حاتم الطائي
◄ بايدن صاحب تاريخ أسود مُنحاز للصهيونية ويداه ملطختان بدماء الفلسطينيين
◄ "الفيتو الأمريكي" يكتب شهادة وفاة مجلس الأمن بعد فشله في الاضطلاع بمسؤولياته
◄ الموقف العُماني الصريح والشجاع يؤكد الدعم المطلق للقضية الفلسطينية العادلة
"ليس بالضرورة أن تكون يهوديًا حتى تُصبح صهيونيًا.. أنا صهيوني وهذه حقيقة لا أعتذر عنها".
بايدن صاحب التاريخ الأسود المُنحاز للصهيونية الدموية، لا يتوانى عن تقديم كل سبل الدعم لدولة الاحتلال لقتل الفلسطينيين، فلا يكتفي بإرسال آلاف القنابل التي تزن الواحدة منها 2000 رطل، ولا بالقاذفات المُميتة التي تدك الأرض من تحت أقدام الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا يكتفي كذلك بمنح الاحتلال غطاءً سياسيًا دوليًا لتنفيذ جرائمه البشعة والبربرية بحق الفلسطينيين، وإنما يُجاهر بانحيازه السافل للفكر الصهيوني المُجرم، رغم أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 لعام 1975 اعتبر أن "الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز". فهذا الرئيس الذي يجلس في البيت "الأسود" الأمريكي، يتعمّد توفير كل السُبل الكفيلة بإبادة الشعب الفلسطيني، بينما الآلة الإعلامية في أمريكا وأوروبا وإسرائيل بالطبع، لا تتوقف عن نشر الأكاذيب والأخبار المُضللة، ما يمنح الاحتلال الصهيوني المُجرم كل وسائل التعتيم والتغطية والحماية من أية عواقب، على ما تقترفه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومن المؤسف أن نرى العالم بمؤسساته الرسمية عاجزًا عن وقف المذابح الصهيونية في غزة والضفة الغربية، حتى إن التلويح باستخدام القانون الدولي أو حتى استخدامه فعليًا، بات فعلًا غير مقبول من الصهيونية العالمية، فهذا هو الأمين العام للأمم المتحدة يلجأ إلى المادة 99 من النظام الأساسي للجمعية العامة للمنظمة الدولية، ويطلب تدخل مجلس الأمن بموجبها لحفظ الأمن والاستقرار الدوليين، فنجد مدافع الصهيونية في العالم قد وجهت قذائف هجومها اللفظي والسياسي ضد الأمين العام، فقط لأنه تجرأ وطلب تدخل مجلس الأمن لوقف إطلاق النَّار في قطاع غزة.
لقد كُنَّا فيما قبل في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، نتحدث عن ازدواجية المعايير وعدم إنصاف الشعب الفلسطيني، لكننا الآن نجد أنفسنا نتحدث عن مدى الوقاحة التي تمارسها أمريكا بدعمها المُنحط للصهيونية العالمية، حتى إن رئيسها يؤكد أنَّه صهيوني، ولو لم يكن صهيونيًا لاعتنق الصهيونية! فهل من وقاحة أكثر من ذلك؟ وهل من جريمة شنيعة يرتكبها الرئيس الأمريكي بدعمه لجرائم الاحتلال وتزويده بالسلاح والقنابل المُدمِّرة، أسوأ مما يحدث الآن على مرأى ومسمع من العالم أجمع؟
أيُّ خذلان وأيُّ عار ذلك الذي لحق بالعالم بسبب أفعى خبيثة تنشر الشرور في أنحاء العالم، وتبث سمومها في الجسد الفلسطيني والعربي، فتقتل بلا رحمة وتغتال الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد، بينما العالم يقف منزوع الضمير أمام المشاهد المؤلمة التي تأتينا من غزة والضفة الغربية المُحتلة.
ولقد تابعنا بكل أسف الموقف المخزي للولايات المتحدة بعد استخدامها "الفيتو" ضد مشروع القرار في مجلس الأمن، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما أعطى المزيد من الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني أن يواصل الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر من كل اتجاه، وهو الموقف الذي استهجنته بشدة سلطنة عُمان، وعبَّر عن ذلك بصورة واضحة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية؛ إذ وجه انتقادًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجهاض واشنطن مشروع القرار، وتابعنا تغريدته القوية التي قال فيها: "إن استخدام الفيتو في مجلس الأمن يمثل إهانة مُشينة للأعراف الإنسانية.. إنني أعبر عن بالغ أسفي للجوء الولايات المتحدة للتضحية بأرواح المدنين الأبرياء لصالح الصهيونية. بعد فترة طويلة سنرحل، بينما العالم سينظر إلى مواقفنا اليوم بخزيٍ". ولقد عكست هذه التغريدة العميقة الكثير من الدلالات، أولًا أن معاليه كتبها بلغة إنجليزية قوية كي تصل الرسالة إلى المعنيين في الإدارة الأمريكية، ويُدركون أنَّ سلطنة عُمان ومن خلال وزير خارجيتها تُدين استخدام أمريكا لحق النقض، علاوة على أنَّ هذا التصريح لمعاليه يُبرهن على صدق الموقف العُماني ومدى إنسانيته في تعاطيه مع القضية الفلسطينية. وعزز من ذلك الموقف البيان الرسمي الذي صدر بعد ساعات من تغريدة معالي السيد الوزير؛ حيث "أعربت سلطنة عُمان عن أسفها ورفضها لانحياز الإدارة الأمريكية واستخدامها حق النقض أمام مشروع القرار الأممي الداعي لوقف إطلاق النَّار على قطاع غزة وإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور وإغاثة المدنيين باحتياجاتهم المعيشية والعلاجية، رغم تحذير الأمين العام للأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية حول الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وانهيار قدرة وكالات الأمم المتحدة في القيام بواجباتها؛ الأمر الذي يُنذر بسقوط النظام الدولي في الاضطلاع بمسؤولياته وفقًا لميثاق الأمم المتحدة".
كل ما سبق يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن اللوبي الصهيوني؛ سواء كان من اليهود النافذين أو الأمريكيين أنفسهم، يُهيمن على عملية صناعة القرار الأمريكي، ويفرض رؤيته الدموية المتطرفة، على الرغم من أن هذا النفوذ الصهيوني وسيطرته على مفاصل الدولة الأمريكية لا يصب في كثير من الأحيان في صالح الولايات المتحدة نفسها، والدليل على ذلك معارضة أصوات مختلفة داخل الإدارة الأمريكية وفي قلب وزارة الخارجية الأمريكية لموقف واشنطن من العدوان البربري الإسرائيلي على قطاع غزة.
الفكر الإنساني الطبيعي غير قادر على استيعاب الموقف الأمريكي المُنحاز بسفور وفجور تجاه دولة الاحتلال الصهيونية، لكن الواقع يؤكد أن الرئيس الأمريكي وبيته الأسود وبنتاجونه الدموي ومنظومة تصنيع السلاح الأمريكي، جميعهم أياديهم ملوثة بدماء الشعب الفلسطيني البريء الأعزل، وسيظل التاريخ ينعتهم بأقبح الأوصاف لما اقترفته أنفسهم من شرور عظيمة نكراء.
من المؤسف أن يصل العالم إلى هذا المستوى المتدني من الانحطاط بمباركته وصمته على الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، على الرغم من التشدق بمبادئ حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، وغيرها من الأكاذيب الشنيعة التي صدّعونا بها طيلة عقود مضت، فأين هذه الحقوق والحريات من الشعب الفلسطيني الذي بات يُعاني الموت الأسود والأمراض الفتّاكة والأوبئة، مع انعدام الشعور بالأمن، ففي كل دقيقة يُقتل فلسطيني، وفي كل يوم تُهدم المنازل على رؤوس ساكنيها العُزل، وما عساهم يفعلون سوى الصبر واحتساب الأجر عند الله، فيما تخاذل الجميع عن نصرتهم من عرب وعجم، وأطبق الصمت المُريب على المُجتمع الدولي الذي بات العار يُلاحقه في كل مكان وزمان.
إنَّ المجتمع الدولي بتخاذله عن نصرة الشعب الفلسطيني قد سقط في أسفل سافلين، وفي ظل ما تمارسه الدولة الصهيونية من جرائم، فإنَّ النظام العالمي وفق منظومة مجلس الأمن قد فقد شرعيته ومسوّغات وجوده، فما الفائدة المرجوة من نظام عالمي يسمح بقتل الأبرياء وتصفيتهم وتهجيرهم قسرًا من أراضيهم، بل ومكافأة المُعتدي ومنحه مليارات الدولارات والأسلحة الفتّاكة بالمجان!
ويبقى القول.. إن الخزي والعار سيُطارد الولايات المتحدة حتى يتحقق العدل والنصر في فلسطين، والرئيس الأمريكي الصهيوني الحالي جو بايدن ستُكتب سيرته في أقبية التاريخ الأسود للبشرية، جزاءً وفاقًا لما ارتكبه من جرائم، ينبغي محاكمته عليها عاجلًا وليس آجلًا..
لله درك يا فلسطين.. لكم الله يا شعب الأحرار.. النصر للمقاومة الشجاعة.. والعار والهوان لكل من أيّد ودعم وساند وسلّح كلاب الأرض لتنهش في الجسد الفلسطيني دون حسيب ولا رقيب.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة مجلس الأمن صهیونی ا التی ت
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي: ما الذي يمكن أن يخلفه سقوط الأسد من تأثير مباشر على اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط معهد أمريكي الضوء على الانقسام في ردود الفعل باليمن جراء سقوط نظام بشار الأسد في دمشق على يد قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر الجاري.
وقال "المعهد الأمريكي للسلام" في تحليل للخبيرة في شؤون الخليج واليمن أبريل لونجلي ألي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحكومة اليمنية، رحبت بسقوط نظام الأسد، وهنأت الشعب السوري على عودته إلى الحضن العربي ورفضه "الوصاية الأجنبية الإيرانية". وأعلن رئيس المجلس الرئاسي القيادي رشاد العليمي أن الوقت قد حان لإيران "لرفع يدها عن اليمن".
وأضاف "من ناحية أخرى، دعمت جماعة أنصار الله (المعروفة شعبيا باسم الحوثيين) نظام الأسد منذ فترة طويلة، ومن المتوقع أن يكون لها وجهة نظر مختلفة. ففي خطاب عاطفي في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول، حاول زعيمهم عبد الملك الحوثي إعادة تركيز الاهتمام على غزة ، مؤكدا دفاع الحوثيين الثابت عن فلسطين، في حين وصف التطورات في سوريا وأماكن أخرى بأنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية لإضعاف المنطقة.
وتابع "لكن من غير الواضح ما إذا كان سقوط نظام الأسد سيخلف أي تأثير مباشر على اليمن. وعلى مستوى الصورة الكبيرة، فإن الضربة التي تلقتها إيران تخلق تصوراً بأن الحوثيين معرضون للخطر".
وأوضح "نتيجة لهذا، يستغل أنصار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الفرصة للقول بأن الوقت قد حان الآن لضرب الحديد وهو ساخن ضد ما يبدو بشكل متزايد وكأنه العقدة الشاذة في محور المقاومة قبل أن يصبح أكثر تهديداً".
وقال ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت دعواتهم ستُقابل بالعمل. فالحكومة منقسمة وستحتاج إلى دعم عسكري لاستئناف القتال الذي توقف إلى حد كبير منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022".
وأردف التحليل "لا تريد المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة العودة إلى الحرب، والموقف السياسي للإدارة الأمريكية الجديدة غير مؤكد. وهناك أيضًا فرصة لأن تحول إسرائيل انتباهها نحو اليمن، خاصة في ظل استمرار هجمات الحوثيين على الأراضي الإسرائيلية".
وترى الخبيرة ألي أن تصور الحوثيين لنقاط ضعفهم غير واضح أيضاً. فحتى الآن، كانوا يضاعفون هجماتهم على إسرائيل ــ التي أكسبتهم شعبية في الداخل ولكنها ألحقت أضراراً محدودة بتل أبيب ــ والسفن في البحر الأحمر، في حين صعدوا من خطابهم ضد الولايات المتحدة.
وقالت "ربما يرى البعض في الجماعة أن التطورات الإقليمية تشكل فرصة وحتى التزاماً بمحاولة تأكيد دور قيادي في محور المقاومة والأهم من ذلك قضية معارضة إسرائيل والنفوذ الغربي في المنطقة، ولو أن هذه الطموحات سوف تتشكل وفقاً لاستعداد إيران لمواصلة المساعدة".
وزادت "ربما يرى آخرون سبباً لمحاولة جني المكاسب التي تحققت في أقرب وقت ممكن وإعادة تركيز الاهتمام على اتفاق السلام في اليمن".