بلدان العالم، لنشر الإسلام الوسطي السمح، ومحاربة الخرافات والبدع المنتشرة في هذه البلاد، إضافة إلى إنشاء لجنة الفتوى عام ١٩٣٥، بقرار من فضيلة الإمام المراغي، شيخ الأزهر السابق رحمه الله.

وأكد الدكتور السيد بلاط، أن الأزهر لم ينفصل عن السياسة طوال تاريخه، لا في مصر ولا في خارجها، لأن الإسلام لا يفصل بين الدين والسياسة، وكان للأزهر دور بارز في مواجهة الاستعمار الفرنسي، كما كان له دور سياسي كبير في مواجهة الاستعمار الإنجليزي، أيضا بارك الأزهر ثورة ١٩٥٢م، وكان دوره بارز في رد وتوعية الناس في رد العدوان الثلاثي على مصر، كما دعم الأزهر ثورة الشعب السوداني ضد الاستعمار الإنجليزي، ودعم ثورة الشعب الليبي بقيادة عمر المختار ضد المستعمر الإيطالي.

وحول الدور الاجتماعي للأزهر في التاريخ المعاصر، أوضح الدكتور "بلاط" أن الأزهر أنشأ بيت العائلة المصرية بالتعاون مع الكنيسة، حيث لعب دورا كبيرا فى وأد الفتنة الطائفية وعمل على حل العديد من النزاعات لتوحيد النسيج المجتمعى، كما انشأ فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيت الزكاة والصدقات المصري، من أجل صرف أموال الزكاة في وجوهها المقررة شرعا، وبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.


وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر، في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • أستاذ تاريخ: الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي
  • آفاق الاقتصاد وسياق التنمية المحلية
  • تفاصيل الاجتماع التنسيقي للجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي بحضور محافظ أسوان
  • محافظ أسوان يؤكد أهمية تعظيم الإمكانيات
  • حيار توقع اتفاقية شراكة لإطلاق منصة رقمية من أجل مستقبل أفضل للأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب
  • حملة ترويجية دولية لمصر احتفالًا بيوم  السياحة العالمى لتعزيز قيم السلام والتبادل الثقافى والتعايش المجتمعى
  • شريف فتحى: السياحة تلعب دورًا هامًا فى تعزيز السلام والاستقرار العالمى
  • انطلاق المرحلة الثانية من مشروع دعم صغار المزارعين
  • هل أنتم فاعلون؟
  • الرئيس السيسي: المنطقة والعالم يمران بظروف صعبة جدا