المعجزة الرئيسية التى قد لا يعلمها كثيرٌ من الناس أن هذه الأحبال لا تتحرك من نفسها ولكنها تهتز عند مرور الهواء الخارج من الرئة بها فتُحدث الصوت الذى نسمعه والذى لا يختلف دائمًا كأنّ هذه الاهتزازات ثابتة فى كل مرة ولا تتغير ولا نعرف حتى الآن من الذى أطلق عليها لقب الأحبال الصوتية وان كانت تستحق هذا اللقب بجدارة للدور العظيم الذى تقوم به هذه الأوتار المشدودة أعلى القصبة الهوائية وكيف لا وهذه الأحبال هى الجهاز الذكى الذى لا تنفك عقدة الصوت الا به ولا يعبّر الإنسان الا به ولا تفلح الحركات سواء بالوجه أو اليد أن تُفهم الناس مثل الصوت ولا حاجة بالإنسان إلى أن يكون الصوت عاليًا بل فحتى لو كان خافتًا «الهمس» لأدى وظيفته.
والمعجزة الثانية فى هذه الأحبال اختلافها الأساسى بين الذكور والاناث وان كانوا فى نفس الوزن والطول لأن الله سبحانه يريد للذكر أن يكون أجش الصوت والمرأة أنعمه وهذه الأحبال تختلف أيضاً وبطبيعة الحال فى الطفل سواء ذكرًا أو أنثى.
وأشار القرآن إلى الصوت العادى والى الجهر به أو أن «يخافت» وإلى الصراخ وأشار أيضاً إلى الهمس فى آيات مختلفة فى القرآن وكلٌ منها يعبر عن حالة معينة، وأشار إلى أنكر الأصوات كما قال فى كتابه الكريم:
الصوت: «وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَالِ وَالأولاد وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا» (سورة الإسراء).
الجهر به: «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أو ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا» (سورة الإسراء).
الصراخ: «وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ» سورة فاطر.
الهمس: «يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِى لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأصوات لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا» (سورة طه) والهمس هو تحريك الشفاه من غير نطق ولكن بعض الناس يستطيع أن يقرأ الشفاه.
أنكر الأصوات: «وَاقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ أن أَنْكَرَ الْأصوات لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» سورة لقمان.
وكل هذه طبقات من نفس الصوت الذى يخرج بدرجات معينة من الرئة أو لا يخرج مثل الهمس حسب حالة أو مزاج الإنسان فتهتز لها الأحبال الصوتية بدرجات متفاوتة.
أما فى أمور الحياة فلا تُذكر الأحبال الصوتية الا وتُذكر معها أم كلثوم وبطبيعة الحال لا بد أن نضرب مثلًا بها لأن كل الناس تذكر أن لها حنجرة قوية ومساحة صوت واسعة (3.6 Octav) جعلت هذه الأحبال تتحمل القدرة على الصمود لسنين طويلة من العمل دون راحة وهذا للمرأة التى من المفروض أن يكون صوتها أقل قوة من الرجل ولكننا نجده أكثر حدة وتستطيع أن تميز صوت الرجل من الأنثى فى لمح البصر إذا استمعت لأغنية لأم كلثوم يغنيها أحد الرجال فتدرك بداية أن هذا الصوت ليس صوتها وتدرك أيضاً إذا كان رجلًا يغنى أم لا فهذه الأحبال قد لا تكل ولا تتعب لمدة سبعين سنة أو أكثر من الغناء فلا يوم تتذمر ولا يوم تشكو.
أمراض الأحبال الصوتية:
الأحبال الصوتية تتعب مثل غيرها وتصيبها كل أمراض الجسد وأشهرها النتوءات على الأحبال ولكن يبقى الصوت موجود وإن إصابته بعض «البحة» وهى تتغذى وتنمو وتتأثر بالمرض وكل ذلك يسرى عليها كما يسرى على غيرها.
وفى القرآن يعرف الناس حبل الوريد وحبل الله «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ» وهو حبل الله المتين، أما الأحبال الصوتية فلم يرد ذكرها فى القرآن رغم الشدة فيها مع نعومة الصوت أو القدرة فى التحكم فى النبرة والكثافة والسرعة وخصائص أخرى وأخيرًا يبقى الموضوع الأساسى أن هذه الأحبال الصوتية وان كانت هى مصدر الصوت فإن الصوت شيءٌ آخر فله صفاته وسرعته وخصائصه وسنفرد له مقالًا أو مقالات أخرى.
ويقول العارفون بالأحبال الصوتية إنها فضل قد زاد من الله على العباد إذا أحسنوا إلى الله الانقياد إلى أن يحين الميعاد.
[email protected]
استشارى القلب–معهد القلب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي الناس الانسان الأحبال الصوتیة
إقرأ أيضاً:
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
ليرد “ عبد السميع” قائلاً:" إن المؤمنون استعظموا أن يٌحاسبوا على ما يخطر في قلوبهم، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء في الآيات: " قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. الصحابة حينما نزلت الآية الكريمة خافوا جدًا فسيدنا النبى قال آمنوا بما أنزل الله سبحانه وتعالى، فنزل قول الله سبحانه وتعالى يقول: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".
وتابع قائلاً: " كأن الله سبحانه وتعالى يؤصل بهذه الآيات أن خطرات القلب وما يكون بين الإنسان وبين قلبه لا يحاسب عليه إلا إذا صدر عنه بالفعل ".
هل أحاسب على شتيمة الناس في سريوفي سياق متصل كان قد أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، إن الإنسان لا يُحاسب إلا على ما يفعله أو ما يتلفظ به، كما جاء في الحديث النبوي حيث قال رسول الله: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم؟» .
وأضاف محمود شلبي ، ردا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر البث المباشر عبر صفحة الدار على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جاء نصه «هل أحاسب على شتيمة الناس في سري؟»، أنه طالما لم يخرج الكلام أو تصدر الأفعال إذن لا يحاسب الإنسان عما يحدث به نفسه.
وأضاف أمين الفتوى «لكن الإنسان لا يترك نفسه للشيطان، فمرة وساوس، وثانية وثالثة، ومن الممكن في النهاية يوصل للقول أو الفعل».
وتابع شلبي «فالإنسان يقطع تلك الوساوس التي تشتمل على شتائم من الشيطان بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث ينصرف عنه الشيطان ولا يفكر فيه».
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سب الدين جريمة عظيمة في الشريعة إذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى.
وأضاف الشيخ عبد الله العجمي، في إجابته عن سؤال: "ما حكم سب الدين وجزاء من يفعل ذلك؟"، أن سب الدين أمر مستفظع مستقبح يؤدي بصاحبه إلى درجة قبح يحل به إلى الكفر وذلك إذا قصد الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرامًا، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين.
وأشار إلى أنه يجب على الإنسان أن يكون حكيم نفسه فيقرأ الواقع وما يراه أمامه وعلى ضوئه يتصرف ولكن عليه أن يبتعد عن سب الدين للغير.
ما حكم من يسب الدين؟سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب "ممدوح"، قائلًا: "إن كل من يسب الدين شخص مختل، وهو أمر لا يحتاج لسؤال وهو جريمة وجناية عظيمة وفاعلها يعرض نفسه للخروج من الملة ويكون على شفا النار والخروج من الدين إن كان لا يقصد، وسب الدين كفر لكن من فعل ذلك هل هو كافر أم لا فهي أمور يجب التحقق منها".
وأضاف أن من قام بهذا الفعل دون أن يكون عنده موانع فلا شك أنه متصف بالكفر، بدلا من أن نبحث عن حكم سب الدين أن نبحث عن عدم القيام به فهو خلق ذميم من بعض الناس وبكلمة واحدة يمكن أن يمحو سجل حسناته مع الله سبحانه وتعالى ولو لا قدر الله ارتد فالردة تحبط الأعمال حتى لو قلت أشهد إلا إله إلا الله.
وتابع قائلًا: "وأقول لمن يسب الدين أنت على خطر الكفر وأنت بين أمرين إما انك كفرت أو انك ارتكبت فعلا اختلف العلماء في صاحبه فاسق ومجرم والعلماء اختلفوا في تكفيرك".
وأوضح أن الأمر خطير والإنسان عليه أن يراقب لسانه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)).