الولايات المتحدة هى التى دفعت إسرائيل للتوحش وقيادة حرب شرسة ضد غزة، فأمريكا هى التى أوضحت منذ البداية رفضها لوقف إطلاق النار على أساس أنه لو حدث سيصب بالإيجاب فى صالح طرف واحد وهو حركة «حماس». بيد أن السيناتور «بيرنى ساندرز» عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطى خرج عن هذا المنحى وعارض هذه الحرب الشرسة وحذر من المساعدات العسكرية الأمريكية غير المشروطة المخصصة لإسرائيل والتى تزيد عن عشرة مليارات دولار، ورأى أن القرار متهور حيث إنه سوف يسمح لحكومة «نتنياهو» بمواصلة نهجها العسكرى اللاإنسانى وعبر عن مخاوفه من مواصلة إسرائيل استراتيجيتها العسكرية اللاإنسانية الحالية التى لا تخدم مصالح الشعب الأمريكى.
لقد واصلت إسرائيل قصفها المكثف على شمال ووسط وجنوب القطاع، وأدت الهجمات إلى مقتل وإصابة المئات معظمهم من الأطفال والنساء. إنها الحرب التى تدخل شهرها الثالث دون أية مؤشرات على أى تدخل دولى. وتواصل حماس والفصائل المسلحة فى غزة التصدى للتوغل البرى الذى شهدت معه عدة محاور معارك ضارية وصلت معها تداعيات الصراع المرير فى غزة بشكل محسوس إلى أماكن بعيدة عن بؤرة الحرب. بل إن الشعور باليأس لدى الفلسطينيين قد ازداد عقب دخول الحرب مرحلة جديدة أعلن فيها الجيش الإسرائيلى عن توسيع عمليته البرية لتشمل كل جزء من غزة.
باتت القضية اليوم فى غزة قضية حياة أو موت. فى البداية بدأت مرحلة المخاطرة لتأتى بعدها مرحلة محاولة النجاة، ولهذا بات الفلسطينى اليوم ناقلا للمعاناة التى يمر الشعب الفلسطينى بها، إنها المرحلة التى يتم فيها توثيق جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل، وهى عن حق أفدح من جرائم الحرب بكثير لتصبح هى الحياة التى يعيشها الفلسطينى تحت الحصار والقصف والإبادة بشكل يومى ولا يملك الفكاك منها، ولهذا كان من الطبيعى للمقيمين فى غزة أن يفقدوا الأمل بالنجاة بشكل كامل، وفى ظل ذلك بات كل منهم يدرك ويتوقع موته فى أية لحظة.
جرب كل فلسطينى رحلة الفرار من مكان لآخر، وقد يحالفه الحظ ويصل إلى الخيام إذا ما قيدت له النجاة ليعيش فى ظل ظروف قاسية، فلا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا وقود. لهذا فقدوا الأمل وفقدوا الأحلام وباتت الوجوه شاحبة. ووسط هذا الوضع المأساوى الكارثى مضت إسرائيل فى غيها تدفع المواطنين الفلسطينيين بشراسة عبر عملياتها العسكرية إلى خارج قطاع غزة ليتم للكيان الغاصب احتلال القطاع من جديد.
ما يحدث من معارك شرسة أودت حتى الآن بحياة أكثر من 61 صحفيًا وموظفًا إعلاميًا من بينهم 54 من الفلسطينيين وفقًا للجنة حماية الصحفيين، وهى منظمة أمريكية غير حكومية. هذا فضلًا عن أعداد القتلى والتى زادت عن ستة عشر ألفًا، وهذا بخلاف عدد المفقودين وعدد المصابين وهم كثر. معاناة وخسائر ومآسى فى ظل ظروف معقدة يعيشها الفلسطينيون فى غزة اليوم. وزادت الأمور وطأة فى القطاع مع انقطاع متواصل لخطوط الهاتف والإنترنت والكهرباء. وانعكس هذا بدوره على المواطن، فرأينا إحدى الناشطات تكتب عبر انستجرام فتقول: (فى غزة مصيرك هو أن تموت فى المنزل تحت قنابلهم، أو تموت وأنت تهرب من قنابلهم، أو تتجمد وتموت جوعًا فى الخارج). تبًا لهذا الكيان الصهيونى الغاصب الذى غابت عنه أحكام العقاب الإلهى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب شرسة سناء السعيد الولايات المتحدة غزة أمريكا فى غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقلص قوات الاحتياط بالجبهات و100 ألف يوقعون عرائض لوقف الحرب
نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الثلاثاء عن مصادر أن عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض لوقف الحرب وإعادة الأسرى في قطاع غزة تجاوز 100 ألف في خمسة أيام، مشيرة إلى أن أزمة الاحتجاجات في صفوف قوات الاحتياط أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه.
وأكدت الصحيفة أن الجيش قرر تقليص عدد قوات الاحتياط في مناطق القتال وتقليص أوامر الاستدعاء المرسلة لهم في أعقاب الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب.
وقالت المصادر إن قرار عزل جنود احتياط وقعوا على عريضة الاحتجاج جاء بضغط من المستوى السياسي.
وأشارت إلى أن ثمة إدراكا في الجيش بأن قرار رئيس الأركان إيال زامير بعزل جنود احتياط من سلاح الجو شاركوا في التوقيع على العريضة كان له نتيجة عكسية.
وأضافت أن ضباطا في الجيش يعتقدون أن عدم ثقة جنود الاحتياط بالمهمة الموكلة إليهم قد يضر بالخطط العسكرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش بدأ يزج بمزيد من الوحدات النظامية إلى غزة لتقليل الاعتماد على جنود الاحتياط، لكن العديد منهم يجدون صعوبة في الامتثال للأوامر لأسباب مختلفة.
تصرف "غير مقبول"من ناحية أخرى، قال رئيس الأركان إيال زامير إنه لن يسمح للخلافات بأن تتسلل إلى صفوف الجيش، مؤكدا على أن لجنود الاحتياط الحق في التعبير عن آرائهم "خارج الخدمة الاحتياطية كمدنيين في أي موضوع وبطريقة ديمقراطية".
إعلانوأضاف أن ثمة ما يكفي من الأساليب والأماكن للاحتجاجات المدنية، وأن محاولة جر الجيش إلى هذا الأمر، بما في ذلك التحدث كجماعة باسم وحدة عسكرية، غير مقبول ولن يُسمح به.
كما شدد على أن الهدف من القتال في غزة هو في المقام الأول الدفاع عن إسرائيل وإعادة المحتجزين وهزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
يشار إلى أن إسرائيل كانت قد جندت نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة بحرب الإبادة على غزة منذ شنها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفق رصد لوكالة الأناضول، فقد وقّع خلال الأيام الأخيرة الماضية ما لا يقل عن 6037 عنصرا بمؤسسات عسكرية وأمنية ومخابراتية 17 عريضة تؤكد ضرورة إعادة الأسرى من غزة ولو على حساب وقف الحرب.
كما وقّع 22 ألفا و500 شخص من قطاعات مدنية 10 عرائض تضامنية مع من يؤكدون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل حرب الإبادة لأهداف سياسية شخصية وليست أمنية.