كشف موقع الشرق بيزنس أن حزبي "مستقبل وطن" و"حماة وطن" الداعمين للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي يسيطران على نحو 95% من الإعلانات الخارجية للترويج لترشيحه في انتخابات الرئاسة الشهر الجاري.

وأنعشت الانتخابات الرئاسية في مصر قطاع الدعاية والإعلان، الذي استفاد من الأموال التي تُضخ للترويج للمرشحين وبرامجهم الانتخابية، حيث يُقدّر حجم إنفاق المرشحين على إعلانات الطرقات فقط بـ400 مليون جنيه (13 مليون دولار).

لكن 4 عوامل لعبت دوراً في محدودية استفادة شركات الإعلانات الخارجية، تمثلت بارتفاع التكاليف، وهبوط الجنيه، والاضطرار لتقديم خصومات كبيرة، والإعلام الرقمي.

رواج القطاع يلاحظه من يمر بشوارع مصر، خاصةً العاصمة القاهرة، التي لا تخلو لافتة إعلانية بها من صورة مرشح أو دعاية للانتخابات الرئاسية التي تُجرى هذا الأسبوع بين 10 و12 ديسمبر/كانون الأول.

مبيعات الإعلانات الخارجية (Outdoor) زادت بنسبة 100% خلال هذه الفترة مقارنةً بالعام الماضي، بحسب رئيس شعبة الدعاية والإعلان باتحاد الصناعات المصرية أشرف خيري.

وقال خيري لـ"الشرق": "لا توجد لافتة إعلانية فارغة في الشوارع والطرق الرئيسية في القاهرة الكبرى".

اقرأ أيضاً

برهامي لأتباعه: لا تخجلوا وأنتم تتنخبون السيسي (فيديو)

القطاع الذي يضم 43 ألف شركة، يعاني مثل أغلب قطاعات اقتصاد البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان، الذي تلقى عدة ضربات متتالية منذ أن اجتاحت جائحة كورونا العالم، حتى حرب غزة التي أكد صندوق النقد الدولي على تداعياتها السلبية على مصر، ولا سيما قطاعها السياحي.

كذلك، "أدت حملات المقاطعة بسبب حرب إسرائيل على غزة إلى عزوف عدد كبير من الشركات عن الإعلانات الخارجية"، بحسب خيري، الذي أشار إلى أنه رغم الطلب الكبير على الإعلانات الخارجية، إلا أنها أسعارها لم تتغير، دون أن يوضح سبباً لذلك.

استفادة محدودة للشركات

ورغم أن حجم الإنفاق على الدعاية للانتخابات الرئاسية عبر الإعلانات الخارجية (Outdoor) ناهز 400 مليون جنيه، "إلا أنه يبقى أقل من الانتخابات الماضية بنسبة تصل إلى 30%"، بحسب رئيس مجلس إدارة شركة دعاية وإعلان في القاهرة الكبرى لـ"الشرق" طالباً عدم نشر اسمه.

ولفت إلى أن اختيار الأماكن الرئيسية والاستراتيجية على الكباري والمحاور وهو ما أعطى شعوراً بضخامة الحملات الإعلانية الانتخابية، معتبراً أيضاً أن "محدودية الجهات الممولة للدعاية الانتخابية" لعبت دوراً في هذا الانخفاض.

وأوضح: "حزبا مستقبل وطن وحماة وطن الداعمان للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي يسيطران على نحو 95% من الإعلانات الخارجية، وهذه التعاقدات الكبيرة المعروف توقيتها منذ فترة طويلة تمتلك قدرة تفاوضية عالية لتحصل على الإعلانات بخصومات تصل إلى 50% مقارنة بإعلانات الشركات التقليدية"، منوّهاً بأنه جرى اختيار أماكن الإعلانات منذ شهر يوليو/تموز الماضي".

اقرأ أيضاً

انتخابات الرئاسة المصرية.. شوارع تعج بلافتات السيسي وناخبون "مجبرون" على تأييده

وبحسب محمود السيد، مالك شركة للدعاية والإعلان في شرق القاهرة، فإن ارتفاع التكاليف، وسط هبوط سعر صرف الجنيه، كان سبباً في تقلص العائد على شركات الإعلان من الدعاية الانتخابية.

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى أكتوبر الماضي -وهو شهر فتح باب تسجيل المرشحين والبدء بوضع ميزانيات الحملات الدعائية الانتخابية- هبط السعر الرسمي صرف العملة المحلية مقابل الأمريكية من 19.7 إلى 30.9 جنيهاً لكل دولار، في حين وصل بالسوق السوداء إلى 50 جنيهاً مقابل الدولار.

ويخوض الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين، لكن الأغلبية الكاسحة للافتات الانتخابية تحمل صورة السيسي الذي يتولى حكم البلاد منذ 2014، مع تواجد محدود للافتات دعم حازم عمر، مؤسس ورئيس حزب الشعب الجمهوري، وظهور هامشي للغاية للافتات صغيرة للمرشح فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وعبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد الجديد.

تتراوح الأسعار من 60 ألف جنيه (1300 دولار) شهرياً للوحة الإعلانية عند مداخل الأنفاق الرئيسية بالقاهرة، إلى 1.6 مليون جنيه للافتة تعرض الإعلان على وجهتين في منطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة)، وفقاً لرئيس الشركة الإعلانية في القاهرة الكبرى.

ولا يستطيع كافة المرشحين والداعمين لهم تحمل التكلفة الكبيرة للدعاية، إذ تقول مها عبدالناصر، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي، عضو مجلس النواب عن الحزب: "نركز على استغلال المؤتمرات الجماهيرية ومواقع التواصل الاجتماعي لدعم مرشحنا، ولكننا لا نستطيع تحمل تكاليف الدعاية عبر التلفزيون أو الصحف أو حتى اللافتات الخارجية".

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تمتلك عدة منصات وقنوات إعلامية، منحت كل مرشح رئاسي "100 دقيقة إعلانية" بالتساوي بكافة وسائلها.

زاهر الشقنقيري، المتحدث الرسمي للحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي حازم عمر، قال لـ"الشرق" إن حملتهم الانتخابية "تركز على التواجد بلافتات في الطرق الرئيسية ذات الكثافة المرورية العالية دخل القاهرة، اعتماداً على تبرعات أعضاء الحزب والمؤيدين، مع الالتزام بسقف 20 مليون جنيه لإجمالي الإنفاق على الدعاية الانتخابية الذي حددته الهيئة الوطنية للانتخابات، هذا بالإضافة إلى الدقائق الممنوحة من شركة المتحدة".

عضو في مجلس النواب المصري، طلب عدم الإفصاح عن هويته، أوضح أن "المؤتمرات واللافتات الانتخابية يتحمل تكلفتها أعضاء مجلس النواب الداعمون للرئيس وكذلك بعض رجال الأعمال".

وأفاد العضو الذي ينتمي لأحد الأحزاب الداعمة للرئيس السيسي، والتي تعمل من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي على تنظيم المؤتمرات وحملات اللافتات الخارجية: "لا توجد مخصصات مالية محددة بشأن الحملات والمؤتمرات التي تنظم في هذا الشأن".

المصدر | الشرق بيزنس

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر السيسي انتخابات الرئاسة الإعلانات الخارجیة ملیون جنیه

إقرأ أيضاً:

مبيعات المركزي العراقي تتجاوز 300 مليون دولار بمزاد اليوم

مبيعات المركزي العراقي تتجاوز 300 مليون دولار بمزاد اليوم

مقالات مشابهة

  • 25 مليون دولار حصيلة "Flight Risk" في 10 أيام
  • «زيلينسكي» يناشد دعم الغرب: لا أعرف أين ذهبت «200 مليار دولار» التي خصصتها أمريكا
  • خلال يوم واحد.. الحوالات الخارجية من دولار العراق تتجاوز 281 مليون دولار
  • سنرد بالمثل.. تنسيق بين الدول التي فرض ترامب رسوماً غير قانونية بحقها 
  • الإعلام الحكومي بغزة: أكثر 61 ألف شهيد وخسائر تجاوزت 50 مليار دولار في إحصائية رسمية جديدة لحرب الإبادة
  • مدبولي يناقش التصورات المقترحة لحزمة الحماية الاجتماعية التي كلف بها الرئيس السيسي
  • 61709 شهداء ضحية حرب الإبادة على غزة و50 مليار دولار خسائر في مختلف القطاعات
  • مبيعات المركزي العراقي تتجاوز 300 مليون دولار بمزاد اليوم
  • نشأت الديهي: الأحداث بالمنطقة الآن حذر منها الرئيس السيسي منذ طوفان الأقصى
  • أول تعليق للسيسي على تولي الشرع رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية